السودانيون يترقبون تشكيل الحكومة المدنية بعد «الاتفاق النهائي»

مطالب بإعادة النظر في «اتفاق جوبا للسلام»

من احتجاجات مدينة الخرطوم بحري المطالبة بالحكم المدني يوم الخميس (أ.ف.ب)
من احتجاجات مدينة الخرطوم بحري المطالبة بالحكم المدني يوم الخميس (أ.ف.ب)
TT

السودانيون يترقبون تشكيل الحكومة المدنية بعد «الاتفاق النهائي»

من احتجاجات مدينة الخرطوم بحري المطالبة بالحكم المدني يوم الخميس (أ.ف.ب)
من احتجاجات مدينة الخرطوم بحري المطالبة بالحكم المدني يوم الخميس (أ.ف.ب)

قال القيادي في تحالف «الحرية والتغيير» المعارض في السودان، ياسر عرمان، إن الحكومة المدنية المرتقبة ستشكل عقب التوقيع على «اتفاق نهائي بالتوافق بين القوى المدنية التي ستشكل الحاضنة الجديدة للسلطة الانتقالية المدنية»، مشيراً إلى أن الاتفاق الإطاري الذي تم التوافق عليه مع قيادة الجيش، يضع أسساً لإنهاء السلطة العسكرية الحالية واستبدال سلطة مدنية بها. وكشف عرمان عن عقد اجتماع بين المجلس المركزي لتحالف «الحرية والتغيير» والحركات المسلحة الموقعة على اتفاق «جوبا للسلام»؛ بغرض التوصل إلى صيغة لتوسيع قاعدة الانتقال، فيما يترقب السودانيون التوصل إلى اتفاق نهائي ومن ثم تشكيل حكومة مدنية.
وأضاف القيادي في «الحرية والتغيير» أن العملية السياسية لحل الأزمة غير معزولة عن الشارع، بل تحقق مطالبه في عودة الجيش للثكنات، كما أنها ستعيد القوى التي قامت بـ«ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2018» إلى حكم مدني ديمقراطي يتبنى ويلبي مطالب «الثورة التي أطاحت بحكم الإسلاميين بزعامة الرئيس المعزول عمر البشير في 11 أبريل (نيسان) 2019». وأوضح عرمان أن التفاهمات الجديدة، التي تقوم على أساس مرحلة انتقالية تقودها حكومة كفاءات مستقلة، تستدعي مراجعة «اتفاق جوبا للسلام».
وأوضح في منتدى سياسي تحت عنوان «مآلات الحل السياسي»، أن العملية السياسية التي تتبلور الآن «توفر لكل الأطراف فرصة جديدة، ويجب أن تستند إلى إكمال مهام وأهداف ثورة ديسمبر 2018»، مضيفاً أن هذه العملية تلبي مطالب «لجان المقاومة الشعبية» التي ترفع شعار «لا شراكة ولا مساومة ولا شرعية» مع قادة الجيش، حيث إن التفاهمات الحالية التي توصلنا إليها مع قيادة الجيش تؤكد أن العسكريين لن يكونوا مشاركين في السلطة السياسية أو التنفيذية المقبلة.
وأضاف عرمان أن تحالف «الحرية والتغيير» يسعى إلى قيام «كتلة حرجة إلى ما بعد مرحلة الانتقال للدخول إلى انتخابات ديمقراطية لهزيمة كل القوى المعارضة للثورة حتى تتم استدامة الحكم المدني الديمقراطي». وأشار إلى أن الاتفاق الإطاري يعمل على إنهاء الوضع الحالي وبناء سلطة مدنية، «بينما تحتاج المرحلة الثانية إلى توسيع دائرة النقاش بين قوى الثورة وقوى الانتقال». وأكد أن «تحالف الحرية والتغيير ليس الممثل الحصري لقوى الثورة، وأن الثورة لا تقبل الاحتكار أو المصادرة، ويجب أن تتاح الفرصة لكل الأطراف التي شاركت في الثورة وترغب في المشاركة في العملية السياسية».
وأوضح أن الفترة المقبلة ستشهد مشاورات حول كيفية تكوين الحاضنة الجديدة التي تعمل مع بعضها للتوصل إلى الاتفاق النهائي. وقال عرمان إن الوثيقة الدستورية نصت على أن يتكون مجلس الوزراء من كفاءات وطنية دون محاصصات حزبية تكون له كل الصلاحيات في إطار النظام البرلماني الديمقراطي، على أن تتم الخطوة بالتشاور بين القوى السياسية وحركات الكفاح المسلح وقوى الانتقال. ودعا عرمان المجتمع الدولي والإقليمي لدعم العملية السياسية وتقديم الدعم للسودان.
وأضاف أن العملية السياسية ستعمل إيجاباً على حل الأزمة الاقتصادية عبر الاتصالات مع المجتمع الدولي والإقليمي لتوفير مساعدات اقتصادية للسودان، بما يفتح الطريق لحل معاناة ملايين السودانيين في المدن والريف، وأن إقامة سلطة مدنية ستعود بالبلاد إلى التعامل مع المؤسسات الدولية لإنهاء الأزمة الاقتصادية. وأكد عرمان أنه لا يمكن أن يحدث تحوّل ديمقراطي في ظل تعدد الجيوش، داعياً إلى بناء جيش قومي مهني واحد في البلاد. وأشار إلى أن «الحرية والتغيير» يدرك التعقيدات الحالية ويعمل على تكوين سلطة مدنية ديمقراطية «تقطع الطريق أمام فلول النظام المعزول للعودة إلى الحكم». بدوره، قال المتحدث باسم «الحرية والتغيير» جعفر حسن، إن التحالف يسعى إلى تكوين أكبر جبهة مدنية لحماية الانتقال المقبل، من خلال توسيع قاعدة المشاركة مع القوى التي لها موقف لدعم الانتقال في البلاد.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

أبعاد أمنية واقتصادية تعزز التعاون في الصناعات الدفاعية بين مصر وتركيا

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقبال نظيره التركي رجب طيب إردوغان بالقاهرة في فبراير 2024 (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقبال نظيره التركي رجب طيب إردوغان بالقاهرة في فبراير 2024 (الرئاسة المصرية)
TT

أبعاد أمنية واقتصادية تعزز التعاون في الصناعات الدفاعية بين مصر وتركيا

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقبال نظيره التركي رجب طيب إردوغان بالقاهرة في فبراير 2024 (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقبال نظيره التركي رجب طيب إردوغان بالقاهرة في فبراير 2024 (الرئاسة المصرية)

في وقت تتسارع فيه وتيرة التعاون بين مصر وتركيا في مجال الصناعات الدفاعية والعسكرية، أكد خبراء أن «هناك أبعاداً لهذا التعاون تتعلق بتحقيق توازن في القوى بالمنطقة، ووقف التهديدات التي باتت وجودية على دول الشرق الأوسط خلال العامين الماضيين». وأضافوا: «كما له أبعاد اقتصادية تتعلق بخفض تكلفة التسليح لقوات الدولتين، فضلاً عن السعي لتحقيق تقدم في تلك الصناعة ومنافسة الدول المتقدمة فيها».

وكانت شركة «أسيلسان التركية»، إحدى أبرز شركات الصناعات الدفاعية في العالم، أعلنت أخيراً افتتاح مكتب تمثيلي إقليمي لها في مصر تحت اسم «Aselsan Egypt» لـ«تعزيز التعاون المشترك مع مصر والشركاء»، بحسب ما قال المدير العام للشركة، أحمد أكيول، بعد مشاركة شركة الصناعات الدفاعية في معرض الدفاع المصري «إيديكس 2025» في القاهرة، الذي شارك فيه نحو 80 شركة تركية؛ إذ وصف الخطوة بأنها «فصل جديد» في خدمة الشركاء المصريين مباشرة، مع وجود فيزيائي دائم في البلاد.

ووفق أكيول، يهدف «المكتب» إلى «تسهيل تقديم الخدمات والدعم الفني للقوات المسلحة المصرية والعملاء المحليين، مع التركيز على تطوير وإنتاج أنظمة دفاعية مشتركة تستفيد من خبرات (أسيلسان) في الإلكترونيات العسكرية والقدرات التصنيعية المصرية المتقدمة». وأكد أكيول أن «التعاون يشمل توقيع اتفاقيات أولية مع ثلاث شركات مصرية، بهدف تحولها إلى إنتاج مشترك وأنشطة تعاونية طويلة الأمد، مع الإعلان الرسمي عن المنتجات الدفاعية المشتركة خلال النسخة المقبلة من معرض (إيديكس 2027)».

عضو «معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع»، اللواء السابق في الجيش المصري، ياسر هاشم، قال إن «مسألة تغيير موازين القوى لها معايير واعتبارات معقدة، وتحتاج لوقت، وترتبط أساساً بالتوجه والهدف الاستراتيجي للدولة، وكذا الجبهات والعدائيات المتوقعة والمفترضة. والسياسة المصرية بصفة عامة استقرت على تنويع الشراكات مع دول متعددة، سواء كانت في مجالات تصنيع السلاح أو الصفقات، مثل كوريا الجنوبية وفرنسا وألمانيا والصين وصربيا، وأخيراً تركيا. والهدف ليس سعياً للتأثير في موازين القوى فقط، بل هناك أيضاً بعد اقتصادي مهم سواء لخفض تكاليف التسليح أو لفتح أسواق، فضلاً عن تلبية احتياجات القوات المسلحة المصرية».

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «مسار التحديث الجاري في معظم اتجاهات الدفاع المصري، هو مسار ضروري لمواكبة التطور السريع الحادث في التسليح والصناعات الدفاعية بالمنطقة والعالم، كذلك تعميق صناعات الدفاع في مصر وتنويعها والاستفادة من وجود صناعات أساسية وصناعات تكميلية، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص أو المشترك، يمكن أن تدعم هذا الاتجاه».

وشهد التعاون العسكري بين مصر وتركيا تطوراً ملحوظاً منذ 2023 مع عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة وتبادل الزيارات الرئاسية، مما انعكس على مجال الصناعات الدفاعية. ويأتي افتتاح «مكتب أسيلسان» في مصر ضمن مشاركة تركية قوية في معرض الدفاع المصري «إيديكس 2025». وبحسب بيان للشركة أخيراً، فإن «(أسيلسان) تسعى للانتقال من التصدير إلى الإنتاج المشترك، مستفيدة من القدرات التصنيعية المصرية المتقدمة في (الهيئة العربية للتصنيع) وغيرها».

الأكاديمي والباحث المصري في العلاقات الدولية، بشير عبد الفتاح، يرى أن «هذا التعاون في مجال الصناعات الدفاعية، هو تتويج لعملية التقارب الكبيرة والملحوظة التي حدثت بين مصر وتركيا خلال العامين الماضيين، وهناك مشروعات مشتركة لإنتاج منظومات دفاعية متنوعة وصلت لمستوى التعاون من أجل إنتاج طائرة مقاتلة، إلى جانب منظومات دفاع جوي مسيّرات مما يعزز التقارب على المستوى الاستراتيجي».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «من شأن ذلك أن يحدث تأثيراً مهماً في موازين القوى الإقليمية؛ إذ يمكن للبلدين التحول إلى مركز للتصنيع العسكري المشترك والتسليح والتسويق لذلك عربياً وأفريقياً، كما أنه سيزيد الاستقلال الاستراتيجي في مجال إنتاج الأسلحة المتطورة، مما يزيد من قوة واستقلال القرار الاستراتيجي للبلدين بشأن القضايا المثارة على الساحة، ويقلص الفجوة العسكرية والتسليحية بينهما وبين إسرائيل».

وشدد عبد الفتاح على أن «هذا التعاون الدفاعي والعسكري بين القاهرة وأنقرة لا أعتقد أنه يقلق الولايات المتحدة ولا الدول الأوروبية؛ لأنه لا يزال في بداياته، ولا يشكل تهديداً أو خللاً عميقاً في موازين القوى في الوقت الراهن، فهذا التعاون ما زال في مهده، ويتطور بشكل تدريجي وبطيء ومحسوب أيضاً، وبالتالي لا غضاضة فيه بالنسبة للدول الغربية؛ لأن تركيا أيضاً عضو في حلف (الناتو)، كما أن الأمر لا يشكل تهديداً مباشراً لإسرائيل حتى الآن».

العلاقات المصرية - التركية شهدت تطوراً كبيراً خلال العامين الماضيين (الرئاسة المصرية)

وقبل أيام حذر إعلام عبري من «التعاون العسكري بين مصر وتركيا في مجال تصنيع الطائرة الشبحية (KAAN)»، ما يهدد «التفوق الجوي الإسرائيلي مستقبلاً»، بحسب وصف صحيفة «معاريف» الإسرائيلية.

المستشار السابق في رئاسة الوزراء التركية، جهاد توز، قال إنه «لا شك أن مصر وتركيا قوتان مهمتان في المنطقة بالنظر لحجمهما ومقوماتهما وتأثيرهما في محيطهما، وبالنظر أيضاً لموقعيهما وقوتيهما العسكريتين، وغيرها من المقومات الاقتصادية والسياسية، كما أن بين الدولتين تاريخاً مشتركاً لفترة طويلة، وأي قضية أو ملف متعلق بمصر أو تركيا يؤثر سلباً أو إيجاباً على المنطقة». وأوضح: «لا شك أن هناك تغييرات جذرية حدثت الفترة الماضية على مستوى العالم وعلى مستوى الإقليم، وتحديداً بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023»، فالتأثير ليس محدوداً ولا يتعلق فقط بقضية فلسطين أو غزة. لكن حسب تصريحات صُناع القرار في إسرائيل، فقد تحدثوا كثيراً بعد هذا التاريخ عن «تغيير الجغرافيا وتغيير حدود الدول في منطقة الشرق الأوسط، وهذا يشكل تهديداً للأمن القومي في المنطقة ككل».

وتوز، وهو مستشار سابق أيضاً في «الخارجية التركية»، أضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر تحديداً دولة جارة للأراضي المحتلة من طرف الكيان الإسرائيلي، وهذا الكيان من المعروف والمعلن أن له أجندات خاصة تجاه مصر، ويبذل قصارى جهده لتنفيذ هذه الأجندات، ويحاول جاهداً إثارة القلاقل ودفع الأزمات نحو الأراضي المصرية، فضلاً عن قصفه لدول المنطقة من لبنان وسوريا... ومن ثم تبحث دول المنطقة، ومن بينها مصر وتركيا، عن عمل شراكات وكيانات مشتركة لمواجهة هذه التهديدات، وفي مقابل ذلك تغاضت الدولتان عما كان بينهما من توترات سابقة؛ لأن التهديد أصبح وجودياً، وانتقل الأمر من (تطبيع العلاقات) بين القاهرة وأنقرة إلى (تطوير العلاقات)، وأصبحت هناك مشروعات مشتركة بين الجانبين، خاصة في الجانب الدفاعي والعسكري الذي قطعت فيه تركيا شوطاً كبيراً، كما أن مصر لها ثقلها العسكري، وبإمكان الطرفين إحداث طفرة في هذا الملف، فضلاً عن التعاون التجاري والاستثماري، مما يؤثر إيجاباً على المنطقة، ويضع حداً للتهديدات».


تعاون حفتر والجيش الباكستاني يثير قلقاً داخل ليبيا

من حفل توقيع اتفاق بين «الجيش الوطني» الليبي والجيش الباكستاني (القيادة العامة)
من حفل توقيع اتفاق بين «الجيش الوطني» الليبي والجيش الباكستاني (القيادة العامة)
TT

تعاون حفتر والجيش الباكستاني يثير قلقاً داخل ليبيا

من حفل توقيع اتفاق بين «الجيش الوطني» الليبي والجيش الباكستاني (القيادة العامة)
من حفل توقيع اتفاق بين «الجيش الوطني» الليبي والجيش الباكستاني (القيادة العامة)

عزز المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، قدرات قواته المسلّحة بمزيد من التعاون العسكري مع باكستان، وذلك بعد توقيع اتفاقية تعاون مشترك مع الجيش الباكستاني، وهو ما خلق نوعاً من القلق لدى مُناوئيه في غرب البلاد.

وعقب يومين من زيارة قائد الجيش الباكستاني، الفريق أول عاصم منير، إلى بنغازي، أعلنت القيادة العامة لـ«الجيش الوطني» أن نائب القائد العام، الفريق أول صدام حفتر، عقد اجتماعاً موسعاً مع منير، جرى خلاله توقيع اتفاقية تعاون مشترك. وأوضحت القيادة العامة أن هذه الاتفاقية «تأتي في إطار تعزيز التعاون في المجالات الأمنية والعسكرية، وفتح آفاق أوسع للتنسيق المشترك، بما يُعزز جهود دعم الاستقرار الإقليمي».

* جدل وتساؤلات

تسببت زيارة قائد الجيش الباكستاني إلى ليبيا في حالة من «الجدل والقلق» والتساؤلات أيضاً، خاصة لدى المناوئين لـ«الجيش الوطني»، في ظل انفتاح قيادته على دول جديدة من أجل التعاون المشترك، ولا سيما في مجال التدريب.

قائد الجيش الباكستاني أثناء وصوله إلى بنغازي الأربعاء (القيادة العامة)

وأكد صدام حفتر «حرص القائد العام على تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة بين الأشقاء في باكستان وليبيا»، وعَدَّ زيارة قائد الجيش الباكستاني «تاريخية»، ولا سيما بعد تبادل وجهات النظر حول عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك.

وقال مسؤول عسكري سابق بشرق ليبيا إن هذا التعاون بين الجيشين «سيكون له ما بعده؛ ولا سيما بما تمتلكه باكستان من تطور عسكري، فضلاً عن أن قائد جيشها عاصم منير يوصَف بأنه الرجل الأقوى في البلاد».

ويرى المصدر، الذي رفض ذكر اسمه لأنه غير مخوَّل بالحديث للإعلام، أن «صورة حفتر وهو يقبض بيده على يد منير تشي بحالة من الود بين القيادتين العسكريتين، لكن يبدو أنها أثارت حالة من القلق لدى بعض الأطراف» التي لم يُسمّها.

وأشار المصدر نفسه إلى «الاستفادة التي يمكن أن يحققها الجيش الوطني بعد اتفاقية التعاون مع الجيش الباكستاني، الذي يحتل المرتبة الـ12 عالمياً لعام 2025 من بين 145 دولة».

من جانبها قالت إدارة العلاقات العامة للجيش الباكستاني، في بيان، الخميس، إن الجانبين أكدا أهمية التعاون في مجالات التدريب وبناء القدرات ومكافحة الإرهاب»، ونقلت عن عاصم منير «التزام باكستان بتعزيز العلاقات الدفاعية مع ليبيا، بما يحفظ المصالح المشتركة».

ويرجع سبب القلق إلى ربط البعض في ليبيا بين ما يمتلكه الجيش الباكستاني من إمكانيات وخبرات وتكنولوجيا عسكرية، وحالة التوتر ونزوع «الجيش الوطني» نحو تمديد نفوذه على أنحاء البلاد، لكن المصدر العسكري قال، لـ«الشرق الأوسط»، إن حفتر «يسعى إلى تطوير الجيش عبر مصادر مختلفة».

خلال توقيع اتفاق في بنغازي بين «الجيش الوطني» الليبي والجيش الباكستاني (القيادة العامة)

ومنذ إسقاط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي في عام 2011، بات محظوراً على ليبيا استيراد السلاح. وفي مارس (آذار) 2011، أصدر مجلس الأمن الدولي قراره رقم 1970 بـ«منع بيع أو توريد الأسلحة، وما يتصل بها من أعتدة إلى ليبيا، ويشمل ذلك الأسلحة والذخيرة والمركبات والمُعدات العسكرية، والمُعدات شبه العسكرية وقِطع الغيار»، وقد جرى تمديد القرار أكثر من مرة.

* مسارات جديدة للتعاون العسكري

نجح حفتر، خلال السنوات الماضية، في فتح مسارات للتعاون العسكري مع دول عدة؛ من بينها روسيا وتركيا، بالإضافة إلى مصر. ومثّلَ حضوره، برفقة نجله صدام، في احتفالات روسيا بـ«عيد النصر» في ذكراه الثمانين، بدعوة رسمية، ثمرة هذا الانفتاح الملحوظ.

من زيارة سابقة لنائب وزير الدفاع الروسي إلى بنغازي في إطار انفتاح الجيش الوطني على روسيا (قيادة الجيش)

وتلوح، من وقت إلى آخر، مخاوفُ لدى أطراف بغرب ليبيا من إمكانية أن يفكر حفتر في الهجوم العسكري على العاصمة طرابلس، في ظل «التطور الذي لحق (الجيش الوطني) في السنوات الأربع الأخيرة».

تأتي هذه المخاوف على الرغم من تأكيد «الجيش الوطني»، غير مرة، الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، الموقَّع بجنيف في 23 أكتوبر (تشرين الأول) 2020.

وبعد 13 شهراً من الحرب على طرابلس في عام 2019، تراجعت قوات «الجيش الوطني» إلى خط سرت - الجفرة في مطلع يونيو (حزيران) 2020. وغالباً ما كان حفتر يكرر تحذيره ممن سمّاهم «مُعرقلي» المسار السياسي في البلاد، قائلاً إن هذا المسار «أُعطي من الفرص أكثر مما ينبغي»، ملوّحاً باستخدام القوة ضد من يعبث بمصير ليبيا.


الأمم المتحدة: 1000 قتيل في مجزرة لـ«الدعم السريع»

 نازحون يستقلون عربة تجرها الحمير عقب هجمات لـ«قوات الدعم السريع» على مخيم زمزم للنازحين 15 أبريل الماضي (رويترز)
نازحون يستقلون عربة تجرها الحمير عقب هجمات لـ«قوات الدعم السريع» على مخيم زمزم للنازحين 15 أبريل الماضي (رويترز)
TT

الأمم المتحدة: 1000 قتيل في مجزرة لـ«الدعم السريع»

 نازحون يستقلون عربة تجرها الحمير عقب هجمات لـ«قوات الدعم السريع» على مخيم زمزم للنازحين 15 أبريل الماضي (رويترز)
نازحون يستقلون عربة تجرها الحمير عقب هجمات لـ«قوات الدعم السريع» على مخيم زمزم للنازحين 15 أبريل الماضي (رويترز)

أفاد تقرير للأمم المتحدة، أمس (الخميس)، بأن أكثر من 1000 مدني قُتلوا في هجوم شنّته «قوات الدعم السريع» في أبريل (نيسان) الماضي، بمخيم زمزم للنازحين شمال دارفور، تعرض نحو ثلثهم لعمليات إعدام خارج نطاق القانون.

وأشارت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في تقريرها إلى «مجازر وعمليات اغتصاب وأعمال عنف جنسي أخرى وتعذيب وخطف» ارتُكبت خلال الهجوم الذي نفذته «قوات الدعم السريع» من 11 إلى 13 أبريل. وأكدت المفوضية «مقتل ما لا يقل عن 1013 مدنياً».

وفي سياق آخر، شنت «قوات الدعم السريع»، أمس، هجوماً واسعاً بعشرات الطائرات المسيّرة، طالت عدداً من المدن في ولاية النيل بشمال السودان، مستهدفة محطة رئيسية لتوليد الكهرباء، مما أدى إلى مقتل شخصين وانقطاع التيار الكهربائي في المدن السودانية الكبرى.

وقال مصدر عسكري وشهود إن الهجوم تم بنحو 35 مسيّرة على مدن عطبرة والدامر وبربر في ولاية النيل، وألحق أضراراً بالغة بمحولات كهربائية في محطة المقرن في عطبرة نتج عنها إظلام تام في ولايات الخرطوم ونهر النيل والبحر الأحمر.