انشغلت الأوساط الصحافية والسياسية العراقية خلال اليومين الأخيرين، بالاتهامات الخطيرة والسجالات الحادة بين بعض أعضاء الفريق الحكومي لرئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، وذلك على خلفية حلقة تلفزيونية في قناة «UTV» المملوكة لرئيس تحالف «العزم» خميس الخنجر وقدمها الإعلامي أحمد ملا طلال الذي شغل منصب الناطق باسم رئيس الوزراء الكاظمي في الأشهر الأولى لتوليه رئاسة الوزراء عام 2020، ثم قدم استقالته بعد ذلك.
والحلقة التلفزيونية المشار إليها، وجهت اتهامات خطيرة بتلقي الرشاوى والتآمر لمدير مكتب الكاظمي السابق والمشرف الحالي على جهاز المخابرات القاضي رائد جوحي. وبحسب الحلقة التلفزيونية، فإن جوحي تسلم مبلغ 50 مليون دولار من رئيس شركة «آسيا سيل» للاتصالات مقابل تدخله للسماح لها بإطلاق نسخة الجيل الرابع (4G). واستند الملا طلال إلى اتصال مسجل مع دابان أحمد كريم، وهو رجل أعمال كردي ومحكوم عليه بالسجن 11 عاماً بتهم عديدة ومنها النصب والاحتيال. وبحسب كلام كريم، فإنه كان، قبل أن يسجن بتهم مدبرة من رائد جوحي على حد قوله، حلقة الوصل بين جوحي ومدير إدارة مجلس آسيا سيل للاتصالات رجل الأعمال الكردي فاروق مصطفى رسول هدفها إطفاء 400 مليار دولار مدينة بها الشركة إلى الدولة العراقية والسماح لها بإطلاق نسخة الجيل الرابع، في مقابل حصول جوحي والطرف الوسيط (دابان أحمد كريم) على 100 مليون دولار يتقاسمانها بالتساوي.
وبحسب الحقلة التلفزيونية، فإن الصفقة تمت وسمح بانطلاق «الجيل الرابع» وتأجيل الديون المستحقة على الشركة، لكن رائد جوحي استكثر، بحسب دبان أحمد كريم، حصوله على 50 مليون دولار مناصفة وسعى بالتواطؤ مع جهاز المخابرات إلى إسقاطه لاحقاً وحكم عليه بالسجن 11 عاماً.
جهاز المخابرات ورئيسه رائد جوحي لم يسكت على الاتهامات الخطيرة التي وردت في حلقة أحمد ملا طلال التلفزيونية وأصدر بياناً مطولاً وضع له عنوان «محتال في برنامج (مع ملا طلال)!! «رد فيها من خلال 7 نقاط على ما ورد في الحلقة. وتحدث فيه عن «خروقات وتجاوزات مهنية وأخلاقية في حلقة برنامج (مع ملا طلال)»، معتبراً ما جاء فيها «خروقات وأكاذيب وافتراءات بالجملة». وأضاف أن «القناة المذكورة سمحت لنفسها من دون تدقيق (وهو واجب قانوني عليها) أن تستضيف وتسوق أكاذيب أحد أفراد عصابة نصب واحتيال معروفة، اعتقل معظم أعضائها عام 2020 بعد اكتشاف عملية نصب تمت في مدينتي السليمانية وأربيل طالت شخصيات هامة».
وفيما عبرت إدارة قناة «UTV «عن استعدادها لاستضافة الجهات المتضررة من حلقة ملا طلال التزاماً بمبدأ الرأي والرأي الآخر، شن رئيس مجلس إدارة شركة آسيا سيل للاتصالات فاروق مصطفى رسول، اليوم الثلاثاء، هجوماً شديداً على ملا طلال واتهمه بـ«الأكاذيب والتلفيقات». ووعد بنشر الحقائق حول ما ورد في الحوار التلفزيوني.
وإلى جانب خصومة ملا طلاله مع زميله السابق في حكومة الكاظمي، رائد جوحي، برز اليوم، خلف آخر بينه وبين المستشار الإعلامي للكاظمي الصحافي مشرق عباس. حيث كتب الأخير تغريدة مخاطباً فيها ملا طلال قائلاً: «أخي أحمد ملا طلال تعرف جيداً أنني وقفت معك في كل المراحل، ولكنك يا صديقي تنحدر نحو انتقام شخصي مذل لك وللأسف لنا أيضاً». وأضاف عباس: «أقترح أن تعتذر لأنك تماديت فليس كل ما تسمعه من الآخرين صحيحاً، وما زالت الهواتف مفتوحة حتى تتأكد، فنحن لا نخون، لا تنفعل ولا تحكم بعد المحاكم».
فرد عليه ملا طلال بتغريدة مماثلة ومطولة قال فيها: «تعرفُ جيداً أني لم أكُن يوماً بحاجة إلى وقفتِكَ أو وقفة غيرِك. لا يخافُ الانتقامَ إلا المذنب، ثم ليس لدي ثأرٌ شخصي معكم كي أنتقم!».
وأضاف إن «كُنتَ تلمحُ إلى قرارِ ابتعادي عنكم (ناطق باسم الحكومة) فَدعْني أذكرُكَ أنه كانَ قراراً شخصياً اتخذتَهُ عن قناعة، وفي الوقتِ المناسب، وكُنتَ واقفاً، وكذلك رائد، عندما رميتُ كتابَ استقالتي بوَجهِهِ أمامَكُما ثم أرسلَكَ خلفي لإقناعي بالعدولِ عنه».
اتهامات متبادلة وسجالات بين بعض أعضاء فريق الكاظمي السابق
تتعلق بمزاعم فساد وبطلها رجل أعمال يقضي حكماً بالسجن
اتهامات متبادلة وسجالات بين بعض أعضاء فريق الكاظمي السابق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة