الملك الراحل عبد الله «فاعل للخير» في الحياة ومن بعد الممات

اجتماع مجلس الأمناء الثالث لمؤسسته الخيرية العالمية للأعمال الإنسانية في جدة

الملك الراحل عبد الله «فاعل للخير» في الحياة ومن بعد الممات
TT

الملك الراحل عبد الله «فاعل للخير» في الحياة ومن بعد الممات

الملك الراحل عبد الله «فاعل للخير» في الحياة ومن بعد الممات

أي قلب كان يحمل الملك عبد الله بن عبد العزيز – رحمه الله - سؤال سيبادر للذهن لدى مشاهدة حجم المشاريع التي أسس لها بدعم شخصي منهً للاقليات المسلمة المضطهدة والمجتمعات الاسلامية المحتاجة بمسمى {فاعل خير} ابتغاء لوجه الله، مع حرصه على عدم معرفة أي كان لما يقدمه من اعمال، حتى ابنائه.
فيما كشف عنها الدكتور احمد محمد علي رئيس مجموعة البنك الاسلامي، لابناء الملك عبد الله عبر معرض مصاحب لاجتماع مجلس الامناء الثالث لمؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للاعمال الانسانية، الذي انعقد في جدة مساء أول من أمس، فيما لم يستغرب ابناء الملك الراحل لحجم الاعمال الخيرية لوالدهم، حيث شهدت حياته العديد من المبادرات الغير المعلن عنها.
وكان الامير خالد بن عبد الله رئيس مجلس الامناء بحضور الامير متعب بن عبدالله نائب رئيس مجلس الامناء وابناء الملك عبد الله بن عبد العزيز، لمناقشة رسالة المؤسسة التي اوصى بها الملك عبدالله والتي هدفت ان تكون مؤسسة اعمال انسانية عالمية المستوى لتحقيق الغايات والمقاصد النبيلة والإنسانية، والمشاركة في أنشطة العمل الإنساني التي تخدم الدين والبلاد والأمتين العربية والاسلامية والعالم أجمع، ونشر قيم التسامح والفضيلة والسلام، وذلك من خلال سبعة محاور رئيسية للمؤسسة والتي تشمل التعليم والتنمية الاقتصادية والرعاية الصحية وتطوير العلوم والتقنية والاغاثة الاجتماعية وحوار الأديان ونشر السلام والامن.
فيما ناقش الاجتماع مبادرات المؤسسة التي تمت ومشاريع الكيانات التابعة للمؤسسة والتي شملت عدة مناطق ومحافظات مختلفة في {المدينة المنورة، والرياض، وجدة، والمخواة، والاحساء، واملج، وينبع، والليث والغزالة، وصامطة}، كما تابع المجلس مشروعات المرحلة الثانية للمؤسسة والتي تهدف إلى انشاء 700 وحدة سكنية في كل من {الرياض والقصيم ونجران وعسير والحدود الشمالية والجوف وتبوك}.
واشار المجتمعون للاعمال الانسانية الاخرى التي تقوم بها المؤسسات التابعة مثل مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، وكذلك ساهمت المؤسسة في دعم التنمية الاقتصادية في المجتمعات من خلال تمويل مشاريع متبناة من قبل مؤسسات محلية مثل مشروع باب رزق جميل، بالاضافة الى تعاون المؤسسة مع كبرى الهيئات والمؤسسات العالمية لدعم المشاريع الانسانية التي يقوم بها البنك الاسلامي للتنمية في آسيا وأفريقيا، حيث بلغت ثمانية مشاريع في الصومال والنيجر ومالي وسيراليون وغينيا وليبيريا واندونيسيا وبنغلايش واليمن وافغانستان وباكستان والهند وطاجكستان وقيرغيزيا والروهنجيا الاقلية المسلمة في بورما والبهاريين في بنجلاديش وشملت المشاريع اعمال الاغاثة والخدمات الطبية والتعليم والاسكان وحفر الأبار وغيرها وحضر الاجتماع الامير عبدالعزيز وفيصل وتركي وسعود ومنصور ومحمد وماجد ومشهور وسعد وبدر وسلطان وبندر ابناء الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وبالعودة الى رئيس البنك الاسلامي الذي لـ«الشرق الأوسط» عن مواجهتهم تساؤلات عدة حيال المتبرع، إلا ان جملة واحدة كانت حاضرة دوماً هي {فاعل خير}، مشيراً بانها تأتي نزولاً عن رغبة الملك عبد الله رحمه الله، وحرصه على عدم معرفه أي طرف آخر ما يقدمه من دعم حتى ابناءه، منوهاً عن 8 مشاريع خيرية كبرة كانت تحت ادارة البنك الاسلامي للتنمية بقيمة تجاوزت 2.6 مليار ريال.
وأرجع رئيس البنك الاسلامي اقامة المعرض المصاحب لاجتماع مجلس الامناء، الى ان المشاريع هي تحت مظلة مؤسسة الملك عبد الله العالمية للاعمال الانسانية، إلا انها كانت مباشرة من الملك عبد الله مع البنك الاسلامي، دون مرورها بالمؤسسة واطلاع مجلس الامناء عليها وكان يتوجب اطلاعهم عليها.
{لا تنسوني من دعائكم} كلمات اطلقها الملك عبد الله رحمه الله، في حياته، ستبقى وما يتبعها من دعاء لعقود طويلة، وسيتذكر العالم حجم ما انفقه وقدمه الملك الراحل لابناء الامة الاسلامية قاطبة، قياساً بحجم المشاريع التي تنوعت بين انشاء العيادات المتنقلة ومساعدة المجتمعات المسلمة المحتاجة في آسيا بجوانب التعليم والصحة والايواء مع التركيز على المجتمعات ذات الاوضاع الخاصة {الاقليات المضطهدة}. الى جانب انشاء المجمعات التعليمية والآبار العميقة اضافة الى كفالة 2000 من الاطفال الذين فقدوا ذويهم في زلزال تسونامي 2004.



«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
TT

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية، وحاجياتهم الحيوية الملموسة»، متهماً «التصورات المتطرفة» بالمراهنة على تطلعات آيديولوجية تبرر التضحية بطموحات الشعوب في سبيل مشروعات ترى التدمير إنجازاً والتنمية تهمة.

وأشار «اعتدال»، الذي يتّخذ من الرياض مقرّاً له، في تقرير نشر عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، الأربعاء، إلى عدد من الأسباب التي تدفع الفكر المتطرّف إلى مهاجمة الدول المستقرة، لافتاً إلى اعتبارات متطرّفة عدة مقابل ما يقدّمه الاستقرار للتنمية والأمن والمستقبل.

الأزمات «لحظات عابرة»

الدول المستقرّة، وفقاً للتقرير، تعدّ كل أزمة «لحظةً عابرة» ينبغي تجاوزها للعودة إلى مهامها الأساسية القائمة على العناية بجودة الحياة وضمان الأمن، بينما تُعدّ الأزمات «جزءاً من عقيدة التطرف بمختلف مشاربه»، وبيّن أن الاستقرار «محك واقعي لمدى صدق الوعود والعهود التي يطلقها المتطرفون عبر خطابهم الترويجي والاستقطابي»، وللاستدلال على أن «المتطرّفين» لا يملكون أي مشروع حقيقي غير الدعوة إلى التدمير والصراع، أوضح «اعتدال» أن خُلُو العالم من الأزمات، وشيوع الاستقرار بين الدول، «سيحرمهم لا محالة من الوضع المعلق الذي تخلقه الصراعات».

وضمن الأسباب التي تدفع الفكر المتطرف إلى مهاجمة الدول المستقرة، يرى التقرير أن «الاستقرار يُمَتَّنُ حالة الولاء بين المجتمعات وبين الدول»، عادّاً أن ذلك يحول دون «تنامي المشاعر السلبية والانفعالات المريضة والحاقدة بين الناس، مما يُعدّ حرماناً للمتطرفين من مادتهم الأساسية».

ويعتقد يوسف الرميح، وهو مستشار أمني سعودي، أن الفكر المتطرّف «يحاول استهداف الدول المستقرة والدول المضطربة على حدٍّ سواء».

دوافع واختلافات

ويرى الرميح أن «الدول المستقرة ليس لديها هامش للأفكار المضطربة، مما يدفع بالمتطرفين إلى محاولة الاصطياد في الماء العكر واختراق المجتمعات عبر استهداف مواطنين، خصوصاً الشباب، ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات العامة، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ بهدف خلخلة هذا النظام العام في المجتمع».

يذكر أن «اعتدال» يضطلع بمهام رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف، وحجب منافذه بمختلف أشكالها وتعطيل مصادر تغذيتها. وقد دُشّن من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وعدد من قادة الدول خلال في مايو (أيار) عام 2017 بالرياض.