المقاومة تطهر منطقة بئر أحمد في عدن من الحوثيين.. ومقتل قائد القوات الموالية لصالح

ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ يشن 4 ﻏﺎﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺠﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻲ الواقع ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮﺓ المتمردين

أنقاض منزل العميد خالد العندولي القائد العسكري البارز في ميليشيات الحوثيين المسلحة شمال العاصمة صنعاء جراء غارة جوية لقوات التحالف (رويترز)
أنقاض منزل العميد خالد العندولي القائد العسكري البارز في ميليشيات الحوثيين المسلحة شمال العاصمة صنعاء جراء غارة جوية لقوات التحالف (رويترز)
TT

المقاومة تطهر منطقة بئر أحمد في عدن من الحوثيين.. ومقتل قائد القوات الموالية لصالح

أنقاض منزل العميد خالد العندولي القائد العسكري البارز في ميليشيات الحوثيين المسلحة شمال العاصمة صنعاء جراء غارة جوية لقوات التحالف (رويترز)
أنقاض منزل العميد خالد العندولي القائد العسكري البارز في ميليشيات الحوثيين المسلحة شمال العاصمة صنعاء جراء غارة جوية لقوات التحالف (رويترز)

ﺷﻨﺖ ﻃﺎﺋﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، في الساعات الأولى من فجر أمس الاثنين ﺃﺭﺑﻊ ﻏﺎﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺠﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻲ ‏(ﺧﻔﻌﺔ‏) ﻗﺮﻳﺔ ﺑﺎﻛﺒﻴﺮﺓ ﺷﺮﻕ ﻋﺘﻖ ﺑﺤﻮﺍﻟﻲ 18 ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮا، والواقع ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎﺕ الحوثي وصالح ﻭﺑﻪ ﻣﺌﺎﺕ العناصر المقاتلة، ﻭﺃﺳﻠﺤﺔ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ﻭﺛﻘﻴﻠﺔ.
وأغارت مقاتلات التحالف قبل ظهر أمس الاثنين على مواقع للميليشيات وقوات الرئيس المخلوع المتمركزة في مبنى السجن المركزي جنوب مدينة قعطبة بمحافظة الضالع وسط اليمن.
ومن جهة ثانية قال علي الأحمدي الناطق باسم قيادة مجلس المقاومة في عدن لـ«الشرق الأوسط» بأن المقاومة أحبطت أول من أمس تقدما للميليشيات في جبهة بئر أحمد شمال عدن مكبدة الميليشيات خسائر في الأرواح والعتاد، وتمكنت المقاومة من الاستيلاء على ذخائر وقاذف «أر بي جي». وأضاف الأحمدي أن مساء الأحد كانت هناك عمليتان في البساتين بدار سعد، استخدمت فيها المقاومة مدفع هاون، وذلك لصد هجوم للميليشيات.
وأشار إلى أن عمليات الطيران في هذين اليومين تمكنت من تدمير كاتيوشا في بير أحمد، وضرب تجمع في العند أسفر عن مقتل عشرين فردا من ميليشيات الحوثي وصالح، وتدمير دبابة في اللحوم، وكذا استهداف مبنيين في البساتين تتواجد فيهما الميليشيات.
وصباح أمس الاثنين تم استهداف مخزن إمداد قرب المدينة الخضراء وشوهدت انفجارات كبيرة صادرة منه، علاوة لاستهداف مبنى يستخدم كمركز قيادة في البساتين قتل فيه 15 مقاتلا من الميليشيات.
وتم تدمير مستودع ذخيرة كاتيوشا في الوهط، واستهداف برج مراقبة في بئر أحمد وقتل قناص يتواجد فيه وفرار الأفراد وتجمعهم تحت شجر فتم قصفهم مجددا، وضرب مدفع في التواهي. وﺳﻘﻄﺖ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻗﺬﺍﺋﻒ ﺍﻟﻜﺎﺗﻴﻮﺷﺎ ﻓﺠﺮ ﻳﻮﻡ أمس ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﺑﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭﺓ ﺑﻌﺪﻥ. ﻭﻗﺎﻝ ﺳﻜﺎﻥ ﻣﺤﻠﻴﻮﻥ لـ«الشرق الأوسط» إن 3 ﻗﺬﺍﺋﻒ ﻛﺎﺗﻴﻮﺷﺎ أطلقتها ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﺔ ﻟﻠﺤﻮﺛﻴﻴﻦ أصابت ﻣﺴﺎﻛﻦ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻭﺧﻠﻔﺖ ﺟﺮﺣﻰ. ﻭﺗﺘﻌﺮﺽ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭﺓ ﻟﻘﺼﻒ ﻣﻨﺬ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﻮﻉ وﺧﻠﻒ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 34 قتيلا ﻭﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﺮﺣﻰ. وكان 3 أشخاص ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻃﻔﻠﺔ قد جرحوا ﻓﺠﺮ أمس ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ إﺛﺮ ﻗﻴﺎﻡ ﻗﻮﺍﺕ ﻣﻮﺍﻟﻴﺔ ﻟﻠﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﺻﺎﻟﺢ ﺑإﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﺳﻼﺡ ﻣﻀﺎﺩ ﻟﻠﻄﻴﺮﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻛﻦ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﺑﺪﺍﺭ ﺳﻌﺪ. ﻭﻗﺎﻝ سكان محليون ﻟـ«الشرق الأوسط» إن ﻃﻔﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟـ9 ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺃﺻﻴﺒﺖ ﺑﺠﺮﺍﺡ ﺑﺎﻟﻐﺔ إﺛﺮ ﺗﻌﺮﺽ ﻣسكنها ﻹﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﻮﺍﺕ ﻣﻮﺍﻟﻴﺔ ﻟﻠﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﺗﺘﻤﺮﻛﺰ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻣﺼﻌﺒﻴﻦ.
وﺃﻛﺪﺕ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻟـ«الشرق الأوسط» إن ﻣﻘﺎﺗﻠﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ وبدعم من طيران ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺗﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﺴﺎﺀ ﺍﻷﺣﺪ ﻣﻦ ﺗﻄﻬﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﻴﺮ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻭﺃﺟﺒﺮﻭﺍ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻊ إلى ﻣﻮﺍﻗﻌﻬﻢ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ شمال عدن. وأن هذه العملية قتل فيها العميد صالح الجائفي قائد القوات التي وصلت مؤخرًا من صنعاء إلى جبهة بئر أحمد شمال عدن.
وكانت ميليشيات الحوثي وصالح قد استأنفت قصفها للأحياء السكنية في عدن، ﻭﻗﺎﻝ شهود عيان ﻟـ«الشرق الأوسط» إن ﺻﻮﺍﺭﻳﺦ ﻛﺎﺗﻴﻮﺷﺎ ﺳﻘﻄﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻛﻦ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺑﻠﻮﻙ 11 ﺑﻤﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭﺓ أسفرت عن مقتل ﺷﺨﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﻞ وإصابة 5 آخرين ﺑﺠﺮﻭﺡ ﻧﻘﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ أثرها إلى ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ.
واعتقلت ميليشيات الحوثي وصالح العشرات المدنيين والعسكريين من الأسواق والطرقات واقتيادهم إلى معتقلاتها في قاعدة العند ومدينة إب وغيرها من المحافظات الواقعة تحت سيطرتها باعتبارهم أسرى حرب لا معتقلين.
وقال أقارب عدد من المعتقلين لـ«الشرق الأوسط» بأن أقاربهم تم اعتقالهم من الأسواق ونقاط التفتيش في الطرقات ومن المنازل والسيارات والأماكن العامة وبدواعٍ عدة. وأضافوا أن الميليشيات اعتقلت جنودا وضباطا مسافرين ولمجرد أنهم يحملون هوية عسكرية وكذا شبابا عزلا تم اقتيادهم إلى السجون بسبب انتمائهم لمناطق تعد ساحة قتال بين المقاومة ومليشيات الحوثي وصالح.
وأشاروا أن الميليشيات تتعامل مع أقاربهم باعتبارهم أسرى حرب وليس كمعتقلين وعزل، وأكدوا أنه وبرغم متابعتهم للميليشيات لأجل إﻃﻼﻕ سراحهم كانت الميليشيات قد ربطت هذا الإفراج بإطلاق أسراها من لدى المقاومة. وكانت المقاومة ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﻃﺔ ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻟﺤﺞ شمال مدينة عدن قد تمكنت ﻣﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻛﻤﻴﻦ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﻣﻘﺘﻞ ﻋﺪﺓ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻗﻴﺎﺩﻱ ﺣﻮﺛﻲ ﻳﺪﻋﻰ ﺃﻳﻤﻦ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ وﻗﺎﻝ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻮﻫﻂ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ إن ﻏﺎﺭﺓ ﺟﻮﻳﺔ ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﻣﻨﺰﻝ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ. ﻭﺑﺤﺴﺐ ﺷﺎﻫﺪ ﺍﻟﻌﻴﺎﻥ أن ﺍﻟﻐﺎﺭﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﻛﺰﺓ وأصابت ﻣﻨﺰﻝ ﻗﻴﺎﺩﻱ ﻣﻮﺍلٍ ﻟﻠﺤﻮﺛﻴﻴﻦ والذي ﺩﻣﺮﺗﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ.
ﻳﺸﺎﺭ إلى أن ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻮﻫﻂ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺗﻌﺪ ﻭﻛﺮا ﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻣﺮﻛﺰ ﻗﻴﺎﺩﺓ للعمليات، كما ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻳﺘﻢ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺟﺒﻬﺎﺕ ﺑﻴﺮ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺭﺍﺱ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻭﺟﻌﻮﻟﺔ.
وﺗﻤﻜﻨﺖ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻟﺤﺞ شمال عدن أول من أمس ﺍلأﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻫﺎﻡ ﻓﻲ ﻣﻨﻘﻄﺔ ﻣﺜﻠﺚ ﺍﻟﻌﻨﺪ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻣﻊ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺻﺎﻟﺢ.
وفي محافظة الضالع جنوب اليمن تمكنت المقاومة في جبهة العقلة جنوب شرقي مدينة قعطبة من قتل نحو عشرة من ميليشيات الحوثي وصالح فجر أول من أمس الأحد.
ﻭقالت المصادر بأن المقاومة نجحت في ﻗﺼف ﺗﺠﻤﻌﺎﺕ ﻟﻠﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺯﺭﻳﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺪﻟﻌﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﺠﺮ ﻭﺻﺒﺎﺡ أمس الاثنين ﻓﻲ ﺟﺒﻬﺘﻲ ﺍﻟﻌﻘﻠﺔ ﻭﺍﻟﺤﺠﻮﻑ ﺑﻠﻜﻤﺔ ﻟﺸﻌﻮﺏ.
وﻗﺘﻞ ﺍﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﻭﺗﻢ ﺗﺪﻣﻴﺮ آليات ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﻭﺩﺍﺧﻞ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻻﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻘﻌﻄﺒﺔ إثر ﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻓﻪ ﺻﺒﺎﺡ أمس الاثنين بصواريخ كاتيوشا المقاومة.



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.