مخاوف ليبية ـ إيطالية من ازدياد التحديات الأمنية بـ«المتوسط»

زورق تابع لسلاح البحرية بقاعدة طرابلس غرب ليبيا (رئاسة الأركان العامة بغرب البلاد)
زورق تابع لسلاح البحرية بقاعدة طرابلس غرب ليبيا (رئاسة الأركان العامة بغرب البلاد)
TT

مخاوف ليبية ـ إيطالية من ازدياد التحديات الأمنية بـ«المتوسط»

زورق تابع لسلاح البحرية بقاعدة طرابلس غرب ليبيا (رئاسة الأركان العامة بغرب البلاد)
زورق تابع لسلاح البحرية بقاعدة طرابلس غرب ليبيا (رئاسة الأركان العامة بغرب البلاد)

اتسعت حدة المنافسة الدولية في البحر المتوسط، وسط مخاوف ليبية - إيطالية من ازدياد التحديات الأمنية، بالنظر إلى الرغبة في توسيع النفوذ مستقبلاً، بقصد «السيطرة على منابع الطاقة».
واعتبر الأدميرال جوزيبي كافو دراجوني، رئيس أركان الدفاع الإيطالي، أن البحر الأبيض المتوسط «كان بالفعل قطباً لجذب مختلف الأزمات الدولية من ليبيا وسوريا والساحل، ولكن مع الحرب في أوكرانيا سيكون ذلك بمثابة لوحة صوتية».
وبينما نقل موقع «ديكود 39» الإيطالي عن دراجوني، أن «مسؤوليات إيطاليا حول الحالة الأمنية للبحر الأبيض المتوسط قد زادت بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة»، قال مسؤول عسكري ليبي، بشرق ليبيا، إن «(رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، عبد الحميد) الدبيبة، فتح المجال للأطماع في ثروات ليبيا النفطية، وهذا بالطبع سيزيد من التحديات المستقبلية التي على البلاد أن تعمل على مواجهتها من الآن في البحر المتوسط».
وأضاف المسؤول الأمني لـ«الشرق الأوسط»، أن «ازدياد النفوذ التركي في غرب ليبيا، وتوقيع أنقرة مؤخراً مذكرة للتنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية، جعل الدول الأوروبية في حالة خوف وترقب لما قد يحدث»، متابعاً: «الجميع أصبحت عيونهم على ليبيا، بغرض الاستفادة من (الحكومة غير الشرعية) هناك، قبل أن تستقر الأمور في ليبيا».
غير أن دراجوني قال إن «تحديد الإطار الاستراتيجي للبحر الأبيض المتوسط لإيطاليا، يأتي من الرغبة في صياغة المشروعات خارج حدودنا، وبناء التعاون مع جميع البلدان الساحلية، من خلال قوة سرية وغير غازية، ولكنها أيضاً قادرة على الاستجابة لطلب إيطاليا الأكبر مما نعتقد أنه يمكننا تقديمه».
واعتبر دراجوني أن «حلف (الناتو) الذي يعمل باعتباره مضاعفاً لقوة إيطاليا، ومجمعاً للأنشطة السياسية والعسكرية، أدرك أن التهديد على طول الجبهة الجنوبية ملموس، وبالتالي فهو تدرج إيجابي في مصلحتنا».
واعتبر المحلل السياسي الليبي إدريس إحميد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن بلاده أمام تحديات جمّة، تتعلق في أحد جوانبها، بـ«عدم سيطرتها على سواحلها؛ خصوصاً فيما يتعلق بالسفن العابرة للمياه الإقليمية، بداعي اصطياد الأسماك، بالإضافة إلى عدم السيطرة أيضاً على تدفقات المهاجرين غير النظاميين، وتسربهم عبر البحر».
ورأى إحميد أن بلاده «كانت تضطلع بدور حيوي قبل عام 2011، في شمال أفريقيا، والبحر المتوسط، ولكن ما حدث من تدخل أجنبي، بعد ذلك، أفسح المجال للتوترات في المنطقة وفي جنوب الصحراء؛ حيث زادت تدفقات المهاجرين إلى البلاد، ومنها إلى دول أوروبا».
وبعد انتقادات وجهتها اليونان إلى الاتفاقية التي أبرمها الدبيبة مع أنقرة مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بشأن التنقيب عن النفط والغاز، في المياه المشتركة، قال وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، قبل يومين، إن بلاده تتطلع إلى ترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة مع ليبيا «عندما توجد حكومة منتخبة» على غرار الاتفاقيات المبرمة مع مصر وإيطاليا.
ورأى في تصريحات خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب، أن ذلك «يخلق مثلثاً آخر من الاستقرار، أضلاعه: اليونان، ومصر، وليبيا، في شرق البحر المتوسط، ونود أيضاً أن يمتد هذا المثال إلى جارتنا تركيا».
في السياق ذاته، قال ماركو مينيتي، رئيس مؤسسة «ميد أور»، الإيطالية: «إنه لا يمكن حصر البحر الأبيض المتوسط في بعد إقليمي»، ورأى ضرورة «أن تكون أوروبا على دراية بالمنافسة التي تلعب في البحر المتوسط، ويجب أن تفهم أوروبا أنها يجب أن تكون لاعباً في تلك المنافسة».
وسبق أن أعلنت عملية «إيريني» الأوروبية لمراقبة الحظر الأممي على الأسلحة إلى ليبيا في مذكرة، الأربعاء الماضي، أنها أجرت عملية تفتيش للسفينة التجارية «MV Meerdijk» قبالة السواحل الليبية.
وقالت العملية إن «السفينة كانت تنقل مركبات معدلة للاستخدام العسكري إلى الأراضي الليبية» يشتبه في انتهاكها لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.
وهذه هي المرة الثانية التي تعترض فيها «إيريني» شحنة، تنفيذاً لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في أقل من 3 أشهر، أما المرة الأولى فكانت في يوليو (تموز) الماضي، عندما اعترضت سفينة شحن أخرى وجدت مليئة بالمركبات المعدلة للاستخدام العسكري.


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
TT

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)

يتضاعف خطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية، وانهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، بفعل الحرب الحوثية على الموارد الرئيسية للبلاد، وتوسيع دائرة الصراع إلى خارج الحدود، في حين تتزايد الدعوات إلى اللجوء للتنمية المستدامة، والبحث عن حلول من الداخل.

وبينما تتوالي التحذيرات من تعاظم احتياجات السكان إلى المساعدات الإنسانية خلال الأشهر المقبلة، تواجه الحكومة اليمنية تحديات صعبة في إدارة الأمن الغذائي، وتوفير الخدمات للسكان في مناطق سيطرتها، خصوصاً بعد تراجع المساعدات الإغاثية الدولية والأممية خلال الأشهر الماضية، ما زاد من التعقيدات التي تعاني منها بفعل توقف عدد من الموارد التي كانت تعتمد عليها في سد الكثير من الفجوات الغذائية والخدمية.

ورجحت شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة حدوث ارتفاع في عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في اليمن في ظل استمرار التدهور الاقتصادي في البلاد، حيث لا تزال العائلات تعاني من التأثيرات طويلة الأجل للصراع المطول، بما في ذلك الظروف الاقتصادية الكلية السيئة للغاية، بينما تستمر بيئة الأعمال في التآكل بسبب نقص العملة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، وانخفاض قيمة العملة والتضخم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.

وبحسب توقعات الأمن الغذائي خلال الستة أشهر المقبلة، فإنه وبفعل الظروف الاقتصادية السيئة، وانخفاض فرص كسب الدخل المحدودة، ستواجه ملايين العائلات، فجوات مستمرة في استهلاك الغذاء وحالة انعدام الأمن الغذائي الحاد واسعة النطاق على مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي) أو حالة الطوارئ (المرحلة الرابعة) في مناطق نفوذ الحكومة الشرعية.

انهيار العملة المحلية أسهم مع تراجع المساعدات الإغاثية في تراجع الأمن الغذائي باليمن (البنك الدولي)

يشدد الأكاديمي محمد قحطان، أستاذ الاقتصاد في جامعة تعز، على ضرورة وجود إرادة سياسية حازمة لمواجهة أسباب الانهيار الاقتصادي وتهاوي العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، منوهاً إلى أن عائدات صادرات النفط والغاز كانت تغطي 70 في المائة من الإنفاق العام في الموازنة العامة، وهو ما يؤكد أهميتها في تشغيل مؤسسات الدولة.

ويضيف قحطان في حديث خص به «الشرق الأوسط» أن وقف هذه الصادرات يضع الحكومة في حالة عجز عن الوفاء بالتزاماتها، بالتضافر مع أسباب أخرى منها الفساد والتسيب الوظيفي في أهم المؤسسات الحكومية، وعدم وصول إيرادات مؤسسات الدولة إلى البنك المركزي، والمضاربة بالعملات الأجنبية وتسريبها إلى الخارج، واستيراد مشتقات الوقود بدلاً من تكرير النفط داخلياً.

أدوات الإصلاح

طبقاً لخبراء اقتصاديين، تنذر الإخفاقات في إدارة الموارد السيادية ورفد خزينة الدولة بها، والفشل في إدارة أسعار صرف العملات الأجنبية، بآثار كارثية على سعر العملة المحلية، والتوجه إلى تمويل النفقات الحكومية من مصادر تضخمية مثل الإصدار النقدي.

توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

ويلفت الأكاديمي قحطان إلى أن استيراد مشتقات الوقود من الخارج لتغطية حاجة السوق اليمنية من دون مادة الأسفلت يكلف الدولة أكثر من 3.5 مليار دولار في السنة، بينما في حالة تكرير النفط المنتج محلياً سيتم توفير هذا المبلغ لدعم ميزان المدفوعات، وتوفير احتياجات البلاد من الأسفلت لتعبيد الطرقات عوض استيرادها، وأيضاً تحصيل إيرادات مقابل بيع الوقود داخلياً.

وسيتبع ذلك إمكانية إدارة البنك المركزي لتلك المبالغ لدعم العرض النقدي من العملات الأجنبية، ومواجهة الطلب بأريحية تامة دون ضغوط للطلب عليها، ولن يكون بحاجة إلى بيع دولارات لتغطية الرواتب، كما يحدث حالياً، وسيتمكن من سحب فائض السيولة النقدية، ما سيعيد للاقتصاد توازنه، وتتعافى العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، وهو ما سيسهم في استعادة جزء من القدرة الشرائية المفقودة للسكان.

ودعا الحكومة إلى خفض نفقاتها الداخلية والخارجية ومواجهة الفساد في الأوعية الإيرادية لإحداث تحول سريع من حالة الركود التضخمي إلى حالة الانتعاش الاقتصادي، ومواجهة البيئة الطاردة للاستثمارات ورجال الأعمال اليمنيين، مع الأهمية القصوى لعودة كل منتسبي الدولة للاستقرار داخل البلاد، وأداء مهاهم من مواقعهم.

الحكومة اليمنية تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين لوقف حصار تصدير النفط (سبأ)

ويؤكد مصدر حكومي يمني لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة باتت تدرك الأخطاء التي تراكمت خلال السنوات الماضية، مثل تسرب الكثير من أموال المساعدات الدولية والودائع السعودية في البنك المركزي إلى قنوات لإنتاج حلول مؤقتة، بدلاً من استثمارها في مشاريع للتنمية المستدامة، إلا أن معالجة تلك الأخطاء لم تعد سهلة حالياً.

الحل بالتنمية المستدامة

وفقاً للمصدر الذي فضل التحفظ على بياناته، لعدم امتلاكه صلاحية الحديث لوسائل الإعلام، فإن النقاشات الحكومية الحالية تبحث في كيفية الحصول على مساعدات خارجية جديدة لتحقيق تنمية مستدامة، بالشراكة وتحت إشراف الجهات الممولة، لضمان نجاح تلك المشروعات.

إلا أنه اعترف بصعوبة حدوث ذلك، وهو ما يدفع الحكومة إلى المطالبة بإلحاح للضغط من أجل تمكينها من الموارد الرئيسية، ومنها تصدير النفط.

واعترف المصدر أيضاً بصعوبة موافقة المجتمع الدولي على الضغط على الجماعة الحوثية لوقف حصارها المفروض على تصدير النفط، نظراً لتعنتها وشروطها صعبة التنفيذ من جهة، وإمكانية تصعيدها العسكري لفرض تلك الشروط في وقت يتوقع فيه حدوث تقدم في مشاورات السلام، من جهة ثانية.

تحذيرات من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد (أ.ف.ب)

وقدمت الحكومة اليمنية، أواخر الشهر الماضي، رؤية شاملة إلى البنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات القائمة لتتوافق مع الاحتياجات الراهنة، مطالبةً في الوقت ذاته بزيادة المخصصات المالية المخصصة للبلاد في الدورة الجديدة.

وكان البنك الدولي توقع في تقرير له هذا الشهر، انكماش إجمالي الناتج المحلي بنسبة واحد في المائة هذا العام، بعد انخفاضه بنسبة 2 في المائة العام الماضي، بما يؤدي إلى المزيد من التدهور في نصيب الفرد من إجمالي الناتج الحقيقي.

ويعاني أكثر من 60 في المائة من السكان من ضعف قدرتهم على الحصول على الغذاء الكافي، وفقاً للبنك الدولي، بسبب استمرار الحصار الذي فرضته الجماعة الحوثية على صادرات النفط، ما أدى إلى انخفاض الإيرادات المالية للحكومة بنسبة 42 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي، وترتب على ذلك عجزها عن تقديم الخدمات الأساسية للسكان.

وأبدى البنك قلقه من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد، وتفاقم الأزمات الاجتماعية والإنسانية.