هل ينجح الاتحاد الأفريقي في عقد مصالحة بين الليبيين؟

يأمل الاتحاد الأفريقي أن تجد مبادرته لعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية في ليبيا، استجابة لدى الأطراف المتنازعة بالبلاد، وسط تساؤل عن قدرته على جمع القوى الفاعلة في المشهد، للجلوس ثانية إلى طاولة الحوار، بقصد التوصل إلى توافق ينهي الفترة الانتقالية، ويصل بليبيا إلى إجراء انتخابات.
وفي منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، دفع الاتحاد بجان كلود جاكوسو، المبعوث الخاص للرئيس الكونغولي، رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي، وزير خارجية جمهورية الكونغو برازافيل، للحديث مع غالبية الأطراف الليبية بشرق وغرب البلاد، عن آخر تطورات الأوضاع السياسية في ليبيا، والخطوات التي تبناها المجلس الرئاسي لإنجاح مشروع المصالحة الوطنية.
وفي لقاء لموسى فقي، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، تحدث عن «وجود دفعة للعملية السياسية في ليبيا، تتمثل في قيام الاتحاد الأفريقي بالعمل على ملف المصالحة الوطنية، لكونها الأساس الذي يسبق أي اتفاق سياسي»، لافتاً إلى الزيارة التي أجراها وزير خارجية الكونغو برازافيل إلى ليبيا مرات عدة.
وأضاف فقي، في حوار مع قناة «فرنس 24» مساء أمس، أن «الاتحاد يعمل حالياً على عقد اجتماع تمهيدي للمصالحة بين جميع الأطياف، على أن يقرر الليبيون أين سيعقد، وإن كنا نفضّل أن يعقد في ليبيا»، لافتاً إلى أنهم يعملون من الأمم المتحدة على ذلك.
ومع ما يراه محللون سياسيون في ليبيا من أن «النيات الحسنة» متوفرة لدى الاتحاد الذي سعى من قبل إلى أن يتولى أفريقي منصب المبعوث الأممي، يلفتون إلى حجم التعقيدات في الملف الليبي؛ مشيرين إلى مبادرات عديدة عملت عليها دول إقليمية وغربية، وكانت النتيجة «تمسك كل فريق بما يراه مناسباً لجبهته؛ ومن ثم فشلت جميعها، لتدفع البلاد الثمن».
وأمام حالة التشظي والانقسام السياسي في البلاد، رأى فقي أن المصالحة «مهمة جداً» في هذا الظرف العام، و«نحن نتكلم مع كل الأطراف في أنحاء البلاد، ونسعى إلى أن يجد الممثلون للشعب فرصة للتحاور فيما بينهم»، لافتاً إلى أن نجاح المصالحة يساعد على فتح الباب للاتفاق السياسي.
وللدفاع عن المبادرة الأفريقية، قال فقي إن الليبيين «ملّوا من كثرة الأزمات والمشكلات، ولا بد من إيجاد صيغة تسمح بالمصالحة بين الجميع، وبعد ذلك يصلون للانتخابات»، لافتاً إلى وجود تجاوب من جميع الأطراف مع المبادرة الأفريقية.
وكان محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، قد ثمَّن جهود رئيس الكونغو برازافيل وبعثة الاتحاد الأفريقي، في مساندة جهود مجلسه لتحقيق السلام والاستقرار في ليبيا، وذلك عقب لقائه الأخير بوزير خارجية جمهورية الكونغو جان كلود جاكوسو.
وفي السياق ذاته، قال خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة الذي سبق أن التقى جاكوسو، إن «أفريقيا مدرسة كبيرة في ملف المصالحة، ولها تجارب ناجحة في هذا المجال».
وبقدر التقليل من إمكانية اتفاق الأطراف الليبية على حل قريب حول التوجه بالبلاد إلى إجراء الانتخابات، تظل هناك رؤية متفائلة معتمدة على التوافق بين الاتحاد الأفريقي والمبعوث الأممي عبد الله باتيلي، السنغالي الجنسية، بالنظر إلى ما بذله الاتحاد كي تتولى شخصية أفريقية منصب المبعوث الأممي، وهو ما تحقق بالفعل.
وفي شأن ذي صلة، بحث القائم بأعمال السفارة الأميركية لدى ليبيا ليزلي أوردمان، مع نائب رئيس المجلس الرئاسي موسى الكوني، في تونس، العملية السياسية. وقال عبر حسابه على «تويتر» إنهما ناقشا «أهمية دعم الاستقرار والفرص الاقتصادية والمشاركة السياسية بالنسبة لمنطقة الجنوب الليبي، وكذلك الحاجة إلى استعادة مسار انتخابي مقبول في ليبيا».