أكد قادة عسكريون، أهمية أن يكون هناك تحالفات قوية لمحاربة الجماعات الإرهابية التي تهدد سلامة وأمن البحار بمواد ذات تكلفة قليلة وتأثير كبير على التجارة الدولية والبيئة البحرية، واصفين انعقاد الملتقى البحري السعودي الدولي الثاني في جدة (غرب السعودية)، بالمهم في المحتوى والتوقيت الذي يمر فيه العالم.
وركزت الأطروحات خلال اليوم الثاني على أهمية «التكامل بين القطاعات العسكرية والمدنية للحماية ضد الأنظمة البحرية غير المأهولة»، وهو ما يراه الباحثون والأكاديميون بالعامل المهم في السيطرة على هذه الجماعات أو القضاء عليها، من خلال «استخدام الذكاء الصناعي والأمن السيبراني للحماية من الأنظمة غير المأهولة» الذي يعدّ النواة في هذه الحرب مع الجماعات.
وقال رئيس أركان القوات البحرية الباكستانية، الفريق الأول محمد أمجد نيازي، لـ«الشرق الأوسط»، إن انعقاد هذا الملتقى مهم وتزداد أهميته فيما يشهد العالم في الوقت الراهن والمستقبل، وأعتقد أن التوقيت مناسب جداً مثل هكذا مؤتمر يجري من خلاله تبادل الخبرات للحديث عن التعاون بين الدول والاستراتيجيات المستقبلية، مقدماً شكره لقائد القوات البحرية الملكية السعودية الفريق الركن فهد الغفيلي على إقامة هذا المؤتمر الذي ناقش موضوعات متعددة ومهمة.
وحول مواجهة الجماعات الإرهابية، قال الفريق نيازي، إن محاربة الجرائم البحرية هي مسؤولية دول العالم كافة؛ كون البحار ذات مساحات كبيرة جداً لا تستطيع أي دولة من خلال بحريتها التحكم في البحار ومواجهة هذه الجماعات؛ لذلك يجب على الدول كافة أن تجتمع في تحالفات لمحاربة مثل هذه الأنشطة والجرائم للسيطرة على البحار بشكل أمن، خاصة أن الجماعات الإرهابية تستخدم جميع الأدوات المتاحة، ومنها الأنظمة غير المأهولة التي تمكنها من استهداف المواقع، مشدداً على أن تستخدم التحالفات كافة إمكانيتها من خلال مصادرها وإمكانيتها لمواجهة الجماعات الإرهابية.
وتابع قائد القوات البحرية الباكستانية، أن العالم يشهد حروباً تقنية حديثة من خلال الأنظمة غير المأهولة؛ الأمر الذي يتطلب مواكبة الذكاء الصناعي، وإيجاد نظام عالٍ قادر على مواجهة تحديات ومخاطر الأنظمة غير المأهولة بكل كفاءة واقتدار.
وعن التنسيق السعودي الباكستاني، أكد نيازي، أن القوات البحرية الملكية السعودية، والقوات الباكستانية، يتمتعان بتعاون قوي، «وهذه العلاقة الوطيدة منذ مدة طويلة، كما أننا نقوم بشكل منتظم لإجراء العديد من المناورات التي كان آخرها مناورة (نسيم البحر) التي تعاملنا فيها مع عدد من السيناريوهات التي تحاكي بعض أنواع الحروب، والتي من ضمنها محاربة التنظيمات الإرهابية؛ لذلك فالتعاون كبير بين البلدين».
وبيّن الدكتور سيف السيف، المستشار بالهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، أثر الذكاء الصناعي في تطور الأنظمة غير المأهولة والأنظمة المضادة، في حين استعرض الباحث بجامعة جورج ميسن بواشنطن زاكاري كالينبورن، طرق التعامل مع الهجوم بأسراب من هذه الأنظمة والتي يكون له تأثير مباشر، وهذا التأثير يكون على السفن والمواقع الحيوية، التي يتطلب فيها الأمر تطوير الحلول الدفاعية المضادة للمسيرات على السفن، كما يرى مدير التسويق للسفن والأنظمة السطحية لمجموعة «Naval group» فيهي يونيك.
ومن خلال أوراق العمل التي طُرحت في الملتقى جاء تحت اسم «حماية الوحدات البحرية والمواقع الحيوية الساحلية من تهديد الأنظمة غير المأهولة»، يتضح أن لدى الجميع تلك المخاوف على سلامة وأمن الملاحة البحرية والممرات الدولية، وكيفية التعامل مع هذه المخاوف من خلال العديد من البرامج والتي ركزت على التقنية وتطوير الدفاعات مع الاتكاء على الأمن السيبراني الذي تطرق إليه عادل القرين المستشار في الأمن السيبراني، للحماية من المسيرات الجوية غير المأهولة، في حين شدد رئيس منظمة «KSF» للفضاء في الولايات المتحدة الأميركية الدكتور محمد الكيالي، على أهمية دور الأقمار الصناعية في تطور الأنظمة غير المأهولة.
مطالب عسكرية بإنشاء تحالفات تواجه إرهاب البحار
الملتقى السعودي الثاني شهد أطروحات تناولت الذكاء الصناعي
مطالب عسكرية بإنشاء تحالفات تواجه إرهاب البحار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة