إجراءات كورية صارمة ضد إضراب الشاحنات

فشل محاولات التهدئة وحركة الحاويات تراجعت 72%

شاحنات على جانبي الطريق وسط إضراب واسع النطاق يشل حركة التجارة والإمدادات في كوريا الجنوبية (رويترز)
شاحنات على جانبي الطريق وسط إضراب واسع النطاق يشل حركة التجارة والإمدادات في كوريا الجنوبية (رويترز)
TT

إجراءات كورية صارمة ضد إضراب الشاحنات

شاحنات على جانبي الطريق وسط إضراب واسع النطاق يشل حركة التجارة والإمدادات في كوريا الجنوبية (رويترز)
شاحنات على جانبي الطريق وسط إضراب واسع النطاق يشل حركة التجارة والإمدادات في كوريا الجنوبية (رويترز)

في حين فشلت جهود التهدئة، قال وزير الداخلية الكوري الجنوبي لي سانغ-مين، يوم الاثنين، إن الحكومة تعتزم إصدار أمر تنفيذي لإجبار سائقي الشاحنات المضربين بالعودة إلى العمل إذا أدى استمرار الإضراب إلى تهديد خطير للاقتصاد الوطني.
وأعلنت نقابة سائقي الشاحنات، الاثنين، فشل المفاوضات مع وزارة النقل في كوريا الجنوبية في التوصل إلى اتفاق لإنهاء إضراب السائقين، مشيرة إلى اعتزامها مواصلة المباحثات، غداً الأربعاء. وذكرت وكالة «بلومبيرغ» للأنباء أن النقابة طلبت من وزير النقل المشاركة في محادثات الأربعاء.
وفي تطور آخر، قال وزير النقل وون هي-ريونغ، في إفادة، إنه سيجري إصدار أمر بالعودة إلى العمل، بعد اجتماع مجلس الوزراء برئاسة الرئيس يون سوك يول، الثلاثاء.
وأشارت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء إلى أن هذه التصريحات تأتي في الوقت الذي دخل فيه إضراب السائقين يوم الاثنين يومه الخامس، لمطالبة الحكومة بتمديد القواعد المؤقتة التي تضمن حداً أدنى لأسعار النقل، في ظل ارتفاع أسعار الوقود.
ووفق الحكومة، فإن أكثر من 5000 سائق شاحنة في حوالي 130 موقع عمل في مختلف أنحاء كوريا الجنوبية انضمّوا إلى الإضراب حتى يوم السبت الماضي، مما أدى إلى انخفاض متوسط حركة الحاويات في الموانئ الرئيسية بكوريا الجنوبية إلى 28.1 % من المعدلات الطبيعية خلال الأيام الأربعة الماضية.
وقال وزير الداخلية، خلال اجتماع وزاري: «الحكومة ستتعامل بصرامة وفقاً لمبدأ عدم التسامح إطلاقاً وفقاً للقوانين والقواعد... إذا توقعنا حدوث أزمة خطيرة تضرب الاقتصاد الوطني نتيجة الإضرابات الأخيرة، تعتزم الحكومة إصدار أمر تنفيذي بالعودة إلى العمل، مع وضع خطة طارئة لتحرك الشرطة لضمان حماية أنشطة النقل الطبيعية».
كما حذر الوزير من أن الحكومة ستتخذ الإجراءات القانونية ضد سائقي الشاحنات الذين يرفضون العودة للعمل بعد صدور أمر العودة للعمل. ووفقاً لقانون النقل البري بالشاحنات في كوريا الجنوبية، يستطيع وزير الأراضي والنقل والبنية التحتية في كوريا الجنوبية إصدار مثل هذا الأمر التنفيذي ضد سائقي الشاحنات المضربين عندما يتسبب إضرابهم في تهديد للاقتصاد. ويجب أن يقر مجلس الوزراء هذا الأمر قبل وضعه موضع التنفيذ.
ويمكن معاقبة كل من يرفض تنفيذ الأمر بالسجن لمدة تصل إلى 3 سنوات، وغرامة تبلغ 30 مليون وون (22363 دولاراً)، ولم تصدر الحكومة مثل هذا الأمر التنفيذي منذ دخول القانون حيز التطبيق في عام 2004.
في سياق مستقل، أعلنت وزارة المالية الكورية الجنوبية، يوم الاثنين، اعتزام الحكومة تقليص طرح سندات الشركات التابعة للدولة في إطار الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في سوق السندات المتضررة من تزايد حالة الغموض الاقتصادي.
وأشارت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء إلى أنه جرى إعلان هذه الخطوة، خلال اجتماع طارئ للمجموعة الوزارية الاقتصادية برئاسة وزير المالية تشو كيونغ هو، في وقت سابق. وقالت وزارة الاقتصاد والمالية، في بيان، إنه «في ضوء التعاون مع القطاع المصرفي سنسعى لجعل المؤسسات التي تديرها الدولة، بما في ذلك شركة الطاقة الكهربائية الكورية الجنوبية، وشركة غاز كوريا، تقلل طروحاتها من السندات خلال فترات مختلفة وجعلها تقترض من البنوك».
تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تواجه فيه سوق المال الكورية الجنوبية، وخاصة سوق سندات الشركات، حالة من الاضطراب في أعقاب التخلف عن سداد سندات مرتبطة بسلسلة مدن الترفيه ليغولاند مؤخراً، مع ازدياد المخاوف من حدوث أزمة ائتمان في البلاد.
كما قررت الحكومة ضخ 5 تريليونات وون (3.73 مليار دولار) في صندوق لاستقرار سوق السندات. وينشط هذا الصندوق بشكل خاص لشراء سندات الشركات والأوراق المالية التجارية؛ في محاولة لزيادة الطلب عليها وضمان استقرار سعر العائد ومنعه من الارتفاع إلى مستويات غير طبيعية.


مقالات ذات صلة

«سامسونغ» تواجه غضباً عمالياً في توقيت سيئ

الاقتصاد «سامسونغ» تواجه غضباً عمالياً في توقيت سيئ

«سامسونغ» تواجه غضباً عمالياً في توقيت سيئ

تواجه شركة الإلكترونيات الكورية الجنوبية العملاقة «سامسونغ إلكترونيكس» أول إضراب لعمالها، بعد أن هددت نقابة عمالية مؤثرة بالإضراب احتجاجاً على مستويات الأجور ومحاولات الشركة المزعومة لعرقلة عمل هذه النقابة. وذكرت «وكالة بلومبرغ للأنباء» أن النقابة التي تمثل نحو 9 في المائة من إجمالي عمال «سامسونغ»، أو نحو 10 آلاف موظف، أصدرت بياناً، أمس (الخميس)، يتهم الشركة بإبعاد قادتها عن مفاوضات الأجور.

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

تعتزم كوريا الشمالية تعزيز «الردع العسكري» ضد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، منتقدة اتفاق القمة الذي عقد هذا الأسبوع بين البلدين بشأن تعزيز الردع الموسع الأميركي، ووصفته بأنه «نتاج سياسة عدائية شائنة» ضد بيونغ يانغ، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية. ونشرت وكالة الأنباء المركزية الكورية (الأحد)، تعليقاً انتقدت فيه زيارة الدولة التي قام بها رئيس كوريا الجنوبية يون سيوك - يول إلى الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، ووصفت الرحلة بأنها «الرحلة الأكثر عدائية وعدوانية واستفزازاً، وهي رحلة خطيرة بالنسبة لحرب نووية»، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الألمانية. وذكرت وكالة أنباء «

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

حذرت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتعزيز الردع النووي ضد بيونغ يانغ لن يؤدي إلا إلى «خطر أكثر فداحة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كانت واشنطن وسيول حذرتا الأربعاء كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي تطلقه «سيفضي إلى نهاية» نظامها. وردت الشقيقة الشديدة النفوذ للزعيم الكوري الشمالي على هذا التهديد، قائلة إن كوريا الشمالية مقتنعة بضرورة «أن تحسن بشكل أكبر» برنامج الردع النووي الخاص بها، وفقا لتصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
العالم الرئيس الكوري الجنوبي يشيد أمام الكونغرس بالتحالف مع الولايات المتحدة

الرئيس الكوري الجنوبي يشيد أمام الكونغرس بالتحالف مع الولايات المتحدة

أشاد رئيس كوريا الجنوبية يوون سوك يول اليوم (الخميس) أمام الكونغرس في واشنطن بالشراكات الاقتصادية والثقافية والعسكرية التي تربط كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وتحدّث عن وحدة القوتين في وجه كوريا الشمالية، مشيراً إلى «تحالف أقوى من أي وقت مضى». وقال يوون، أمام مجلس النواب الأميركي، إنه «تشكل تحالفنا قبل سبعين عاماً للدفاع عن حرية كوريا». كما أوردت وكالة «الصحافة الفرنسية». وأشار إلى أن «كوريا الشمالية تخلّت عن الحرية والازدهار ورفضت السلام»، وحض الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان على «تسريع» التعاون فيما بينها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد 23 مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الكوري ـ الأميركي

23 مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الكوري ـ الأميركي

أعلنت وزارة الصناعة الكورية الجنوبية يوم الأربعاء أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وقعتا 23 اتفاقية أولية لتعزيز التعاون الثنائي بشأن الصناعات المتقدمة والطاقة، مثل البطاريات وأجهزة الروبوت وتوليد الطاقة النووية. وذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أن وزارة التجارة والصناعة والطاقة الكورية الجنوبية قالت إنه تم توقيع مذكرات التفاهم خلال فعالية شراكة في واشنطن مساء الثلاثاء، شملت 45 مسؤولا بارزا بشركات من الدولتين، وذلك على هامش زيارة الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول للولايات المتحدة. وأضافت الوزارة أن من بين الاتفاقيات، 10 اتفاقيات بشأن البطاريات والطيران الحيوي وأجهزة الروبوت وال

«الشرق الأوسط» (سيول)

اليابان تناشد بايدن الموافقة على صفقة «نيبون - يو إس ستيل»

رجل يمر أمام لوحة تحمل شعار «نيبون ستيل» على مقرها في العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
رجل يمر أمام لوحة تحمل شعار «نيبون ستيل» على مقرها في العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
TT

اليابان تناشد بايدن الموافقة على صفقة «نيبون - يو إس ستيل»

رجل يمر أمام لوحة تحمل شعار «نيبون ستيل» على مقرها في العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
رجل يمر أمام لوحة تحمل شعار «نيبون ستيل» على مقرها في العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

أرسل رئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيشيبا، رسالةً إلى الرئيس الأميركي جو بايدن يطلب منه الموافقة على استحواذ «نيبون ستيل» على «يو إس ستيل»؛ لتجنب إفساد الجهود الأخيرة لتعزيز العلاقات بين البلدين، وفقاً لمصدرَين مطلعَين على الأمر.

وانضم بايدن إلى نقابة عمالية أميركية قوية في معارضة استحواذ أكبر شركة يابانية لصناعة الصلب على الشركة الأميركية العريقة مقابل 15 مليار دولار، وأحال الأمر إلى لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، وهي لجنة حكومية سرية تراجع الاستثمارات الأجنبية؛ بحثاً عن مخاطر الأمن القومي. والموعد النهائي لمراجعة لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة هو الشهر المقبل، قبل أن يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترمب - الذي تعهَّد بعرقلة الصفقة - منصبه في 20 يناير (كانون الثاني).

وقد توافق لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة على الصفقة، ربما مع اتخاذ تدابير لمعالجة المخاوف المتعلقة بالأمن القومي، أو توصي الرئيس بعرقلتها. وقد تُمدِّد المراجعة أيضاً.

وقال إيشيبا في الرسالة، وفقاً لنسخة من النص اطلعت عليها «رويترز»: «تقف اليابان بوصفها أكبر مستثمر في الولايات المتحدة، حيث تظهر استثماراتها اتجاهاً تصاعدياً ثابتاً. إن استمرار هذا الاتجاه التصاعدي للاستثمار الياباني في الولايات المتحدة يعود بالنفع على بلدَينا، ويبرز قوة التحالف الياباني - الأميركي للعالم». وأكدت المصادر أنه تم إرسالها إلى بايدن في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وتابع إيشيبا: «في ظل رئاستك، وصل هذا التحالف إلى قوة غير مسبوقة. نطلب باحترام من الحكومة الأميركية الموافقة على الاستحواذ المخطط له من قبل شركة (نيبون ستيل) حتى لا نلقي بظلالنا على الإنجازات التي تحقَّقت على مدى السنوات الأربع الماضية»، كما جاء في الرسالة.

ورفضت السفارة الأميركية في اليابان التعليق. وأحال مكتب إيشيبا الأسئلة إلى وزارة الخارجية التي لم يكن لديها تعليق فوري. ورفضت شركة «نيبون ستيل» التعليق، ولم ترد شركة «يو إس ستيل» على الفور على طلب التعليق خارج ساعات العمل في الولايات المتحدة.

ويبدو أن نهج إيشيبا المباشر يمثل تحولاً في موقف الحكومة اليابانية بشأن الصفقة، التي أصبحت قضيةً سياسيةً ساخنةً، في ولاية أميركية متأرجحة رئيسة في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر.

وكان سلف إيشيبا، فوميو كيشيدا، قد سعى إلى إبعاد إدارته عن عملية الاستحواذ المثيرة للجدل، ووصفها بأنها مسألة تجارية خاصة حتى مع تصاعد المعارضة السياسية في الولايات المتحدة.

وبدا أن عملية الاستحواذ على وشك أن تُعرقَل عندما زعمت لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة في رسالة أرسلتها إلى الشركات في 31 أغسطس (آب) أن الصفقة تُشكِّل خطراً على الأمن القومي من خلال تهديد سلسلة توريد الصلب للصناعات الأميركية الحيوية.

ولكن تم تمديد عملية المراجعة في النهاية إلى ما بعد الانتخابات؛ لإعطاء اللجنة مزيداً من الوقت لفهم تأثير الصفقة على الأمن القومي والتواصل مع الأطراف، وفقاً لما قاله شخص مطلع على الأمر.

وقبل تولي إيشيبا منصبه في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، قال إن أي تحرك أميركي لمنع الصفقة لأسباب تتعلق بالأمن القومي سيكون «مقلقاً للغاية» نظراً للعلاقات الوثيقة بين الحلفاء.

والتقى إيشيبا وبايدن لأول مرة بصفتهما زعيمَين، على هامش قمة دولية في بيرو في وقت سابق من هذا الشهر. وقال إيشيبا في خطابه إن الرجلين لم يتمكّنا من الخوض في مناقشات بشأن العلاقة الاقتصادية في ذلك الاجتماع؛ بسبب قيود الوقت، وإنه يريد متابعة الأمر لجذب انتباهه إلى الصفقة في «منعطف حرج».

وقدَّمت شركة «نيبون ستيل» ضمانات وتعهدات استثمارية مختلفة من أجل الفوز بالموافقة. وأكد إيشيبا في خطابه إلى بايدن أن الصفقة ستفيد كلا البلدين، وقال: «إن شركة (نيبون ستيل) ملتزمة بشدة بحماية عمال الصلب في الولايات المتحدة، وفتح مستقبل مزدهر مع شركة الصلب الأميركية وعمالها. وستُمكِّن عملية الاستحواذ المقترحة شركات الصلب اليابانية والأميركية من الجمع بين التقنيات المتقدمة وزيادة القدرة التنافسية، وستسهم في تعزيز قدرة إنتاج الصلب وتشغيل العمالة في الولايات المتحدة»... ولم يتضح ما إذا كان بايدن قد ردَّ على الرسالة.