وجه منتخب الإكوادور بقيادة المخضرم إينر فالنسيا ضربة موجعة لنظيره القطري صاحب الأرض بالخروج منتصرا 2 - صفر أمس في افتتاح نهائيات كأس العالم لكرة القدم على استاد «البيت» بالجولة الأولى لفرق المجموعة الأولى التي تشهد اليوم مباراة بين السنغال وهولندا.
وحقق المنتخب الإكوادوري سابقة تاريخية، حيث إنها المرة الأولى في تاريخ كأس العالم التي يخسر فيها منتخب البلد المضيف في المباراة الافتتاحية.
وأحرز فالنسيا هدفي المنتخب القادم من أميركا الجنوبية في الدقيقة 16 من ركلة جزاء و31 بضربة رأس، ليمنح الإكوادور فوزها الخامس على الإطلاق في كأس العالم.
وأصبح فالنسيا رابع لاعب يحرز هدفين في المباراة الافتتاحية في آخر خمس نسخ بعد الألماني ميروسلاف كلوزه في 2006 والبرازيلي نيمار في 2014 والروسي دينيس تشيرشيف في 2018.
فالنسيا (يسار) يعزز تقدم الإكوادور بهدف من تسديدة رأسية رائعة (أ.ف.ب)
وتلعب قطر ضد السنغال في المباراة المقبلة في المجموعة الأولى يوم الجمعة، وتلتقي الإكوادور مع هولندا في اليوم ذاته. وستكون قطر بحاجة إلى التعافي قبل مواجهة بطلة أفريقيا في مواجهة حاسمة، حيث تخشى أن تكون رابع دولة تستضيف المنافسات وتخرج من الدور الأول بعد سويسرا 1954 وتشيلي 1962 وجنوب أفريقيا 2010.
وتمسكت قطر بنفس العناصر المألوفة في التشكيلة الأساسية وبوجود الهداف المعز إلى جانب زميله أكرم عفيف وحسن الهيدوس، لكن الفريق ظهر بعيدا تماما عن مستواه الذي جعله يحرز لقب كأس آسيا 2019.
وبعد حفل افتتاح متميز، شهد العديد من الفقرات الفنية والغنائية في حضور العديد من قادة العالم والأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني والسويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) انطلقت المباراة الصادمة لأكثر من 60 ألف متفرج.
وسيطر منتخب الإكوادور على مجريات اللعب على مدار شوطي المباراة في الوقت الذي لم يظهر فيه المنتخب القطري بمستواه المعهود الذي أهله للفوز بلقب كأس آسيا والمركز الثالث خلال نسخة 2021 من كأس العرب.
الهزيمة على ملامح مونتاري لاعب قطر (أ.ب)
واستغل المنتخب الإكوادوري سوء تفاهم بين حارس قطر سعد الشيب وأحد مدافعيه ليسجل فالنسيا مهاجم فناربغشه التركي هدفا برأسه من مسافة قريبة بعد مرور ثلاث دقائق فقط، لكن الحكم الإيطالي دانيلي أورساتو ألغاه بعد الرجوع إلى تقنية حكم الفيديو المساعد شبه الآلي (في إيه آر) بداعي التسلل.
وتنفس منتخب قطر الصعداء، وحاول أن يستجمع قواه بعد الهدف الذي تم إلغاؤه، لكن الأفضلية ظلت في صالح الفريق الإكوادوري الذي سيطر على وسط الملعب وشكّل خطورة متواصلة على مرمى الشيب. وفي الدقيقة 16 احتسب الحكم ضربة جزاء لصالح المنتخب الإكوادوري بعد عرقلة سعد الشيب لفالنسيا، ليسجل منها هدف السبق للفريق الضيف. وحصل منتخب الإكوادور الذي يشارك في المونديال للمرة الرابعة في تاريخه وبعد 8 سنوات من الغياب عن المحفل العالمي، على جرعة مضاعفة من الثقة وواصل سيطرته الكاملة على أجواء المباراة وسط حالة من التراجع التام في صفوف المنتخب القطري.
وتلقى المهاجم القطري المعز علي بطاقة صفراء بعد تدخله بقوة مع فالنسيا، كما حصل الإكوادوري موسيس كايسيدو على إنذار بسبب الخشونة. وجاءت الدقيقة 31 لتشهد تسجيل فالنسيا الهدف الثاني له وللإكوادور بعد تمريرة متقنة من الناحية اليمنى عن طريق أنجيلو بريسيادو، قابلها الأول برأسه بشكل رائع على يمين الشيب الذي عجز عن التصدي لها.
ولم يكتف المنتخب الإكوادوري بالهدفين، بل شن المزيد من الهجمات، أملا في تسجيل الهدف الثالث، في الوقت الذي غابت فيه الأنياب الهجومية للفريق القطري بشكل كامل، حيث لم ينجح العنابي في تهديد مرمى الحارس الإكوادوري هيرنان غالينديز ولو لمرة واحدة.
وقبل دقيقتين من نهاية الشوط الأول تعرض فالنسيا للإصابة ليغادر الملعب، لكنه عاد سريعا بعد تلقي العلاج.
وكانت الفرصة الوحيدة الحقيقية للعنابي القطري في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع للشوط الأول بعد عرضية رائعة من حسن الهيدوس إلى المعز علي أمام المرمى مباشرة، لكن مهاجم الدحيل سدد الكرة بشكل سيئ إلى خارج الشباك.
ومع بداية الشوط الثاني استأنف منتخب الإكوادور نشاطه الهجومي، وأنقذ سعد الشيب المرمى القطري من هدف ثالث في الدقيقة 55 عندما تصدى بصعوبة لتسديدة قوية أطلقها روماريو إيبارا من على خط منطقة الجزاء.
وحصل الإكوادوري جيجسون مينديز على بطاقة صفراء بعد تدخل قوي ضد حسن الهيدوس.
وكان المعز علي قريبا من تسجيل الهدف الأول للعنابي القطري في الدقيقة 62 بعد تمريرة رائعة من بيدرو ميجيل، قابلها برأسه لكن الكرة مرت بمحاذاة المرمى الإكوادوري.
ودفع غوستافو ألفارو المدير الفني للإكوادور بأول تغييراته بنزول جيريمي سارمينتو وخروج إيبارا، ورد فيليكس سانشيز مدرب قطر بإجراء تغيير تمثل في نزول محمد مونتاري ومحمد وعد بدلا من المعز علي وحسن الهيدوس.
وكاد أكرم عفيف أن يرد بهدف للعنابي القطري في الدقيقة 75 بتسديدة من خارج منطقة الجزاء لكن الكرة علت الشباك الإكوادورية بقليل. وغادر فالنسيا ملعب المباراة في الدقيقة 76 بداعي الإصابة، وشارك جوزيه سيفوينتس بدلا منه.
وضاعت فرصة محققة لأصحاب الأرض قبل ثلاث دقائق من النهاية بعد هجمة مرتدة سريعة انتهت عند مونتاري، الذي سدد كرة قوية من خارج منطقة الجزاء، لكنها مرت مباشرة من فوق المرمى الإكوادوري. ومرت الدقائق الأخيرة دون أن تشهد جديدا، ليخرج المنتخب الإكوادوري فائزا بهدفين دون رد.
وعقب اللقاء علق حارس مرمى قطر سعد الشيب قائلا: «أعتقد أننا لم نلعب بالشكل المطلوب في أول نصف ساعة وحصلت أخطاء. في الثاني كنا أفضل، وأتمنى أن نكون يدا واحدة في المباراتين التاليتين ونقلل الأخطاء».
أما المهاجم المعز علي فقال: «بدأنا أول ربع ساعة مرتبكين وارتكبنا أخطاء أثرت على مجريات المباراة. يجب أن نتعلم من تلك الأخطاء. يجب تغيير الصورة وعلينا الاستمرارية على مستوى الشوط الثاني وبأكثر حماسة وقدرة للوصول إلى مرمى الخصم».
في المقابل قال فالنسيا أفضل لاعب في المباراة: «كنا نعرف أنها مباراة صعبة لكننا استطعنا الخروج بنتيجة جيدة من خلال اللعب الجيد. سجلنا هدفين سريعين وسيطرنا على مجريات اللعب تماما». وأضاف «منذ سحب القرعة، كنت أحلم أن أفتتح التسجيل مع منتخب بلادي، كنا في غاية التركيز وكنا نعرف قدرتنا على تحقيق نتيجة جيدة... لدي بعض الأمل في خوض المباراة المقبلة رغم الإصابة في كاحلي».
واللقاء هو الرابع بين المنتخبين وقد فاز المنتخب الإكوادور مرتين مقابل مرة واحدة لمنتخب قطر وتعادلا مرة واحدة أيضا.