الحل السياسي للأزمة اليمنية... استراتيجية سعودية دائمة رغم التفسيرات الخاطئة

طيور تحلق أمام منازل صنعاء القديمة (إ.ب.أ)
طيور تحلق أمام منازل صنعاء القديمة (إ.ب.أ)
TT

الحل السياسي للأزمة اليمنية... استراتيجية سعودية دائمة رغم التفسيرات الخاطئة

طيور تحلق أمام منازل صنعاء القديمة (إ.ب.أ)
طيور تحلق أمام منازل صنعاء القديمة (إ.ب.أ)

تحليل إخباري

يجد المتابع للشأن اليمني أن الرياض أوجدت بدبلوماسيتها عديداً من الأبواب التي قد يفضي أحدها يوماً إلى أن ينتهي كابوس الأزمة اليمنية والانقلاب الذي جثم على اليمن واليمنيين عبر الحوثيين، الجماعة المدعومة من إيران.
ومع احتفاظها بمبدأ عدم التخلي عن حلفائها في اليمن، وهو ما جعل مساعي الحوثيين صعبة التحقيق، تبقى استراتيجية السعودية في اليمن هي حل الأزمة سياسياً.
يعد الدعم الكامل للمسار الأممي للحل أبرز الأبواب. تغير المبعوثون ولم يتغير الدعم السعودي، ولا الجهود الواسعة لتسهيل مهامهم، سواء عبر التعاطي الإيجابي مع المقترحات أو استثمار رصيدها من العلاقات الدولية التي تتمتع بها لإنجاح مهمتهم التي ستنعكس بالسلام على الشعب اليمني، وهو مركز اهتمام السياسة السعودية.
لم تتوقف الرياض عند دعم المسار الأممي، بل فتحت أيضاً باباً تمثل في قنوات خلفية، وتواصلت مع الحوثيين، وقابل مسؤولون سعوديون الحوثيين، سواء في الكويت لدى انعقاد المشاورات اليمنية عام 2016، وقبلها في جنيف عند انطلاق باكورة المفاوضات السياسية التي أعقبت الانقلاب بنحو سنة برعاية أممية.
يجد المتابع أن السعودية لا تعتريها أي حساسية من بذل كل ما ينتهي إلى حل الأزمة اليمنية مهما كلفها الأمر من براغماتية وتقديم مصلحة الشعب اليمني، وهذا ما ينعكس على الجهد السياسي والتنموي والإنساني السعودي في اليمن.
من الأبواب الأخرى التي فتحتها الرياض الحوار المباشر مع إيران، والذي أشار إليه في أكثر من مناسبة مسؤولون سعوديون يتم سؤالهم عادة في المؤتمرات الصحافية عن جولات المحادثات التي تجري مع طهران. بغض النظر عن تقدم تلك المحادثات أو مستجداتها، إلا أن وجودها بحد ذاته مؤشر يهم الملف اليمني، كون إيران الداعم الرئيسي لإطالة أمد الأزمة اليمنية وأكثر الهاربين من مسؤولياتها تجاه دعمها الحوثيين لوجيستياً أو عسكرياً.
المعضلة السياسية التي تواجه الجهود، سواء السعودية أو الدولية للحل في اليمن تتمثل في عوامل عديدة، يعتقد مراقبون أن أبرزها التفسير الخاطئ للجهود الدبلوماسية والظن بأن الحديث والتواصل قد يعني أن الرياض هدفها هو الجماعة، بينما يكمن المنطق في أن الهدف الأسمى بالنسبة للسعودية هو تحقيق الأمن والاستقرار للمملكة واليمن وتحقيق مصلحة الشعب اليمني.
ولا يستغرب اليمنيون انفتاح المملكة على مختلف والقوى القبلية والسياسية والأعيان، فهذا أحد أسرار تمتع السعودية بعلاقات جيدة مع تلك الأطياف، ما جعلها مرجعاً لحل النزاعات وداعماً في الجوانب التي تحتاج وسيطاً يثق به جميع المتخاصمين، ومن الواضح أن الرياض ستستمر في دعمها الحكومة اليمنية والشعب اليمني لاستعادة الدولة، ولن تتخلى عنهم من جهة وتترك الباب للحوثيين مفتوحاً لجلوسهم مع حكومتهم والتوصل لحل سياسي دائم وشامل.
لا تكتفي الرياض بالدعم السياسي بل تعكف على تقديم دعم اقتصادي للحكومة اليمنية لحرصها على دعم اليمن والشعب اليمني، وتحقيقاً لمصلحتها في استتباب الأمن لدى جيرانها. هناك فرصة لاستفادة اليمن من «رؤية 2030»، إذ تواصل النمو الاقتصادي وتقفز بمستقبلها الذي سينعكس على اليمن والمنطقة إيجابياً، ولا يوجد دليل أهم من الاستثمارات الضخمة التي تم إعلانها حديثاً في دول عربية، وهذا جزء من المهمة القيادية للمملكة، بأن تكون النموذج والحافز المعنوي والمادي لكل الدول، حتى تنشغل المنطقة بالمستقبل والاقتصاد والنمو وجودة الحياة، بعيداً عن الآيديولوجيا والاستقطابات الطائفية أو السياسية التي لم توفر رغيف الخبز، ولا تضمن الخدمات، وتتاجر بأحلام الناس ومستقبل أبنائهم.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

السعودية قدّمت 7 مليارات دولار لتحسين ظروف الأطفال وأسرهم حول العالم

نفّذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منذ تأسيسه وحتى الآن 3 آلاف و117 مشروعاً في 105 دول (واس)
نفّذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منذ تأسيسه وحتى الآن 3 آلاف و117 مشروعاً في 105 دول (واس)
TT

السعودية قدّمت 7 مليارات دولار لتحسين ظروف الأطفال وأسرهم حول العالم

نفّذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منذ تأسيسه وحتى الآن 3 آلاف و117 مشروعاً في 105 دول (واس)
نفّذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منذ تأسيسه وحتى الآن 3 آلاف و117 مشروعاً في 105 دول (واس)

نفَّذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منذ تأسيسه وحتى الآن 3 آلاف و117 مشروعاً في 105 دول، بتكلفة تتجاوز 7 مليارات و113 مليون دولار، من بينها 965 مشروعاً بقيمة 924 مليوناً و961 ألف دولار تهدف إلى تحسين ظروف الأطفال وأسرهم؛ مما يُسهم في رفع معاناتهم، وضمان حصولهم على التعليم في بيئة آمنة وصحية، وتقديم الدعم للأطفال في مختلف أنحاء العالم.

يُعدّ مركز الملك سلمان للإغاثة من الداعمين الرئيسين لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» (واس)

ويحتفي العالم باليوم العالمي للطفل في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، وهو يوم يهدف إلى تعزيز حقوق الأطفال من خلال مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تضمن لهم بيئة آمنة وصحية، وتشمل حقوق الطفل في التعليم، والمساواة، والعناية، والحماية من العنف والإهمال، كما نصت على ذلك المواثيق والأعراف الدولية.

من ضمن مشروعات السعودية ضمان حصول الأطفال على التعليم في بيئة آمنة وصحية (واس)

ومن المشروعات النوعية التي ينفّذها المركز، مشروع «إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين في النزاع المسلح باليمن» الذي يهدف إلى تأهيل الأطفال المجندين وإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية، حيث استفاد منه حتى الآن 530 طفلاً و60 ألفاً و560 فرداً من عوائلهم، يشمل المشروع إدماج الأطفال في المجتمع وإلحاقهم بالمدارس، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي إليهم وإلى أسرهم من خلال دورات تدريبية تهدف إلى مساعدتهم على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

تشمل مشروعات السعودية إدماج الأطفال في المجتمع وإلحاقهم بالمدارس بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم (واس)

ويُعد مركز الملك سلمان للإغاثة من الداعمين الرئيسين لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ حيث يُسهم هذا الدعم في توفير الخدمات الصحية ومشروعات التغذية للأطفال حديثي الولادة وأمهاتهم، إلى جانب دعم العملية التعليمية؛ مما يضمن استمرارية التعليم في مناطق الأزمات والكوارث.

ويشارك المركز العالم في الاحتفاء باليوم العالمي للطفل؛ مما يجسّد التزامه ببناء مستقبل أفضل للأطفال في جميع أنحاء العالم، ويعزّز الوعي بأهمية حقوقهم واحتياجاتهم الأساسية.