«أرامكو» لإنشاء أكبر استثمار أجنبي للبتروكيماويات في كوريا الجنوبية

تبلغ تكلفة المشروع 7 مليارات دولار واكتماله في 2026

أحد مشاريع «أرامكو» الضخمة للبتروكيمياويات (الشرق الأوسط)
أحد مشاريع «أرامكو» الضخمة للبتروكيمياويات (الشرق الأوسط)
TT

«أرامكو» لإنشاء أكبر استثمار أجنبي للبتروكيماويات في كوريا الجنوبية

أحد مشاريع «أرامكو» الضخمة للبتروكيمياويات (الشرق الأوسط)
أحد مشاريع «أرامكو» الضخمة للبتروكيمياويات (الشرق الأوسط)

أفصحت شركة «أرامكو السعودية» – عملاق إنتاج النفط وصناعة الطاقة العالمي - عن الاستثمار هو الأكبر لها على الإطلاق في كوريا الجنوبية، لمشروع يعمل في تطوير مرفق تكسير بخاري للبتروكيميائيات المتكاملة بمقاييس عالمية.
وقالت الشركة، أمس، إن المشروع سيكون من شركة «إس – أويل» التابعة لها، في إطار مساعيها لتوسيع نطاق أعمالها في قطاع البتروكيميائيات، وتماشياً مع استراتيجيتها لتعظيم سلسلة القيمة في تحويل السوائل إلى كيميائيات.
ويهدف المشروع الذي يُعرف باسم «شاهين» وتبلغ قيمته 26 مليار ريال (7 مليارات دولار)، يعد أكبر مشروع أجنبي بكوريا الجنوبية، يعمل على استخدام تقنية مبتكرة لأول مرة لتحويل النفط الخام إلى مواد أولية للبتروكيميائيات، وسيمثّل ذلك أول تسويق لتقنية تحويل النفط الخام إلى كيميائيات بالتكسير الحراري من «أرامكو السعودية» و«لوموس تكنولوجيز»؛ مما يزيد من الإنتاج الكيميائي ويقلل تكاليف التشغيل، ويأتي هذا المشروع بعد استثمار سابق بقيمة 4 مليارات دولار في المرحلة الأولى من مشروع توسعة البتروكيميائيات الذي اكتمل في عام 2018. ويقع المشروع الجديد في الموقع الحالي لمجمع «إس – أويل» في أولسان، بينما من المقرر أن تكون للمشروع القدرة على إنتاج ما يصل إلى 3.2 مليون طن من البتروكيميائيات سنوياً، وسيشمل منشأة لإنتاج بوليمرات عالية القيمة، فيما ينتظر أن يبدأ في عام 2023 ويكتمل بحلول عام 2026.
ويُتوقع أن يعمل مرفق التكسير البخاري على معالجة المنتجات الثانوية الناتجة من معالجة الخام، بما في ذلك النافثا والغاز الخارج من المصفاة، لإنتاج الإيثيلين - وهو لَبِنة بتروكيميائية تُستخدم في صنع آلاف العناصر اليومية، ويُتوقع أن ينتج المشروع أيضاً البروبيلين والبوتادايين والمواد الكيميائية الأساسية الأخرى.
من جانبه، قال رئيس «أرامكو السعودية» وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر «يعد استثمار (أرامكو السعودية) في مشروع (شاهين) في كوريا الجنوبية نقلة نوعية ومرحلة جديدة في قطاع التكرير والكيميائيات لدى الشركة... هو يجسد ما لدينا من مشاريع طموحة وابتكارات تقنية مستقبلية من أجل التوسع في مجال الكيميائيات بشكل كبير».
وتطبّق «أرامكو السعودية» في مشروع «شاهين» تقنيات جديدة، تم ابتكارها في مراكز بحوثها العالمية، وتستخدم للمرة الأولى عالمياً لتحويل النفط مباشرة إلى كيميائيات؛ مما سيسهم في إعادة رسم مشهد البتروكيميائيات العالمي، ويعزز سلسلة القيمة من خلال زيادة تكامل أعمال التكرير والكيميائيات، في وقت يتزايد فيه الطلب المتوقع في جميع أنحاء العالم.
وأضاف الناصر، أن علاقة «أرامكو السعودية» بالسوق الكورية علاقة عريقة ووثيقة ومتطورة، مفيداً بأن الاستثمار في «شاهين» يشكّل إضافة كبرى في ترسيخ العلاقة الاستثمارية والاستراتيجية المتميزة، حيث تعد كوريا الجنوبية من أهم الأسواق العالمية لـ«أرامكو السعودية».
من جانب آخر، أوضح النائب الأعلى للرئيس للتكرير والمعالجة والتسويق في «أرامكو السعودية» محمد بن يحيى القحطاني «نطمح أن يكون (شاهين) عامل تغيير مهماً ليس فقط بالنسبة لـ(إس – أويل) في كوريا الجنوبية، ولكن أيضاً لأعمالنا الكيميائية العالمية».
وزاد «سيسمح لنا المشروع بمعالجة مجموعة أكبر من المواد الخام بطريقة أكثر كفاءة وأقل استهلاكا للطاقة... كما أن المشروع يمثّل أول عملية استخدام واسعة النطاق لتقنية (أرامكو السعودية) لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات بالتكسير الحراري، ويوضح كيف يمكننا، من خلال تصميم أفضل، الإسهام في التحول إلى عمليات إنتاج أكثر كفاءة واستدامة».
ومن المقرر أن يستخدم مرفق التكسير البخاري الجديد لقيماً مختلطاً، متفوقاً بذلك على مرافق التكسير القائمة على النافثا من حيث الكفاءة والأداء بشكل عام. وعند اكتمال المشروع يمكن أن يتضاعف حجم الإنتاج الكيميائي لشركة «إس – أويل» ليصل إلى 25 في المائة تقريباً، مما يبيّن تأثير هذه التقنية المتطورة، واستراتيجية «أرامكو السعودية» في تحويل النفط الخام إلى كيميائيات والتي تهدف للتوسّع في طاقة تحويل السوائل إلى كيميائيات لتصل إلى 4 ملايين برميل يومياً.
و«أرامكو السعودية» هي المساهم الأكبر في «إس – أويل»، وتمتلك أكثر من 63 في المائة من أسهم المجمع من خلال شركة «أرامكو لما وراء البحار بي. في» التابعة لها.


مقالات ذات صلة

كينيا تمدد مجدداً اتفاقاً لاستيراد النفط مع «أرامكو» و«أدنوك» و«إينوك»

الاقتصاد شعار «أرامكو» السعودية على صهاريج لتخزين النفط (الموقع الإلكتروني لشركة «أرامكو»)

كينيا تمدد مجدداً اتفاقاً لاستيراد النفط مع «أرامكو» و«أدنوك» و«إينوك»

ذكرت كينيا، الثلاثاء، أنها مدّدت أجل اتفاق لاستيراد النفط مع 3 شركات في منطقة الخليج، ما أسهم في تخفيف الضغط على الشلن الكيني.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
الاقتصاد شعار أرامكو (أ.ف.ب)

«فيتش» تثبّت تصنيف «أرامكو‬» عند «إيه +» مع نظرة مستقبلية «مستقرة»

ثبّتت وكالة «فيتش‬» للتصنيف الائتماني تصنيف شركة «أرامكو‬ السعودية» عند «إيه +» مع نظرة مستقبلية «مستقرة».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شعار «أرامكو» في معرض بباريس (رويترز)

«أرامكو» توقع اتفاقية لبناء أحد أكبر مراكز استخلاص الكربون وتخزينه على مستوى العالم

وقّعت «أرامكو السعودية» اتفاقية مساهمين مع شركتي «لينداي» و«إس إل بي»، تمهّد الطريق لتطوير مركز استخلاص الكربون وتخزينه في مدينة الجبيل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو» متحدثاً في منتدى «مبادرة السعودية الخضراء» (الشرق الأوسط)

الناصر: «أرامكو» تبحث التعاون مع الشركات الناشئة في التحول الطاقي

قال الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» إن «أرامكو» تبحث التعاون مع الشركات الناشئة في التحول الطاقي.

الاقتصاد صفقة استحواذ «ارامكو» على 10 % في «هورس باورترين» بلغت 7.4 مليار يورو (رويترز)

«أرامكو» تكمل الاستحواذ على 10 % في «هورس باورترين المحدودة» بـ7.4 مليار يورو

أعلنت «أرامكو السعودية» إكمال شراء 10 في المائة بشركة «هورس باورترين» المحدودة الرائدة في مجال حلول نقل الحركة الهجين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

محمد بن سلمان يزور مشروع منتجع «شرعان» في العلا

الأمير محمد بن سلمان يلتقي العاملين بمشروع منتجع «شرعان» في العلا (حساب بدر العساكر على إكس)
الأمير محمد بن سلمان يلتقي العاملين بمشروع منتجع «شرعان» في العلا (حساب بدر العساكر على إكس)
TT

محمد بن سلمان يزور مشروع منتجع «شرعان» في العلا

الأمير محمد بن سلمان يلتقي العاملين بمشروع منتجع «شرعان» في العلا (حساب بدر العساكر على إكس)
الأمير محمد بن سلمان يلتقي العاملين بمشروع منتجع «شرعان» في العلا (حساب بدر العساكر على إكس)

زار الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الثلاثاء، مشروع منتجع «شرعان» في محافظة العلا (شمال غربي السعودية)، والتقى بالعاملين فيه.

كان ولي العهد قد اطلع في فبراير (شباط) 2019 على العرض الخاص بالمنتجع المنحوت في جبال محمية شرعان، ويضم أجنحة ووحدات فاخرة وسط طبيعة فريدة من نوعها.

الأمير محمد بن سلمان لدى اطلاعه على العرض الخاص بالمنتجع في فبراير 2019 (واس)

ويأتي المشروع، الذي بدأ تنفيذه في يونيو (حزيران) 2023، ضمن مساعي تحقيق مستهدفات «رؤية العلا» لتطويرها كوجهة عالمية للسياحة، مع الحفاظ على تاريخها وتراثها وبيئتها الطبيعية، والمساهمة في تعزيز وتنويع الاقتصاد المحلي.

ويتلاءم تصميم المنتجع مع البيئة الطبيعية لمحمية شرعان لتنسجم مع العمارة والفنون، واعتمد تقنيات مختلفة في أساليب البناء والري، بما يتماشى مع «ميثاق العلا للاستدامة».

وسيوفر المشروع تجربة سياحية ثقافية ضمن خيارات الضيافة الفاخرة المتعددة، ويوفر إطلالات على تضاريس المحمية والبيئة الطبيعية الفريدة.