أكد فهد العجلان، رئيس مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك)، أن السعودية استغلت حضورها القوي في مؤتمر «كوب 27» لإطلاق العديد من المبادرات القوية ذات الصلة بالمناخ، على غرار مبادرتي الشرق الأوسط الأخضر والسعودية الخضراء، إلى جانب النسخة الثانية من «مؤشر الاقتصاد الدائري للكربون»، موضحاً أن المملكة كلها صارت تشهد تحولات على المستويات كافة استجابة لسرعة التغيير.
وعلى هامش اجتماعات قمة المناخ، وافتتاح أعمال منتدى «السعودية الخضراء» في نسخته الثانية، أكد العجلان لـ«الشرق الأوسط» أن «كابسارك» كمركز بحثي غير ربحي، «أدرج من قبل الأمم المتحدة كمراقب للمفاوضات المناخية، حيث نحلل هذه المباحثات من أجل المساعدة في وصول العالم لطموحاته. وفي الوقت ذاته، المركز يستغل فرصة تجمع العديد من الخبراء على مستوى المنطقة والعالم، ليقوم بعقد العديد من ورش العمل واللقاءات للتوعية وتبادل المعرفة. كما انتهز المركز فرصة الوجود في (كوب 27) لإطلاق النسخة الثانية من «مؤشر الاقتصاد الدائري للكربون)».
وفي محاولة لتبسيط مفهوم «الاقتصاد الدائري الكربوني»، الذي لا يزال مستغلقاً على كثير من الناس، أوضح العجلان أنه «مفهوم عالمي، قدمته المملكة خلال رئاستها قمة العشرين في الرياض. والهدف هو التركيز على 4 محاور، أولها تقليل الانبعاثات، والأخرى تتصل بمنع وصولها إلى الغلاف الجوي، عبر إعادة التدوير، وكذلك إعادة الاستخدام عبر تطبيقات جديدة مدرة للعائد الاقتصادي، وتسهم في توفير تمويل لمكافحة التغير المناخي، وأخيراً إزالة أو تخزين الانبعاثات عبر التكنولوجيا».
وعن الحجم المتوقع لـ«خليط الطاقة» السعودي في خلال الفترة المقبلة، قال العجلان: «كما سمعنا خلال الفترة الماضية، وسبق أن أعلن وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان، تستهدف المملكة إنتاج الكهرباء بنسبة 50 في المائة من الغاز و50 في المائة من الطاقة المتجددة، وأخيراً سمعنا إضافة 10 غيغاواط باستثمارات تبلغ 34 مليار ريال. الطموح في المملكة مرتفع، ووتيرة الإنجازات كبيرة وسريعة، وأعتقد أن لدينا ثقة في تحقيق الأهداف».
وتابع: «من جهة أخرى، فإن نمو الطلب على الكهرباء في المملكة بدأ يقل عن الأعوام الماضية بسبب جهود تحفيز المواطنين والشركات على الترشيد، وبرامج كفاءة الطاقة للمنتجات المتاحة بالأسواق».
ورداً على تعليق أحد المسؤولين السعوديين، بأن أبحاث «كابسارك» حالياً صارت أقرب إلى التنفيذ على أرض الواقع، وليست أبحاثاً «أكاديمية صرفة» كما اعتادت في فترات ماضية، قال العجلان: «أعتقد أن هذا التحول لا يمس المركز وحده بشكل خاص، فمنذ أن أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن إطلاق رؤية المملكة 2030. شهدنا تحولاً في جميع قطاعات المملكة، والمركز جزء من ذلك التحول. فالحراك الدائم وسقف الطموحات ارتفعا، والتحركات حتمت علينا أن نستجيب للتغيرات».
وتابع أن «وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان وهو رئيس مجلس أمناء المركز، حث المركز على إطلاق استراتيجية جديدة لمعالجة ومواكبة التحول القائم بالسعودية. وستجدون تحركات وتطورات مشابهة في الوزارات والقطاعات السعودية كافة، بل وأنماط الحياة في كل المناحي».
فهد العجلان: التطور أصبح «نمط حياة» في السعودية
رئيس «كابسارك» أكد لـ«الشرق الأوسط» أن المملكة لديها الثقة في تحقيق الأهداف
فهد العجلان: التطور أصبح «نمط حياة» في السعودية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة