«الناتو» يزود أوكرانيا بأجهزة تشويش ضد المسيّرات

ينس ستولتنبرغ يطالب الحلف بإمداد كييف بنظام اعتراض الصواريخ «باتريوت» (إ.ب.أ)
ينس ستولتنبرغ يطالب الحلف بإمداد كييف بنظام اعتراض الصواريخ «باتريوت» (إ.ب.أ)
TT

«الناتو» يزود أوكرانيا بأجهزة تشويش ضد المسيّرات

ينس ستولتنبرغ يطالب الحلف بإمداد كييف بنظام اعتراض الصواريخ «باتريوت» (إ.ب.أ)
ينس ستولتنبرغ يطالب الحلف بإمداد كييف بنظام اعتراض الصواريخ «باتريوت» (إ.ب.أ)

أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ في بروكسل، أمس الجمعة، أن التكتل العسكري زوّد أوكرانيا بأجهزة تشويش للدفاع ضد هجمات المسيّرات الروسية، معلناً في الوقت نفسه أنه يعود لألمانيا أن تقرّر ما إذا كانت تريد تزويد أوكرانيا بنظام اعتراض الصواريخ «باتريوت» الذي كان مخصصاً لبولندا، بعد أن طلبت وارسو ذلك من برلين. وتجنّبت الولايات المتحدة ودول أخرى في الحلف حتى الآن تزويد أوكرانيا بنظام «باتريوت» المصنّع من شركة «ريتون» الأميركية، والذي يعتبر أداة أساسية من الدفاعات الجوية للحلف في المنطقة الشرقية. وكانت واشنطن نشرت صواريخ «باتريوت» الدفاعية في بولندا، بينما نشرتها برلين في سلوفاكيا. وعرضت برلين نشر جزء من منظومات باتريوت التي تملكها في بولندا بعد أن شهدت قرية بولندية، الأسبوع الماضي، انفجاراً أسفر عن سقوط قتلى، ويعتقد أنه لصاروخ دفاعي جوي أوكراني. لكن السلطات البولندية اقترحت على برلين تسليم هذا النظام بدلاً من ذلك إلى أوكرانيا؛ لمساعدة البلاد في الدفاع عن نفسها ضد القصف الروسي.
وتابع الأمين العام للناتو بالقول: «إذا كانت هناك حاجة إلى تدريب المتخصصين لاستخدام نظام باتريوت، فيمكن أن يتم ذلك داخل دول الناتو؛ لتجنب نشر أفراد من الناتو في أوكرانيا لإعطاء التعليمات الخاصة بتشغيل النظام، مما قد يخاطر بحدوث تصعيد.
وأشار ستولتنبرغ إلى التدريب الذي تلقاه الأوكرانيون على نظام «ناسامز» النرويغي والأميركي، كمثال، وشدد على أن أي قرار بتزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي هو قرار وطني. وقال ستولتنبرغ: «يقدم الحلفاء دعماً عسكرياً غير مسبوق»، مشيراً إلى شحنات الوقود والإمدادات الطبية ومعدات الرياح وأجهزة التشويش على المسيّرات. وتم تصميم أجهزة التشويش لمساعدة أوكرانيا على صد هجمات المسيّرات التي تستهدف البلاد. ونظام الدفاع ضد المسيّرات هو جزء من أنظمة دفاع جوي أوسع، قدّمها الناتو لأوكرانيا للدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي.
وقال الأمين العام للناتو إنه سيدعو إلى تقديم المزيد من المساهمات لأوكرانيا، خلال الاجتماع المقرر لوزراء خارجية الناتو الأسبوع المقبل، في العاصمة الرومانية بوخارست. وفي هذا السياق، أكد ستولتنبرغ أنه سيحثّ وزراء خارجية دول الحلف الذين سيجتمعون في بوخارست الأسبوع المقبل، على تسريع وتيرة عمليات التسليم إلى أوكرانيا. وقال: «إذا تركنا بوتين يفوز، فسوف ندفع جميعاً ثمناً باهظاً، لسنوات عديدة مقبلة».
وقال ستولتنبرغ: «أرحب بالعرض الألماني لتعزيز الدفاعات الجوية لبولندا من خلال اقتراح نشر صواريخ باتريوت»، مشيراً إلى أن أي خطط لإرسال أسلحة محددة إلى أوكرانيا تعد «قرارات وطنية». وأضاف: «أحياناً هناك اتفاقات للمستخدمين وأمور أخرى تجعلهم يحتاجون إلى التشاور مع الحلفاء الآخرين. لكن في نهاية المطاف، القرار تتخذه الحكومات الوطنية».
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت، الخميس، إن هذا الطلب يجب أن «يناقش مع الحلف الأطلسي». وأكدت متحدثة باسم الحكومة الألمانية، الجمعة، أن برلين أخذت علماً باقتراح وارسو. وأضافت: «نناقش ذلك حالياً مع شركائنا» في الناتو. وأرسلت دول الحلف حتى الآن أسلحة بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا لمساعدتها، وبينها أنظمة الدفاع الجوي الحديثة.
وأشار ستولتنبرغ إلى أن «أفضل طريقة لزيادة فرص التوصل إلى حل سلمي هي دعم أوكرانيا»، مضيفاً أن الحلف «سيواصل لهذا السبب الوقوف مع أوكرانيا مهما طال الأمر». وقال: «لن نتراجع». وباكراً هذا الشهر، تسلمت كييف نظام دفاع جوي ألمانياً من طراز «إيريس-تي»، في إطار جهود الدول الغربية لتعزيز حماية أوكرانيا من الضربات الروسية.
بدوره، طمأن المستشار الألماني أولاف شولتس كييف أن بلاده سوف تدعمها ما دام كان ذلك ضرورياً. وقال شولتس في مقابلة مع مجلة «فوكاس» الألمانية، نشرت، أمس الجمعة: «يمكن لأوكرانيا أن تعتمد علينا في إمدادها بالمساعدة المالية والإنسانية الواسعة، وأيضاً دعمها بالأسلحة ما دام كان ذلك ضرورياً».
ولم يتطرق شولتس إلى التكهن بشأن إلى متى ستستمر الحرب، ولكنه شدد على أنه «يجب ألا تنتصر روسيا في هذه الحرب». ويجب ألا يكون هناك استخدام للأسلحة النووية، وهو ما أوضحه المجتمع الدولي بشكل تام.
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعد مجرم حرب، قال شولتس: «الحرب في أوكرانيا تنتهك كل قواعد القانون الدولي،
وفلاديمير بوتين مسؤول عن هذه الحرب... ارتكبت جرائم وحشية بشكل لا يصدق هناك. وسوف نساعد في اكتشاف الجرائم، ومعرفة المسؤولين عنها ومحاسبتهم».


مقالات ذات صلة

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

العالم موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر وحدات عسكرية إضافية في أوروبا الشرقية، وقام بتدريبات وتحديثات للبنية التحتية العسكرية قرب حدود روسيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، اليوم الأربعاء. وأكد باتروشيف في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية، أن الغرب يشدد باستمرار الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي على بلاده، وأن الناتو نشر حوالى 60 ألف جندي أميركي في المنطقة، وزاد حجم التدريب العملياتي والقتالي للقوات وكثافته.

العالم إسبانيا تستدعي سفير روسيا إثر «هجوم» على حكومتها عبر «تويتر»

إسبانيا تستدعي سفير روسيا إثر «هجوم» على حكومتها عبر «تويتر»

أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية، الجمعة، أنها استدعت السفير الروسي في مدريد، بعد «هجمات» شنتها السفارة على الحكومة عبر موقع «تويتر». وقال متحدث باسم الوزارة، لوكالة «الصحافة الفرنسية»، إن الغرض من الاستدعاء الذي تم الخميس، هو «الاحتجاج على الهجمات ضد الحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم {الناتو} يؤكد تسليم أوكرانيا كل المركبات اللازمة لهجوم الربيع

{الناتو} يؤكد تسليم أوكرانيا كل المركبات اللازمة لهجوم الربيع

أعلن القائد العسكري الأعلى لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، أن جميع المركبات القتالية، التي وعد حلفاء أوكرانيا الغربيون بتسليمها في الوقت المناسب، تمهيداً لهجوم الربيع المضاد المتوقع الذي قد تشنه كييف، قد وصلت تقريباً. وقال الجنرال كريستوفر كافولي، وهو أيضاً القائد الأعلى للقوات الأميركية في أوروبا، إن «أكثر من 98 في المائة من المركبات القتالية موجودة بالفعل». وأضاف في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب يوم الأربعاء: «أنا واثق جداً من أننا قدمنا العتاد الذي يحتاجون إليه، وسنواصل الإمدادات للحفاظ على عملياتهم أيضاً».

العالم الناتو يؤكد تسليم كل المركبات القتالية اللازمة لهجوم الربيع الأوكراني

الناتو يؤكد تسليم كل المركبات القتالية اللازمة لهجوم الربيع الأوكراني

أعلن القائد العسكري الأعلى لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أن جميع المركبات القتالية، التي وعد حلفاء أوكرانيا الغربيون بتسليمها في الوقت المناسب، تمهيداً لهجوم الربيع المضاد المتوقع الذي قد تشنه كييف، قد وصلت تقريباً. وقال الجنرال كريستوفر كافولي، وهو أيضاً القائد الأعلى للقوات الأميركية في أوروبا، إن «أكثر من 98 في المائة من المركبات القتالية موجودة بالفعل». وأضاف في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي الأربعاء: «أنا واثق جداً من أننا قدمنا العتاد الذي يحتاجون إليه، وسنواصل الإمدادات للحفاظ على عملياتهم أيضاً».

العالم مقاتلات ألمانية وبريطانية تعترض طائرات روسية فوق البلطيق

مقاتلات ألمانية وبريطانية تعترض طائرات روسية فوق البلطيق

اعترضت مقاتلات ألمانية وبريطانية ثلاث طائرات استطلاع روسية في المجال الجوي الدولي فوق بحر البلطيق، حسبما ذكرت القوات الجوية الألمانية اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. ولم تكن الطائرات الثلاث؛ طائرتان مقاتلتان من طراز «إس يو – 27» وطائرة «إليوشين إل – 20»، ترسل إشارات جهاز الإرسال والاستقبال الخاصة بها.

«الشرق الأوسط» (لندن)

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.