فطر «غانوديرما لوسيدوم» ينتقل من الطب الصيني إلى رقائق الكمبيوتر

فطر «غانوديرما لوسيدوم» (جامعة يوهانس كيبلر)
فطر «غانوديرما لوسيدوم» (جامعة يوهانس كيبلر)
TT

فطر «غانوديرما لوسيدوم» ينتقل من الطب الصيني إلى رقائق الكمبيوتر

فطر «غانوديرما لوسيدوم» (جامعة يوهانس كيبلر)
فطر «غانوديرما لوسيدوم» (جامعة يوهانس كيبلر)

وجد فريق من الباحثين في جامعة يوهانس كيبلر بالنمسا، أن قشرة نوع معين من الفطر، المستخدم في الطب الصيني القديم، يمكن استخدامها كقاعدة قابلة للتحلل الحيوي لرقائق الكمبيوتر.
وفي ورقتهم البحثية المنشورة في العدد الأخير من دورية «ساينس أدفانسيس»، تصف المجموعة البحثية مدى نجاح التقنية، وكيف يمكن التخلص من تلك الرقائق بسهولة عندما تصبح غير مفيدة.
ويتم تثبيت معظم الرقائق المستخدمة في صنع الأجهزة الإلكترونية على قاعدة من البلاستيك، والأنواع المستخدمة من البلاستيك غير قابلة لإعادة التدوير على الإطلاق، مما يعني أن معظم رقائق الكمبيوتر ينتهي بها المطاف في مقالب القمامة حول العالم؛ إذ أشارت الأبحاث إلى أن هذا يؤدي إلى إضافة 50 مليون طن متري من النفايات الإلكترونية إلى مدافن النفايات كل عام.
ويُطلق على قاعدة الشريحة اسم «الركيزة»، وكان هذا الجزء من الشريحة هو الذي وجّه الفريق في النمسا جهوده البحثية إليه.
وبعد البحث عن بديل قابل للتطبيق، صادفوا نوعاً من الفطر يسمى «غانوديرما لوسيدوم»، وهو ينمو على أشجار الخشب الصلب الميت، ويستخدم منذ قرون في الطب الصيني القديم، لعلاج الأمراض المرتبطة بالضعف المناعي؛ إذ لاحظوا أن له قشرة تغطي جزأه الشبيه بالجذر، وهذه القشرة تحميه من الفطريات والبكتيريا الأخرى.
وبعد إزالة بعض القشور من عدة عينات، وجد الباحثون أنها مرنة ويمكن أن توفر عزلاً جيداً، وقدرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة، كما اكتشفوا أنه إذا تم إبعاده عن الضوء والرطوبة، فإن الجلد سيستمر لفترة طويلة، ومن ناحية أخرى، إذا تعرض لمثل هذه الظروف عن قصد، فسوف يتحلل بسرعة، وهذه كلها ميزات اعتقد الفريق أنها ستصنع ركيزة شرائح جيدة جداً.
وكانت الخطوة التالية، هي تطوير الفريق البحثي لوسيلة تعمل على إيداع مكونات الدوائر الإلكترونية المعدنية على الجلد باستخدام الترسيب الفيزيائي للبخار، وأظهرت الاختبارات أن قشرة الفطر تعمل تقريباً مثل الركائز البلاستيكية التقليدية، وأنه يمكن أن تتحمل الانحناء بشكل متكرر، ولم يجدوا أي كسر بعد ألفي انحناء.
ووجدوا أيضاً أنه يمكن استخدام الجلد في صنع مكونات البطارية، وقال الباحثون في تقرير نشره (الاثنين) موقع «ساينس إكس نيتورك»، إنه مطلوب المزيد من العمل للتأكد من أن القشرة تعمل كما هو مأمول في بيئة صناعية.


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الثقافات المصرية تحصد تفاعلاً في «حديقة السويدي» بالرياض

الفعاليات تنوّعت ما بين مختلف الثقافات المصرية (الشرق الأوسط)
الفعاليات تنوّعت ما بين مختلف الثقافات المصرية (الشرق الأوسط)
TT

الثقافات المصرية تحصد تفاعلاً في «حديقة السويدي» بالرياض

الفعاليات تنوّعت ما بين مختلف الثقافات المصرية (الشرق الأوسط)
الفعاليات تنوّعت ما بين مختلف الثقافات المصرية (الشرق الأوسط)

شهدت فعاليات «أيام مصر» في «حديقة السويدي» بالعاصمة السعودية الرياض، حضوراً واسعاً وتفاعلاً من المقيمين المصريين في السعودية، عكس - وفقاً لعدد من الزوّار - غنى الموروث المصري وتنوّعه من منطقة إلى أخرى.

فرق فنيّة أدت رقصات «التنورة» و«الرقص النوبي» و«الدبكة السيناوية» (الشرق الأوسط)

الفعاليات التي انطلقت، الأحد، في إطار مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى 30 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، اشتملت على عدد من العروض والحفلات الغنائية واستعراض للأزياء التقليدية، والأطعمة الشهية، والفلكلور الشعبي، واللهجات المحلية، لترسم لوحة فنية تعبر عن جمال التنوع المصري.

وتحولت أركان «حديقة السويدي» إلى عرض للأزياء التقليدية من مختلف مناطق مصر، حيث عكست أزياء النوبة، والصعيد، وسيناء، والدلتا، تفردها في الألوان والتصاميم، وتميّز كل زي بطابع جغرافي واجتماعي فريد، مما منح الزوار من المواطنين السعوديين أو المقيمين، فرصة للتعرف على جمال التراث المصري الذي يعبر عن الحرفية والإبداع الفني.

طفل مصري يؤدي وصلة غنائية خلال «أيام مصر» (الشرق الأوسط)

وعلى صعيد المطبخ المصري، أتيحت للزوار فرصة تذوق أشهر الأطباق المصرية التي تعبر عن غنى المطبخ المصري بتنوعه، وبرزت أطباق المطبخ المصري الشهيرة على غرار «الكشري»، و«الملوخية»، و«المسقعة»، و«الفطير المشلتت»، لتقدم تجربة فريدة جمعت بين الطعم التقليدي وطرق الطهي المتنوعة التي تميز كل منطقة.

وتضمّنت فعاليات «أيام مصر» عروضاً موسيقية حيّة ورقصات شعبية مستوحاة من التراث المصري، وأدّت فرق فنية رقصات مثل «التنورة»، و«الرقص النوبي»، و«الدبكة السيناوية»، التي عكست أصالة الفلكلور المصري وفرادته، وسط تفاعل كبير من الجمهور.

وأبدى عدد من الزوّار لـ«الشرق الأوسط» سعادتهم بفعالية «أيام مصر»، وأعرب بعضهم عن شعوره بأجواء تعيدهم إلى ضفاف النيل، وواحات الصحراء، وسحر الريف المصري، واستكشف عدد منهم تنوع الثقافة المصرية بكل تفاصيلها، وأكّد المسؤولون عن المبادرة أن الفعالية شكّلت فرصة لتقارب الشعوب والمجتمعات في السعودية وتبادل التجارب الثقافية.

جانب من الفعاليات (الشرق الأوسط)

وتأتي هذه الفعالية ضمن مبادرة لتعزيز التفاعل بين المقيمين والزوار من مختلف الجنسيات، حيث تهدف إلى تسليط الضوء على الثقافات المتنوعة التي يحتضنها المجتمع السعودي، وتشكل «أيام مصر» نموذجاً حياً لرؤية السعودية نحو مجتمع غني بتعدد الثقافات ومتسق مع قيم التسامح التي اشتملت عليها «رؤية السعودية 2030».