لأول مرة... علماء يدرسون الاستجابة المناعية للخفافيش ضد الفيروسات

لأول مرة... علماء يدرسون الاستجابة المناعية للخفافيش ضد الفيروسات
TT

لأول مرة... علماء يدرسون الاستجابة المناعية للخفافيش ضد الفيروسات

لأول مرة... علماء يدرسون الاستجابة المناعية للخفافيش ضد الفيروسات

لأول مرة في العالم، قام علماء بكلية طب Duke-NUS وزملاؤهم في سنغافورة بتسلسل الاستجابة للعدوى الفيروسية في خفافيش رحيق الكهوف (onycteris spelaea) بدقة خلية واحدة؛ وذلك ضمن دراسة جديدة نشرت نتائجها بمجلة «Immunity». حيث ستساهم في تكوين رؤى حول مناعة الخفافيش التي يمكن تسخيرها لحماية صحة الإنسان، وفق «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.
وتحتوي الخفافيش على أنواع عديدة من الفيروسات؛ لكنها حتى عندما تصاب بفيروسات قاتلة للإنسان لا تظهر عليها أي علامات أو أعراض مرضية ملحوظة.
وفي ذلك يوضح الدكتور أكشمال جاماج زميل باحث في الأمراض المعدية الناشئة في الجامعة المؤلف الأول المشارك للدراسة «نأمل من خلال فهم كيفية حماية الاستجابات المناعية للخفافيش من العدوى، أن نجد أدلة من شأنها أن تساعد البشر على مكافحة العدوى الفيروسية بشكل أفضل».
من جانبه، يبين الدكتور وارتون تشان وهو مؤلف أول مشارك للدراسة «ان معرفة كيفية محاربة العدوى الفيروسية بشكل أفضل يمكن أن تساعد في تطوير العلاجات التي ستساعدنا على أن نكون أكثر شبهاً بالخفافيش من خلال تقليل المرض والشيخوخة بشكل أفضل».
وفي هذه الدراسة، درس العلماء الاستجابات المناعية للخفافيش لفيروس «ملقا»، وهو فيروس RNA مزدوج الشريطة يستخدم الخفافيش كمستودع طبيعي له. ويسبب أيضًا مرضًا تنفسيًا خفيفًا لدى البشر.
واستخدم الفريق تسلسل النسخ أحادية الخلية لدراسة الاستجابات المناعية للرئة للعدوى على المستوى الخلوي، وتحديد الأنواع المختلفة من الخلايا المناعية في الخفافيش (بعضها يختلف عن تلك الموجودة في الثدييات الأخرى) بما في ذلك البشر واكتشاف ما تفعله في الاستجابة لمثل هذه الالتهابات الفيروسية. فوجدوا أن نوعًا من خلايا الدم البيضاء يُسمى (العدلات) أظهر تعبيرًا عاليًا جدًا عن جين يسمى IDO1، والذي يُعرف عنه أنه يلعب دورًا في التوسط بكبت المناعة لدى البشر. إذ يعتقد العلماء أن تعبير IDO1 في خفافيش رحيق الكهوف يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في الحد من الالتهاب بعد العدوى.
بدوره، يقول الدكتور فنغ تشو الباحث الزميل ببرنامج EID المؤلف الأول المشارك في الدراسة «لقد وجدنا أيضًا توقيعات جينية ملحوظة مضادة للفيروسات في خلايا الدم البيضاء المعروفة باسم الخلايا الأحادية والضامة السنخية، والتي، إلى حد ما، تستهلك جزيئات فيروسية ثم تعلّم الخلايا التائية كيفية التعرف على الفيروس. وهذه الملاحظة مثيرة للاهتمام لأنها تظهر أن الخفافيش تنشّط بوضوح استجابة مناعية بعد الإصابة على الرغم من ظهور أعراض خارجية أو أمراض».
وفي هذا الاطار، حدد الفريق أيضًا تنوعًا ووفرة غير عادية من الخلايا التائية والخلايا القاتلة الطبيعية؛ لقدرتها على قتل الخلايا السرطانية والخلايا المصابة بفيروس، في خفاش رحيق الكهف الذي يتم تنشيطه على نطاق واسع للاستجابة للعدوى.
ويخلص البروفيسور لينفا وانج كبير مؤلفي الدراسة العامل ببرنامج EID الى ان «هذه هي الدراسة الأولى التي توضح بالتفصيل الاستجابة المناعية للخفافيش للعدوى في الجسم الحي على مستوى نسخة الخلية المفردة... نعتقد أن عملنا بمثابة دليل رئيسي لإثراء مزيد من التحقيقات في الكشف عن البيولوجيا الرائعة للخفافيش. وللمضي قدمًا، إلى جانب الدراسات في تحمل الأمراض الفيروسية، نأمل أيضًا في الكشف عن أدلة على طول العمر من الخفافيش باعتبارها ثدييات طويلة العمر وأيضًا تعلّم كيف يمكن لهذه الخفافيش الآكلة للرحيق أن تعيش على نظام غذائي عالي السكر في الرحيق دون الإصابة بمرض السكري».


مقالات ذات صلة

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

الخليج الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

اتفقت تركيا وسلطنة عمان على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون فيما بينهما وأكدتا دعمهما لأي مبادرات لوقف إطلاق النار في غزة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
صحتك ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد (أ.ف.ب)

لعبة شائعة في كرة القدم قد تسبب تلفاً بالدماغ

وفقاً لدراسة جديدة، فإن ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يشكل النوم أهمية مركزية للصحة العامة ومستوى رفاهية الإنسان (جامعة ولاية أوريغون)

تغيير وقت الذهاب إلى الفراش كل ليلة يؤثر على صحتك

أشارت دراسة جديدة إلى وجود صلة قوية بين عدم الذهاب إلى الفراش في الوقت نفسه كل ليلة وخطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ارتفاع ضغط الدم يشكّل تحدياً للصحة (رويترز)

6 أشياء يقول أطباء السكتة الدماغية إنه لا يجب عليك فعلها أبداً

تعدّ السكتات الدماغية أحد الأسباب الرئيسة للوفاة، والسبب الرئيس للإعاقة في أميركا، وفقاً لـ«جمعية السكتات الدماغية الأميركية»، وهو ما يدعو للقلق، خصوصاً أن…

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا (د.ب.أ)

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وغيرهما من الفيروسات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

إسبانيا تجبر السياح على كشف المعلومات الشخصية بموجب قانون جديد

فنادق وكراسي الاستلقاء للتشمس بالقرب من شاطئ في بينيدورم بإسبانيا (شاتيرستوك)
فنادق وكراسي الاستلقاء للتشمس بالقرب من شاطئ في بينيدورم بإسبانيا (شاتيرستوك)
TT

إسبانيا تجبر السياح على كشف المعلومات الشخصية بموجب قانون جديد

فنادق وكراسي الاستلقاء للتشمس بالقرب من شاطئ في بينيدورم بإسبانيا (شاتيرستوك)
فنادق وكراسي الاستلقاء للتشمس بالقرب من شاطئ في بينيدورم بإسبانيا (شاتيرستوك)

تحذر بعض التقارير من مطالب «الأخ الأكبر» في إسبانيا، بما في ذلك كشف الزوار الأرصدة المصرفية، ولكن هذه المطالب تبدو غير مبررة، حسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية. ومع انخفاض درجات الحرارة في المملكة المتحدة، يستعد كثير من الناس للسفر إلى الجنوب في منتصف الشتاء القارس، وتصبح إسبانيا البلد الأكثر شعبية بين المصطافين البريطانيين. ولكن بداية من يوم الاثنين المقبل، 2 ديسمبر (كانون الأول)، سيواجه السياح مزيداً من الإجراءات البيروقراطية عند التدقيق في أماكن إقامتهم أو استئجار سيارة. وينص قانون إسباني جديد - يهدف إلى تحسين الأمن - أنه يتعين على مقدمي الخدمات جمع كثير من المعلومات الجديدة من المصطافين. وتشعر وزارة الدولة لشؤون الأمن بالقلق إزاء سلامة المواطنين الإسبانيين، وتقول: «إن أكبر الهجمات على السلامة العامة ينفذها النشاط الإرهابي والجريمة المنظمة على حد سواء، في كلتا الحالتين مع طابع عابر للحدود الوطنية بشكل ملحوظ».

وتقول الحكومة إن الأجانب متورطون في «التهديدات الإرهابية وغيرها من الجرائم الخطيرة التي ترتكبها المنظمات الإجرامية». وترغب السلطات في متابعة من يقيم في أي المكان، ومراجعة التفاصيل الشخصية استناداً إلى قواعد بيانات «الأشخاص المعنيين». وكثيراً ما سجلت الفنادق بعض التفاصيل الشخصية، ولكن الحكومة تعمل على تمديد قائمة البيانات المطلوبة، وتريد أيضاً أن يسجل الأشخاص المقيمون في أماكن الإقامة بنظام «إير بي إن بي» أنفسهم.