«حزب الله» يدعو لانتخاب رئيس لبناني قادر على إدارة «الحوار» حول السلاح

نائب في «القوات»: الحزب في مأزق

من الجلسة الأخيرة للبرلمان اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية (إ.ب.أ)
من الجلسة الأخيرة للبرلمان اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية (إ.ب.أ)
TT

«حزب الله» يدعو لانتخاب رئيس لبناني قادر على إدارة «الحوار» حول السلاح

من الجلسة الأخيرة للبرلمان اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية (إ.ب.أ)
من الجلسة الأخيرة للبرلمان اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية (إ.ب.أ)

دعا «حزب الله» الى إحالة ملف الخلاف على سلاحه إلى طاولة حوار، داعياً إلى انتخاب رئيس «لديه قدرة على العمل الإنقاذي باشتراك كل اللبنانيين حول الموضوع الاقتصادي، ويكون لديه القدرة على إدارة طاولة حوار تستطيع أن تجمع اللبنانيين ليتناقشوا في موضوع الاستراتيجية الدفاعية»، وفقاً لما قاله نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم.
وفشل البرلمان 7 مرات على التوالي في انتخاب رئيس جديد للبلاد في ظل انقسامات عميقة، حيث يدفع ثنائي «حزب الله» و«حركة أمل» باتجاه تسمية رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية للرئاسة، وإحجام حليف الحزب «التيار الوطني الحر» عن تزكية فرنجية، فيما تدفع أحزاب «القوات اللبنانية» و«التقدمي الاشتراكي» و«الكتائب» و«مستقلين» نحو انتخاب النائب ميشال معوض. وفي ظل التباين الحاد بين «الثنائي الشيعي» و«التيار الوطني الحر» حول تسمية فرنجية، لاذ الأطراف الثلاثة، على مدى الجلسات السابقة، بالاقتراع بورقة بيضاء.
ويدور جزء أساسي من الانقسام اللبناني حول خيارات الرئيس السياسية المتصلة بسلاح «حزب الله»، وهي تمثل نقطة الخلاف الأبرز في لبنان. وقال قاسم، أمس: «إذا كانت المقاومة نقطة خلافية أحيلوها إلى الحوار ولنأتِ برئيس لديه قدرة على العمل الإنقاذي باشتراك كل اللبنانيين حول الموضوع الاقتصادي، وتكون لديه القدرة على إدارة طاولة حوار تستطيع أن تجمع اللبنانيين ليتناقشوا في موضوع الاستراتيجية الدفاعية، ولنرَ إلى أية نتيجة سنصل».
وتابع: «بما أننا متفقون على أولوية الاقتصاد ومكافحة الفساد، فلنُحل القضايا الخلافية إلى الحوار. ومن الطبيعي ألا تنطبق مواصفات الرئيس الذي يرعى الحوار على من وضع أولويته في مواقفه السابقة نزع سلاح المقاومة، وتجريد لبنان من قوَّته وكشفه أمام إسرائيل».
ورأى قاسم، في كلمة ألقاها خلال لقاء مع لجنة ملف الطاقة والمياه في «هيئة العمل الحكومي في حزب الله»، أنه إذا لم يحصل في البلد انتخاب رئيس للجمهورية «فلا يمكن تحريك الوضع الاقتصادي والاجتماعي وخطة التعافي؛ لأن الطريق الإلزامي لبداية الإصلاحات وبداية العمل لإنقاذ لبنان هو انتخاب الرئيس».
وأضاف: «لذا كل الكتل مسؤولة عن انتخاب الرئيس، فلا يحمّلن أحدٌ حزب الله المسؤولية وحده». وتابع قاسم: «نحن لنا عدد معيّن في مجلس النواب نؤثر بمقدار هذا العدد في انتخاب الرئيس والكتل الأخرى؛ كل منها تؤثر بمقدار عددها. تبيَّن أنه لا توجد أكثرية في أي اتجاه سياسي».
وأشار إلى أنه «لا قدرة لأية كتلة على أن تحسم الموقف»، داعياً إلى «الاتفاق بين المختلفين على المواصفات المناسبة لأكبر عدد من الكتل والنواب».
وكشف وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري عن توجه «حزب الله» نحو ترشيح فرنجية، إذ قال، في حديث تلفزيوني، أمس، إن «حظوظ فرنجية بالوصول إلى سُدة الرئاسة ما زالت عالية جداً وهو الأوفر حظاً».
وأضاف مكاري، المقرّب من فرنجية: «نحن أمام معركة نصاب وليس انتخاب، وتأمين النصاب يعني تأمين الميثاقية، ومن الممكن أن يعلن حزب الله عن ترشيح ودعم سليمان فرنجية من دون موافقة التيار الوطني الحر». وتابع: «معلوماتي تؤكد أن حزب الله سيدعم سليمان فرنجية، وأنا مسؤول عن كلامي، ولا مشكلة بأن تكون العلاقة جيدة بين الحزب وقائد الجيش».
في المقابل يرى حزب «القوات اللبنانية» أن «حزب الله» في مأزق.
وقال عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب فادي كرم، في حديث إذاعي، إن «صمود الفريق السيادي في المجلس النيابي للضغط على حزب الله وحلفائه لحضور الجلسات النيابية وانتخاب رئيس ليس تابعاً للتسويات الخارجية». وأضاف: «حزب الله في أزمة، اليوم، وهو لا يستطيع التخلي عن النائب جبران باسيل كحليف ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية كمرشح رئاسي، ومن ثم فهو يسعى إلى أن يقوم بتسوية كبيرة للخروج من هذا المأزق».
إلى ذلك، التقى رئيس «حركة الاستقلال» النائب ميشال معوض، السفير البريطاني هاميش كاول، وجرى عرض آخِر التطورات والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وقال المكتب الإعلامي لمعوض إنه «جرى التشديد خلال اللقاء على ضرورة احترام الاستحقاقات الدستورية، وأولها انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتنفيذ الإصلاحات لوضع البلاد على سكّة التعافي».
وأضاف البيان: «أثنيا على أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين، وتباحثا في سبل تعزيزها على مختلف المستويات، أبرزها السياسية الأمنية والتجارية والإنمائية».


مقالات ذات صلة

«حزب الله» يصطدم بـ«ترويكا» مسيحية يحاصرها الاختلاف رئاسياً

المشرق العربي «حزب الله» يصطدم بـ«ترويكا» مسيحية يحاصرها الاختلاف رئاسياً

«حزب الله» يصطدم بـ«ترويكا» مسيحية يحاصرها الاختلاف رئاسياً

كشف مصدر نيابي لبناني محسوب على «محور الممانعة»، عن أن «حزب الله»، بلسان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، بادر إلى تلطيف موقفه حيال السجال الدائر حول انتخاب رئيس للجمهورية، في محاولة للالتفاف على ردود الفعل المترتبة على تهديد نائب أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم، المعارضين لانتخاب زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، بوضعهم أمام خيارين: انتخاب فرنجية أو الفراغ.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي تصعيد إسرائيلي ضد «حلفاء إيران» في سوريا

تصعيد إسرائيلي ضد «حلفاء إيران» في سوريا

شنَّت إسرائيل هجوماً بالصواريخ بعد منتصف ليل الجمعة - السبت، استهدف مستودعاً للذخيرة لـ«حزب الله» اللبناني، في محيط مطار الضبعة العسكري بريف حمص، ما أدَّى إلى تدميره بشكل كامل وتدمير شاحنات أسلحة. جاء هذا الهجوم في سياق حملة إسرائيلية متصاعدة، جواً وبراً، لاستهداف مواقع سورية توجد فيها ميليشيات تابعة لطهران على رأسها «حزب الله». وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره بريطانيا)، إلى أنَّ إسرائيل استهدفت الأراضي السورية 9 مرات بين 30 مارس (آذار) الماضي و29 (أبريل) نيسان الحالي، 3 منها براً و6 جواً، متسببة في مقتل 9 من الميليشيات وإصابة 15 آخرين بجروح. وذكر أنَّ القتلى 5 ضباط في صفوف «الحرس ا

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي «حزب الله» و«الوطني الحر» يعترفان بصعوبة انتخاب رئيس من دون تفاهم

«حزب الله» و«الوطني الحر» يعترفان بصعوبة انتخاب رئيس من دون تفاهم

يبدو أن «حزب الله» أعاد النظر بسياسة التصعيد التي انتهجها، الأسبوع الماضي، حين خير القوى السياسية بين مرشحَيْن: رئيس تيار «المردة»، سليمان فرنجية، أو الفراغ؛ إذ أقر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة»، النائب محمد رعد، يوم أمس، بأنه «لا سبيل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي إلا بتفاهم الجميع». وقال: «نحن دعمنا مرشحاً للرئاسة، لكن لم نغلق الأبواب، ودعونا الآخرين وحثثناهم من أجل أن يطرحوا مرشحهم، وقلنا: تعالوا لنتباحث.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي إسرائيل تدمر مستودعاً وشاحنات لـ«حزب الله» في ريف حمص

إسرائيل تدمر مستودعاً وشاحنات لـ«حزب الله» في ريف حمص

أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن صواريخ إسرائيلية استهدفت بعد منتصف ليل الجمعة - السبت، مستودعاً للذخيرة يتبع «حزب الله» اللبناني، في منطقة مطار الضبعة العسكري في ريف حمص، ما أدى لتدميره بشكل كامل، وتدمير شاحنات أسلحة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي إسرائيل: «حزب الله» وراء انفجار قنبلة شمال البلاد الشهر الماضي

إسرائيل: «حزب الله» وراء انفجار قنبلة شمال البلاد الشهر الماضي

قال مستشار الأمن الوطني الإسرائيلي تساحي هنجبي أمس (الجمعة) إن «حزب الله» اللبناني كان وراء هجوم نادر بقنبلة مزروعة على جانب طريق الشهر الماضي، مما أدى إلى إصابة قائد سيارة في شمال إسرائيل، وفقاً لوكالة «رويترز». وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات الأمن قتلت رجلا كان يحمل حزاما ناسفا بعد أن عبر على ما يبدو من لبنان إلى إسرائيل وفجر قنبلة في 13 مارس (آذار) بالقرب من مفترق مجيدو في شمال إسرائيل. وأوضح مسؤولون في ذلك الوقت أنه يجري التحقيق في احتمال تورط «حزب الله» المدعوم من إيران في الانفجار.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

«قمة بغداد»... دعوات لوقف النار في غزة ورفض لتهجير الفلسطينيين

قادة يحضرون الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد بالعراق (أ.ب)
قادة يحضرون الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد بالعراق (أ.ب)
TT

«قمة بغداد»... دعوات لوقف النار في غزة ورفض لتهجير الفلسطينيين

قادة يحضرون الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد بالعراق (أ.ب)
قادة يحضرون الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد بالعراق (أ.ب)

بدأت القمة العربية الرابعة والثلاثون على مستوى القادة في بغداد اليوم السبت لبحث عدد من القضايا الإقليمية على رأسها الأوضاع في قطاع غزة.

وقال الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد في كلمة افتتاح القمة التي يحضرها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «تنعقد قمة بغداد في ظل ظروف بالغة التعقيد وتحديات خطيرة تهدد منطقتنا وأمن بلادنا ومصير شعوبنا.

وأضاف «الهدف الأسمى من عقد قمتنا اليوم، وبعد فترة ليست بالطويلة من عقد قمة طارئة في القاهرة، هو توحيد مواقفنا تجاه التحديات المتزايدة، إيمانا منا بأهمية العمل المشترك، وبما يؤدي إلى تغليب المصالح الوطنية العليا على مصالح أخرى».

تأتي هذه القمة بعد نحو شهرين من قمة غير عادية استضافتها القاهرة تبنت خلالها الدول العربية خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها.

من جهته، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من بغداد، اليوم، الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى «بذل كل ما يلزم من جهود وضغوط» لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث أعلنت إسرائيل تكثيف هجومها.

وقال السيسي في كلمة خلال القمة العربية: «أطالب الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب بصفته قائداً يهدف إلى ترسيخ السلام، ببذل كل ما يلزم من جهود وضغوط لوقف إطلاق النار في قطاع غزة تمهيداً لإطلاق عملية سياسية جادة يكون فيها وسيطاً وراعياً».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يحضر القمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد بالعراق (أ.ب)

رفض «التهجير»

بدوره، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم رفضه التهجير المستمر لسكان قطاع غزة .

وقال غوتيريش، في كلمته خلال افتتاح أعمال القمة العربية إن «الإقليم والعالم كله يواجه تحديات كبيرة، بدءا من غزة، ولا شيء يبرر العذاب الجماعي للشعب الفلسطيني، ونرفض التهجير المستمر لسكان قطاع غزة».

التزام إسباني بـ «السلام»

وطالب رئيس الوزراء الإسباني بيدور سانشيز، اليوم بإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة على الفور.

ونقلت الوكالة العراقية للأنباء (واع) عن سانشيز قوله، في كلمته بالجلسة الافتتاحية للقمة العربية «شاكر لكم دعوتي لحضور القمة العربية، وأهنئ رئيس الوزراء (العراقي) محمد شياع

السوداني على الازدهار الاقتصادي في العراق»، مشيرا إلى أن «فلسطين تنزف أمام أعيننا وما يحدث في غزة لا يمكن غض عنه الطرف».

وأضاف «هناك أرقام مهولة وغير مقبولة تنتهك مبدأ القانون الدولي الإنساني، وعلينا أن نوقف دوامة العنف هذه».

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (يمين) يلتقي رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على هامش القمة العربية الرابعة والثلاثين في العاصمة العراقية بغداد (أ.ف.ب)

وتابع سانشيز: «اقترح تركيز جهودنا على أربع أولويات، الأولى إنهاء الكارثة الإنسانية في غزة على الفور، ومضاعفة الضغط على الاحتلال لوقف المذبحة في غزة، مع المضي قدما لحل سياسي نحو السلام، وأيضا تعزيز الحوار الأوروبي والعربي والإسلامي لحل مشكلات المنطقة».

كما أشار إلى أن «إسبانيا ملتزمة بكل ما بوسعها للمضي قدما نحو السلام».

«خطة عربية لإنهاء الحرب»

وفي كلمته أمام القمة، طالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الدول والمنظمات الإقليمية والدولية الحاضرة إلى «تبني خطة عربية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام، تشمل الوقف الدائم لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن والأسرى، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، والانسحاب الكامل للاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة».

وحث أيضا على «إطلاق عملية سياسية تبدأ وتنتهي في مدة زمنية محددة لتنفيذ حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية على أرض دولة فلسطين والاعتراف الدولي بها وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية».

وأكد عباس أن السلطة الفلسطينية مستمرة في إصلاح مؤسساتها، قائلا «نجدد استعدادنا لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خلال العام المقبل».

وأشاد بجهود مصر في دعم الفلسطينيين سياسيا وإنسانيا، داعيا إلى عقد مؤتمر دولي في القاهرة «لتمويل وتنفيذ خطة إعادة الإعمار في قطاع غزة».