3 قرارات وزارية ومراجعة تشريعات لتنظيم أنماط العمل في السعودية

متوسط القيمة الاقتصادية للأعمال الحرة يصل إلى 1.9 مليار دولار

الراجحي (يمين) متحدثاً خلال مشاركته في منتدى الرياض الاقتصادي أمس (الشرق الأوسط)
الراجحي (يمين) متحدثاً خلال مشاركته في منتدى الرياض الاقتصادي أمس (الشرق الأوسط)
TT

3 قرارات وزارية ومراجعة تشريعات لتنظيم أنماط العمل في السعودية

الراجحي (يمين) متحدثاً خلال مشاركته في منتدى الرياض الاقتصادي أمس (الشرق الأوسط)
الراجحي (يمين) متحدثاً خلال مشاركته في منتدى الرياض الاقتصادي أمس (الشرق الأوسط)

في حين أفصح المهندس أحمد الراجحي، وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، عن إصدار 3 قرارات وزارية تنظيمية لأنماط العمل المختلفة والترتيبات الحالية لمشروع مراجعة التشريعات، خلصت دراسة أعدها منتدى الرياض الاقتصادي بخصوص ربط مناطق المملكة بالسكك الحديدية، إلى أن التوسع في الشبكة رفع إسهام أنشطة النقل والتخزين بالناتج المحلي الإجمالي إلى 6.5 في المائة.
وقال المهندس الراجحي إن أكثر من 2.2 مليون سعودي وسعودية يعملون في القطاع الخاص وهو الرقم الأعلى تاريخياً، مشيراً إلى أن معدل المشاركة الاقتصادية للمرأة كان 17.7 في المائة قبل رؤية 2030 ليصل اليوم إلى 35.6 في المائة.
وكشف الراجحي خلال مشاركته في جلسة دراسة «آفاق وتحديات مجال العمل الجديد... العمل الحر- العمل المرن - العمل عن بعد» عن استهداف11 قراراً للتوطين قبل نهاية العام الحالي، ووصول نسبة امتثال أصحاب العمل إلى 98 في المائة وفي برنامج حماية الأجور قرابة 80 في المائة، وأن منصة «قوى» تقدّم 127 خدمة لما يزيد على 3 ملايين مستخدم وأكثر من مليون منشأة.
وأشار إلى تأسيس شركة عمل المستقبل في الربع الأخير من 2019 لتكون قريبة من القطاع الخاص والأفراد بالسوق المحلية، موضحًا أن الهدف منها تمكين الشباب والشابات وتطوير مهاراتهم، موضحاً أن متوسط القيمة الاقتصادية للعمل الحر في المملكة تقدر بنحو 7.4 مليار ريال (1.9 مليار دولار) في العام الماضي لمختلف مجالات العمل الحر والمهن.
وتابع أنه تم إصدار 1.8 مليون وثيقة عمل حر في 225 مهنة، موزعة على 13 فئة و120 نشاطًا فرعيًا، حيث شكلت الإناث 60 في المائة من نسبة الحاصلين عليها.
وزاد الراجحي أن الوزارة أصدرت 270 ألف عقد عمل مرن يمّثل الذكور 70 في المائة من نسبة الحاصلين عليها، و90 ألف عقد عمل عن بُعد من المنزل تمثل الإناث 85 في المائة منهم.
عقب ذلك ناقشت الجلسة دراسة عن أنماط العمل، واستعرضت التجارب الدولية في هذا المجال، والرؤية المستقبلية لتطويرها، وأبرز التوصيات المتعلقة بتطوير المهارات وتعزيز الشراكات والتوعية بهذه الأنماط، حيث شارك الدكتور عبد الله الشدادي، رئيس مكتب نماء المعرفية للاستشارات، والدكتور مشاري الشلهوب، الرئيس التنفيذي لشركة تشكيل للاستشارات الإدارية، وكذلك أيمن السند، شريك مؤسس والرئيس التنفيذي لتطبيق مرسول.
من جانب آخر، ترأس المهندس صالح الجاسر، وزير النقل والخدمات اللوجيستية جلسة حوارية تناولت دراسة «ربط مناطق المملكة بالسكك الحديدية وتأثيرها على ازدهار السياحة والخدمات اللوجيستية»، وذلك ضمن فعاليات منتدى الرياض الاقتصادي في دورته العاشرة.
ولفت الجاسر إلى أهمية الدراسة لكونها تنسجم مع الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية التي انتهت الوزارة من إعدادها، مؤكداً على دور منتدى الرياض الاقتصادي في الاضطلاع بجهود البحث المعمّق لقضايا تهم الاقتصاد الوطني.
وشارك في مناقشة الدراسة المهندس محمد السويكت، الرئيس العام السابق للمؤسسة العامة للسكك الحديدية، والمهندس علي السهلي، المحاضر بجامعة الملك سعود، بالإضافة إلى الدكتور صالح السيف، أستاذ الاقتصاد بجامعة حائل، وبحضور كوكبة كبيرة من الخبراء الاقتصاديين والأكاديميين ورجال وسيدات الأعمال والمسؤولين الحكوميين.
وتركّز النقاش حول طرق الاستفادة من تحقيق أهداف الاستراتيجية العامة للنقل العام ورؤية 2030 الهادفة لترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي يربط القارات الثلاث والارتقاء بخدمات النقل، وتعزيز منظومة الخدمات السياحية.
ورصدت الدراسة الآثار الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على ربط مناطق السعودية المختلفة بشبكة سكك حديدية وزيادة إسهاماتها في الناتج المحلي الإجمالي.
واستعرض المشاركون أداء قطاع السكك الحديدية وما تم إنجازه من الخطة الاستراتيجية للنقل العام في ضوء تقييم الدراسة لهذا الأداء ورصدها التحديات التي تواجه التوسع في الشبكة لتغطي جميع مناطق البلاد، إضافة إلى أهم الفرص الاستثمارية للقطاع الخاص والتي يتيحها هذا التوسع استناداً لما رصدته الدراسة من التجارب العالمية المهمة، وطرح المبادرات والتوصيات التي تخدم تنمية وتطوير القطاعين.
وخلصت الدراسة إلى عدد من التوصيات والنتائج ومن أبرزها أن التوسع في شبكة السكك الحديدية لربط المناطق أسهم في رفع إسهام أنشطة النقل والتخزين في الناتج المحلي الإجمالي إلى 6.5 في المائة، فيما تستهدف الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية زيادة تلك النسبة إلى 10 في المائة.
وبحسب الدراسة فقد أسهم تشغيل قطار الشمال للبضائع في زيادة الأطنان المنقولة بنسبة 52 في المائة، فيما شهد الناتج المحلي لأنشطة النقل والتخزين نمواً بنسبة 75 في المائة في الفترة التي تلت تشغيل قطار الشمال.
وطبقاً للدراسة فقد أدى رفع الربط بالسكك الحديدية إلى زيادة نقل الركاب بنسبة 18 في المائة، فيما أظهرت أن عدد المنشآت السياحية والنقل والتخزين تزايد بنسبة تعادل ضعف الزيادة السنوية في العام الذي تبع تشغيل قطار الشمال.


مقالات ذات صلة

«قطار الرياض» ينطلق غداً بـ 3 مسارات

الاقتصاد صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)

«قطار الرياض» ينطلق غداً بـ 3 مسارات

ينطلق يوم الأحد، «قطارُ الرياض» الأضخمُ في منطقة الشرق الأوسط، والذي يتضمَّن أطولَ قطار من دون سائق في العالم.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد خلال الجولة في «قطار الرياض» التي نظمتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض للإعلاميين (الشرق الأوسط)

ينطلق الأحد... «قطار الرياض» يعيد هندسة حركة المرور بالعاصمة

ينطلق «قطار الرياض»، الأحد، بـ3 مسارات من أصل مساراته الـ6، الذي يتوقع أن يخفف من ازدحام السير في العاصمة السعودية بواقع 30 في المائة.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)

شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 102.94 مليار ريال سعودي (27.45 مليار دولار) خلال الربع الثالث من عام 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)

السعودية تتصدر دول «مجموعة العشرين» في انخفاض تكلفة النقل العام

تتصدر السعودية دول «مجموعة العشرين» في انخفاض أسعار تكلفة النقل العام، بالمقارنة مع متوسط دخل الفرد الشهري، وفق ما أظهرته بيانات تطبيق «درب».

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد لقطات أثناء تجربة «مترو الرياض» خلال الفترة الماضية (الهيئة الملكية لمدينة الرياض) play-circle 02:15

«قطار الرياض» يحوّل العاصمة إلى منطقة اقتصادية أكثر جذباً للشركات العالمية

يرى مختصون لـ«الشرق الأوسط» أن «قطار الرياض» الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الأربعاء، سيحول العاصمة السعودية إلى منطقة اقتصادية.

بندر مسلم (الرياض)

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
TT

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

قالت مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن بنك «إتش إس بي سي» سينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين بعد 8 سنوات من إطلاقها؛ حيث كافح البنك للتوسع وجعل المشروع مربحاً في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقالت 3 مصادر مطلعة مباشرة على الأمر إن البنك الذي يركز على آسيا، توقّف عن إصدار بطاقات جديدة، ويعمل على تقليص الخدمة المقدمة لجزء كبير من العملاء الصينيين. وقال اثنان منهم إن الإغلاق المخطط له يأتي بعد محاولات فاشلة لبيع الأعمال.

وقالت المصادر إن البنك الذي لا يزال في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على الخطط، قد يستمر في خدمة بطاقات الائتمان لشريحة صغيرة من العملاء «المميزين». وقال أحد المصادر إن عملاء بطاقات الائتمان «المستقلين» لدى البنك، أولئك الذين لا يستخدمون خدمات «إتش إس بي سي» المصرفية في الصين، لن يتمكنوا من تجديد بطاقاتهم عند انتهاء صلاحيتها، مضيفاً أن هؤلاء العملاء يشكلون جزءاً كبيراً من الأعمال في البلاد.

ويؤكد قرار الانسحاب، الذي لم يتم الإبلاغ عنه سابقاً، على التحديات التي يواجهها البنك في توسيع نطاق وجوده في الصين كجزء من تعهده بالتحول إلى آسيا وتعميق وجوده في الاقتصادات الإقليمية الرئيسية.

ورفضت المصادر الكشف عن هُويتها لأنها غير مخوّلة بالتحدث إلى وسائل الإعلام. وقال متحدث باسم الشركة لـ«رويترز»، دون الخوض في التفاصيل: «كجزء من خدماتنا المصرفية الخاصة المتميزة والعالمية في البر الرئيسي للصين، نواصل تقديم خدمات بطاقات الائتمان التي تركز على السفر الدولي وميزات نمط الحياة».

وتمثل هذه الخطوة تراجعاً عن طموح البنك في تنمية أعمال بطاقات الائتمان في الصين بسرعة بعد إطلاقها في أواخر عام 2016 كجزء من محوره الآسيوي وتوسيع خدماته المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في الصين.

وتُظهر بيانات من إصدارات البنك أن «إتش إس بي سي»، الذي يقع مقره الرئيسي في لندن، والذي يحقق الجزء الأكبر من إيراداته في آسيا، كان لديه نحو مليون مستخدم لبطاقات الائتمان الخاصة به في الصين بحلول سبتمبر (أيلول) 2019.

وقال أحد المصادر إنه في غضون 18 شهراً من إطلاق الخدمة، شهد بنك «إتش إس بي سي» وصول الأعمال إلى 500 مليون دولار من الرصيد المستحق، قبل أن يتوقف النمو وتنخفض المعاملات بسبب عمليات الإغلاق الصارمة الناجمة عن كوفيد في الصين... ومنذ ذلك الحين، شدد المستهلكون الصينيون الإنفاق في ظل تباطؤ الاقتصاد، مما أدى إلى انكماش سوق بطاقات الائتمان بشكل أكبر.

ووفقاً لبيانات من «إنسايت آند إنفو كونسالتينغ»، نما إجمالي إصدار البطاقات في 6 سنوات متتالية ليصل إلى ذروة بلغت 800 مليون بطاقة في عام 2021، وانخفض إلى 767 مليون بطاقة بحلول عام 2023.

وقالت مصادر إن «إتش إس بي سي» واجه أيضاً منافسة شديدة وقيوداً تنظيمية في أعمال بطاقات الائتمان في الصين لم يواجهها من قبل في أسواق أخرى، مثل القواعد المتعلقة بتسعير أسعار الفائدة وكيفية تعامل البنوك مع التخلف عن السداد. وأضافوا أن هذه القيود، إلى جانب ارتفاع تكلفة اكتساب العملاء والاحتيال، قوضت آفاق الأعمال.

وبصرف النظر عن نظرائها المصرفيين الصينيين، تواجه البنوك الأجنبية مثل «إتش إس بي سي» أيضاً تحديات من المنصات الرقمية الصينية التي توسعت بسرعة لتقديم خدمات القروض الاستهلاكية بتكاليف أقل بشكل حاد. ولا تقدم سوى حفنة من البنوك الأجنبية خدمات بطاقات الائتمان في الصين، بما في ذلك «ستاندرد تشارترد» وبنك شرق آسيا.

كما يراجع بنك «إتش إس بي سي» النفقات والضوابط التشغيلية في أعمال الثروة الرقمية الصينية، في خطوة قد تؤدي إلى تسريح العمال، حسبما ذكرت «رويترز»، الشهر الماضي.

وتُعد منطقة الصين الكبرى، التي تضم هونغ كونغ وتايوان، أكبر مصدر للدخل للمجموعة، لكن الصين هي السوق الوحيدة عالمياً التي لم تحقق فيها أعمال الثروة والخدمات المصرفية الشخصية في «إتش إس بي سي» أرباحاً بعد. وفي النصف الأول من عام 2024، أعلنت الوحدة عن خسارة قدرها 46 مليون دولار مقارنة بـ90 مليون دولار في الفترة المقابلة من العام الماضي.