هدفان قاتلان يمنحان إيران الأمل ويضعان ويلز على مشارف الخروج من الدور الأول

الجولة الأخيرة للمجموعة الثانية ستحدد مصير المنتخبين في المنافسة

جشمي يسجل هدف إيران الأول في مرمى ويلز من تسديدة بعيدة المدى بالوقت بدل الضائع (أ.ب)
جشمي يسجل هدف إيران الأول في مرمى ويلز من تسديدة بعيدة المدى بالوقت بدل الضائع (أ.ب)
TT

هدفان قاتلان يمنحان إيران الأمل ويضعان ويلز على مشارف الخروج من الدور الأول

جشمي يسجل هدف إيران الأول في مرمى ويلز من تسديدة بعيدة المدى بالوقت بدل الضائع (أ.ب)
جشمي يسجل هدف إيران الأول في مرمى ويلز من تسديدة بعيدة المدى بالوقت بدل الضائع (أ.ب)

جدد المنتخب الإيراني المأزوم نتيجة ما يدور من احتجاجات في بلاده، آماله ببلوغ ثمن نهائي كأس العالم للمرة الأولى في سادس مشاركة له، وذلك بعد فوز قاتل على نظيره الويلزي 2 - صفر أمس في المجموعة الثانية لمونديال قطر، في مباراة سبقها أداء اللاعبين النشيد الوطني خلافاً للمباراة الأولى ضد إنجلترا.
ودخل المنتخب الإيراني مباراته الثانية في النهائيات بعد خسارة قاسية أمام إنجلترا 2 – 6، واستطاع أن يخطف النقاط الثلاث بهدفين قاتلين في الوقت بدل الضائع، عبر البديل روزبه جشمي في الدقيقة (8 90) ورامين رضائيان (90 11).
وتتزامن مشاركة المنتخب الإيراني في النهائيات مع احتجاجات تشهدها الجمهورية الإسلامية، ما دفع باللاعبين إلى الامتناع عن أداء النشيد الوطني خلال المباراة الأولى في خطوة جاءت بعد مناقشات وبقرار «جماعي»، كما أشار سابقاً لاعبه علي رضا جهانبخش.
لكن لاعبي الفريق أدوا النشيد الوطني أمام منتخب ويلز الذي كان يشارك في النهائيات للمرة الأولى منذ 1958 حين بلغ ربع النهائي قبل الخروج على يد البرازيل بهدف سجله اليافع في حينها الأسطورة بيليه.
وتشهد إيران منذ قرابة شهرين، احتجاجات أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية.
وقال نجم هجوم إيران مهدي طارمي: «شكراً لجميع المشجعين، يساندوننا دوماً. هم اللاعب الثاني عشر». وعن المباراة المقبلة ضد الولايات المتحدة، أضاف: «نحن بحاجة لدعم المشجعين، حتى المتواجدين في إيران ووراء التلفزيون. نحن بحاجة ليمنحونا الطاقة الإيجابية كي نفوز بالمباراة ونحقق حلمنا».
وعلق المدافع مرتضى بور علي غانجي على الانتصار القاتل الذي كان الأول لبلاده على منتخب أوروبي، قائلاً: «المباراة الأولى دائماً ما تكون صعبة، لكن نجحنا في التحرر بشكل جيد من جوانب عديدة. في نهاية المباراة ضد إنجلترا، قال لنا (المدرب) كارلوس كيروش ألا نقلق وأن نحاول تحقيق نتيجة جيدة ضد ويلز... من أجل إسعاد الناس».
وكشف بطل الهدف الأول روزبه جشمي الذي اختير أفضل لاعب في المباراة، أن فريقه كان «تحت ضغط غير عادل» في بلده ما أثر على تحضيره بالشكل الملائم للمباراة الأولى، مضيفاً: «لو كان الضغط ناجماً عن مسألة كروية، فكان يتوجب عليه قبوله. لكن إذا كان لاعبونا تحت ضغط غير عادل، فهذا ليس سوياً... بعض الأمور حصلت للاعبين ولم تكن عادلة. تم الحكم علينا بشكل غير عادل».
بالنسبة للمدرب البرتغالي كيروش فقال: «إنه يوم رائع بالنسبة لنا، عدنا إلى كرة القدم (عوضاً عن السياسة) ولا أجد الكلمات المناسبة كي أقول شكراً للاعبين. كانت (المباراة) فرصة لاستعادة التوازن، لإيقاف النزيف واستعادة مصداقيتنا... كانت 90 دقيقة من الفرحة، السلام، السعادة والفخر للفريقين (في إشارة إلى ويلز أيضاً)»، داعياً إلى الراحة من أجل الاستعداد جيداً للمواجهة الحساسة سياسياً مع الولايات المتحدة.
وبعد فوزه في ثاني مواجهة بين المنتخبين على الإطلاق، بعد أول ودية خسرها صفر - 1 في أبريل (نيسان) 1978، أبقى الفريق الإيراني على حظوظه بتخطي دور المجموعات لأول مرة، فيما بات وضع نظيره الويلزي معقداً بعض الشيء لتجاوز دور المجموعات لبطولة كبرى ثالثة توالياً (وصل إلى نصف النهائي في كأس أوروبا 2016 وثمن نهائي البطولة القارية الصيف الماضي)، إذ بقي رصيده عند نقطة نالها بتعادله افتتاحاً أمام الولايات المتحدة 1 - 1. وستكون مواجهة ويلز مع الجارة إنجلترا في الجولة الأخيرة الثلاثاء المقبل غاية في الصعوبة، بينما تأمل إيران الفوز على الولايات المتحدة لمواصلة المشوار.
وقال نجم ويلز غاريث بيل: «لقد ناضلنا حتى الثانية الأخيرة. سنتابع العمل في محاولة البدء من جديد. ستكون الأمور صعبة وسنحاول تخطي ذلك».
وكما كان متوقعاً، غاب الحارس الإيراني علي رضا بيرانوند بعد تعرضه لارتجاج في الدماغ إثر اصطدامه بزميله مجيد حسيني في المباراة الأولى، تاركاً مكانه لحسين الحسيني في تشكيلة شهدت العديد من التغييرات أبرزها مشاركة سرداد آزمون أساسياً بعدما كان بديلاً ضد إنجلترا.
وفي الجهة المقابلة، كان كيفر مور التعديل الوحيد على تشكيلة ويلز بعدما بدأ أساسياً على حساب دانيال جيمس.
وبدأ الإيرانيون اللقاء بنية واضحة وهي محاولة الوصول إلى الشباك الويلزية باكراً، واعتقدوا أنهم فعلوا ذلك في الدقيقة 15 عبر علي قلي زاده بعد تمريرة من آزمون، لكن الحكم ألغى الهدف بداعي التسلل على لاعب وسط شارلوا البلجيكي بعد الاحتكام إلى «في إيه آر».
وبقي التعادل السلبي سيد الموقف حتى نهاية الشوط، ولم يتغير الأمر في مستهل الثاني قبل أن يحصل الإيرانيون على فرصة ثلاثية بدأها آزمون بتسديدة ارتدت من القائم الأيسر بعد هجمة مرتدة، ثم وصلت الكرة إلى علي قلي زاده الذي أطلقها من بعيد قوية في القائم الأيمن، لتعود إلى آزمون الذي اصطدم هذه المرة بتألق الحارس واين هينيسي الذي صد محاولته الرأسية في الدقيقة 52.
وبعدما بدا الإرهاق عليه، طالب آزمون باستبداله فترك الملعب لصالح كريم أنصاري فرد في الدقيقة (68)، من دون أن يؤثر ذلك على الأفضلية لبلاده التي كانت قريبة مجدداً من التسجيل بتسديدة أرضية لسعيد عزت اللهي لكن محاولة المحترف في الدنمارك مرت بجوار القائم الأيمن قبل ربع ساعة من النهاية. وكادت ويلز تخطف التقدم والنقاط الثلاث بتسديدة بعيدة من نيكو ويليامز صدها الحارس الإيراني في الدقيقة (83) ثم أتبعها بن ديفيز بأخرى لم تثمر أيضاً، قبل أن يضطر الويلزيون لإكمال اللقاء بعشرة لاعبين بعد طرد الحارس هينيسي لخروجه المندفع واصطدامه بالمهاجم مهدي طارمي خارج منطقة الجزاء.
ورفع الحكم في بادئ الأمر البطاقة الصفراء بوجه الحارس الويلزي، لكنه عاد وطرده بعد الاحتكام إلى حكم الفيديو المساعد «في إيه آر» في الدقيقة 86. وكان هذا الطرد عاملاً إضافياً في خلخلة الفريق الويلزي وزياده حماس الإيرانيين لاستغلال النقص العددي للمنافس، ونجحوا في ذلك بفضل البديل روزبه جشمي الذي أطلق كرة صاروخية من خارج المنطقة عجز الحارس البديل داني وورد عن صدها في الدقيقة (8 90)، قبل أن يضمن رامين رضائيان النقاط الثلاث بهدف ثانٍ سجله بحنكة إثر هجمة مرتدة سريعة وتمريرة من طارمي في الدقيقة (11 90) في نهاية «هيتشكوكية» للقاء.


مقالات ذات صلة

أنتونيني: السعودية ستستضيف «أفضل كأس عالم على الإطلاق»

رياضة سعودية أكد مدرب فريق النصر للشباب لوكا أنتونيني (نادي ميلان)

أنتونيني: السعودية ستستضيف «أفضل كأس عالم على الإطلاق»

أكد مدرب فريق النصر للشباب لوكا أنتونيني أن مستقبل كرة القدم السعودية مشرق.

مهند علي (الرياض)
رياضة عالمية باتريك كلويفرت (رويترز)

رسمياً... كلويفرت يخلف يونغ في تدريب منتخب إندونيسيا

أعلن الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم في بيان، الأربعاء، تعيين أسطورة كرة القدم الهولندي باتريك كلويفرت مدرباً جديداً للمنتخب الوطني حتى 2027، مع خيار التمديد.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة عالمية ديشان في مقابلة مع قناة «تي إف 1» الأربعاء (أ.ف.ب)

ديشان: سأترك تدريب منتخب فرنسا في 2026

أكد مدرب منتخب فرنسا لكرة القدم ديدييه ديشان، أنه سيترك منصبه عام 2026، في مقابلة مع قناة «تي إف 1» الأربعاء.

رياضة عالمية شين تاي-يونغ (رويترز)

مفاجأة... ثوهير يقيل مدرب إندونيسيا والبديل كلويفرت

أقال الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم مدرب منتخب الرجال الكوري الجنوبي شين تاي-يونغ، كما أعلن رئيسه إريك ثوهير، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة سعودية منتخب السعودية لم يقدم ما يشفع له للاستمرار في البطولة (سعد العنزي)

هل يمكن معالجة جراح الأخضر قبل استئناف تصفيات كأس العالم؟

عندما تلقَّى المنذر العلوي بطاقة حمراء في الدقيقة 34، لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يخفق الأخضر في التفوق على 10 لاعبين من عُمان في سعيه لبلوغ النهائي الخليجي.

«الشرق الأوسط» (الكويت)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».