3 قتلى بينهم رضيع بقصف على مستشفى في زابوريجيا

زيلينسكي يندد باستخدام روسيا «الإرهاب»

رجال إنقاذ يزيلون حطام مبنى مدمر في بلدة فيلنيانسك بمنطقة زابوريجيا الجنوبية (أ.ف.ب)
رجال إنقاذ يزيلون حطام مبنى مدمر في بلدة فيلنيانسك بمنطقة زابوريجيا الجنوبية (أ.ف.ب)
TT

3 قتلى بينهم رضيع بقصف على مستشفى في زابوريجيا

رجال إنقاذ يزيلون حطام مبنى مدمر في بلدة فيلنيانسك بمنطقة زابوريجيا الجنوبية (أ.ف.ب)
رجال إنقاذ يزيلون حطام مبنى مدمر في بلدة فيلنيانسك بمنطقة زابوريجيا الجنوبية (أ.ف.ب)

قتل 3 مدنيين في الأقل؛ بينهم رضيع، بضربات روسية على أوكرانيا، وفق ما أكد مسؤولون الأربعاء، فيما اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو باستخدام «الإرهاب» لتحقيق «ما لم تحققه».
وقالت أجهزة الطوارئ الأوكرانية إن صواريخ روسية أصابت مستشفى ليل الثلاثاء - الأربعاء في فيلنيانسك بمنطقة زابوريجيا جنوباً، في هجوم آخر يطال منشأة طبية منذ اندلاع الحرب قبل 9 أشهر.
ونشرت «الأجهزة» تسجيلاً مصوراً يظهر عناصرها في أثناء محاولة إخراج رجل طمر حتى مستوى الخصر في ركام ما تبدو أنها عيادة ولادة لحقت بها أضرار. وقالت في بيان إنه «بنتيجة هجوم صاروخي على محيط المستشفى المحلي، دُمر مبنى قسم الولادة المؤلف من طابقين». وأضافت: «في ذلك الوقت كانت امرأة ورضيع وطبيب يوجدون داخل المبنى».
توفي الرضيع، فيما أُنقذت المرأة والطبيب من بين الأنقاض، وفق المسعفين. وأضافوا أنه؛ طبقاً للمعلومات الأولية، لا يوجد أشخاص آخرون بين الركام.
طالت ضربات روسية سابقة مستشفيات أوكرانية منذ غزو روسيا جارتها في 24 فبراير (شباط) الماضي؛ من بينها في مدينة ماريوبول الساحلية التي تعرضت لحصار قاس لأسابيع عدة قبل أن تسيطر عليها روسيا.
وأدى هجوم في مارس (آذار) الماضي على مستشفى في ماريوبول إلى مقتل 3 أشخاص؛ بينهم طفل. وأدانت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون الهجوم، فيما عدّته موسكو «مدبراً».
وفي هجوم آخر، الأربعاء، قتل شخصان في قصف طال مبنىً سكنياً وعيادةً في منطقة خاركيف بشمال شرقي البلاد، وفق الحاكم أوليغ سينيغوبوف.
وقال سينيغوبوف على مواقع التواصل الاجتماعي إنه «في نحو الساعة 07:40 صباحاً (05:40 ت.غ) تعرضت كوبيانسك للقصف. ولحقت أضرار بمبنى سكني من 9 طوابق وعيادة. للأسف قتل شخصان: امرأة عمرها 55 عاماً، ورجل يبلغ 68 عاماً».
من جهته؛ قال زيلينسكي عقب الضربات إن «العدو قرر مجدداً أن يحاول باللجوء إلى الإرهاب والقتل تحقيق ما عجز عن تحقيقه طيلة 9 أشهر، ولن يتمكن من تحقيقه».
وذكرت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق هذا الأسبوع أنها سجلت أكثر من 700 هجوم على مرافق صحية منذ بدء الغزو الروسي.
وقال مدير المنظمة لمنطقة أوروبا، هانز كلوغه، للصحافيين إن «تواصل الهجمات على بنى تحتية للصحة والطاقة يعني أن مئات المستشفيات ومرافق الصحة العامة لم تعد تعمل بشكل كامل». واستهدفت روسيا بشكل منهجي البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا ملحقة بها أضراراً جسيمة قبل فصل الشتاء، وقال كلوغه إن «تداعياتها السلبية على النظام الصحي وعلى صحة الناس باتت ملموسة بالفعل».
وتعرضت بلدة فيلنيانسك الصغيرة على بعد نحو 45 كيلومتراً عن خط الجبهة، الأسبوع الماضي، لضربات روسية أودت بحياة 10 أشخاص؛ وفق مسؤولين.
وتقع البلدة في زابوريجيا التي تقول موسكو إنها ضمتها رغم عدم بسطها سيطرة كاملة على المنطقة.
من جهة أخرى؛ أعلنت أجهزة الأمن الأوكرانية، الأربعاء، أنها صادرت «مطبوعات مؤيدة لروسيا» وأموالاً واستجوبت العشرات خلال مداهمات لعدد من الأديرة الأرثوذكسية.
ودهمت أجهزة الأمن، الثلاثاء، أبرز دير في العاصمة كييف، حيث مقر رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، للاشتباه في علاقته بروسيا.
وندد الكرملين بعمليات الدهم، عادّاً أنها فصل جديد من «حرب» كييف ضد الكنيسة الروسية.
وأعلنت بريطانيا عزمها تزويد أوكرانيا بمروحيات للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب.
وقالت وزارة الدفاع في لندن إن 10 طواقم من عسكريين ومهندسين أوكرانيين خضعوا لبرنامج تدريبي لـ6 أسابيع بالمملكة المتحدة في إطار «أول قوة مروحيات منحتها المملكة المتحدة لأوكرانيا».
وإضافة إلى 3 مروحيات عسكرية بريطانية سابقة من طراز «سي كينغ (Sea King) »، وصلت أولاها بالفعل، ستوفر المملكة المتحدة أيضاً 10 آلاف طلقة مدفعية إضافية.
وقال وزير الدفاع؛ بن والاس: «دعمنا لأوكرانيا ثابت. ستساعد قذائف المدفعية الإضافية أوكرانيا على تأمين الأراضي التي استعادتها من روسيا في الأسابيع الأخيرة».


مقالات ذات صلة

قديروف: هجوم مسيّرة أطلقتها أوكرانيا يسقط مدنيين في عاصمة الشيشان

أوروبا رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف (رويترز)

قديروف: هجوم مسيّرة أطلقتها أوكرانيا يسقط مدنيين في عاصمة الشيشان

نقلت «وكالة الإعلام الروسية» عن رمضان قديروف رئيس الشيشان قوله اليوم الأربعاء إن طائرة مسيّرة أطلقتها أوكرانيا هاجمت العاصمة غروزني وتسببت في سقوط مدنيين.

«الشرق الأوسط» (غروزني)
أوروبا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (رويترز)

«الناتو» يدعو الغرب لتوفير «دعم كافٍ» لأوكرانيا لـ«تغيير مسار» الحرب

حضّ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، الأربعاء، أعضاء الناتو على تزويد أوكرانيا بما يكفي من أسلحة لـ«تغيير مسار» الحرب.

«الشرق الأوسط» (بروكسل )
أوروبا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (يمين) والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ف.ب)

أمين الناتو يحذر ترمب من «تهديد خطير» لأميركا إذا دفعت أوكرانيا إلى اتفاق سلام سيئ

حذر الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته في مقابلة مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» ترمب من أن الولايات المتحدة ستواجه «تهديداً خطيراً».

«الشرق الأوسط» (لندن )
المشرق العربي أشخاص ورجال إنقاذ سوريون يقفون بالقرب من أنقاض مبنى في موقع غارة جوية على حي في مدينة إدلب التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة في شمال سوريا، 2 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

أوكرانيا تحمّل روسيا وإيران مسؤولية «تدهور الوضع» في سوريا

قالت أوكرانيا، الاثنين، إن روسيا وإيران تتحملان مسؤولية «تدهور الوضع» في سوريا، حيث سيطرت «هيئة تحرير الشام» وفصائل حليفة لها على مساحات واسعة من الأراضي.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي في أثينا 26 أكتوبر 2020 (رويترز)

لافروف يتهم الغرب بالسعي إلى وقف إطلاق النار لإعادة تسليح أوكرانيا

اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الدول الغربية، الاثنين، بالسعي إلى تحقيق وقف لإطلاق النار في أوكرانيا بهدف إعادة تسليح كييف بأسلحة متطورة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)

أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، الأربعاء، نداء لجمع أكثر من 47 مليار دولار، لتوفير المساعدات الضرورية لنحو 190 مليون شخص خلال عام 2025، في وقتٍ تتنامى فيه الحاجات بسبب النزاعات والتغير المناخي.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة عن العمل الإنساني لعام 2025»، إن الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والنساء والأشخاص ذوو الإعاقة والفقراء، يدفعون الثمن الأعلى «في عالم مشتعل».

سودانيون فارُّون من المعارك بمنطقة الجزيرة في مخيم للنازحين بمدينة القضارف (أ.ف.ب)

وفي ظل النزاعات الدامية التي تشهدها مناطق عدة في العالم؛ خصوصاً غزة والسودان وأوكرانيا، والكلفة المتزايدة للتغير المناخي وظروف الطقس الحادة، تُقدِّر الأمم المتحدة أن 305 ملايين شخص في العالم سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية، العام المقبل.

أطفال يحملون أواني معدنية ويتزاحمون للحصول على الطعام من مطبخ يتبع الأعمال الخيرية في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)

وأوضح «أوتشا»، في تقريره، أن التمويل المطلوب سيساعد الأمم المتحدة وشركاءها على دعم الناس في 33 دولة و9 مناطق تستضيف اللاجئين.

وقال فليتشر: «نتعامل حالياً مع أزمات متعددة... والفئات الأكثر ضعفاً في العالم هم الذين يدفعون الثمن»، مشيراً إلى أن اتساع الهوة على صعيد المساواة، إضافة إلى تداعيات النزاعات والتغير المناخي، كل ذلك أسهم في تشكُّل «عاصفة متكاملة» من الحاجات.

ويتعلق النداء بطلب جمع 47.4 مليار دولار لوكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية لسنة 2025، وهو أقل بقليل من نداء عام 2024.

وأقر المسؤول الأممي، الذي تولى منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأن الأمم المتحدة وشركاءها لن يكون في مقدورهم توفير الدعم لكل المحتاجين.

أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا... الصورة في كييف يوم 8 أبريل 2023 (رويترز)

وأوضح: «ثمة 115 مليون شخص لن نتمكن من الوصول إليهم»، وفق هذه الخطة، مؤكداً أنه يشعر «بالعار والخوف والأمل» مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة»، للمرة الأولى من توليه منصبه.

وعَدَّ أن كل رقم في التقرير «يمثل حياة محطمة» بسبب النزاعات والمناخ «وتفكك أنظمتنا للتضامن الدولي».

وخفضت الأمم المتحدة مناشدتها لعام 2024 إلى 46 مليار دولار، من 56 ملياراً في العام السابق، مع تراجع إقبال المانحين على تقديم الأموال، لكنها لم تجمع إلا 43 في المائة من المبلغ المطلوب، وهي واحدة من أسوأ المعدلات في التاريخ. وقدمت واشنطن أكثر من 10 مليارات دولار؛ أي نحو نصف الأموال التي تلقتها. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن عمال الإغاثة اضطروا لاتخاذ خيارات صعبة، فخفّضوا المساعدات الغذائية 80 في المائة في سوريا، وخدمات المياه في اليمن المعرَّض للكوليرا. والمساعدات ليست سوى جزء واحد من إجمالي إنفاق الأمم المتحدة، التي لم تفلح لسنوات في تلبية احتياجات ميزانيتها الأساسية بسبب عدم سداد الدول مستحقاتها. وعلى الرغم من وقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب بعض الإنفاق في إطار الأمم المتحدة، خلال ولايته الرئاسية الأولى، فإنه ترك ميزانيات المساعدات في الأمم المتحدة بلا تخفيض. لكن مسؤولين ودبلوماسيين يتوقعون تقليل الإنفاق في ولايته الجديدة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

من جانبه، قال يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: «الولايات المتحدة علامة استفهام كبيرة... أخشى أننا ربما نتعرض لخيبة أمل مريرة؛ لأن المزاج العام العالمي والتطورات السياسية داخل الدول ليست في مصلحتنا». وكان إيغلاند قد تولّى منصب فليتشر نفسه من 2003 إلى 2006. والمشروع 2025، وهو مجموعة من المقترحات المثيرة للجدل التي وضعها بعض مستشاري ترمب، يستهدف «الزيادات المسرفة في الموازنة» من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ولم تردَّ الإدارة التي يشكلها ترامب على طلب للتعليق. وأشار فليتشر إلى «انحلال أنظمتنا للتضامن الدولي»، ودعا إلى توسيع قاعدة المانحين. وعند سؤال فليتشر عن تأثير ترمب، أجاب: «لا أعتقد أنه لا توجد شفقة لدى هذه الحكومات المنتخبة». ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أحد التحديات هو استمرار الأزمات لفترة أطول تبلغ عشر سنوات في المتوسط. وقال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، إن بعض الدول تدخل في «حالة أزمة دائمة». وحلّت المفوضية الأوروبية، الهيئة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، وألمانيا في المركزين الثاني والثالث لأكبر المانحين لميزانيات الأمم المتحدة للمساعدات، هذا العام. وقالت شارلوت سلينتي، الأمين العام لمجلس اللاجئين الدنماركي، إن إسهامات أوروبا محل شك أيضاً في ظل تحويل التمويل إلى الدفاع. وأضافت: «إنه عالم أكثر هشاشة وعدم قابلية على التنبؤ (مما كان عليه في ولاية ترمب الأولى)، مع وجود أزمات أكثر، وإذا كانت إدارة الولايات المتحدة ستُخفض تمويلها الإنساني، فقد يكون سد فجوة الاحتياجات المتنامية أكثر تعقيداً».