ليبيا تضبط «تشكيلاً أجنبياً» لتهريب وافدين إلى أوروبا

اتهام خفر السواحل بـ«العنف» خلال إعادة المهاجرين من البحر

حرس السواحل بغرب ليبيا يعيد مهاجرين غير نظاميين من البحر في عملية سابقة (رئاسة الأركان العامة بغرب ليبيا)
حرس السواحل بغرب ليبيا يعيد مهاجرين غير نظاميين من البحر في عملية سابقة (رئاسة الأركان العامة بغرب ليبيا)
TT

ليبيا تضبط «تشكيلاً أجنبياً» لتهريب وافدين إلى أوروبا

حرس السواحل بغرب ليبيا يعيد مهاجرين غير نظاميين من البحر في عملية سابقة (رئاسة الأركان العامة بغرب ليبيا)
حرس السواحل بغرب ليبيا يعيد مهاجرين غير نظاميين من البحر في عملية سابقة (رئاسة الأركان العامة بغرب ليبيا)

كشفت السلطات الأمنية في غرب ليبيا، عن تشكيل عصابي ينتمي إلى دول أجنبية، متهمة إياه بـ«الترتيب لتهريب مجموعة من العمالة الوافدة بالبلاد إلى أوروبا».
ويأتي الكشف عن هذا التشكيل، في ظل إعلان أجهزة الشرطة المعنية بمكافحة الهجرة غير المشروعة في البلاد، القبض على مئات المهاجرين من جنسيات عدة، بعدما تسللوا عبر الصحراء والدروب الجبلية على الحدود الليبية.
وقالت مديرية الأمن بطرابلس في تصريح صحافي، أمس، إن قوات «مركز شرطة الغربي، ألقت القبض على تشكيل عصابي أجنبي الجنسية يعتزم تهريب مجموعة من العمالة الوافدة عبر أحد المنافذ الساحلية».
وأوضحت المديرية أن أفراد التشكيل تقاضوا من كل عامل 2700 دولار مقابل نقلهم بقوارب مطاطية عبر البحر الأبيض المتوسط. ولم تكشف المديرية عن هوية التشكيل العصابي، ولا الدول التي ينتمي إليها.
وأشارت إلى أن أحد أعضاء قسم التحري بمركز الشرطة «كشف معلومات هامة أسهمت في وضع خطة ونصب كمين مُحكم أوقع بأفراد التشكيل الذي اعترف بما نسب إليه من تهم»، حيث تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بشأنه.
ولفتت المديرية إلى أنه «مهما زادت حيلة المجرم في التخطيط وتنفيذ عملياته الإجرامية، تظل عزيمة رجل الأمن الذي أخذ على عاتقه محاربة الجريمة أقوى وأقدر على اكتشاف خيوطها».
وتنشط في ليبيا، وخصوصاً بالقرب من المدن المطلة على البحر، عمليات السمسرة والاتجار في نقل المهاجرين إلى «الشاطئ الثاني» المواجه لغرب البلاد بمقابل مبالغ مالية متفاوتة.
وتعيد ليبيا آلاف المهاجرين غير النظاميين من البحر إلى مراكز الإيواء، التي يوصف بعضها بأنها مقار لـ«التعذيب» وانتهاك حقوق الإنسان، وفق منظمات حقوقية وإنسانية محلية وغربية.
وكانت ليبيا قد وقّعت مع إيطاليا اتفاقاً برعاية الاتحاد الأوروبي لمنع المهاجرين من عبور البحر المتوسط، وسط اعتراضات من الجانبين.
وتقول المنظمات المعنية بالهجرة إنه جرى اعتراض نحو مائة ألف شخص منذ توقيع الاتفاق مع ليبيا في 2017، وذلك من قِبل إيطاليا والاتحاد الأوروبي اللذين وافقا على تدريب وتجهيز خفر السواحل الليبي.
وتم الإبلاغ عن 3140 شخصاً بين قتيل أو مفقود في عام 2017 في مقابل 2062 العام الماضي، حسب منظمة الهجرة الدولية.
ورأى لويجي سكازييري من مركز الإصلاح الأوروبي، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أمس، أن «العمل مع سلطات دول العالم الثالث لمنع المهاجرين من الوصول إلى أوروبا أحد المحاور الرئيسية للسياسة الأوروبية».
وأثبت الاتفاق الإيطالي - الليبي أنه «فعال جداً» لتقليل عدد الواصلين، على الأقل في البداية، لكن المنظمات الإنسانية تدين المخاطر التي يواجهها المهاجرون من تنكر أفراد ميليشيات مسلحة بزي خفر السواحل الليبي وتوثيق حالات استخدام للذخيرة الحية ضد قوارب لمهاجرين في أعالي البحار.
ورغم الدعوات إلى إلغاء الاتفاق، جرى تجديده بشكل تلقائي في بداية نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، بعد أيام على تولي الحكومة الإيطالية اليمينية برئاسة جورجيا ميلوني، مهامها.
وتشير الانتقادات إلى نقص المسؤولية والشفافية بشأن متلقي المنح في ليبيا. ويأتي ذلك فيما يوضع عدد كبير من الأشخاص الذين جرى اعتراضهم في البحر في مراكز ليبية، شبّهها البابا فرانسيس في تصريحات سابقة بـ«معسكرات اعتقال».
وتؤكد منظمات العفو الدولية و«أنقذوا الأطفال» (سيف ذي تشيلدرن) و«أطباء بلا حدود»، أن المهاجرين غير النظاميين في ليبيا يتعرضون للتعذيب، كما أنهم ضحايا للعنف الجنسي أو العبودية، لكن السلطات الليبية تنفي ذلك. وقال مسؤول في شؤون الهجرة إن «الاعتقالات تتم وفقاً للقواعد المعمول بها».
ونقلت الوكالة عن المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان أرتور ساليزني، أن «صد المهاجرين من مناطق البحث والإنقاذ الأوروبية باتجاه ليبيا، يُعتبر بموجب قانون الاتحاد الأوروبي غير قانوني إذا كانت الدول الأوروبية متواطئة».
وخصصت إيطاليا 32.5 مليون يورو على الأقل من أجل مهام دعم خفر السواحل الليبي منذ 2017، حسبما أعلنت منظمة «آر سي» الإنسانية في تقرير العام الماضي.


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.