بكين: معركة «صفر كوفيد» ستتكلل بالنجاح

تخفيف بعض قيود الحجر في إقليم شينجيانغ بعد احتجاجات

عامل صحي يجري فحص «بي سي آر» لصينية في شنغهاي أمس (أ.ف.ب)
عامل صحي يجري فحص «بي سي آر» لصينية في شنغهاي أمس (أ.ف.ب)
TT

بكين: معركة «صفر كوفيد» ستتكلل بالنجاح

عامل صحي يجري فحص «بي سي آر» لصينية في شنغهاي أمس (أ.ف.ب)
عامل صحي يجري فحص «بي سي آر» لصينية في شنغهاي أمس (أ.ف.ب)

أكدت السلطات الصينية، أمس (الاثنين)، تمسكها بسياسة «صفر كوفيد - 19»، مبدية تفاؤلها بأن هذه المعركة «ستتكلل بالنجاح»؛ وذلك غداة حركة احتجاجية غاضبة من القيود الصحية المفروضة.
ونزلت أول من أمس أعداد من المتظاهرين إلى الشارع في بكين وشنغهاي ووهان خصوصاً؛ تعبيراً عن الاستياء الشعبي الذي استمر بالتعاظم في الأشهر الأخيرة في الصين، وهي من الدول القليلة في العالم التي تستمر بتطبيق سياسة «صفر كوفيد» الصارمة جداً مع عمليات إغلاق وحجر متكررة وفحوص «بي سي آر» شبه يومية.
وحفز حريق حصد أرواحاً في أورومتشي عاصمة مقاطعة شينجيانغ، في شمال غربي البلاد، غضب الكثير من الصينيين وقد حمّل بعضهم القيود الصحية الصارمة بعرقلة عمل فرق الإطفاء والإغاثة.
واتهمت وزارة الخارجية الصينية، أمس، «قوى ذات دوافع مبيتة» بإقامة رابط بين هذا الحريق و«الاستجابة المحلية لـ(كوفيد – 19)»، على ما أكد الناطق باسم الوازرة جاو ليجيان الذي قال «نعتبر أن معركتنا ضد (كوفيد – 19) ستتكلل بالنجاح بقيادة الحزب الشيوعي الصيني ودعم الشعب الصيني». وشاهد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية انتشاراً للشرطة في بكين وشنغهاي صباح الاثنين قرب مواقع تجمعات الأحد.
في شنغهاي أوقف شخصان قرب شارع أورومتشي، حيث جرت مظاهرة الأحد. وأوضح شرطي لوكالة الصحافة الفرنسية، أن أحد الموقوفين «لم يحترم تدابيرنا».
وتجنبت شرطة شنغهاي رغم الأسئلة المتكررة، حتى صباح الاثنين توضيح عدد الموقوفين في عطلة نهاية الأسبوع. وذكرت هيئة «بي بي سي» البريطانية، أن أحد مراسليها في الصين أوقف خلال تغطية المظاهرة في شنغهاي و«تعرض للضرب من جانب الشرطة». ورأى وزير الشركات البريطاني غرانت شابس، أن ما حصل «غير مقبول» ومثير للقلق».
وقال الناطق باسم الخارجية الصينية بهذا الخصوص، إن مراسل هيئة «بي بي سي» إد لورنس «لم يعرّف عن نفسه على أنه صحافي ولم يظهر طوعاً بطاقة الاعتماد الصحافية».
ونشرت صحيفة «الشعب» الاثنين نصاً يحذر من أي «شلل» جراء سياسة «صفر كوفيد» من دون الدعوة إلى وقفها.
وخففت منطقة شينجيانغ، في غرب الصين، بعض قيود «كوفيد» في عاصمتها أورومتشي الاثنين.
وأفاد مسؤولون في مؤتمر صحافي بأن أشخاصاً في المدينة، التي تعد أربعة ملايين نسمة، خضع بعضهم إلى إجراءات عزل في منازلهم لأسابيع، بات بإمكانهم التنقل بواسطة حافلات لشراء حاجياتهم ضمن مناطق سكنهم اعتبارا من اليوم (الثلاثاء).
وقال مسؤولون، إنه يمكن لمتاجر أساسية محددة في المناطق، حيث يعد «الخطر منخفضاً» التقدّم بطلب لاستئناف نشاطها بحضور 50 في المائة من العمال، بينما ستستأنف رحلات الطيران والنقل العام «بشكل منظّم».
ولقي 10 أشخاص حتفهم عندما اندلع حريق في مبنى سكني في أورومتشي قبل أيام؛ ما دفع الحشود للنزول إلى الشوارع في مدن صينية عدة نهاية الأسبوع للاحتجاج على سياسة «صفر كوفيد» الصارمة التي تتبعها السلطات. وألقى الكثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي باللوم على تدابير الإغلاق المرتبطة بـ«كوفيد» في أورومتشي في عرقلة جهود الإنقاذ، لكن المسؤولين لفتوا إلى أن السيارات الخاصة هي التي عرقلت طريق عناصر الإطفاء.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».