واشنطن وحلفاؤها يتعهّدون الضغط على كوريا الشمالية

مناورات عسكرية يابانية ـ أميركية بعد إطلاق بيونغ يانغ صاروخاً باليستياً عابراً للقارات

واشنطن وحلفاؤها يتعهّدون الضغط على كوريا الشمالية
TT

واشنطن وحلفاؤها يتعهّدون الضغط على كوريا الشمالية

واشنطن وحلفاؤها يتعهّدون الضغط على كوريا الشمالية

تعهّدت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس وقادة اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا وكندا الضغط على كوريا الشمالية، خلال جلسة محادثات طارئة عقدوها أمس الجمعة، لبحث إطلاق بيونغ يانغ صاروخاً باليستياً عابراً للقارات. فيما أجرت اليابان والولايات المتحدة مناورات عسكرية مشتركة في المجال الجوي فوق بحر اليابان بعد إطلاق كوريا الشمالية الصاروخ.
بعد ساعات على إطلاق كوريا الشمالية الصاروخ الذي قالت اليابان إنه سقط في مياهها الإقليمية لكنه قادر على استهداف البر الرئيسي الأميركي، التقت هاريس قادة شركاء الولايات المتحدة المقرّبين على هامش قمة لبلدان آسيا وجزر المحيط الهادئ في بانكوك.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن هاريس قولها للصحافيين لدى بدء المحادثات: «ندين بشدّة هذه الأعمال وندعو مجدداً كوريا الشمالية إلى التوقف عن أي أعمال إضافية غير قانونية ومزعزعة للاستقرار». وأضافت: «باسم الولايات المتحدة، أشدد على التزامنا الصلب تجاه تحالفاتنا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ».
وجاءت عملية الإطلاق بعد أسابيع من التوتر المتصاعد مع كوريا الشمالية التي تعتقد أجهزة الاستخبارات الأميركية بأنها تحضّر لتجربة نووية سابعة.
وجاء في بيان للبيت الأبيض بشأن محادثات بانكوك، أن القادة الستة حذّروا أيضاً من «رد قوي وحازم» في حال أجرت كوريا الشمالية الاختبار النووي.

وذكر البيان أن القادة اتفقوا على أن «مسار الحوار ما زال مفتوحاً أمام جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية» التي دعوها إلى «التخلي عن استفزازات لا يوجد أي داع لها والعودة إلى الدبلوماسية الجدية والمستدامة».
وفي إشارة مبطنة إلى الصين التي تعد طوق النجاة الأهم بالنسبة لبيونغ يانغ، دعا البيان كافة أعضاء الأمم المتحدة إلى «التطبيق الكامل» لقرارات مجلس الأمن الذي فرض عقوبات واسعة على كوريا الشمالية.
وأفاد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي بأن القادة يطالبون أيضاً بجلسة طارئة لمجلس الأمن، حيث استخدمت الصين وروسيا في مايو (أيار) حق النقض ضد مسعى تقوده واشنطن لتشديد العقوبات على كوريا الشمالية.
وقال ألبانيزي للصحافيين الأستراليين: «يتعلّق الأمر بتوحيد العالم صفوفه لإدانة أفعال كوريا الشمالية والدفاع عن السلم والأمن في منطقتنا».
لكن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أقر خلال الاجتماع بالمخاوف من أن كوريا الشمالية تتجاهل الضغوط. وقال كيشيدا: «هناك احتمال بأن كوريا الشمالية ستطلق المزيد من الصواريخ».
وشدد رئيس الوزراء الكوري الجنوبي هان داك-سو على وجوب «عدم التساهل قط» مع عملية الإطلاق «الصارخة». وقال: «على المجتمع الدولي الرد بشكل حازم».
ويعد الاجتماع الأخير ضمن سلسلة لقاءات عُقدت لمناقشة ملف كوريا الشمالية.
والتقى الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد، كيشيدا والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك-يول على هامش قمة بلدان جنوب شرق آسيا في كمبوديا.
ووجّه القادة تحذيراً مشابهاً من اختبار نووي، ما دفع كوريا الشمالية للتنديد بالاجتماع الثلاثي على اعتبار أنه دليل على عدائية الولايات المتحدة.
وأظهر اجتماع أمس أن الحلفاء لن يتراجعوا؛ إذ انضمت إلى صفّهم المشترك ثلاث دول أخرى.
واعتبر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن عملية إطلاق الصاروخ «متهورة». وقال للصحافيين: «إنه أمر غير مقبول إطلاقاً ويجب ألا يستمر». وشدد على أن كندا تخطط لتعزيز انخراطها العسكري في آسيا كجزء من استراتيجيتها الإقليمية المقبلة».
وتعهّدت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أردرن بأن بلادها «ستواصل الرد وبقوة»، مؤكدة بأنها تتفهّم «قلق» اليابان وكوريا الجنوبية.
ورغم الضغوط، تعتقد إدارة بايدن بأن الصين تبقى الدولة الأقدر على الضغط على كوريا الشمالية. واجتمع بايدن، الاثنين، مع الرئيس الصيني شي جينبينغ على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي، وأعرب عن ثقته بأن بكين تتشارك الأهداف نفسها بشأن كوريا الشمالية، التي تعد من بين دول العالم الأفقر.


مقالات ذات صلة

كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

العالم كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

تعتزم كوريا الشمالية تعزيز «الردع العسكري» ضد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، منتقدة اتفاق القمة الذي عقد هذا الأسبوع بين البلدين بشأن تعزيز الردع الموسع الأميركي، ووصفته بأنه «نتاج سياسة عدائية شائنة» ضد بيونغ يانغ، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية. ونشرت وكالة الأنباء المركزية الكورية (الأحد)، تعليقاً انتقدت فيه زيارة الدولة التي قام بها رئيس كوريا الجنوبية يون سيوك - يول إلى الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، ووصفت الرحلة بأنها «الرحلة الأكثر عدائية وعدوانية واستفزازاً، وهي رحلة خطيرة بالنسبة لحرب نووية»، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الألمانية. وذكرت وكالة أنباء «

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

حذرت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتعزيز الردع النووي ضد بيونغ يانغ لن يؤدي إلا إلى «خطر أكثر فداحة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كانت واشنطن وسيول حذرتا الأربعاء كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي تطلقه «سيفضي إلى نهاية» نظامها. وردت الشقيقة الشديدة النفوذ للزعيم الكوري الشمالي على هذا التهديد، قائلة إن كوريا الشمالية مقتنعة بضرورة «أن تحسن بشكل أكبر» برنامج الردع النووي الخاص بها، وفقا لتصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
العالم شركة تبغ ستدفع 600 مليون دولار كتسوية لانتهاكها العقوبات على بيونغ يانغ

شركة تبغ ستدفع 600 مليون دولار كتسوية لانتهاكها العقوبات على بيونغ يانغ

وافقت مجموعة «بريتيش أميركان توباكو» على دفع أكثر من 600 مليون دولار لتسوية اتهامات ببيعها سجائر لكوريا الشمالية طوال سنوات في انتهاك للعقوبات التي تفرضها واشنطن، كما أعلنت وزارة العدل الأميركية الثلاثاء. في أشدّ إجراء تتخذه السلطات الأميركية ضدّ شركة لانتهاك العقوبات على كوريا الشمالية، وافق فرع الشركة في سنغافورة على الإقرار بالذنب في تهم جنائية تتعلق بالاحتيال المصرفي وخرق العقوبات. وأفادت وزارة العدل الأميركية بأنه بين عامَي 2007 و2017، عملت المجموعة على تشغيل شبكة من الشركات الوهمية لتزويد صانعي السجائر في كوريا الشمالية بسلع. وقال مسؤولون أميركيون إن الشركة كانت تعلم أنها تنتهك عقوبات أم

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم كوريا الشمالية: وضعنا كدولة تملك أسلحة نووية حقيقة لا يمكن إنكارها

كوريا الشمالية: وضعنا كدولة تملك أسلحة نووية حقيقة لا يمكن إنكارها

نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية، اليوم الجمعة، عن وزيرة خارجية كوريا الشمالية، تشوي سون هوي، قولها إن وضع البلاد باعتبارها دولة تمتلك أسلحة نووية سيظل حقيقة لا يمكن إنكارها، وإنها ستستمر في بناء قوتها حتى القضاء على التهديدات العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها. جاءت تصريحات الوزيرة في بيان ينتقد الولايات المتحدة ودول مجموعة السبع.

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية ترفض دعوة «مجموعة السبع» للامتناع عن تجارب نووية جديدة

كوريا الشمالية ترفض دعوة «مجموعة السبع» للامتناع عن تجارب نووية جديدة

رفضت كوريا الشمالية، اليوم (الجمعة)، دعوة مجموعة السبع لها إلى «الامتناع» عن أي تجارب نووية أخرى، أو إطلاق صواريخ باليستية، مجددةً التأكيد أن وضعها بوصفها قوة نووية «نهائي ولا رجعة فيه»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ونددت وزيرة الخارجية الكورية الشمالية تشوي سون هوي بالبيان «التدخلي جداً» الصادر عن «مجموعة السبع»، قائلة إن القوى الاقتصادية السبع الكبرى في العالم تُهاجم «بشكل خبيث الممارسة المشروعة للسيادة» من جانب بلادها. وقالت تشوي في بيان نشرته «وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية» إن «موقف جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بصفتها قوة نووية عالمية نهائي ولا رجوع فيه». واعتبرت أن «(مج

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)

واشنطن: القوات الكورية الشمالية ستدخل الحرب ضد أوكرانيا «قريباً»

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)
TT

واشنطن: القوات الكورية الشمالية ستدخل الحرب ضد أوكرانيا «قريباً»

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم (السبت) أن بلاده تتوقع أن آلافاً من القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك «قريباً» في القتال ضد القوات الأوكرانية، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ويقدّر وزير الدفاع الأميركي أن هناك نحو 10 آلاف عنصر من الجيش الكوري الشمالي موجودين في منطقة كورسك الروسية المتاخمة لأوكرانيا والمحتلة جزئياً من جانب قوات كييف، وقد تم «دمجهم في التشكيلات الروسية» هناك.

وقال أوستن للصحافة خلال توقفه في فيجي بالمحيط الهادئ «بناءً على ما تم تدريبهم عليه، والطريقة التي تم دمجهم بها في التشكيلات الروسية، أتوقع تماماً أن أراهم يشاركون في القتال قريباً» في إشارة منه إلى القوات الكورية الشمالية.

وذكر أوستن أنه «لم ير أي تقارير مهمة» عن جنود كوريين شماليين «يشاركون بنشاط في القتال» حتى الآن.

وقال مسؤولون حكوميون في كوريا الجنوبية ومنظمة بحثية هذا الأسبوع إن موسكو تقدم الوقود وصواريخ مضادة للطائرات ومساعدة اقتصادية لبيونغ يانغ في مقابل القوات التي تتهم سيول وواشنطن كوريا الشمالية بإرسالها إلى روسيا.

ورداً على سؤال حول نشر القوات الكورية الشمالية الشهر الماضي، لم ينكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذلك، وعمد إلى تحويل السؤال إلى انتقاد دعم الغرب لأوكرانيا.

وقالت كوريا الشمالية الشهر الماضي إن أي نشر لقوات في روسيا سيكون «عملاً يتوافق مع قواعد القانون الدولي» لكنها لم تؤكد إرسال قوات.