الجوع يضرب مدناً يحاصرها متشددون في بوركينا فاسو

وزير دفاع بوركينا فاسو الكولونيل قسوم كوليبالي خلال احتفال عسكري في واغادوغو في الأول من نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)
وزير دفاع بوركينا فاسو الكولونيل قسوم كوليبالي خلال احتفال عسكري في واغادوغو في الأول من نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)
TT

الجوع يضرب مدناً يحاصرها متشددون في بوركينا فاسو

وزير دفاع بوركينا فاسو الكولونيل قسوم كوليبالي خلال احتفال عسكري في واغادوغو في الأول من نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)
وزير دفاع بوركينا فاسو الكولونيل قسوم كوليبالي خلال احتفال عسكري في واغادوغو في الأول من نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)

يؤكد سكان عدد كبير من بلدات شمال بوركينا فاسو ومنظمات غير حكومية والسلطات أن الوضع الإنساني «كارثي» ويزداد سوءاً في هذه المنطقة التي تحاصرها جماعات متشددة مثل «القاعدة» و«داعش».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير من واغادوغو عن إدريسا باديني المتحدث باسم مجموعة من منظمات المجتمع المدني في مقاطعة سوم وعاصمتها جيبو أن «الوضع كارثي» في هذه المدينة، موضحاً أن «الجوع بلغ مستوى يقتل أطفالاً ومسنين». وأضاف أن 15 شخصاً توفوا بسبب الجوع في أكتوبر (تشرين الأول) في هذه المدينة التي يحاصرها متشددون منذ أشهر. وتابع «هناك عدد أكبر من الضحايا على الأرجح ولم يتم الإبلاغ عنهم جميعاً».
وبتفجيرهم الجسور وشنهم هجمات مميتة ضد القوافل التي تزود بالمؤن هذه المدينة الكبيرة في شمال بوركينا فاسو، أغرق المتشددون جيبو ومنطقتها في حالة عوز. وقال سليمان ديكو الذي كان من سكان جيبو وانتقل إلى العاصمة واغادوغو إن «جميع المتاجر في المدينة مغلقة. لا يوجد شيء نأكله ولا شيء للبيع». وأضاف «سواء كنت فقيراً أو غنياً لا يمكنك شراء أي شيء لأن المنتجات غير متوفرة». وتابع أن «الأسوأ هو أننا في موسم جفاف أوراق الشجر أو غيرها من الأعشاب التي كنا نقطعها لنغليها ولم تعد متوفرة. الناس يتضورون جوعاً».
وأوضح رداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية: «من الصعب جداً إمداد المدينة براً. عندما نسلك الطريق البرية ندرك أننا في محور الموت. محور جيبو - بورزانغا».
على هذه الطريق تعرضت قوافل عدة تنقل مؤناً لهجمات مؤخراً. ففي سبتمبر (أيلول) قُتل 35 شخصاً - بينهم أطفال - عندما انفجر لغم أثناء مرور شاحنة تقلهم، بينما قُتل 11 جندياً في كمين آخر استهدف قافلة. وهذه الإمدادات أساسية، بحسب الوكالة الفرنسية. ففي أجزاء كثيرة من البلاد، توقف الإنتاج الزراعي مع صعوبة الوصول إلى الحقول بسبب انعدام الأمن.
وخلال سنوات أصبحت جيبو نقطة تجمع للنازحين من سكان المناطق الشمالية الذين هربوا من عنف الجماعات المرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش». وقد ارتفع عدد سكانها ثلاث مرات وهو يقدر اليوم بنحو 300 ألف نسمة.
لكن في الوقت الحالي، يحاول البعض الفرار جنوبا إلى العاصمة واغادوغو.
وقال أحد العاملين في المجال الإنساني لفرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته «بعد حرمانهم من المياه والغذاء والدواء وشبكة الهاتف يغادر كثيرون جيبو سيرا على الأقدام ليلاً على أمل الوصول إلى المناطق التي لا يزال من الممكن بلوغها».
وتقول الأمم المتحدة إن عشرات البلدات في بوركينا فاسو تواجه الظروف نفسها التي تعاني منها جيبو.
ويعيش نحو مليون شخص حاليًا في مناطق تحت الحصار في شمال أو شرق البلاد.


مقالات ذات صلة

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الكرملين: عقيدتنا النووية المحدَّثة إشارة إلى الغرب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
TT

الكرملين: عقيدتنا النووية المحدَّثة إشارة إلى الغرب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

قال الكرملين، اليوم الأحد، إن روسيا يجب أن ترد على التصعيد غير المسبوق الذي أثارته الإدارة الأميركية، بسماحها لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل إلى قلب روسيا.

وأضاف الكرملين في بيان، أن الولايات المتحدة تتخذ «خطوات متهورة» بشكل مزداد، مما يثير توترات بشأن الصراع في أوكرانيا.

ولوح الكرملين بأن «العقيدة النووية المحدثة لروسيا بمثابة إشارة إلى الغرب».

وفي وقت لاحق اليوم، حذّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف الولايات المتحدة من أن روسيا ستزود أعداء أميركا بتقنيات نووية إذا أقدمت واشنطن على تزويد كييف بأسلحة نووية. ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء عن مدفيديف قوله «صاروخ أوريشنيك قادر على إلحاق أضرار بالغة بالعواصم الغربية خلال دقائق، ومن الأفضل لأوروبا التوقف عن الدعم العسكري لأوكرانيا».

وخففت روسيا الأسبوع الماضي، من القيود المفروضة على العقيدة النووية، ليصبح من الممكن اعتبار أي هجوم تقليدي بمساعدة بلد يمتلك قوة نووية، هجوماً مشتركاً على روسيا.

وتعقيباً على ذلك، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لا ترى «أيّ سبب» لتعديل عقيدتها النووية.

وقالت كارين جان - بيار: «إنه الخطاب غير المسؤول نفسه الذي نسمعه من جانب روسيا منذ عامين»، بعدما زادت موسكو من احتمال لجوئها إلى السلاح النووي.