شركات كورية لبناء وتشغيل مصنع ينتج الهيدروجين الأخضر والأمونيا في «نيوم»

«نيوم» تسابق الزمن في مشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة وتجري صفقات كبرى نحو تحقيق أهداف الاستدامة (الشرق الأوسط)
«نيوم» تسابق الزمن في مشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة وتجري صفقات كبرى نحو تحقيق أهداف الاستدامة (الشرق الأوسط)
TT

شركات كورية لبناء وتشغيل مصنع ينتج الهيدروجين الأخضر والأمونيا في «نيوم»

«نيوم» تسابق الزمن في مشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة وتجري صفقات كبرى نحو تحقيق أهداف الاستدامة (الشرق الأوسط)
«نيوم» تسابق الزمن في مشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة وتجري صفقات كبرى نحو تحقيق أهداف الاستدامة (الشرق الأوسط)

بالتزامن مع زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي إلى كوريا الجنوبية، تعتزم شركات كورية جنوبية بناء وتشغيل مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا في مدينة نيوم السعودية التي تعمل البلاد على بنائها.
ومن المعلوم أن مدينة نيوم تمتلك مشروعاً لبناء أكبر منشأة تجارية في العالم على مستوى المرافق الصناعية تعمل بالطاقة المتجددة لإنتاج الأمونيا والهيدروجين الأخضر، مع توظيف تقنيات عالمية أثبتت جدواها في هذا المجال.
ومن المتوقع أن تبرم 5 منشآت من القطاعين العام والخاص في كوريا الجنوبية مذكرة تفاهم مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي في تنفيذ المشروع.
وتتكون المنشآت من مؤسستي كوريا للطاقة الكهربائية، وكوريا للطاقة الجنوبية، بالإضافة إلى المؤسسة الكورية للنفط وشركتي بوسكو لصناعة الصلب، وسامسونغ سي آند تي، بحسب وكالة «يونهاب» الكورية.
ويشمل المشروع بناء وتشغيل المصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا لمدة 20 عاماً، وتبلغ مساحته 396 ألف متر مربع في منطقة ينبع السعودية على ساحل البحر الأحمر.
وتبلغ تكلفة المشروع 6.5 مليار دولار، ومن المتوقع أن تبدأ عملية بناء المصنع في 2025 حتى 2029، وينتج 1.2 مليون طن من الهيدروجين الأخضر والأمونيا.
وتخطط الشركات الكورية الجنوبية لتلقي معلومات تجارية من صندوق الاستثمارات العامة في وقت لاحق من الشهر الجاري والبدء في دراسات الجدوى المبدئية.
وستجري مشاورات مع صندوق الاستثمارات العامة حول دراسات الجدوى وشروط المشاركة في المشروع خلال الربع الأول من العام القادم.
ويهدف مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر الذي يشارك في تطويره وتنفيذه مع المدينة «إير برودكتس» و«أكوا باور» إلى تبني أحدث الطرق المبتكرة لتوفير قدرة إنتاجية موحدة تزيد على 4 غيغاواط من الطاقة المتجددة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتخزين.
وعند تشغيل المشروع في 2026 ستنتج المنشأة 600 طن من الهيدروجين الأخضر يومياً من خلال التحليل الكهربائي باستخدام تقنية «تيسينكروب»، إضافة إلى إنتاج النيتروجين عن طريق فصل الهواء باستخدام تكنولوجيا تعتمدها شركة «إير برودكتس»، وإنتاج 1.2 مليون طن سنوياً من الأمونيا الخضراء.
ومع إنجاز المشروع بالكامل، سوف يسهم في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمعدل خمسة ملايين طنٍ سنوياً.
وكشفت كل من «أرامكو السعودية»، الشركة المتكاملة والرائدة عالمياً في مجال الطاقة والكيميائيات، و«بي تي بيرتامينا (بيرسيرو)»، شركة النفط والغاز الطبيعي والتعدين الإندونيسية، مؤخراً عن دراسة للتعاون عبر سلسلة قيمة الهيدروجين والأمونيا.
ووقعت الشركتان مذكرة تفاهم تحدد العمل المستقبلي المحتمل عبر هذا المسار الرئيسي لانتقال الطاقة، وذلك في منتدى الحوار الرسمي لمجموعة العشرين مع مجتمع الأعمال العالمي، الذي أُقيم على هامش قمة مجموعة العشرين المنعقدة في بالي الإندونيسية.
ووقع مذكرة التفاهم كل من نيك ويدياواتي، الرئيس التنفيذي لشركة «بي تي بيرتامينا (بيرسيرو)»، ومحمد القحطاني، النائب الأعلى للرئيس للتكرير والمعالجة والتسويق في «أرامكو السعودية».
وقد يسهم تطوير الأمونيا والهيدروجين النظيفين في طموح إندونيسيا للوصول إلى الحياد الصفري في الانبعاثات بحلول 2060، ومن المتوقع أن تكون البلاد لاعباً رئيسياً في إنتاج الهيدروجين الأخضر بآسيا.
وقال محمد القحطاني: «نطمح في أرامكو للوصول إلى الحياد الصفري للنطاقين (1 و2) من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في مرافق أعمال الشركة التي تملكها وتديرها بالكامل بحلول 2050، وسيسهم عملنا على تطوير مسارات جديدة لطاقة الأمونيا والهيدروجين، في تحقيق هذا الطموح».


مقالات ذات صلة

أليكس ليتاو رئيساً تنفيذياً لنادي نيوم

رياضة سعودية مشاري المطيري رئيس مجلس إدارة نادي نيوم خلال لقائه الرئيس التنفيذي الجديد أليكس ليتاو (الشرق الأوسط)

أليكس ليتاو رئيساً تنفيذياً لنادي نيوم

أعلن مجلس إدارة نادي نيوم الرياضي تعيين أليكس ليتاو رئيساً تنفيذياً للنادي، تأكيداً على التزام النادي بضم أفضل الكفاءات العالمية لتحقيق أهدافه المستقبلية.

«الشرق الأوسط» (نيوم)
رياضة سعودية سباق الدراجات كان رائعاً على شاطئ نيوم (نيوم)

1000 لاعب ولاعبة في سباق للفوز بذهبيات بطولة نيوم للألعاب الشاطئية

انطلقت فعاليات النسخة الثالثة من «بطولة نيوم للألعاب الشاطئية 2024»، الأحد، الموافق 3 نوفمبر 2024، بمشاركة أكثر من 1000 من الرياضيين العالميين والمدربين.

عبد الله المعيوف (نيوم)
الاقتصاد الرئيسة التنفيذية للاستثمار في «نيوم» خلال حديثها إلى «الشرق الأوسط» play-circle 01:30

رئيسة الاستثمار في «نيوم»: إبرام 3 آلاف عقد بقيمة 60 مليار دولار

أفصحت الرئيسة التنفيذية للاستثمار في «نيوم» الدكتورة منار المنيف لـ«الشرق الأوسط» عن وجود أكثر من 3 آلاف عقد تم توقيعها بقيمة تتجاوز 60 مليار دولار.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد تجمع «سندالة» بين الجمال الطبيعي والتصميم المتطوّر المعزّز بالتقنية والتميّز المعماري (واس)

«سندالة»... أولى وجهات «نيوم» للسياحة الفاخرة على البحر الأحمر

أعلن مجلس إدارة «نيوم» عن افتتاح جزيرة سندالة، الوجهة العالمية للسياحة البحرية الفاخرة على البحر الأحمر، التي تُعدّ أولى وجهات «نيوم» استقبالاً للزوّار.

«الشرق الأوسط» (نيوم)
رياضة سعودية إيلا لويد فخورة بالمشاركة في اختبارات ما قبل الموسم مع «نيوم ماكلارين» لـ«الفورمولا إي» (نيوم)

«فورمولا إي»: «نيوم ماكلارين» يعلن عن السائقات المشاركات في اختبارات الموسم

كشف فريق «نيوم ماكلارين» الثلاثاء عن السائقات المشاركات في اختبارات ما قبل الموسم من بطولة العالم لـ«الفورمولا إي».

«الشرق الأوسط» (جدة)

استقرار نشاط الأعمال بمنطقة اليورو

جانب من نهر السين وأفق منطقة لا ديفانس المالية والتجارية بالقرب من باريس (رويترز)
جانب من نهر السين وأفق منطقة لا ديفانس المالية والتجارية بالقرب من باريس (رويترز)
TT

استقرار نشاط الأعمال بمنطقة اليورو

جانب من نهر السين وأفق منطقة لا ديفانس المالية والتجارية بالقرب من باريس (رويترز)
جانب من نهر السين وأفق منطقة لا ديفانس المالية والتجارية بالقرب من باريس (رويترز)

استقر نشاط الأعمال في منطقة اليورو خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، محققاً تحسناً طفيفاً مقارنةً بالتراجع الطفيف الذي شهدته المنطقة في سبتمبر (أيلول) الذي سبقه، وذلك بفضل التوسع المستمر في قطاع الخدمات المهيمن، الذي عوَّض التراجع المستمر في قطاع التصنيع.

وارتفع «مؤشر مديري المشتريات المركب» للكتلة، الذي تعدّه «ستاندرد آند بورز غلوبال» مقياساً جيداً للصحة الاقتصادية العامة، إلى 50 نقطة في أكتوبر من 49.6 في سبتمبر الذي سبقه، ليظل عند مستوى الـ50 نقطة الذي يفصل بين النمو والانكماش، متفوقاً على التوقعات الأولية التي كانت تشير إلى 49.7، وفق «رويترز».

في المقابل، شهد «مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات» ارتفاعاً طفيفاً إلى 51.6 في أكتوبر، مقابل 51.4 خلال الشهر السابق، متفوقاً أيضاً على التقدير الأولي الذي بلغ 51.2.

وقال كبير خبراء الاقتصاد في «بنك هامبورغ التجاري»، سايروس دي لا روبيا: «(النمو) و(الاستقرار) ليستا الكلمتين الأوليين اللتين قد ترتبطان بالوضع الاقتصادي الحالي في منطقة اليورو، ولكن هذا هو بالضبط ما يقدمه قطاع الخدمات، حيث حقق نمواً مستقراً منذ بداية العام. وكان التوسع المتواضع في قطاع الخدمات عاملاً حاسماً في إبقاء الاتحاد النقدي بعيداً عن الركود».

ويتوقع أن يشهد الاقتصاد نمواً طفيفاً بنسبة 0.2 في المائة خلال هذا الربع، وفقاً لاستطلاع أجرته «رويترز» مؤخراً.

ومع ذلك، تراجع الطلب على الخدمات في الشهر الماضي، حيث انخفض «مؤشر الأعمال الجديدة» للكتلة إلى 49.2 من 49.7. إلا إن دي لا روبيا أشار إلى أن هذا الانخفاض قد يكون مؤقتاً، قائلاً: «نحن واثقون بأن مقدمي الخدمات سيواصلون زيادة نشاطهم، فمع انخفاض التضخم وزيادة الأجور، من المتوقع أن يشهد الاستهلاك الخاص انتعاشاً، مما يدعم الطلب على الخدمات. ولذلك، نتوقع أيضاً تعافياً في الأعمال الجديدة».

كما ظل قطاع الخدمات متفائلاً بشأن العام المقبل، وإن لم يكن بالقدر نفسه الذي كان عليه في سبتمبر. فقد انخفض «مؤشر الناتج المستقبلي المركب» إلى 58.1 من 58.6، ولكنه ظل أعلى من التقدير الأولي الذي كان 57.3.

وفي ألمانيا، أظهر مسح «مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات»، الذي نشرته مؤسسة «إتش سي أو بي»، أن قطاع الخدمات شهد ارتفاعاً طفيفاً في نشاط الأعمال خلال أكتوبر، ليصل إلى أعلى مستوى في 3 أشهر، رغم بقاء الطلب الأساسي ضعيفاً. وارتفع «مؤشر مديري المشتريات» إلى 51.6 من 50.6 في سبتمبر، مسجلاً أول تسارع في النمو خلال 5 أشهر.

وقال الخبير الاقتصادي في «بنك هامبورغ التجاري»، يوناس فيلدهوزن: «يظل قطاع الخدمات في ألمانيا صامداً وغير متأثر بالتباطؤ في قطاع التصنيع. ويواصل النشاط في القطاع الارتفاع بشكل مطرد ويحافظ على نمو متواضع، بل ويكتسب بعض الزخم في أكتوبر».

ومع ذلك، ورغم زيادة النشاط في القطاع، فإن الأعمال الجديدة انخفضت للشهر الثاني على التوالي، مما أدى إلى مزيد من فقدان الوظائف. وانخفضت معدلات التوظيف في القطاع لرابع شهر على التوالي، وهو ما يعدّ أطول فترة فقدان وظائف منذ عام 2009، ويعزى هذا الاتجاه إلى نقص الوظائف الجديدة وضعف الطلب الدولي، لا سيما من أوروبا.

وفي ما يخص الضغوط التضخمية، فقد تراجعت معدلات التضخم، حيث انخفض التضخم في أسعار الإنتاج إلى ثاني أدنى مستوياته في 3 سنوات ونصف، على الرغم من الزيادة الطفيفة في تكاليف المدخلات بسبب زيادات الأجور.

وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن الشركات ظلت متفائلة بحذر بشأن النمو المستقبلي، مدعومة بآمال في تحسن الاقتصاد وقدرة المستهلكين الشرائية. ومع ذلك، فقد ظل «مؤشر مديري المشتريات المركب» لألمانيا، الذي يشمل كلاً من الخدمات والتصنيع، في منطقة الانكماش عند 48.6، مرتفعاً من 47.5 في سبتمبر، حيث عوض تباطؤ انخفاض الناتج الصناعي نمو قطاع الخدمات الأقوى.

وتشير البيانات إلى أن قطاع الخدمات في ألمانيا يظهر بعض المرونة، ولكن التحديات تبقى قائمة بسبب ضعف الطلب وعدم اليقين الاقتصادي الأوسع.

أما في فرنسا، فقد بدأ قطاع الخدمات الرُّبع الرابع على أساس ضعيف، مع انكماش النشاط بأسرع وتيرة منذ مارس (آذار) الماضي، في ظل تدهور ظروف الطلب.

وانخفض «مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات» في فرنسا، الذي أعدّت بياناته «ستاندرد آند بورز غلوبال»، إلى 49.2 في أكتوبر من 49.6 في سبتمبر، وهو تراجع دون عتبة الـ50 التي تشير إلى النمو الاقتصادي، لكنه أفضل من التقدير الأولي الذي بلغ 48.3 نقطة.

وشهد الانخفاض المستمر في النشاط أسوأ تراجع في الأعمال الجديدة منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث انخفضت الطلبات المحلية والدولية على حد سواء.

وقال الخبير الاقتصادي في «بنك هامبورغ التجاري»، طارق كمال شودري: «على الرغم من أن نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث فاجأ السوق، فإنه أصبح من الواضح الآن أن الزخم الاقتصادي يتضاءل». وأضاف: «كان الارتفاع في الناتج المحلي الإجمالي مدفوعاً بشكل كبير بالتأثيرات غير المتكررة لـ(دورة الألعاب الأولمبية) في باريس، ومع تراجع الطلب، فسيواجه مقدمو الخدمات الفرنسيون - والاقتصاد عموماً - صعوبة في إيجاد حافز نمو جديد».

وفي وقت سابق من الأسبوع، قالت «وكالة الإحصاء الوطنية الفرنسية» إن النمو في ثاني أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو فاق التوقعات، حيث سُجلت نسبة 0.4 في المائة خلال الربع الثالث من عام 2024، مقارنة بـ0.2 في المائة خلال الربع الثاني.

وفي ما يتعلق بـ«مؤشر مديري المشتريات المركب»، الذي يشمل كلاً من التصنيع والخدمات، فقد انخفض إلى 48.1 من 48.6.

من ناحية أخرى، توقفت مستويات التوظيف في القطاع، حيث تردد كثير من الشركات في توسيع نطاق التوظيف وسط انخفاض كبير في «ثقة الأعمال». كما كانت التوقعات للنشاط المستقبلي خافتة، مع تأكيد الشركات أن المنافسة المكثفة، وقاعدة العملاء المتقلصة، تمثلان أبرز التحديات التي تواجهها.