السودانيون يترقبون تشكيل الحكومة المدنية بعد «الاتفاق النهائي»

مطالب بإعادة النظر في «اتفاق جوبا للسلام»

من احتجاجات مدينة الخرطوم بحري المطالبة بالحكم المدني يوم الخميس (أ.ف.ب)
من احتجاجات مدينة الخرطوم بحري المطالبة بالحكم المدني يوم الخميس (أ.ف.ب)
TT

السودانيون يترقبون تشكيل الحكومة المدنية بعد «الاتفاق النهائي»

من احتجاجات مدينة الخرطوم بحري المطالبة بالحكم المدني يوم الخميس (أ.ف.ب)
من احتجاجات مدينة الخرطوم بحري المطالبة بالحكم المدني يوم الخميس (أ.ف.ب)

قال القيادي في تحالف «الحرية والتغيير» المعارض في السودان، ياسر عرمان، إن الحكومة المدنية المرتقبة ستشكل عقب التوقيع على «اتفاق نهائي بالتوافق بين القوى المدنية التي ستشكل الحاضنة الجديدة للسلطة الانتقالية المدنية»، مشيراً إلى أن الاتفاق الإطاري الذي تم التوافق عليه مع قيادة الجيش، يضع أسساً لإنهاء السلطة العسكرية الحالية واستبدال سلطة مدنية بها. وكشف عرمان عن عقد اجتماع بين المجلس المركزي لتحالف «الحرية والتغيير» والحركات المسلحة الموقعة على اتفاق «جوبا للسلام»؛ بغرض التوصل إلى صيغة لتوسيع قاعدة الانتقال، فيما يترقب السودانيون التوصل إلى اتفاق نهائي ومن ثم تشكيل حكومة مدنية.
وأضاف القيادي في «الحرية والتغيير» أن العملية السياسية لحل الأزمة غير معزولة عن الشارع، بل تحقق مطالبه في عودة الجيش للثكنات، كما أنها ستعيد القوى التي قامت بـ«ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2018» إلى حكم مدني ديمقراطي يتبنى ويلبي مطالب «الثورة التي أطاحت بحكم الإسلاميين بزعامة الرئيس المعزول عمر البشير في 11 أبريل (نيسان) 2019». وأوضح عرمان أن التفاهمات الجديدة، التي تقوم على أساس مرحلة انتقالية تقودها حكومة كفاءات مستقلة، تستدعي مراجعة «اتفاق جوبا للسلام».
وأوضح في منتدى سياسي تحت عنوان «مآلات الحل السياسي»، أن العملية السياسية التي تتبلور الآن «توفر لكل الأطراف فرصة جديدة، ويجب أن تستند إلى إكمال مهام وأهداف ثورة ديسمبر 2018»، مضيفاً أن هذه العملية تلبي مطالب «لجان المقاومة الشعبية» التي ترفع شعار «لا شراكة ولا مساومة ولا شرعية» مع قادة الجيش، حيث إن التفاهمات الحالية التي توصلنا إليها مع قيادة الجيش تؤكد أن العسكريين لن يكونوا مشاركين في السلطة السياسية أو التنفيذية المقبلة.
وأضاف عرمان أن تحالف «الحرية والتغيير» يسعى إلى قيام «كتلة حرجة إلى ما بعد مرحلة الانتقال للدخول إلى انتخابات ديمقراطية لهزيمة كل القوى المعارضة للثورة حتى تتم استدامة الحكم المدني الديمقراطي». وأشار إلى أن الاتفاق الإطاري يعمل على إنهاء الوضع الحالي وبناء سلطة مدنية، «بينما تحتاج المرحلة الثانية إلى توسيع دائرة النقاش بين قوى الثورة وقوى الانتقال». وأكد أن «تحالف الحرية والتغيير ليس الممثل الحصري لقوى الثورة، وأن الثورة لا تقبل الاحتكار أو المصادرة، ويجب أن تتاح الفرصة لكل الأطراف التي شاركت في الثورة وترغب في المشاركة في العملية السياسية».
وأوضح أن الفترة المقبلة ستشهد مشاورات حول كيفية تكوين الحاضنة الجديدة التي تعمل مع بعضها للتوصل إلى الاتفاق النهائي. وقال عرمان إن الوثيقة الدستورية نصت على أن يتكون مجلس الوزراء من كفاءات وطنية دون محاصصات حزبية تكون له كل الصلاحيات في إطار النظام البرلماني الديمقراطي، على أن تتم الخطوة بالتشاور بين القوى السياسية وحركات الكفاح المسلح وقوى الانتقال. ودعا عرمان المجتمع الدولي والإقليمي لدعم العملية السياسية وتقديم الدعم للسودان.
وأضاف أن العملية السياسية ستعمل إيجاباً على حل الأزمة الاقتصادية عبر الاتصالات مع المجتمع الدولي والإقليمي لتوفير مساعدات اقتصادية للسودان، بما يفتح الطريق لحل معاناة ملايين السودانيين في المدن والريف، وأن إقامة سلطة مدنية ستعود بالبلاد إلى التعامل مع المؤسسات الدولية لإنهاء الأزمة الاقتصادية. وأكد عرمان أنه لا يمكن أن يحدث تحوّل ديمقراطي في ظل تعدد الجيوش، داعياً إلى بناء جيش قومي مهني واحد في البلاد. وأشار إلى أن «الحرية والتغيير» يدرك التعقيدات الحالية ويعمل على تكوين سلطة مدنية ديمقراطية «تقطع الطريق أمام فلول النظام المعزول للعودة إلى الحكم». بدوره، قال المتحدث باسم «الحرية والتغيير» جعفر حسن، إن التحالف يسعى إلى تكوين أكبر جبهة مدنية لحماية الانتقال المقبل، من خلال توسيع قاعدة المشاركة مع القوى التي لها موقف لدعم الانتقال في البلاد.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مصر تعدد «إنجازاتها» في «حقوق الإنسان» قبل مراجعة دورية بجنيف

بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر تعدد «إنجازاتها» في «حقوق الإنسان» قبل مراجعة دورية بجنيف

بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

عدّدت مصر «إنجازاتها» في ملف حقوق الإنسان خلال السنوات الأخيرة، قبل مناقشة «تقرير المراجعة الشاملة» أمام المجلس الدولي لحقوق الإنسان بجنيف، في يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكدت القاهرة «هدم السجون (غير الآدمية) وإقامة مراكز إصلاح حديثة».

وتقدمت الحكومة المصرية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بتقريرها الرابع أمام «آلية المراجعة الدورية الشاملة» التابعة لمجلس حقوق الإنسان الدولي، تمهيداً لمناقشته الشهر المقبل، وهو تقرير دوري تقدمه مصر كل 4 سنوات... وسبق أن قدّمت القاهرة 3 تقارير لمراجعة أوضاع حقوق الإنسان في أعوام 2010، و2014، و2019.

وقال عضو «المجلس القومي لحقوق الإنسان» بمصر، رئيس «المنظمة المصرية لحقوق الإنسان» (مؤسسة حقوقية)، عصام شيحة، إن «الحكومة المصرية حققت (قفزات) في ملف حقوق الإنسان»، وأشار في تصريحات تلفزيونية، مساء الخميس، إلى أن «السنوات الأخيرة، شهدت قنوات اتصال بين المنظمات الحقوقية والمؤسسات الحكومية بمصر»، منوهاً إلى أن «مصر هدمت كثيراً من السجون القديمة التي كانت (غير آدمية) وأقامت مراكز إصلاح حديثة».

وأوضح شيحة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، الجمعة، أن «الحكومة المصرية تبنت فلسفة عقابية جديدة داخل السجون عن طريق الحد من العقوبات السالبة للحريات، وأنها هدمت نحو 15 سجناً، وقامت ببناء 5 مراكز إصلاح وتأهيل وفق أحدث المعايير الدولية، وتقدم برامج لتأهيل ودمج النزلاء».

عادّاً أن تقديم مصر لتقرير المراجعة الدورية أمام «الدولي لحقوق الإنسان» بجنيف، «يعكس إرادة سياسية للتواصل مع المنظمات الدولية المعنية بملف حقوق الإنسان».

وشرعت وزارة الداخلية المصرية أخيراً في إنشاء «مراكز للإصلاح والتأهيل» في مختلف المحافظات، لتكون بديلة للسجون القديمة، ونقلت نزلاء إلى مراكز جديدة في «وادي النطرون، وبدر، و15 مايو»، وتضم المراكز مناطق للتدريب المهني والفني والتأهيل والإنتاج، حسب «الداخلية المصرية».

ورغم الاهتمام الحكومي بملف حقوق الإنسان في البلاد، وفق مراقبين؛ فإن عضو «المجلس القومي لحقوق الإنسان» يرى أن «هناك ملفات تحتاج إلى تحرك مثل ملف الحبس الاحتياطي في التهم المتعلقة بالحريات».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستعرض التقرير الثالث لـ«الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان» في مصر (الرئاسة المصرية)

وفي وقت سابق، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، استجابته لتوصيات مناقشات «الحوار الوطني» (الذي ضم شخصيات عامة وحزبية وأكاديميين وسياسيين) بشأن قضية الحبس الاحتياطي، داعياً في إفادة للرئاسة المصرية، أغسطس (آب) الماضي، إلى «أهمية تخفيض الحدود القصوى لمدد الحبس، وتطبيق بدائل مختلفة للحبس الاحتياطي».

ويرى وكيل «لجنة حقوق الإنسان» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، النائب أيمن أبو العلا، أن «الحكومة المصرية حققت تقدماً في تنفيذ محاور (الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان) التي أطلقتها عام 2021»، ودلل على ذلك بـ«إلغاء قانون الطوارئ، وتشكيل لجان للعفو الرئاسي، والسعي إلى تطبيق إصلاح تشريعي مثل تقديم قانون جديد لـ(الإجراءات الجنائية) لتقنين الحبس الاحتياطي».

وكان وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، قد عرض على الرئيس المصري، الأربعاء الماضي، التقرير الثالث لـ«الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان»، متضمناً «المبادرات والبرامج التي جرى إعدادها للارتقاء بأوضاع حقوق الإنسان بمفهومها الشامل، السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي».

وحسب إفادة للرئاسة المصرية، وجه الرئيس المصري بـ«استمرار جهود نشر الوعي بحقوق الإنسان في مؤسسات الدولة كافة، ورفع مستوى الوعي العام بالحقوق والواجبات»، وشدد على «تطوير البنية التشريعية والمؤسسية لإنجاح هذا التوجه».

عودة إلى وكيل «لجنة حقوق الإنسان» بـ«النواب» الذي قال إن ملف حقوق الإنسان يتم استغلاله من بعض المنظمات الدولية سياسياً أكثر منه إنسانياً، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك ازدواجية في معايير بعض المنظمات التي تغض الطرف أمام انتهاكات حقوق الإنسان في غزة ولبنان، وتتشدد في معاييرها مع دول أخرى».