الكشف عن «كورونا» في 30 دقيقة باستخدام مقص الجينات

تقنية ابتكرتها جامعة فرايبورغ الألمانية

اختبار «المقص الجيني» يعطي نفس دقة اختبارات الـ«بي سي آر» (أ.ف.ب)
اختبار «المقص الجيني» يعطي نفس دقة اختبارات الـ«بي سي آر» (أ.ف.ب)
TT

الكشف عن «كورونا» في 30 دقيقة باستخدام مقص الجينات

اختبار «المقص الجيني» يعطي نفس دقة اختبارات الـ«بي سي آر» (أ.ف.ب)
اختبار «المقص الجيني» يعطي نفس دقة اختبارات الـ«بي سي آر» (أ.ف.ب)

توصّل فريق بحثي ألماني إلى استخدام تقنية مقص الجينات، المعروفة باسم «كريسبر كاس»؛ لاكتشاف وجود فيروس «كورونا المستجد» من عدمه في العيّنات، وذلك خلال مدة لا تتجاوز 30 دقيقة، وذلك بدقة أقرب إلى اختبارات الـ«بي سي آر»، منها إلى اختبار المستضدات السريعة.
وأدى إطلاق مجموعات اختبار المستضدات السريعة في السوق إلى تغيير كبير في الطريقة التي يتعامل بها المجتمع مع آثار الوباء، حيث يمكن للأفراد الذين يشتبه في إصابتهم بالفيروس اختبار أنفسهم في المنزل باستخدام مجموعات متوفرة بسهولة في معظم الصيدليات، بدلاً من انتظار تحديد موعد لإجراء اختبار «بي سي آر»، ثم الانتظار أياماً إضافية للحصول على النتيجة.
ومع ذلك يجري دفع ثمن هذه الراحة من خلال حساسية الاختبار، حيث أصبحت هذه المشكلة واضحة بشكل صارخ خلال موجة العدوى في الشتاء الماضي، عندما فشلت اختبارات المستضدات السريعة في كثير من الأحيان في اكتشاف العدوى بمتغير (أوميكرون)، حتى بعد ظهور الأعراض، لكن التقنية الجديدة، المعتمدة على «المقص الجيني»، التي قدّمها باحثو جامعة فرايبورغ الألمانية، وجرى الإعلان عنها، الجمعة، في دورية «ماتريالز توداي»، تعطي نتائج دقيقة وخلال وقت قصير لا يتعدى 30 دقيقة.
وعلى غرار الاختبارات السريعة التي يجري إجراؤها في المنزل أو في مراكز الاختبار، تعتمد التقنية الجديدة على إضافة محلول عينة من الأنف أو الفم إلى مزيج التفاعل. وعلى عكس اختبارات المستضد الفيروسي، فإن تقنية «المقص الجيني» تعتمد على النسخ العكسي الكمي (rt-qPCR)، حيث يجري فحص عينة المريض بحثاً عن تسلسلات الحمض النووي الريبي المميزة للفيروس، وإذا كانت العينة تحتوي على مقتطف الحمض النووي الريبي محل الاهتمام، فيجري تنشيط بروتين المستجيب (كاس 13 أ) ويشق الحمض النووي الريبي المتوفر داخل مزيج التفاعل.

رسم توضيحي يوضح آلية عمل الاختبار (جامعة فرايبورغ الألمانية)

ويؤدي ذلك إلى إنشاء علاقة تناسبية عكسية مع وفرة الحمض النووي الريبي الفيروسي داخل العينة، والتي يجري تحليلها بعد ذلك في قراءة كهروكيميائية (تشير كثافات التيار المنخفضة إلى حمولة فيروسية عالية).
ويقول كان دينسر؛ من قسم هندسة النظم الدقيقة بجامعة فرايبورغ الألمانية، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الرسمي للجامعة: «يتجاهل نظامنا هنا تضخيم الحمض النووي وهو قابل للتكيف بمرونة مع الطفرات الجديدة ذات الصلة سريرياً للفيروس، بينما يستخدم حصرياً كواشف غير سامة وغير مكلفة».
ويضيف: «في ضوء القرارات الأخيرة التي اتخذها عدد من الدول بالتعايش مع الفيروس، ستكتسب فرص الاختبار الموثوقة والحساسة والسريعة مرة أخرى أهمية في مهمة إدارة موجات العدوى المتكررة بشكل مناسب، كما ستكون هذه الاختبارات مفيدة في عدم الضغط على المستشفيات، وتحديد المرضى الذين يحتاجون للرعاية الصحية».


مقالات ذات صلة

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

صحتك ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بارتفاع ضغط الدم، وما يمكنك القيام به لتقليل المخاطر:

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
TT

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)

كشفت دراسة أميركية أن علاجاً مبتكراً للأطفال الذين يعانون من الكوابيس المزمنة أسهم في تقليل عدد الكوابيس وشدّة التوتر الناتج عنها بشكل كبير، وزاد من عدد الليالي التي ينام فيها الأطفال دون استيقاظ.

وأوضح الباحثون من جامعتي أوكلاهوما وتولسا، أن دراستهما تُعد أول تجربة سريرية تختبر فاعلية علاج مخصصٍ للكوابيس لدى الأطفال، ما يمثل خطوة نحو التعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل، وليس مجرد عَرَضٍ لمشكلات نفسية أخرى، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Frontiers in Sleep».

وتُعد الكوابيس عند الأطفال أحلاماً مزعجة تحمل مشاهد مخيفة أو مؤلمة توقظ الطفل من نومه. ورغم أنها مشكلة شائعة، فإنها تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، إذ تُسبب خوفاً من النوم، والأرق، والاستيقاظ المتكرر، وهذه الاضطرابات تنعكس سلباً على المزاج، والسلوك، والأداء الدراسي، وتزيد من مستويات القلق والتوتر.

ورغم أن الكوابيس قد تكون مرتبطة باضطرابات نفسية أو تجارب مؤلمة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، فإنها لا تختفي بالضرورة مع علاج تلك المشكلات، ما يتطلب علاجات موجهة خصيصاً للتعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل.

ويعتمد العلاج الجديد على تعديل تقنيات العلاج المعرفي السلوكي واستراتيجيات الاسترخاء وإدارة التوتر، المستخدمة لدى الكبار الذين يعانون من الأحلام المزعجة، لتناسب الأطفال.

ويتضمّن البرنامج 5 جلسات أسبوعية تفاعلية مصمّمة لتعزيز فهم الأطفال لأهمية النوم الصحي وتأثيره الإيجابي على الصحة النفسية والجسدية، إلى جانب تطوير عادات نوم جيدة.

ويشمل العلاج أيضاً تدريب الأطفال على «إعادة كتابة» كوابيسهم وتحويلها إلى قصص إيجابية، ما يقلّل من الخوف ويعزز شعورهم بالسيطرة على أحلامهم.

ويستعين البرنامج بأدوات تعليمية مبتكرة، لتوضيح تأثير قلّة النوم على الأداء العقلي، وأغطية وسائد، وأقلام تُستخدم لكتابة أفكار إيجابية قبل النوم.

وأُجريت التجربة على 46 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً في ولاية أوكلاهوما الأميركية، يعانون من كوابيس مستمرة لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في عدد الكوابيس ومستوى التوتر الناتج عنها لدى الأطفال الذين تلقوا العلاج مقارنة بالمجموعة الضابطة. كما أُبلغ عن انخفاض الأفكار الانتحارية المتعلقة بالكوابيس، حيث انخفض عدد الأطفال الذين أظهروا هذه الأفكار بشكل كبير في المجموعة العلاجية.

ووفق الباحثين، فإن «الكوابيس قد تُحاصر الأطفال في دائرة مغلقة من القلق والإرهاق، ما يؤثر سلباً على حياتهم اليومية»، مشيرين إلى أن العلاج الجديد يمكن أن يُحدث تحولاً كبيراً في تحسين جودة حياة الأطفال.

ويأمل الباحثون في إجراء تجارب موسعة تشمل أطفالاً من ثقافات مختلفة، مع دراسة إدراج فحص الكوابيس بوصفها جزءاً من الرعاية الأولية للأطفال، ما يمثل خطوة جديدة في تحسين صحة الأطفال النفسية والجسدية.