«الفيدرالي» يربك الأسواق مجدداً

نيكي يتكبد خسارة أسبوعية واغتنام تراجع الطاقة ينقذ أوروبا

مقر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في واشنطن (رويترز)
مقر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في واشنطن (رويترز)
TT
20

«الفيدرالي» يربك الأسواق مجدداً

مقر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في واشنطن (رويترز)
مقر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في واشنطن (رويترز)

أدت تصريحات لمسؤولين في مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) إلى مزيد من الإرباك في الأسواق العالمية خلال آخر أيام تعاملات الأسبوع، بعدما أسفرت عن الحد من سقف طموحات السوق في وقف رفع أسعار الفائدة.
وكان جيمس بولارد رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي في سانت لويس أحدث مسؤول في مجلس الفيدرالي قد دعا لاستمرار رفع الفائدة بشكل أكبر، حيث قال إنه حتى في ظل الافتراضات الحذرة، فإن سعر الفائدة للإقراض لليلة واحدة ينبغي رفعه إلى ما بين 5.0 و5.25 في المائة - على الأقل - لكبح التضخم، ارتفاعاً من 3.75 و4.0 في المائة حالياً. وأضاف أن «الافتراضات الأكثر تشاؤماً تسير في اتجاه الزيادة لما فوق سبعة في المائة».
واتجه الدولار نحو أفضل أسبوع له خلال شهر يوم الجمعة، عقب التصريحات وبيانات مبيعات التجزئة التي جاءت أقوى من المتوقع، مع كبح هبوط العملة الأميركية بعد إشارات على تراجع التضخم. كما ساعد على ذلك أيضاً انخفاض حدث الليلة السابقة للجنيه الإسترليني بنسبة 0.4 في المائة بعد أن أصابت ميزانية بريطانية للزيادات الضريبية وخفض الإنفاق المستثمرين بالإحباط.
وارتفع الدولار بشكل طفيف مقابل الين عقب تصريحات بولارد وزاد بنحو واحد في المائة خلال الأسبوع. كما ارتفع بنسبة 0.9 في المائة أمام الدولار الأسترالي ليصل إلى 0.6690 دولار أسترالي، وأصبح في طريقه لتحقيق أول مكسب أسبوعي له أمام نظيره الأسترالي منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول).
وارتفع مؤشر الدولار الأميركي بنحو 0.16 في المائة حتى ظهر الجمعة هذا الأسبوع إلى 106.59 نقطة، ليستقر بعد أن تسبب انخفاض طفيف في التضخم الأميركي الأسبوع الماضي في واحد من أشد الانخفاضات الأسبوعية للدولار.
وفي أسواق الأسهم، فتحت الأسهم الأوروبية على ارتفاع يوم الجمعة بعد تراجع ليومين متتاليين مع اقتناص المستثمرين لأسهم قطاع الطاقة التي شهدت تراجعاً، رغم أن تعليقات عن التشديد النقدي من المزيد من مسؤولي الفيدرالي حدت من المكاسب.
وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.4 في المائة بحلول الساعة 0813 بتوقيت غرينتش، مع صعود أسهم قطاع الموارد الأساسية 1.1 في المائة بعد انخفاضه بأكثر من ثلاثة في المائة في الجلستين السابقتين.
كما صعد قطاع البنوك 0.3 في المائة مع استعداد البنك المركزي الأوروبي لبدء أكبر سحب نقدي من النظام المصرفي لمنطقة اليورو في تاريخه، إذ من المتوقع أن تسدد البنوك نحو 500 مليار يورو من قروض عمليات إعادة التمويل المستهدفة طويلة الأجل. وانخفضت أسهم قطاع التكنولوجيا الحساسة لسعر الفائدة 0.6 في المائة.
وفي آسيا، أغلق المؤشر نيكي الياباني منخفضاً يوم الجمعة متأثراً بتراجع أسهم النمو وسط ارتفاع عوائد السندات طويلة الأجل ليتكبد أول خسارة أسبوعية له في أربعة أسابيع. وتراجع المؤشر نيكي 0.11 في المائة ليغلق عند 27899.77 نقطة، ليبدد مكاسب صغيرة حققها في وقت سابق. وخسر المؤشر خلال الأسبوع نحو 1.29 في المائة.
ونزل المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.14 في المائة إلى 1967.03 نقطة، في طريقه لخسارة أسبوعية 0.54 في المائة ليوقف أيضاً موجة مكاسب دامت ثلاثة أسابيع.
ونزل سهم مجموعة سوفت بنك 3.86 في المائة. وكان سهم متجر التجزئة على الإنترنت راكوتن غروب، وهو سهم آخر مرتبط بالنمو، أكبر الخاسرين بالنسبة المئوية؛ إذ انخفض 5.55 في المائة. وهبط سهم شركة التوظيف عبر الإنترنت ريكروت القابضة 3.19 في المائة.
وأبلت شركات صناعة السيارات بلاءً حسناً؛ إذ استقر الين الياباني عند نحو 140 للدولار، بعد أن وصل إلى أفضل مستوى له منذ أغسطس (آب) في وقت سابق من الأسبوع عند 137.665 ين مقابل الدولار. ويؤدي ارتفاع الين إلى انخفاض قيمة العائدات الخارجية.


مقالات ذات صلة

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

الاقتصاد ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب المخاوف التجارية بشأن حالة عدم اليقين الناجمة عن الرسوم الجمركية المخطط لها.

الاقتصاد ترمب ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو في البيت الأبيض 7 مارس 2025 (أ.ف.ب)

ترمب يتوقع مونديال 2026 «أكثر إثارة»

عدَّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن التوترات التجارية مع الجارتين المكسيك وكندا ستعزز استضافة كأس العالم 2026 في كرة القدم، في حين أعلن من البيت الأبيض إنشاء

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متسوقون في لوس أنجليس بكاليفورنيا يبحثون عن الأخشاب وسط تصاعد التوتر التجاري بعد تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترمب من احتمال فرض تعريفات جمركية على الأخشاب الكندية المورِّد الأكبر للولايات المتحدة (إ.ب.أ)

أبعاد رسوم ترمب الاقتصادية... ما بين حماية الصناعة المحلية وأداة ضغط للتوازن التجاري

أحدثت الرسوم الجمركية، التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، نقاشاً واسعاً حول جدواها الاقتصادية، وتأثيرها في الأسواق المحلية والدولية.

مساعد الزياني (دبي)
خاص الرئيس دونالد ترمب يستمع إلى إيلون ماسك وهو يتحدث في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (أ.ب)

خاص هل يكون انحدار «تسلا» مدفوعاً بانحيازات إيلون ماسك السياسية؟

كان لتحالف إيلون ماسك مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وانغماسه عميقاً في السياسات الداخلية والخارجية، نتائج قد تكون مقلقة اقتصادياً بالنسبة للشركة ولماسك.

إيلي يوسف (واشنطن)
الاقتصاد سكوت بيسنت يتحدث في فعالية نادي الاقتصاد في نيويورك 6 مارس 2025 (رويترز)

وزير الخزانة الأميركي: الاقتصاد قد يواجه فترة صعبة بسبب تراجع الإنفاق الحكومي

أقرّ وزير الخزانة سكوت بيسنت، يوم الجمعة، بوجود بعض علامات الضعف في الاقتصاد الأميركي، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن يشهد الاقتصاد فترة من التباطؤ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
TT
20

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)

رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب المخاوف التجارية بشأن حالة عدم اليقين الناجمة عن التعريفات الجمركية المخطط لها على مجموعة من الشركاء التجاريين الأميركيين، واحتمال ارتفاع الأسعار، دون أن يستبعد احتمال حدوث ركود، هذا العام.

بعد فرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المائة على الواردات من المكسيك وكندا، والتي دفعت الأسواق إلى الانهيار بسبب مخاوف من حرب تجارية، قال ترمب إن خططه لفرض تعريفات «متبادلة» أوسع نطاقاً ستدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل (نيسان) المقبل، وترفعها لتتناسب مع ما تُقدره الدول الأخرى.

وقال، في مقابلة مسجلة مع قناة «فوكس نيوز»: «في 2 أبريل، يصبح كل شيء متبادلاً. ما يفرضونه علينا، نفرضه عليهم».

وعندما سُئل عن تحذير بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا من انكماش اقتصادي، في الربع الأول من العام، أقرّ ترمب، على ما يبدو، بأن خططه قد تؤثر على النمو في الولايات المتحدة. ومع ذلك، زعم أنها ستكون في النهاية «رائعة بالنسبة لنا».

وعندما سُئل عما إذا كان يتوقع ركوداً في عام 2025، ردَّ ترمب: «أكره التنبؤ بأشياء من هذا القبيل. هناك فترة انتقالية لأن ما نقوم به كبير جداً. نحن نعيد الثروة إلى أميركا. هذا شيء كبير». ثم أضاف: «يستغرق الأمر بعض الوقت».

في «وول ستريت»، كان أسبوعاً صعباً مع تقلبات جامحة تهيمن عليها المخاوف بشأن الاقتصاد وعدم اليقين بشأن تعريفات ترمب.

وقد تجاهل ترمب المخاوف من جانب الشركات التي تسعى إلى الاستقرار، أثناء اتخاذ قرارات الاستثمار. وقال إن «العولميين، العولميين الكبار، كانوا، لسنوات، ينهبون الولايات المتحدة، والآن كل ما نفعله هو استعادة بعضٍ منها، وسنعامل بلدنا بشكل عادل... كما تعلمون، يمكن أن ترتفع التعريفات الجمركية مع مرور الوقت، وقد ترتفع، كما تعلمون، لا أعرف ما إذا كان ذلك قابلاً للتنبؤ».

وكان ترمب قد رفع، الأسبوع الماضي، التعريفات الجمركية على المكسيك وكندا على شركات تصنيع السيارات الأميركية، ثم جميع الواردات إلى الولايات المتحدة تقريباً، لكنه أبقاها على السلع من الصين.

وهناك مزيد من التعريفات الجمركية، هذا الأسبوع، حيث قال وزير التجارة هوارد لوتنيك، لقناة «إن بي سي»، إن التعريفات الجمركية بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب والألمنيوم ستدخل حيز التنفيذ، يوم الأربعاء. وأوضح لوتنيك أن التعريفات الجمركية التي هدّد بها ترمب على منتجات الألبان والأخشاب الكندية ستنتظر حتى أبريل.

وقال: «هل ستكون هناك تشوهات؟ بالطبع... قد تصبح السلع الأجنبية أكثر تكلفة قليلاً. لكن السلع الأميركية ستصبح أرخص، وسوف نضطر إلى خفض أسعارها. إنك ستساعد الأميركيين من خلال شراء المنتجات الأميركية».