«فولكسفاغن» تعلن انتهاء أزمة الأجور

بعد مفاوضات طويلة مع نقابة العمال

عامل في شركة "فولكسفاغن" يثبت علامتها التجارية على احد السيارات في مصنعها بألمانيا (د ب أ)
عامل في شركة "فولكسفاغن" يثبت علامتها التجارية على احد السيارات في مصنعها بألمانيا (د ب أ)
TT

«فولكسفاغن» تعلن انتهاء أزمة الأجور

عامل في شركة "فولكسفاغن" يثبت علامتها التجارية على احد السيارات في مصنعها بألمانيا (د ب أ)
عامل في شركة "فولكسفاغن" يثبت علامتها التجارية على احد السيارات في مصنعها بألمانيا (د ب أ)

توصلت شركة «فولكسفاغن» الألمانية للسيارات في ساعة مبكرة من صباح أمس إلى اتفاق حول الأجور مع «نقابة عمال المعادن (آي جي ميتال)»، وذلك بعد «مفاوضات مكثفة» استغرقت أكثر من 16 ساعة في إطار جولة ثالثة من المفاوضات.
وقال كبير مفاوضي الشركة، أرنه مايسفينكل، صباح الأربعاء: «لقد توصلنا إلى اتفاق في إطار التزام السلام في ظل وضع اقتصادي كلي استثنائي، ونضمن من خلاله التخطيط المستدام للأمن والاستقرار لكل من الموظفين والشركة». وينص الاتفاق على أن يحصل نحو 125 ألف عامل على زيادة في الأجور على مرحلتين.
وأعلنت النقابة أمس أنه من المقرر زيادة الأجور وبدلات التدريب بنسبة 5.2 في المائة بدءاً من يونيو (حزيران) 2023، وبنسبة 3.3 في المائة أخرى بدءاً من مايو (أيار) 2024، وسيسري ذلك لمدة 24 شهراً.
ووفق البيانات، سيحصل موظفو «فولكسفاغن» أيضاً على علاوة لتعويض التضخم تبلغ 3000 يورو، والتي ستُدفع على مرحلتين؛ 2000 يورو في فبراير (شباط) 2023، و1000 يورو في يناير (كانون الثاني) 2024. وسيتلقى كل متدرب نصف هذه العلاوة.
وذكرت النقابة أنه من المقرر، بالإضافة إلى ذلك، تطبيق لوائح جديدة في الشركة خاصة بالتقاعد الجزئي، وخيارات أيام العطلات والرسوم الجامعية. وقالت متحدثة باسم الشركة، الثلاثاء، بمناسبة بدء المفاوضات إن الشركة تعتزم تقديم أول عرض للأجور في هذه الجولة «وهو عرض بناء يتماشى مع مصالح الشركة، وكذلك أيضاً مع مطالب العاملين».
من جانبه، قال كبير مفاوضي «نقابة عمال المعادن»، تورستن غروغر أول من أمس: «ما ننتظره من الشركة هو طرح عرض لائق على الطاولة يقترب بأكبر قدر ممكن من مطالبنا حتى نقدم توضيحاً للعاملين بأسرع ما يمكن».
يذكر أن النقابة طالبت لنحو 125 ألف عامل بزيادة في الأجور بنسبة 8 في المائة وتمديد عقد الأجور الجماعي الخاص بالتقاعد الجزئي، وزيادة أيام العطلات لأعضاء النقابة، وتحمل الشركة رسوم الفصل الدراسي بالنسبة إلى العاملين المشاركين في دراسة مزدوجة. ويقدم هذا النوع من الدراسة بديلاً مناسباً لكل من يود الجمع بين التعليم العملي إلى جانب التأهيل الأكاديمي، ويجري ذلك عن طريق دراسة تأخذ شكل عقد عمل تتعاون من خلاله الشركة مع جامعة بحيث تقدم الجامعة التعليم الأكاديمي، وفي المقابل تقدم الشركة التعليم المهني.
وجرى التفاوض على أجور العاملين الأساسيين لدى «فولكسفاغن» في فروع براونشفايغ وإيمدن وهانوفر وكاسل وزالتسجيتر وفولفسبورغ ولدى بعض الشركات المملوكة لـ«مجموعة فولكسفاغن».
يذكر أن الشركة والنقابة اتفقتا على ما يعرف بـ«اتفاق التزام السلام» الذي يقضي بالتخلي عن الإضرابات أو الإغلاقات، وتنتهي مدة هذا الاتفاق بحلول نهاية الشهر الحالي.
أزمة الأجور تتزامن مع تراجع مستهدف «فولكسفاغن» في الصين، وقال رالف براندستايتر، الرئيس الإقليمي للشركة في الصين، إن الشركة تتوقع بيع 3.3 مليون سيارة في السوق الصينية خلال العام الحالي، في حين كان المستهدف السابق لهذه السوق 3.85 مليون سيارة.
وأشارت وكالة «بلومبرغ» إلى أن «فولكسفاغن»، وهي أكبر منتج سيارات في أوروبا، تتوقع مضاعفة مبيعاتها من السيارات الكهربائية في الصين خلال العام الحالي. وقال براندستايتر في تصريحات لصحيفة هاندلسبلات الألمانية إن الشركة تحتاج لمزيد من الاستثمارات للمنافسة في السوق الصينية.
يأتي ذلك في حين أظهرت أحدث الإحصاءات أن سوق السيارات في الصين لم تشهد في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، انتعاشاً بالسرعة التي كانت معتقدة في البداية. وأعلن اتحاد «بي سي إيه» لصناعة السيارات في بكين في وقت سابق من الشهر الحالي أنه قد جرى تسليم 7.2 في المائة فقط من السيارات الإضافية للعملاء النهائيين في أكتوبر بالمقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وذلك بدلاً من الزيادة المقدرة بنحو 11 في المائة في عمليات التسليم.
وكانت هناك بالفعل علامات على أن الزخم في سوق السيارات كان يتباطأ. وتعدّ الصين كبرى أسواق للسيارات في العالم، وبالتالي فهي أيضاً أهم سوق موحدة لشركات التصنيع الألمانية مثل «فولكسفاغن» و«بي إم دبليو» و«مرسيدس بنز».


مقالات ذات صلة

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفعت الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية، مما أضاف إلى المكاسب التي حققتها الأسبوع الماضي. فقد حقق المؤشر القياسي «ستاندرد آند بورز 500»، ومؤشر «داو جونز» الصناعي مستويات قياسية جديدة خلال تعاملات يوم الاثنين، بينما شهد أيضاً مؤشر «ناسداك» ارتفاعاً ملحوظاً، مدعوماً بترشيح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة في إدارة ترمب المقبلة، مما عزز معنويات المستثمرين بشكل كبير.

وارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي 459.25 نقطة، أو بنسبة 1.03 في المائة، ليصل إلى 44,753.77 نقطة، وزاد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 43.12 نقطة، أو بنسبة 0.72 في المائة، ليصل إلى 6,012.50 نقطة، بينما سجل مؤشر «ناسداك» المركب قفزة قدرها 153.88 نقطة، أو بنسبة 0.81 في المائة، ليصل إلى 19,157.53 نقطة. كما شهد مؤشر «راسل 2000»، الذي يتتبع أسهم الشركات الصغيرة المحلية، زيادة بنسبة 1.5 في المائة، مقترباً من أعلى مستوى له على الإطلاق، وفق «رويترز».

وانخفضت عائدات الخزانة أيضاً في سوق السندات وسط ما وصفه بعض المحللين بـ«انتعاش بيسنت». وانخفضت عوائد السندات الحكومية الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو 10 نقاط أساس، بينما تراجعت عوائد السندات لأجل عامين بنحو 5 نقاط، مما أدى إلى انقلاب منحنى العوائد بين العائدين على هذين الاستحقاقين.

وقد أدت التوقعات باتساع عجز الموازنة نتيجة لتخفيضات الضرائب في ظل إدارة ترمب الجمهورية إلى ارتفاع عائدات السندات في الأسابيع الأخيرة. ومع ذلك، رأى المستثمرون أن اختيار بيسنت قد يخفف من التأثير السلبي المتوقع لسياسات ترمب على الصحة المالية للولايات المتحدة، ومن المتوقع أيضاً أن يحد من الزيادات المتوقعة في التعريفات الجمركية.

وكان بيسنت قد دعا إلى تقليص عجز الحكومة الأميركية، وهو الفارق بين ما تنفقه الحكومة وما تحصل عليه من الضرائب والإيرادات الأخرى. ويُعتقد بأن هذا النهج قد يساعد في تقليل المخاوف التي تراكمت في «وول ستريت» من أن سياسات ترمب قد تؤدي إلى تضخم العجز بشكل كبير، مما قد يضغط على عوائد الخزانة.

وقال المدير العام في مجموعة «ميشلار» المالية، توني فارين: «إنه رجل (وول ستريت)، وهو جيد جداً فيما يفعله. ليس متطرفاً سواء من اليسار أو اليمين، إنه رجل أعمال ذكي ومعقول، وأعتقد بأن السوق تحب ذلك، كما أنه ضد العجز».

وفي التداولات المبكرة، الاثنين، كانت عوائد السندات لأجل 10 سنوات نحو 4.3 في المائة، منخفضة من 4.41 في المائة يوم الجمعة. كما كانت عوائد السندات لأجل عامين، التي تعكس بشكل أكثر دقة توقعات السياسة النقدية، عند نحو 4.31 في المائة، منخفضة من 4.369 في المائة يوم الجمعة.

وأضاف فارين: «كثير من الناس كانوا يعتقدون بأن ترمب سيكون سيئاً للأسعار، وكانوا يراهنون ضد ذلك، وأعتقد بأنهم الآن يتعرضون للعقاب».

وشهد منحنى العوائد بين السندات لأجل عامين و10 سنوات انقلاباً بمقدار 1.3 نقطة أساس بالسالب، حيث كانت العوائد على السندات قصيرة الأجل أعلى من العوائد على السندات طويلة الأجل.

وتابع فارين: «مع وجود ترمب سيكون الاحتياطي الفيدرالي أقل عدوانية، وهذا ما تجلى بوضوح في الفترة الأخيرة، لذلك لا أفاجأ بتسطح منحنى العوائد خلال الأسابيع الماضية».

وكانت عقود الفائدة المستقبلية، الاثنين، تشير إلى احتمال بنسبة 52.5 في المائة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول)، مقارنة باحتمال 59 في المائة في الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات مجموعة «فيد ووتش».

وقال الاستراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس» في مذكرة إن منطق انتعاش السندات، الاثنين، كان «بسيطاً نسبياً»، حيث كان يعتمد على رؤية أن بيسنت سيسعى إلى «التحكم في العجز، واتخاذ نهج مدروس بشأن التعريفات الجمركية».

وقال بيسنت في مقابلة مع «وول ستريت جورنال» نُشرت يوم الأحد إنه سيعطي الأولوية لتحقيق وعود تخفيضات الضرائب التي قدمها ترمب أثناء الانتخابات، بينما سيركز أيضاً على تقليص الإنفاق والحفاظ على مكانة الدولار بوصفه عملة احتياطية عالمية.

وأضاف استراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس»: «بيسنت لن يمنع استخدام التعريفات أو زيادة احتياجات الاقتراض، لكنه ببساطة سيتعامل معهما بطريقة أكثر منهجية مع الالتزام بالسياسة الاقتصادية التقليدية».

أما في الأسواق العالمية، فقد ارتفعت المؤشرات الأوروبية بشكل طفيف بعد أن أنهت الأسواق الآسيوية تداولاتها بشكل مختلط.

وفي سوق العملات المشفرة، تم تداول البتكوين حول 97,000 دولار بعد أن اقتربت من 100,000 دولار في أواخر الأسبوع الماضي لأول مرة.