مصرية تقتل زميلها لدى محاولتها الانتحار

سقطت على رأسه من الطابق الخامس

صورة مركبة لفتاة ألقت بنفسها من أعلى مبنى بهدف الانتحار  (BBC)
صورة مركبة لفتاة ألقت بنفسها من أعلى مبنى بهدف الانتحار (BBC)
TT

مصرية تقتل زميلها لدى محاولتها الانتحار

صورة مركبة لفتاة ألقت بنفسها من أعلى مبنى بهدف الانتحار  (BBC)
صورة مركبة لفتاة ألقت بنفسها من أعلى مبنى بهدف الانتحار (BBC)

تسببت ممرضة مصرية حاولت الانتحار بإلقاء نفسها من الطابق الخامس بمبنى مستشفى جامعة كفر الشيخ (دلتا مصر) في مقتل زميلها (فرد أمن)، بعد سقوطها على رأسه، بينما كُتبت للممرضة النجاة.
وقال حاتم الجوهري، مدير مستشفى كفر الشيخ الجامعي، في تصريحات صحافية، إنّ «حالة الممرضة مستقرة وتتلقى الرعاية الطبية بالمستشفى ذاته حالياً»، مشيراً إلى أنّ «الممرضة كانت ترغب في الانتحار نظراً لتعرضها لظروف نفسية، وأنّ النيابة العامة ستكشف جميع التفاصيل من خلال التحقيقات التي تجريها في القضية». وقالت مصادر لوسائل إعلام محلية إنها «أصيبت بكسر في الحوض، واشتباه نزف بالرأس.
يأتي ذلك بعد أسبوع واحد من محاولة شاب يدعى مصطفى الانتحار بإلقاء نفسه من أعلى سور القلعة بمنطقة الخليفة في القاهرة، وذلك عقب إجراء «بث مباشر» على صفحته في «فيسبوك»، لينتهي البث بأصوات كثيرة حول الهاتف الذي تبيّن أنّه سقط من يد الشاب بعد القفز.
ورغم أنّ الكثير من محاولات الانتحار تبوء بالفشل في مصر، فإنها تترك تساؤلات حول أسباب تكرار هذه الوقائع، وطرق حلها اجتماعياً ونفسياً.
وبحسب الحكومة المصرية، فإنّ بياناً للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء حصر حالات الانتحار عام 2018 في 67 حالة.
وشهدت مصر على مدار الأشهر الماضية عدة وقائع للانتحار، منها واقعة انتحار شاب خلال «بث مباشر» على «فيسبوك» مستعيناً بحبات «حفظ الغلال»، احتجاجاً على تعرضه لـ«الظلم» - حسب قوله - من قبل أحد أقاربه الذي وجّه له اللوم بجملة «أنتظرك في الآخرة»، ولم تفلح محاولات الإنقاذ لينتهي «اللايف» بالوفاة.
وشهد مطلع العام الحالي واقعة انتحار الفتاة «بسنت خالد»، التي اشتهرت بـ«ضحية الابتزاز الإلكتروني»، بعد تعرّضها لابتزاز إلكتروني من جانب 5 شباب عبر نشر صور مفبركة لها، باستخدام أحد برامج تعديل الصور، ثم نشرها على موقع «فيسبوك».
وسبق ذلك، حادثة انتحار الشابة «ميار محمد»، المعروفة إعلامياً بـ«فتاة المول»، بإلقاء نفسها من أحد المراكز الشهيرة في حي مدينة نصر (شرق القاهرة)، حيث أظهر مقطع مصوّر تم تداوله بشكل واسع على المنصات الرقمية، الفتاة وهي تقف على أحد المقاعد ثم تعبر في هدوء إلى الحاجز الموجود بالطابق السادس، لتلقي بنفسها دون تردد لتسقط جثة هامدة، ولتبيّن التحقيقات أنّ الفتاة انتحرت بسبب معاناتها من مشكلات وخلافات أسرية.
ويطالب خبراء اجتماع في مصر بضرورة الاهتمام بالعلاج النفسي والعلاج من الإدمان لخطورته على المجتمع، وتقول الدكتورة سوسن فايد، خبيرة علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «ذروة اليأس التي تصيب البعض، قد تدفعهم إلى قرار التخلص من حياتهم»، مشيرة إلى أنّ «ضعف النفس، والمرض النفسي، وغياب الثقافة، والإدمان، عوامل متشابكة تقود في النهاية إلى محاولة الانتحار». وتوضح أنّ «الاكتئاب العقلي والنفسي يُعدّ من أخطر العوامل التي تقود ضعفاء الأنفس نحو الانتحار، إلى جانب الفصام، والهلاوس السمعية والبصرية».
وتلفت «فايد» إلى «أهمية تبني استراتيجية حكومية للتوعية من مخاطر الأمراض النفسية، وتغيير النظرة النمطية تجاه العلاج النفسي المرتبط بوصمة اجتماعية راهناً».
ويرى خبراء نفسيون أن «هذه الوصمة أُخذت من الأفلام السينمائية القديمة التي صورت المرض النفسي على أنه وصمة، ولا يدرك من يقتنع بهذه الأفلام، أنها كانت تُوظف فقط لأجل الضرورة الكوميدية ولإضحاك المشاهدين».


مقالات ذات صلة

ارتفاع حالات الانتحار في الجيش الأميركي عام 2023

الولايات المتحدة​ جنود أميركيون (رويترز - أرشيفية)

ارتفاع حالات الانتحار في الجيش الأميركي عام 2023

قال مسؤولون كبار في وزارة الدفاع الأميركية، إن حالات الانتحار في الجيش الأميركي زادت عام 2023، وهو ما يمثل استمراراً لاتجاه طويل الأمد كافح البنتاغون للحد منه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق نجومٌ في الصغر... ضحايا في الكبر

نجومٌ في الصغر... ضحايا في الكبر

من مايكل جاكسون إلى ليام باين، مروراً بماثيو بيري وغيرهم من النجوم... خيطان جمعا ما بينهم؛ الشهرة المبكّرة والوفاة التراجيدية التي تسببت بها تلك الشهرة.

كريستين حبيب (بيروت)
تكنولوجيا السيدة اتهمت روبوت دردشة يعمل بالذكاء الاصطناعي بدفع ابنها إلى الانتحار (رويترز)

سيدة تتهم روبوت دردشة بدفع ابنها إلى الانتحار

اتهمت سيدة أميركية روبوت دردشة يعمل بالذكاء الاصطناعي بدفع ابنها إلى الانتحار بعد أن أصبح «مهووساً به».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق السلامة أولاً وأخيراً (أ.ب)

«وعاء» نيويورك الشبيه بخلية يُرحِّب مجدّداً بالزوار... و«سلامتهم»

صعد السياح مجدّداً درجات منحوتة «الوعاء» في مانهاتن التي تتّخذ شكل خلية نحل، وذلك بعد إعادة إتاحة زيارتها أمام الجمهور للمرة الأولى منذ 3 سنوات.

«الشرق الأوسط» (مانهاتن (الولايات المتحدة))
يوميات الشرق وفق علم النفس فإنّ مَن ينتحرون من أماكن مرتفعة يرغبون في تحويل موتهم إلى فعلٍ عام (رويترز)

ليام باين ليس أوّل ضحاياها... الشرفةُ كوسيلة انتحارٍ حتميّ

أعادت حادثة سقوط المغني ليام باين من على شرفة الفندق وفياتٍ كثيرة مشابهة إلى الأذهان. فلماذا يختار بعض المشاهير الانتحار من أماكن مرتفعة؟

كريستين حبيب (بيروت)

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)
مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)
TT

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)
مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)

خضعت آلة تشيللو يُعتقد أنها الأقدم من نوعها في أسكوتلندا لإعادة ترميم، ومن المقرَّر أن تعاود العزف مرّة أخرى في عرض خاص.

ووفق «بي بي سي»، يعود تاريخ صنعها إلى عام 1756، أي قبل 268 عاماً، على يد الحرفي روبرت دنكان في أبردين، وجرى التبرُّع بها لتنضم إلى المجموعات الخاصة بجامعة أبردين، تنفيذاً لوصية من الطالب السابق جيمس بيتي الذي أصبح أستاذاً للفلسفة، من لورانسكيرك بمقاطعة أبردينشاير الأسكوتلندية، وذلك بعد وفاته عام 1803.

الآن، بعد ترميمها، ستعزف التشيللو علناً، ويُعتقد أنها ربما المرّة الأولى التي تعزف فيها الآلة منذ القرن الـ18، وذلك على يد العازفة لوسيا كابيلارو، في محيط كاتدرائية «كينغز كوليدج» المهيب التابع للجامعة، مساء الجمعة.

يعود تاريخ صنعها إلى عام 1756 أي قبل 268 عاماً (جامعة «أبردين»)

بعد وفاة جيمس بيتي عام 1803، جرى التبرُّع بمخطوطاته وخطاباته وآلة التشيللو لمصلحة الجامعة، إذ ظلّت موجودة منذ ذلك الحين. وعزف عليها هذا العام المرمِّم والحرفي وصانع الآلات الوترية، ديفيد راتراي، الذي قال: «الحرفية التي تظهر في هذه الآلة استثنائية. وقد تكون أقدم تشيللو أسكوتلندية باقية على قيد الحياة، ولا تزال في حالة باروكية نقية، وتُظهر براعة أحد أفضل صانعي الكمان في أبردين».

أما العازفة لوسيا، فعلَّقت: «العزف عليها مثير جداً، لم يكن الأمر كما توقّعت على الإطلاق. قد تكون لديك فكرة مسبقة عن صوت الآلات وفق ما تسمعه من كثيرها اليوم. أحياناً، كنتُ أتوقّع أن يكون صوتها أكثر اختناقاً، لكنها رنانة بدرجة لا تُصدَّق. تشعر كأنه لم يُعبَث بها».

وأوضحت: «لتلك الآلة صوت فريد، فهي نقية ومبهجة، وفي الوقت عينه هادئة ودافئة. إنها متعة للعزف؛ تُشعرك كأنها أكثر تميّزاً مما توقَّعت».

بدوره، قال المُحاضر في الأداء الموسيقي بجامعة أبردين، الدكتور آرون ماكغريغور: «مثير جداً أن نتمكن من سماع تشيللو جيمس بيتي يُعزف علناً ربما للمرّة الأولى منذ رحيله، في المكان المناسب تماماً، بكاتدرائية (كينغز كوليدج)».

وأضاف: «الحفل يجمع بين السوناتا الإيطالية وموسيقى الغرف مع إعدادات من الموسيقى الأسكوتلندية، ويعرُض طيفاً من الموسيقى التي استمتع بها جيمس بيتي ومعاصروه».

وختم: «مجموعة (سكوتس باروكي) الأسكوتلندية رائعة، وتجمع بين الموسيقى المُبكرة والأداء على الآلات الموسيقية التاريخية، مع برامج مبتكرة وأداء درامي. لذا؛ يُعدّ هذا الحفل حدثاً فريداً لا يمكن تفويته».