منشآت فضائية مدارية لبث طاقة الشمس نحو الأرض

منشآت فضائية مدارية لبث طاقة الشمس نحو الأرض
TT

منشآت فضائية مدارية لبث طاقة الشمس نحو الأرض

منشآت فضائية مدارية لبث طاقة الشمس نحو الأرض

قد يساعد إرسال حزم أشعة الطاقة الشمسية من الفضاء أوروبا في الحصول على مزيد من مصادر الطاقة المتجدّدة وبشكلٍ مستقل. وقد استعرضت شركة «إيرباص» أخيراً طريقة تطبيق هذا المفهوم التقني في مصنع «إكس ووركس إنوفيشن فاكتوري» التابع لها.
طاقة سماوية
عرض كلّ من جان دومينيك كوستي ويوان ثيوكس وزملاؤهما على صانعي السياسات؛ من سياسيين ولاعبين كبار في الصناعة، الأعمال الداخلية لمفهوم جديد للطاقة لم يسمع به حتّى اليوم إلا أعتى خبراء التقنية؛ وهو إرسال حزم الطّاقة Power Beaming.
يشرح جان دومينيك كوستي، المسؤول عن هذه التقنية في «إيرباص»، بأن المبدأ الذي تقوم عليه هذه التقنية بسيطٌ جداً. ويقول: «تعمل هذه التقنية على التقاط ضوء الشمس ثم بثه لاسلكياً على شكل أشعّة». وهكذا يمكن استخدام هذه الطاقة الشمسية على كوكب الأرض لتأمين حاجات الطاقة للمدن والمصانع والمنازل؛ وأخيراً للطائرات الكهربائية.
ويوضح كوستي أنّ بثّ حزم الطاقة من شأنه أن يؤمّن لأوروبا وأجزاء أخرى من العالم إمكانات هائلة للحصول على موارد طاقة متجدّدة، وأن يساهم في تحقيق هدف «محايدة الكربون» بحلول عام 2050. ويضيف، في حديث نقلته بالإنجليزية وكالة الصحافة الفرنسية، أنّ «تقنيات إشعاع الطاقة ستتيح ابتكار شبكات طاقة جديدة في السماء، وستساعد في حلّ مشكلات الطاقة»، لافتاً إلى أنّ «هذه التقنيات ستتيح للدول فرض سيطرتها الكاملة وتوزيع طاقتها في الأماكن التي تحتاجها بشكلٍ مستقلّ».
تكلّل العرض الذي جرى في 7 سبتمبر (أيلول) الماضي، في «إكس ووركس إنوفيشن فاكتوري» بالنجاح ولو على نطاق صغير؛ فقد عمد كوستي وثيوكس وزملاؤهما إلى استخدام أشعة بموجات الميطروويف لنقل طاقة خضراء بين نقطتين مثّلتا «الفضاء» و«الأرض»، تفصل بينهما مسافة 36 متراً، وإنتاج هيدروجين أخضر وبثّ الحياة في مدينة نموذجية. وقال ثيوكس: «الآن، وبعد نجاح اختبار اللبنات الأساسية لمشروع طاقة شمسية مقرّه الفضاء على نطاق صغير للمرّة الأولى، أصبحنا جاهزين لنقل تقنية بث حزم الطاقة إلى المستوى التّالي».
تقنية مستدامة
نجح العرض دون شكّ، ولكن كيف ستعمل هذه التقنية على أرض الواقع؟ يشرح ثيوكس: «ندرس عدداً من التصاميم؛ ولكنّ الأمر الوحيد الواضح هو أنّه إذا كنّا سنستخدم أقماراً صناعية لجمع أشعّة الشمس، فإن قطرها يجب أن يمتدّ نحو كيلومترين لتحقيق معدّل الطاقة نفسه الذي ينتجه معمل للطاقة النووية».
يعدّ ثيوكس أن مكاسب جمع الطاقة الشمسية في الفضاء واضحة، ويقول إنّ «ضوء الشمس متوفر بشكلٍ لا ينضب خارج الغلاف الجوي للأرض، وليس فقط خلال النهار وفي الأجواء المناخية الجيّدة كما هي الحال على الأرض، فضلاً عن أنّه أقوى بنسبة 50 في المائة». هذا يعني أنّ وضع لوحٍ شمسي بالمقاس نفسه لأمثاله على الأرض، في مدار الأرض الجغرافي الثابت؛ أي على مسافة 36 ألف كيلومتر فوق سطح الأرض، يستطيع أن ينتج كمية أكبر من الكهرباء. بعدها، سيُصار إلى بثّ الطاقة التي جُمعت على شكل أشعّة موجية فوق منطقة واسعة بطريقة آمنة ومضبوطة. أمّا على الأرض، فسينتشر عددٌ كبيرٌ من الهوائيات على مساحة واسعة، وحتّى في المناطق البحرية، لالتقاط الأشعّة وتجميع الطاقة من جديد لإنتاج الكهرباء. ويؤكّد كوستي أنّ «الأشعة الموجية تمرّ عبر الغيوم بسهولة؛ أي إنّ خسائر الطاقة ستكون طفيفة. ويمكن تصميم التقنية أيضاً لتجنّب الضرر على الطيور والنّاس المسافرين بالطائرات». علاوة على ذلك؛ لن تكون هناك حاجة للبنى التحتية الأرضية المكلفة والمعقّدة، أو معامل الطاقة، أو الأنابيب والأسلاك، لتوزيع الكهرباء على الأرض؛ لأنّ هذه المهمّة ستتمّ أيضاً من خلال «باور بيمينغ (بث حزم الطاقة)».
يقدّر كوستي أنّ التكلفة المرتفعة للطاقة الشمسية من الفضاء ستكون مساوية لمشروعات الطاقة الكبيرة التي تُبنى على الأرض؛ كمعامل الطاقة النووية، ومناطق استخراج الوقود، ومنشآت الطاقة المتجدّدة الكبيرة. ولكنّ هذه التكاليف ستنخفض مع بناء مزيد من منشآت الطاقة. ويقدّر الباحثون أنّ منشأة شمسية واحدة في مدار الأرض الجغرافي ستنتج نحو 2 غيغاواط من الكهرباء؛ أي ما يعادل الكمية التي تنتجها محطّة كهرباء تعمل بالوقود الأحفوري أو الطاقة النووية على الأرض. وقد يصبح «إشعاع الطاقة» حقيقة خلال 10 سنوات؛ إذ قد تشهد بداية العقد المقبل بدء استخدام أولى المحطّات التجريبية لمشروع «باور بيمينغ»، ولكن لا يزال يوجد كثير من العمل الذي يجب القيام به.
وقد عني جانبٌ كبيرٌ من هذا البحث بدراسة الفاعلية العامّة؛ أي الحصول على أكبر كمية من الطاقة ممّا نسخّره. ويشرح جان دومينيك كوستي أنّ الباحثين «يدعمون مقاربة متقدّمة لتوسيع حجم النظام: من الأرض، إلى أنظمة هوائية، ومن ثمّ في الفضاء»، مضيفاً أنّ «هذا الأمر قد يغيّر قواعد اللعبة لتوظيف الطائرات مع احتمالات توسيع نطاقاتها وتخفيف أوزانها، فضلاً عن إمكانية نقل الطاقة إلى أماكن أخرى وإدارتها، كالبيانات. وقد أثارت هذه المقاربة كثيراً من الاهتمام في قطاع الطاقة، ولا شكّ في أنّها ستقوم في النهاية على جهود مشتركة مع المعاهد والصناعة المهتمة بإنتاج الطاقة».


مقالات ذات صلة

إطار «iPhone 15 Pro» المصنوع من التيتانيوم عرضة لتغيرات اللون

تكنولوجيا «آبل» تحذر من أن إطار «iPhone 15 Pro» المصنوع من التيتانيوم فهو عرضة لتغيرات اللون مؤقتاً (آبل)

إطار «iPhone 15 Pro» المصنوع من التيتانيوم عرضة لتغيرات اللون

عدد من مستخدمي هواتف «آيفون 15 برو» الجديد يفيدون بتغير لون الإطار المعدني المصنوع من التيتانيوم بعد فترة قصيرة من الاستخدام.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يتمكن المستخدمون من تحديد من يمكنهم مشاهدة قصصهم على «تلغرام» (شاترستوك)

«تلغرام» يتيح لأصحاب القنوات نشر صور ومقاطع فيديو

تطبيق «تلغرام» يتيح ميزة القصص لأصحاب القنوات لنشر صور ومقاطع فيديو تختفي بعد 24 ساعة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تتطلب بعض ملفات «PDF» كلمات مرور وهناك بعض الطرق لإزالتها في حال نسيانها (شاترستوك)

نسيان كلمات مرور ملفات «PDF»... ما الحل؟

تتطلب بعض ملفات «PDF» كلمات مرور وهناك بعض الطرق المجانية أو المدفوعة لإزالتها في حال نسيانها، إليكم بعضها.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا ميزة «Copilot» في الوقت الحالي كتطبيق مستقل حيث يمكن للمستخدمين تنزيل التطبيق (مايكروسوفت)

«Copilot» يأتي إلى «ويندوز 11» في 1 نوفمبر

«مايكروسوفت» تعلن أن «Microsoft 365 Copilot» سيكون متاحاً بشكل عام للعملاء في 1 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تتيح الميزة الجديدة للمستخدمين إدارة إعدادات كل حساب من خلال لوحة التحكم مثل الإعدادات المتعلقة بالخصوصية والأمان (رويترز)

«ثردز» تقدم ميزة جديدة لأصحاب الحسابات المتعددة

«ثردز» تطلق رسمياً طريقة للتبديل بين الحسابات المتعددة، دون الحاجة لتسجيل خروج المستخدم.

نسيم رمضان (لندن)

مسبار يُفرغ في الصحراء الأميركية الأحد عيّنات من الكويكب «بينو»

رسم وفّرته «ناسا» للمسبار  «أوسايرس-ريكس» قرب الكويكب «بينو» (أ.ب)
رسم وفّرته «ناسا» للمسبار «أوسايرس-ريكس» قرب الكويكب «بينو» (أ.ب)
TT

مسبار يُفرغ في الصحراء الأميركية الأحد عيّنات من الكويكب «بينو»

رسم وفّرته «ناسا» للمسبار  «أوسايرس-ريكس» قرب الكويكب «بينو» (أ.ب)
رسم وفّرته «ناسا» للمسبار «أوسايرس-ريكس» قرب الكويكب «بينو» (أ.ب)

يُفرغ المسبار الأميركي «أوسايرس-ريكس» الأحد في صحراء يوتا بالولايات المتحدة حمولة علمية ثمينة، هي عبارة عن أول عيّنات من كويكب تُحضرها الوكالة الأميركية للطيران والفضاء (ناسا) إلى الأرض، وهي أكبر عيّنة جُمعت إلى اليوم على الإطلاق من جرم فلكي مماثل.

ويأمل العلماء في أن تساعد هذه العيّنات التي جُمعت عام 2020 من الكويكب «بينو»، في توضيح نشأة النظام الشمسي وتطوّر الأرض ككوكب صالح للعيش.

ومن المقرر أن يحصل الهبوط قرابة الساعة التاسعة من صباح الأحد بالتوقيت المحلي (15,00 ت غ) في منطقة عسكرية تستخدم عادةً لاختبار صواريخ.

ويُطلق مسبار «أوسايرس-ريكس» الكبسولة التي تحوي العيّنات عند علو 100 ألف كيلومتر عن الأرض قبل نحو أربع ساعات من موعد الهبوط.

ويستغرق الهبوط النهائي للكبسولة في الغلاف الجوي للأرض 13 دقيقة، إذ تدخله بسرعة نحو 44 ألف كيلومتر في الساعة، ويؤدي الاحتكاك الناتج إلى رفع درجة الحرارة إلى 2700 درجة مئوية.

وسيتم إبطاء الهبوط الذي تتولى مراقبته أجهزة استشعار عسكرية، بواسطة مظلتين متتاليتين، مما يوفر هبوطاً سلساً إذا سارت الأمور على ما يرام.

ويبلغ طول بقعة الهبوط 58 كيلومتراً وعرضها 14 كيلومتراً. وقال مدير المهمة في مركز «غودارد» لرحلات الفضاء التابع لـ«ناسا» ريتش بيرنز خلال مؤتمر صحافي أواخر أغسطس (آب) إن الأمر يشبه «رمي سهم عبر ملعب كرة سلة وإصابة وسط الهدف».

وقد يتقرر عدم إطلاق الكبسولة إذا تبيّن في الليلة السابقة أنها قد لا تصيب المنطقة المحددة. وفي هذه الحال، سيُجري المسبار دورة حول الشمس، قبل أن يحاول مجدداً إطلاق الكبسولة سنة 2025.

ونبّهت ساندرا فرويند من شركة «لوكهيد مارتن»، مصنّعة المسبار، إلى أن «مهمات إعادة عيّنات (فضائية) صعبة، إذ قد تطرأ مشاكل كثيرة» خلالها.

صورة من «ناسا» للمسبار على سطح الكويب «بينو» (أ.ب)

واتُخِذَت تدابير تحسباً لإمكان حصول «هبوط صعب». وأجريت تجربة في نهاية أغسطس أُسقِطَت خلالها كبسولة طبق الأصل من مروحية.

وعندما تهبط الكبسولة على الأرض، يتولى فريق فحص حالتها قبل وضعها في شبكة ترفعها طوافة وتنقلها إلى «غرفة نظيفة» موقتة.

وفي اليوم التالي، تُرسل العينة بطائرة إلى مركز جونسون الفضائي في هيوستن بولاية تكساس.

وفي هذا المركز تُفتح الكبسولة داخل غرفة أخرى محكمة الإغلاق. وستعطى الأولوية لعدم تلويث العينة بمواد ترابية، كيلا يتم إفساد التحليلات وتعطي نتائج مغلوطة. وتستغرق العملية أياما.

وتعتزم «ناسا» عقد مؤتمر صحافي في 11 أكتوبر (تشرين الأول) لإعلان النتائج الأولية.

إلاّ أن جزءاً من العينة سيُحفظ من دون المساس به، لكي تتولى الأجيال المقبلة دراسته بتقنيات غير متوافرة بعد.

انطلق «أوسايرس-ريكس» عام 2016، وفي 2020 فاجأ «بينو» العلماء أثناء جمع العينة لبضع ثوانٍ، إذ انغرزت ذراع المسبار في سطح الكويكب، مما اظهر أن كثافته أقلّ بكثير مما كان يُعتقد.

ولكن بفضل ذلك، تتوقع «ناسا» أن تحوي العيّنة نحو 250 غراماً من المواد، أي أكثر بكثير من الهدف الذي وُضع اساساً وهو 60 غراماً. وهذه «أكبر عينة جُمعت إلى الآن من مكان خارج مدار القمر»، بحسب المسؤولة عن البرنامج ميليسا موريس.

وهذه المهمة هي الأولى من نوعها للولايات المتحدة. لكنّ اليابان سبق أن نظّمت اثنتين. ففي العام 2020، عاد المسبار «هايابوسا» بحبيبات مجهرية من الكويكب إيتوكاوا، في حين أحضر «هايابوسا 2» عام 2020 نحو 5,4 غرام من الكويكب «ريوغو».

ويتشابه الكويكبان «بينو» و«ريوغو» شكلاً، لكن قد يتبين أن «بينو» مختلف تماماً في تركيبته، وفقاً لميليسا موريس.

وتحظى الكويكبات بالاهتمام لأنها تتكون من المواد الأصلية للنظام الشمسي منذ 4,5 مليارات سنة. وبينما لحق تغيّر بهذه المواد على الأرض، بقيت الكويكبات سليمة.

وقال كبير علماء المهمة في جامعة أريزونا دانتي لوريتا إن «بينو» غني بالكربون، والعينة التي أُحضرت «قد تمثل بذور الحياة التي حملتها هذه الكويكبات في بداية كوكبنا، والتي أدت إلى هذا المحيط الحيوي المذهل».

ويدور «بينو» الذي يبلغ قطره 500 متر حول الشمس ويقترب من الأرض كل ست سنوات.

وثمة خطر ضئيل (احتمال واحد من 2700) gأن يصطدم بالأرض سنة 2182، وهو ما قد يُحدث تأثيراً كارثياً. وقد يكون توفير المزيد من المعطيات عن تكوينه مفيداً. وفي العام الفائت، تمكنت «ناسا» من حَرف كويكب عن مساره من خلال اصطدام مركبة به.


«جيمس ويب» يكشف مكان الـ«CO2» على «أوروبا» أحد أقمار «المشتري»

تُظهر هذه الصورة المنشورة التي أصدرتها وكالة «ناسا» في 21 سبتمبر 2023 كوكب المشتري (على اليمين) وقمره «أوروبا» (على اليسار) كما يُرى من خلال أداة تلسكوب «جيمس ويب» (أ.ف.ب)
تُظهر هذه الصورة المنشورة التي أصدرتها وكالة «ناسا» في 21 سبتمبر 2023 كوكب المشتري (على اليمين) وقمره «أوروبا» (على اليسار) كما يُرى من خلال أداة تلسكوب «جيمس ويب» (أ.ف.ب)
TT

«جيمس ويب» يكشف مكان الـ«CO2» على «أوروبا» أحد أقمار «المشتري»

تُظهر هذه الصورة المنشورة التي أصدرتها وكالة «ناسا» في 21 سبتمبر 2023 كوكب المشتري (على اليمين) وقمره «أوروبا» (على اليسار) كما يُرى من خلال أداة تلسكوب «جيمس ويب» (أ.ف.ب)
تُظهر هذه الصورة المنشورة التي أصدرتها وكالة «ناسا» في 21 سبتمبر 2023 كوكب المشتري (على اليمين) وقمره «أوروبا» (على اليسار) كما يُرى من خلال أداة تلسكوب «جيمس ويب» (أ.ف.ب)

يعود أصل ثاني أكسيد الكربون المكتشف على «أوروبا»، أحد أقمار كوكب المشتري، إلى محيط موجود تحت طبقة القمر الجليدية السميكة، على ما أظهرت بيانات جمعها تلسكوب «جيمس ويب» الفضائي، في اكتشاف يعزّز الآمال في احتمال أن تكون هذه المياه غير الظاهرة قابلة لإيواء أشكال الحياة التي نعرفها، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأظهر العلماء اقتناعاً بأنّ محيطاً شاسعاً من المياه المالحة موجود على عمق عشرات الكيلومترات تحت السطح الجليدي لـ«أوروبا»، ما يجعل هذا القمر مرشحاً مثالياً لإيواء شكل من أشكال الحياة خارج كوكب الأرض في نظامنا الشمسي.

لكن يصعب تحديد ما إذا كان هذا المحيط المخفي يحتوي على العناصر الكيميائية اللازمة لظهور الحياة. وقد جرى على سطح «أوروبا» اكتشاف ثاني أكسيد الكربون (CO2) الذي يشكّل مع الماء السائل أحد أهم العناصر اللازمة لتكوّن الحياة، لكن لم يتم التوصل إلى تحديد مصدر هذا الغاز.

ولمعرفة من أين أتى ثاني أكسيد الكربون، استخدم فريقان أميركيان من الباحثين بيانات جمعها تلسكوب «جيمس ويب» الفضائي بواسطة أداته للرصد بالأشعة تحت الحمراء. وتمكّنوا من رسم خريطة لسطح القمر «أوروبا»، على ما ذكرت دراستان نُشرتا (الخميس) في مجلة «ساينس».

وتبيّن أن الكمية الكبرى من ثاني أكسيد الكربون اكتُشفت في منطقة يبلغ عرضها 1800 كيلومتر تُسمّى تارا ريجيو. وهذه المنطقة مُغطاة بـ«تضاريس متعرّجة» مكوّنة من تلال وشقوق، بحسب إحدى الدراستين.

ولم يُعرَف بصورة مؤكّدة ما هي العوامل التي أدّت إلى تكوّن هذه التضاريس، لكن من الممكن أن تكون المسؤولة عن ذلك مياه دافئة نسبياً من المحيط السفلي تعلو لتذوّب الجليد الموجود على السطح، الذي يعاود التجمّد مع مرور الوقت ويُشكّل مطبات جديدة.

ملح الطعام

واستخدمت الدراسة الأولى معلومات جمعها «جيمس ويب» لتحديد ما إذا كان ثاني أكسيد الكربون متأتياً من مكان آخر كالنيزك مثلاً.

وتوصّلت إلى أنّ مصدر الكربون «من داخل القمر وربما هو المحيط الداخلي له»، على ما أوضحت لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» سامانتا ترومبو، وهي عالمة كواكب في جامعة كورنيل الأميركية والمعدة الرئيسية للدراسة.

وفي منطقة تارا ريجيو، اكتشف العلماء أيضاً ما يعادل ملح الطعام، ما يجعل هذه المنطقة أكثر اصفراراً من بقية الأراضي المنبسطة البيضاء لـ«المشتري». وهذا العنصر يمكن أن يكون متأتياً من المحيط أيضاً.

وقالت ترومبو: «بات أمامنا ثاني أكسيد الكربون والملح، وبدأنا نعرف المزيد عن الكيمياء الداخلية» للقمر «أوروبا».

وباستخدام البيانات نفسها التي جمعها «جيمس ويب»، خلصت الدراسة الثانية أيضاً إلى أن «الكربون مصدره من داخل - القمر - (أوروبا)».

ويشكل «أوروبا»، أحد أقمار «المشتري» الثلاثة الجليدية، موضوع مهمتين فضائيتين رئيسيتين ترميان إلى تحديد ما إذا كان محيطه الغامض قابلاً لإيواء شكل من أشكال الحياة.

مهمات مستقبلية

أُطلق المسبار الفضائي «جوس» التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في أبريل (نيسان) الماضي، ومن المقرر إطلاق مسبار «يوروبا كليبر» التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في أكتوبر (تشرين الأول) 2024.

وسيستغرق وصولهما إلى كوكب «المشتري» ذي الأقمار الكبيرة (آيو، وأوروبا، وغانيميد، وكاليستو) التي اكتشفها عالِم الفلك غاليليو عام 1610، ثماني سنوات.

ورأى أوليفييه ويتاس، المدير العلمي لمشروع «جوس» في وكالة الفضاء الأوروبية، أن التحليلات التي وفّرها «جيمس ويب» هي «مثيرة جداً للاهتمام».

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «إنها تتيح لنا معرفة المزيد عن هذا المحيط الموجود في أعماق السطح الجليدي والذي لا يمكن الوصول إليه في ظل المرحلة الراهنة من الاستكشافات الفضائية».

وأضاف: «إنه أحد أروع الأماكن في النظام الشمسي للبحث عن شكل للحياة خارج كوكب الأرض».

وعندما سيقوم مسبار «جوس» برحلتين فوق القمر «أوروبا» عام 2032، سيجمع «ثروة من المعلومات الجديدة»، بحسب ويتاس.

ومن مهام «جوس» أيضاً معاينة القمر «غانيميد» الذي يضم أيضاً محيطاً تحت سطحه الجليدي، اكتُشف فيه الكربون.

ولن تتمكن مهمتا «جوس» و«يوروبا كليبر» من العثور مباشرة على شكل للحياة خارج كوكب الأرض، لكنهما قد تحددان الظروف التي تساعد على ظهوره.

وقال ويتاس: «نترك هذا التحدي للمهمات المستقبلية»، فلا يمكن أن تؤوي بيئة متطرّفة جداً سوى أشكال بدائية من الحياة على غرار البكتيريا.


اختبارات «كوفيد- 19» المنزلية صالحة لرصد المتحورات الجديدة

اختبار كوفيد المنزلي (shutterstock)
اختبار كوفيد المنزلي (shutterstock)
TT

اختبارات «كوفيد- 19» المنزلية صالحة لرصد المتحورات الجديدة

اختبار كوفيد المنزلي (shutterstock)
اختبار كوفيد المنزلي (shutterstock)

يجيب الدكتور ماثيو بينيكر، مدير مختبر الفيروسات السريرية في مؤسسة «مايو كلينك» الأميركية، عن الأسئلة المتداولة حول تواريخ انتهاء صلاحية أطقم الاختبار المنزلي لـ«كوفيد - 19»، وقدرتها على رصد المتحورات الجديدة للفيروس.

الاختبارات المنزلية

* صلاحية أطقم الاختبارات. تسمح لك اختبارات «كوفيد - 19» في المنزل بجمع العيّنة الخاصة بك واكتشاف عدوى «كوفيد - 19» النشطة. ولكن ماذا لو كان لديك أطقم اختبار «كوفيد - 19» في المنزل على وشك انتهاء الصلاحية أو انتهت صلاحيتها على الرف الخاص بك؟

- يقول الدكتور ماثيو بينيكر: إن الشركات تحدد مواعيد أطقم الاختبار الأصلية بشكل تعسفي؛ لأن عمليات تطوير هذه الاختبارات التشخيصية في المنزل أجريت بسرعة. لذا؛ تحقق من الأطقم الخاصة بك قبل رميها.

ويضيف الدكتور بينيكر: «الآن بعد مرور ثلاث سنوات ونصف السنة على انتشار الوباء، أتيحت الفرصة لتلك الشركات المصنعة لتقييم أداء الاختبار على مدى فترات طويلة من الزمن. وقد حدّثت تواريخ انتهاء الصلاحية في كثير من الحالات».

اختبار كوفيد المنزلي (shutterstock)

توصيات حول دقة الاختبارات

- إذا كانت لديك أطقم اختبارات في المنزل، ابحث في موقع إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) للحصول على معلومات حول تواريخ انتهاء الصلاحية المحدثة.

- «إذا أجريت اختباراً بعد تاريخ انتهاء الصلاحية، وكان الاختبار إيجابياً، فمن المحتمل أن تكون هذه نتيجة موثوقة، خاصة إذا كنت تعاني من مرض في الجهاز التنفسي.

- إذا حصلت على نتيجة سلبية من اختبار يتجاوز تاريخ انتهاء الصلاحية، فأنا «أوصي بالتأكد من أن الاختبار ليس له تاريخ انتهاء صلاحية ممتد. وإذا كان الأمر أبعد من ذلك، فيجب أن تجري اختباراً آخر أو اذهب واطلب من مقدم الرعاية الصحية جمع مسحة لإجراء اختبار مختبري قبل الحكم على نتيجة، أنك خالٍ من (كوفيد - 19)»، كما يقول الدكتور بينيكر.

رصد سلالات «كورونا» الحالية

* هل يمكن للاختبارات المنزلية اكتشاف السلالات الحالية لـ«كوفيد - 19»؟

- نعم، يجب عليها اكتشاف سلالات «كوفيد - 19» المنتشرة حالياً. والخبر السار هو أن معظم التغييرات في الفيروس داخل هذه المتحورات الجديدة موجودة في البروتين الشوكي، وهو جزء الفيروس الذي يرتبط بالخلايا.

ويقول الدكتور بينيكر: «البروتين الذي تبحث عنه اختبارات المستضدات هو بروتين مختلف، حيث لا تحدث الكثير من الطفرات. وهذا يسمح لنا أن نقول بثقة إن هذه الاختبارات يجب أن تلتقط السلالات المنتشرة».

نتائج الاختبارات

* إذا جاء الاختبار إيجابياً (مؤكداً)، فهل أنت مُعدٍ؟ إذا كانت نتيجة اختبار فيروس كورونا (COVID-19) إيجابية؟

- على الأرجح، يقول الدكتور بينيكر: «عندما يكون اختبار المستضد في المنزل إيجابياً، فهذا يعني أن هذا الشخص لا يزال يفرز كمية كبيرة من البروتين الفيروسي. وفي معظم الحالات، يعني ذلك أن الشخص يتخلص من كمية من الفيروس، ومن المحتمل أن تكون الكمية كبيرة من الفيروس الذي يمكن أن ينتشر من شخص إلى آخر»، ويضيف أنه إذا حصلت على نتيجة إيجابية لاختبار المستضد في المنزل، فعدّ نفسك معرّضاً لخطر نشر الفيروس للآخرين. إذا كانت النتيجة إيجابية، فمن المحتمل أن تكون مصاباً بعدوى «كوفيد - 19».

* ولكن ماذا لو ظهرت عليك الأعراض وجاء الاختبار سلبياً؟

- يقول الدكتور بينيكر: «إذا كانت نتيجة اختبارك سلبية في المنزل، وما زلت تعاني من تلك الأعراض النموذجية لـCOVID-19 - مثل التهاب الحلق والسعال والحمى وآلام الجسم - عندها أوصيك بالذهاب لرؤية مقدم الرعاية الصحية الخاص بك، وإجراء فحص طبي». ذلك أن «المسحة التي تم جمعها والتي يمكن إرسالها إلى المختبر لإجراء اختبار يعتمد على تفاعل البوليميراز المتسلسل. سيوفر لنا ذلك المعلومات الأكثر موثوقية حول ما إذا كنت مصاباً بالفعل بـ(كوفيد - 19) أم لا».

متى يجرى الاختبار؟

* متى يجب عليك إجراء اختبار «COVID-19»؟

يقول الدكتور بينيكر: إن هناك حالات قليلة يوصى بها لإجراء الاختبار. ومنها :

. ظهور الأعراض. إذا ظهرت عليك أعراض مثل الحمى، السعال، التهاب الحلق، سيلان الأنف أو آلام في الجسم.

. إذا قضيت وقتاً مع شخص تم تشخيص إصابته بفيروس كورونا (COVID-19) بشكل مؤكد.

. إذا كنت تخطط لزيارة شخص معرّض لخطر الإصابة بمرض خطير. ويشمل ذلك شخصاً مصاباً بالسرطان، أو أحد كبار السن، أو أي شخص يتناول أدوية تثبط جهاز المناعة لديه. ويقول الدكتور بينيكر: إذا تعرّضت للفيروس، فلا تختبر نفسك على الفور. «نصيحتي هي الانتظار بضعة أيام، وعدم العودة إلى المنزل مباشرةً وإجراء الاختبار؛ لأنه لن يكون الوقت كافياً حتى يصل الفيروس إلى المستويات التي تؤدي إلى أن تكون اختبارات المستضد إيجابية. وعادةً، انتظر ثلاثة أيام بعد ذلك».

. التعرض، ثم إجراء الاختبار. إذا كانت النتيجة سلبية، ففكّر في إجراء اختبار آخر في اليوم التالي أو بعد 48 ساعة من ذلك؛ عادةً، بحلول اليوم الخامس بعد التعرض، من المحتمل أن تكون خالياً من الفيروس إذا كانت نتيجة الاختبار سلبية خلال هذا الإطار الزمني.

حرارة الأجواء ودقة الاختبارات

* درجات الحرارة واختبارات «كوفيد - 19» في المنزل: مع كثرة درجات الحرارة المتقلبة عبر المناطق الجغرافية، هل يمكن أن تتأثر هذه الاختبارات بالحرارة المرتفعة أو درجات الحرارة الباردة؟

- يقول الدكتور بينيكر: إنه يجب أن توفر حزم المعلومات التي تأتي مع اختبارات المستضد في المنزل، معلومات عن حالة التخزين على النحو الذي تحدده إدارة الغذاء والدواء. هذا هو المكان الذي يمكن أن تساعد فيه قراءة التفاصيل الدقيقة. «إذا كنت في منطقة شهدت طقساً تحت الصفر أو درجات حرارة أعلى بكثير من 100 درجة فهرنهايت (37.8 مئوية)، كما هو الحال خلال أشهر الصيف، فمن الجيد دائماً التحقق من الحزمة التي تأتي مع الاختبار للبحث عن «ظروف تخزين مقبولة».»

* «شبكة أخبار مايو كلينك» - خدمات «تربيبون ميديا»


كم تبعد النجوم بعضها عن بعض؟

كم تبعد النجوم بعضها عن بعض؟
TT

كم تبعد النجوم بعضها عن بعض؟

كم تبعد النجوم بعضها عن بعض؟

إذا نظرت الى السماء الصافية ليلا فسترى آلاف النجوم تومض في وجهك.

يمكن للعين المدربة تتبع ألمع الأجسام للعثور عليها؛ بدءًا من الصياد العظيم وحتى الماعز البحري الأسطوري. لكن بالنسبة لمعظمنا، فهي مجرد مجموعة مذهلة من النقاط. ولكن ما مدى المسافة بين تلك النجوم؟

يبلغ متوسط المسافة بين نجمين في درب التبانة حوالى 5 سنوات ضوئية، أو 29 تريليون ميل (47 تريليون كيلومتر)، وفقا للمرصد الوطني لعلم الفلك الراديوي.

ومع ذلك، فإن العين البشرية لا ترى حقًا هذا المتوسط. إن مشهدنا للسماء ليلاً هو مجرد لقطة ثنائية الأبعاد لألمع النجوم. قد يكون هناك نجم واحد مرئي في الواقع لكنه مرتبط ببعضه البعض، وقد تكون النجوم الفردية في كوكبة أبعد بكثير مما تبدو عليه.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قالت آنا روزين عالمة الفيزياء الفلكية الأستاذة المساعدة بجامعة ولاية سان دييغو «لا تثق أبدًا في الأبراج». مضيفة «إذا رأيت نجمين بجانب بعضهما البعض في السماء، فهذا إسقاط ثنائي الأبعاد... أنت لا تعرف ما إذا كانا بالفعل بجانب بعضهما البعض»، وفق ما ذكر موقع «لايف ساينس» العلمي.

وتختلف المسافة بين النجوم بشكل كبير. فتبعد الشمس حوالى 4.25 سنة ضوئية (25 تريليون ميل أو 40 تريليون كيلومتر) عن أقرب جارتها النجمية (بروكسيما سنتوري)، وفقًا لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا).

من ناحية أخرى، يعد بروكسيما سنتوري واحدًا من ثلاثة نجوم في نظام ما، ويبعد عن أقرب جيرانه مسافة خمس سنوات ضوئية فقط، وفقًا لموقع «Space.com» العلمي.

ويُظهر نظام سنتوري أن متوسط المسافة بين النجوم عبر المجرة لا يرسم صورة كاملة لتوزيع النجوم، والذي يتغير أيضًا بمرور الوقت.

وتبين روزن «إذا ألقيت نظرة فاحصة ووجهت التلسكوبات نحو هذه المناطق في العصور التطورية المختلفة، فسيكون الأمر أكثر تعقيدا. فالنجوم تتحرك على الرغم من أننا بعيدون جدًا بحيث لا تستطيع أعيننا متابعة حركتها».

من جانبه، يقول خوسيه دي بروين عالم الفلك بوكالة الفضاء الأوروبية «تبدو جميع النجوم ثابتة للغاية، ولكن إذا كنت قادرًا على السفر عبر آلاف السنين، فسترى في الواقع أن شكل الكواكب والنجوم يتغير ببطء».

وفي هذا الاطار، فان الفهم الحالي للباحثين هو أن معظم النجوم تولد في بيئات عنقودية قريبة نسبيًا من بعضها البعض، ولكن مع مرور الوقت، يمكن للتأثيرات الخارجية في الفضاء، مثل مجال الجاذبية العام للمجرة، أن تتسبب في تشتت النجوم ببطء.

وعادةً ما تمنع قوة الجاذبية القوية لمجرة درب التبانة النجوم من الانجراف بعيدًا عن بعضها البعض، ومجرتنا ليست وحدها في هذا الصدد. كما يشير دي بروين، موضحا «أن متوسط المسافة بين النجوم في مجرة درب التبانة (5 سنوات ضوئية) يعد أيضًا نموذجيًا للفصل بين النجوم في المجرات الأخرى. ومع ذلك، يمكن لبعض النجوم الهروب من مجراتها الأصلية ومن جيرانها. فالنجوم التي تتسارع إلى سرعات عالية بما فيه الكفاية سوف تتحرر من جاذبية مجرتها. إذ تتضمن آلية حدوث ذلك في مجرة درب التبانة وجود ثقب أسود عملاق في قلب مجرتنا. يُطلق على هذا العملاق الكوني اسم (القوس A*)، وتبلغ كتلته 4 ملايين مرة كتلة الشمس».

ويشرح دي بروين «إذا مر نجم بالقرب من ذلك الثقب الأسود، فلن يتم ابتلاعه، بل سيتم تسارعه بشكل كبير؛ سوف يحصل على نوع من التسارع المقلاعي بسرعته.

لذا، فالنجوم التي تخضع لهذه الطريقة أو طريقة أخرى للتسارع ستغادر المجرة ببطء. وبمجرد خروجها، قد تنجرف وحدها في الفراغات الشاسعة بين المجرات، والتي يمكن أن تمتد لملايين السنين الضوئية».


الصين تنشر أول صورة التقطها تلسكوب مسح واسع المجال

الصين تنشر أول صورة التقطها تلسكوب مسح واسع المجال
TT

الصين تنشر أول صورة التقطها تلسكوب مسح واسع المجال

الصين تنشر أول صورة التقطها تلسكوب مسح واسع المجال

دشنت الصين يوم أمس (الأحد) العمل بتلسكوب واسع المجال قادر على مسح سماء نصف الكرة الشمالي بأكمله، بمقاطعة تشينغهاي شمال غربي البلاد، حيث نشر بالفعل أول صورة التقطها لمجرة المرأة المسلسلة، التي تقع على بُعد أكثر من مليوني سنة ضوئية من مجرة درب التبانة، وذلك وفق ما ذكرت وكالة أنباء «شينخوا» الصينية.

وحاليا، يعد تلسكوب المسح واسع المجال، الذي طورته جامعة الصين للعلوم والتكنولوجيا ومرصد الجبل الأرجواني التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، أكبر منشأة مسح للمجال الزمني في نصف الكرة الشمالي.

وأنتج التلسكوب، الذي يجمع بين مجال واسع للرؤية وقدرات تصوير عالية الدقة، صورة متعددة الألوان لمجرة المرأة المسلسلة والمنطقة المحيطة بالمجرة، باستخدام 150 صورة مجمعة.

وفي هذا الاطار، من المتوقع أن يساعد التلسكوب - القادر على مسح السماء الشمالية بأكملها مرة كل ثلاث ليال - العلماء على مراقبة الأحداث الفلكية الديناميكية وإجراء أبحاث المراقبة الفلكية في المجال الزمني. كما أنه من المتوقع أيضا أن يساعد هذا المشروع على تحسين قدرات الصين الخاصة بمراقبة الأجسام القريبة من الأرض والإنذار المبكر.


لغز «كوفيد طويل الأمد»... تحليلات واكتشافات

لغز «كوفيد طويل الأمد»... تحليلات واكتشافات
TT

لغز «كوفيد طويل الأمد»... تحليلات واكتشافات

لغز «كوفيد طويل الأمد»... تحليلات واكتشافات

«كوفيد» يؤثر على الدماغ والقلب والرئتين والأمعاء والمفاصل... أحياناً

في وقتٍ واحد وأحياناً بشكلٍ متقطّع وأحياناً بشكلٍ تسلسلي

في يونيو (حزيران) 2022، خلال محادثة بين ليزا ساندرز؛ طبيبة الأمراض الباطنية في جامعة «يال»، وصديقتها إريكا سباتز؛ طبيبة القلب، ذكرت الأخيرة أنّها ومجموعة من الأطبّاء يفكّرون في افتتاح عيادة خاصّة لمرضى «كوفيد طويل الأمد» في «يال»، وأنّهم يبحثون عن طبيب باطني لإدارتها.

تأثيرات «كوفيد» المدمرة

ولكنّ المشكلة وفق سباتز هي في العدد، فمنذ الجائحة تلتقي وزملاؤها في قسمي الرئة والأعصاب، بمرضى «كوفيد طويل الأمد» في «يال»، ولكن بشكلٍ متعجل وطارئ، حتّى إنّ بعض الأطبّاء باتوا مغلوبين بعدد المرضى الذين يطلبون المساعدة إلى درجة أنّهم يواجهون صعوبة في تحديد مواعيد وعلاج مرضاهم الذين أتوا بمشكلات أخرى مثل سرطان الرئة، والربو، وأمراض القلب، والخرف. يعيش مرضى «كوفيد طويل الأمد» عامّة في تعاسة منذ زمن؛ لأنّ المرض يؤثّر على الدماغ، والقلب، والرئتين، والأمعاء، والمفاصل – أحياناً في وقتٍ واحد، وأحياناً بشكلٍ متقطّع، وأحياناً بشكلٍ تسلسلي - فيتنقّلون من اختصاصيّ إلى آخر. والمشكلة أن لا أحد منهم قادر على الاستماع لمعاناتهم الكاملة، أو يملك الخبرة لحلّ جميع شكاواهم: الألم غير المحدّد، والإرهاق الدائم، ونتائج الفحوصات المحيّرة، وعلاجات المرّة الواحدة. وقالت ساندرز إنّه «يوجد أشخاص لم يستطيعوا إخبار قصّتهم لأحد سوى للشريك أو الوالدة لسنوات، وهؤلاء هم كابوس كلّ طبيب».

«كوفيد طويل الأمد» يهدد كل النظام الطبي

يغيب عن هذا الجدل 65 مليون شخص حول العالم لا تزال الجائحة بالنسبة إليهم عذاباً يومياً حقيقياً، ولا توجد حتّى اليوم دراسات تقدّم إجابات مؤكدة ووافية عن ماهية «كوفيد طويل الأمد» وكيف يمكن علاجه، لذا؛ فإنّ هؤلاء النّاس بحاجةٍ إلى الوضوح من شخص يكرّس نفسه للاهتمام بهم.

اقترحت سباتز وزملاؤها نموذجاً بديلاً: عيادةٌ يرأسها طبيب باطني يخصّص ساعة كاملة للاستماع لكلّ مريض، على أن يكون مسؤولاً عن وضع خطّة للعلاج، والتواصل باستمرار مع فريق الرعاية الصحية الأولية المهتم بالمريض، وإحالته إلى مختصين عند الحاجة. ولكنّ الفكرة لم تكن باهرة؛ لأنّ العيادة قد لا تحصل على براءة اختراع، ولا أرباح مالية، ولا جوائز.

عندما سمعت ساندرز الفكرة من صديقتها، شعرت بالحماس؛ لأنّ الاستماع إلى المرضى الذين يعانون من مشكلات معقّدة وحلّها هوايتها المفضّلة واهتمامها الأوّل اللذين بُنيت عليهما مهنتها.

تدرّس ساندرز الطبّ الباطني في جامعة «يال»، وتكتب عموداً شهرياً بعنوان «تشخيص» في مجلّة «نيويورك تايمز» كان مصدر إلهام للسلسلة التلفزيونية الشهيرة «هاوس». علاوة على ذلك؛ وضعت الطبيبة كتابين حول التشخيص الطبي، وظهرت في سلسلة وثائقية على منصّة «نتفليكس» بعنوان: «تشخيص» عام 2019.

لغز «كوفيد»

وجدت ساندرز في اقتراح عيادة «كوفيد» ضالّتها التي كانت تبحث عنها.

ولكنّ عملها هناك وضعها في قلب المجهول بالتزامن مع بدء العلماء التوصل إلى بعض الاكتشافات؛ ففي مايو (أيّار) 2022، نشر عالم المناعة أكيكو إواساكي، من جامعة «يال» أيضاً، مع زملائه تقريراً في دورية «نيتشر ميديسين» ضمّ «كوفيد طويل الأمد» إلى عائلة «متلازمة ما بعد العدوى الحادّة (post-acute-infection syndromes)».

وتعاني نسبة صغيرة من الأشخاص الذين اجتازوا الإصابة بفيروسات شائعة (مثل إيبولا، وحمّى الضنك، وشلل الأطفال، والإنفلونزا، وإبشتاين - بار) لسنوات، من عوارض شبيهة بتلك التي يعانيها مرضى «كوفيد طويل الأمد»، كالتعب الشديد، وتشوش الدماغ، وآلام المفاصل، والالتهاب، والدوار، والنوم المتقطّع، واضطرابات المزاج. ينطبق الأمر نفسه على الذين أصيبوا بطفيلية «الجياردية (giardia)».

ويشير تقرير إواساكي إلى أنّ هذه العوارض ليست حقيقية فحسب؛ بل إمراضية أيضاً؛ لأنّ شكل نشاطها في الجسم والسبب وراءها والآليات التي تدعمها على المستوى الخلوي متشابهة. وإذا استطاع العلماء التوصّل إلى سبب تحوّل الأمراض المعدية الشائعة إلى أمراض مزمنة لدى أشخاص دون غيرهم، فقد يتمكّنون من تطوير علاجات تستهدف الأسباب الرئيسية بدلاً من العوارض. وعدّ إواساكي أنّ «كوفيد طويل الأمد» يقدّم للعلم فرصةً لوضع تعريف لنشأة المرض المزمن الذي يلي العدوى، وبالتالي مساعدة ملايين النّاس.

يلتقي التقرير المنشور في دورية «نيتشر ميديسين» مع اهتمام ساندرز بالحالات المجهولة؛ فقد أوضحت الطبيبة الباطنية أنّ «أشخاصاً كثراً يعانون من أمراض لا نملك أسماء لها، وبالطبع لا توجد فحوصات لها».

صعوبة تعريف المرض الطويل

ولكنّ حتّى ساندرز نفسها لم تكن مستعدّة للعمل في ظروف شحّ المعلومات التي يملكها العلماء والأطبّاء عن «كوفيد طويل الأمد»؛ إذ لا يوجد اختبار دم للمرض، ويعجز المسؤولون الصحيون حتّى اليوم عن تعريفه، وتصفه «مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها» بـ«العلامات والعوارض والحالات التي تستمرّ بعض الإصابة بعدوى (كوفيد19) حادّة».

ويشير تعريف «مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها» إلى أنّ المرضى يعانون من «كوفيد طويل الأمد» إذا استمرّت العوارض لأربعة أسابيع على الأقلّ بعد العدوى الأصلية.

من جهتها، تعتمد منظّمة الصحة العالمية التعريف نفسه، ولكن بإطار زمني مختلف، حيث إنّها تعدّ مريض «كوفيد طويل الأمد» هو من تبدأ عوارضه أو تستمر بعد 3 أشهر من الإصابة الأصلية. تعدّ ساندرز أنّ هذا الفرق مهمّ؛ لأنّها تريد تعريف المرضى الذين يعانون فعلاً من «كوفيد طويل الأمد»، وليس أولئك الذين يحتاجون إلى وقتٍ أطول للتعافي من مرضهم الأصلي، ولهذا السبب، تستخدم تعريف منظّمة الصحة العالمية في العيادة.

راكم «كوفيد طويل الأمد» ما يشبه موسوعة من العوارض؛ إذ تصف ورقةٌ بحثية نشرها موقع «إي كلينيكال ميديسين» أكثر من 200 عارض مختلف للمرض.

عندما يتكلّم المرضى عن حالهم في الآونة الأخيرة، يبدو عليهم كأن الشياطين تسكنهم. فقد قالت ساندرز إنّ واحدة من مرضاها تستطيع في أيّام؛ السير 700 خطوة من سيّارتها إلى باب مكتبها، وأحياناً لا تستطيع، وإن مريضاً آخر تحوّل طنين أذنيه المزعج إلى صمم. وتشرح الطبيبة الباطنية أنّ «النّاس يأتون بعوارض غريبة، كالارتجاف الداخلي، ويقولون إنّ داخلهم يرتعش. هذا الأمر لا ينطبق على شخصٍ واحد، بل على كثيرين».

تقف أسباب عدّة خلف الأعراض الأكثر شيوعاً لـ«كوفيد طويل الأمد»... على سبيل المثال، يشير التشوش الدماغي إلى فشل الذاكرة والإدراك وفقدان القدرة على التركيز. قد يعود هذا الأمر في جزءٍ منه إلى «متلازمة التعب المزمن»، التي تتشارك كثيراً من العوارض مع أمراض الباع الطويل مثل «كوفيد». وقد يكون العارض ناتجاً عن مرض آخر مثل فقر الدم المنجلي، أو السكري، أو ألزهايمر، أو ربّما تأثيرٍ جانبي لأحد الأدوية، أو ربّما للتقدّم في السن، أو انقطاع الطمث، أو التوتّر، أو حتّى نقص النوم.

علاوةً على ذلك، أصبح مصطلح «متلازمة التعب المزمن» شائعاً لوصف إرهاق العمل، وإرهاق الجائحة، والملل، والشعور بعدم الرضا، أو حتّى وصف تأثير السهر لوقتٍ متأخّر.

تعتمد ساندرز اليوم، وأكثر من أيّ وقتٍ مضى، على التفاصيل التي يقدّمها المرضى لوضع تشخيصها؛ أي إنّ الأمر أشبه بعملية حذف وتخفيض، ولهذا السبب «تعلّمت أن تصمت وتنصت».

أسباب «كوفيد طويل الأمد»

يتحوّل «كوفيد19» إلى «كوفيد طويل الأمد» لدى نحو 10 في المائة من الحالات، ولا يزال العلماء يجهلون السبب. ترجّح الأدلّة المتنامية أنّ الفيروس، أو جزءاً منه، يبقى في «خزانات» في أنسجة الأعضاء لوقتٍ طويل، مما يعني أنّ الفيروس نفسه قد يكون السبب خلف العوارض، أو أنّه يحفّز استجابة مناعية ذاتية كما يفعل فيروس «إبشتاين - بار».

ويعتقد العلماء أيضاً أنّ «كوفيد19» قد يعمد إلى تنشيط فيروسات أخرى نائمة لعقود في الجسم ويوقظها للتسبّب في العوارض. وقد يكون السبب في بعض الالتهابات. فقد كشف إواساكي عن أنّ «فئران التجارب في المختبر التي عانت من إصابة طفيفة بـ(كوفيد19) أصيبت أيضاً بالتهاب طفيف في الرئتين تزامن مع ضرر كبير في الدماغ».

وقد لا تكون الأسباب أو المحفّزات النظرية حصرية؛ بل متسلسلة ومتضاربة وحتّى فردية؛ لأنّ «كوفيد طويل الأمد» قد يعبّر عن نفسه بطريقة مختلفة وفق بيئة كلّ مضيف. ولكن حتّى ينجح الباحثون في تطوير علاجات مستهدفة، فعلى ساندرز أن تكتشف وتكتب وصفات وتقترح حلولاً غير معقّدة وموجودة.

تتشارك العيادة حالياً مقرّها مع فريق معالجة الجروح في «يال»؛ أي إنّ مرضاها يتشاركون غرفة الانتظار مع أشخاص يتعافون من الإصابات، ولكن من المفترض أن تنتقل إلى مكان جديد أكبر في أكتوبر (تشرين الأوّل) المقبل.

* مجلّة «نيويورك ماغازين» - «خدمات تريبيون ميديا»


المأكولات النباتية المصنَّعة... تحوُّل «فعال» نحو الاستدامة

استبدال منتجات اللحوم والألبان ببدائل نباتية يقلل من انبعاثات غازات الدفيئة (المعهد الدولي للنظم التطبيقية التحليلة)
استبدال منتجات اللحوم والألبان ببدائل نباتية يقلل من انبعاثات غازات الدفيئة (المعهد الدولي للنظم التطبيقية التحليلة)
TT

المأكولات النباتية المصنَّعة... تحوُّل «فعال» نحو الاستدامة

استبدال منتجات اللحوم والألبان ببدائل نباتية يقلل من انبعاثات غازات الدفيئة (المعهد الدولي للنظم التطبيقية التحليلة)
استبدال منتجات اللحوم والألبان ببدائل نباتية يقلل من انبعاثات غازات الدفيئة (المعهد الدولي للنظم التطبيقية التحليلة)

يمكن للبدائل الغذائية النباتية أن تدعم عمليات التحول نحو الاستدامة العالمية، عبر الحد من الانبعاثات الكربونية وإيقاف تدهور الغابات وتعزيز التنوع البيولوجي. فوفق نتائج دراسة جديدة، فإن استبدال 50 في المائة من بدائل نباتية بمنتجات اللحوم والألبان بحلول عام 2050 يمكن أن يقلل من انبعاثات غازات الدفيئة المرتبطة بالزراعة واستخدام الأراضي بنسبة 31 في المائة، كما يمكن أن يوقف تدهور الغابات والأراضي الطبيعية.

بدائل لمنتجات اللحوم

بحثت الدراسة الأمن الغذائي العالمي والآثار البيئية لاستهلاك «اللحوم والألبان النباتية» على نطاق واسع، من خلال تحالف دولي ضم عدة جهات بحثية وإحدى الشركات التي تعمل على تطوير بدائل نباتية لمنتجات اللحوم، إلا أنه كانت هناك سيطرة كاملة للفريق العلمي للدراسة على عملية صنع القرار. ووفق النتائج المنشورة بدورية «نيتشر كومينيكيشن»، في 12 سبتمبر (أيلول)، يمكن أن تتحقق فوائد إضافية للمناخ والتنوع البيولوجي من إعادة تشجير الأراضي المخصصة للإنتاج الحيواني، والتي تم الاستغناء عنها بعد استبدال بدائل نباتية باللحوم ومنتجات الألبان.

تقول الباحثة الرئيسية للدراسة، مارتا كوزيكا، من برنامج التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية التابع للمعهد الدولي للنظم التطبيقية التحليلية إن «فهم آثار التحولات الغذائية يوسّع خياراتنا للحد من انبعاثات غازات الدفيئة، كما أن تغيير الأنظمة الغذائية يمكن أن يؤدي إلى تحسينات هائلة في التنوع البيولوجي».

وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «اللحوم النباتية ليست مجرد منتج غذائي جديد، لكنها فرصة حاسمة لتحقيق أهداف الأمن الغذائي والمناخ مع تحقيق أهداف الصحة والتنوع البيولوجي في جميع أنحاء العالم».

بدوره، يرى الدكتور طارق قابيل، خبير النظم البيئية، وعضو هيئة التدريس بقسم التقنية الحيوية في كلية العلوم، جامعة القاهرة، أن نتائج الدراسة «مهمة للغاية، خصوصاً أن استبدال البدائل النباتية باللحوم ومنتجات الألبان يمكن أن يحسّن الأمن الغذائي العالمي، فإنتاج اللحوم ومنتجات الألبان أمر مكلّف للغاية من حيث الموارد، ويسهم في زيادة معدلات الجوع وسوء التغذية في الكثير من البلدان».

وقال قابيل لـ«الشرق الأوسط»: «يحتاج إنتاج اللحوم ومنتجات الألبان إلى الكثير من الأراضي، وغالباً ما يتم الحصول على هذه الأراضي من خلال قطع الأشجار، مما يؤدي إلى تدهور الغابات، وبالتالي فقدان الموائل الطبيعية للنباتات والحيوانات».

طوَّر المشاركون في الدراسة سيناريوهات للتغيرات الغذائية بناءً على وصفات نباتية للحوم البقر والدجاج والحليب. وتم تصميم الوصفات لتكون مكافئة من الناحية الغذائية لمنتجات البروتين الأصلية المشتقة من الحيوان.

خفض الانبعاثات

ووجد الباحثون أن سيناريو الإحلال بنسبة 50 في المائة من شأنه أن يقلل بشكل كبير من التأثيرات المتزايدة للنظم الغذائية على البيئة الطبيعية بحلول عام 2050 مقارنةً بالسيناريو المرجعي. ومن دون احتساب أي احتجاز للكربون في الأراضي التي تم إنقاذها، يمكن أن تنخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بمقدار 2.1 غيغاطن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنوياً (31 في المائة) في عام 2050، كما تنخفض معدلات نقص التغذية على مستوى العالم إلى 3.6 في المائة، مقارنةً بنسبة 3.8 في المائة في السيناريو المرجعي (أي بما يعادل 31 مليون شخص).

ومن الممكن تحقيق الفائدة البيئية الكاملة المترتبة على التحولات في النظام الغذائي إذا تمت استعادة الأراضي الزراعية التي تم إنقاذها من إنتاج الماشية والأعلاف من خلال التشجير الذي يراعي التنوع البيولوجي. ومن شأن استعادة النظم الإيكولوجية للغابات أن تؤدي إلى تحسين التنوع البيولوجي. ومن شأن سيناريو 50 في المائة أن يقلل من الانخفاض المتوقَّع في سلامة النظام البيئي بأكثر من النصف، في حين أن سيناريو 90 في المائة يمكن أن يعكس تماماً عملية فقدان التنوع البيولوجي بين عامي 2030 و2040.

ويلفت بيتر هافليك، مدير برنامج التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية التابع للمعهد الدولي للنظم التطبيقية التحليلية، النظر إلى أنه «في حين أن التحولات الغذائية التي تم تحليلها تعمل كعامل تمكين قوي لتحقيق أهداف المناخ والتنوع البيولوجي، فإنها يجب أن تكون مصحوبة بسياسات إنتاجية مستهدفة لتحقيق إمكاناتها الكاملة». وأوضح أنه «بخلاف ذلك، سيتم فقدان هذه الفوائد جزئياً بسبب توسيع الإنتاج وما ينتج عن ذلك من خسائر في غازات الدفيئة وكفاءة استخدام الأراضي».

وهو ما علّقت عليه كوزيكا: «يجب تطبيق السياسات التي من شأنها أن تشجع على زيادة استهلاك البدائل النباتية بدلاً من الأغذية ذات المصدر الحيواني، من خلال التثقيف المباشر للمستهلك، أو تسعير المواد الغذائية، أو الإعلانات، وتوفير المعلومات حول الفوائد المحتملة للتغيير الغذائي».

من جهته شدد قابيل على أنه لكي تتمكن الدول من دمج هذا التحول ضمن أولوياتها، يجب أن تُتخذ مجموعة من السياسات، بما في ذلك تشجيع الناس على تناول المزيد من الأطعمة النباتية، وتوفيرها بأسعار معقولة. والاستثمار في البحث والتطوير، ما يسهم في تحسين جودة وتنوع الأطعمة النباتية، وجعلها أقل تكلفة».


تلسكوب راديوي جديد لدعم بعثات الفضاء السحيق الصينية

تلسكوب راديوي جديد لدعم بعثات الفضاء السحيق الصينية
TT

تلسكوب راديوي جديد لدعم بعثات الفضاء السحيق الصينية

تلسكوب راديوي جديد لدعم بعثات الفضاء السحيق الصينية

شرعت الصين أخيرا في بناء تلسكوب راديوي بفتحة يبلغ قطرها 40 مترا، وذلك في شيقاتسه بمنطقة التبت ذاتية الحكم جنوب غربي البلاد، لتقديم الدعم الفني لمهام مسابيرها إلى القمر والفضاء السحيق في المستقبل.

وسيتم ربط التلسكوب، الذي يطوره مرصد شانغهاي الفلكي التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، بشبكة للقياس التداخلي المديد القاعدة في الصين، وذلك وفق ما ذكرت وكالة أنباء «شينخوا» الصينية، اليوم (الأحد).

والقياس التداخلي المديد القاعدة هو تقنية تقيس الفارق الزمني بين الوصول إلى هوائيات متعددة على الأرض، وبالتالي محاكاة تلسكوب افتراضي بحجم يساوي أقصى فاصل بين التلسكوبات.

وتضم شبكة القياس التداخلي المديد القاعدة الحالية في الصين أربعة مراصد منتشرة في مناطق متفرقة في أنحاء البلاد، حيث تقع تلك المراصد في بكين وشانغهاي وأورومتشي وكونمينغ.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال شن تشي تشيانغ مدير مرصد شانغهاي الفلكي «إن إضافة التلسكوب شيقاتسه، بالإضافة إلى تلسكوب آخر سيتم بناؤه شمال شرقي الصين، سيعزز بشكل فعال قدرة الشبكة على المراقبة»، مضيفا «سيكون قادرا على إجراء قياسات دقيقة لمركبتين فضائيتين في آن واحد».

جدير بالذكر، أن التلسكوب الجاري إنشاؤه عبارة عن تلسكوب راديوي كبير متنقل بالكامل وعالي الدقة ومتعدد الأغراض.

وفي هذا الاطار، توفر محطة شيقاتسه، الواقعة على ارتفاع يبلغ حوالى 4100 متر، بيئة مراقبة ممتازة للتلسكوب.

ويؤكد شن أنه «من المتوقع أيضا أن يسهل هذا التلسكوب المزيد من الاكتشافات العلمية في مجالات الثقوب السوداء الهائلة وديناميات مجرتنا».


عالِم يتهم مجلة «نيتشر» بالتحيز في دراسات المناخ

أعداد لمجلة «نيتشر» (أرشيفية)
أعداد لمجلة «نيتشر» (أرشيفية)
TT

عالِم يتهم مجلة «نيتشر» بالتحيز في دراسات المناخ

أعداد لمجلة «نيتشر» (أرشيفية)
أعداد لمجلة «نيتشر» (أرشيفية)

اتهم خبير أميركي مجلة «نيتشر» العلمية البارزة بتفضيل الدراسات التي تركّز على «رواية» مناخية واحدة، مؤكداً أنه أجرى دراسة تناول فيها جانباً واحداً من الموضوع من دون إعلام المشاركين في إعداد هذا العمل البحثي، ما أثار سخط زملائه.

وقال باتريك براون في مقال عبر موقع «ذي فري برس» نُشر في الخامس من سبتمبر (أيلول): «لم أقل الحقيقة كاملة كي تنشر المجلة دراستي المتمحورة على التغير المناخي».

وأوضح كيف ركّز عمداً في دراسة عن حرائق الغابات، على دور ظاهرة الاحترار المناخي في زيادة مخاطر الحرائق، وأغفل التطرق إلى دور عوامل محتملة أخرى كإدارة الأراضي. وقال: «نُشرت دراستي في مجلة (نيتشر)؛ لأنني ركّزت على جانب واحد كنت أعلم أنه سيروق رؤساء التحرير».

وسارعت وسائل إعلام أميركية وبريطانية معروفة باهتمامها بنظريات مشككة في تغير المناخ، إلى الإضاءة على اتهاماته.

لا أدلة كافية

وتطرقت وكالة الصحافة الفرنسية إلى الدراسة عبر خبر نُشر في 31 أغسطس (آب) بعنوان «التغير المناخي يزيد بنسبة 25 في المائة خطر حرائق الغابات الشديدة». وهذه النتيجة ليست في حد ذاتها موضع شك في ما يخص التلاعب بها، لكن يؤخذ على الباحث باتريك براون رغبته المتعمّدة في عدم التطرق إلى التأثير الكمّي لعوامل محتملة أخرى، بهدف إثبات التهمة التي يوجهها إلى مجلة «نيتشر»، في خيانة لثقة المشاركين في إعداد الدراسة إلى جانبه.

وفي حديث إلى وكالة الصحافة الفرنسية، أبدى أحدهم هو ستيفن ديفيس من جامعة كاليفورنيا، استغراباً كبيراً. وقال: «ربما اتخذ باتريك قرارات يعتقد أنها ستزيد من احتمال نشر دراسته، لكننا لا نُدرك ما إذا كانت المجلة سترفض أم لا نشر الدراسة في ما لو قُدّمت بصيغة أخرى»، مضيفاً: «لا أعتقد أن لديه أدلة كافية لدعم ادعاءاته بأن رؤساء التحرير واللجان المعنية بقراءة الدراسات متحيزون».

ودافعت رئيسة تحرير مجلة «نيتشر» ماغدالينا سكيبر، من جانبها، عن عملية مراجعة الدراسة من المتخصصين في المجلة، إذ سأل المحررون الباحث عن عوامل أخرى في عمله البحثي. وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية: «كنا مقتنعين بأنّ المقال الذي يركز على هذا الموضوع قيّم للأوساط العلمية، وذلك بفضل القياس الكمي» لتأثير المناخ.

وأشارت إلى أنّ 3 دراسات نُشرت حديثاً في «نيتشر» تتمحور على موجات الحر البحرية، وانبعاثات الكربون في منطقة الأمازون والحرائق، تطرّقت إلى عوامل أخرى غير الاحترار المناخي.

أخلاقيات مشكوك بها

وبراون الذي لم يردّ بعدما حاولت وكالة الصحافة الفرنسية التواصل معه، هو مسؤول في معهد «بريكثرو» المتخصص في الدراسات التي تتمحور على الحلول التكنولوجية للمشكلات البيئية.

ورأى إيفان أورانسكي، وهو المؤسس المشارك لموقع «ريتراكشن ووتش» الذي يراقب عمليات سحب المقالات الأكاديمية، أنّ أسلوب براون «أشبه بمكيدة... تعكس أخلاقيات مشكوكاً فيها».

وقال أورانسكي الذي يتحدث باستمرار عن مشكلات مرتبطة بمراجعة المتخصصين للدراسات في بعض المجلات، عبر وكالة الصحافة الفرنسية: «هل يوضح العلماء وجهات نظرهم ليكونوا أكثر إقناعاً؟ طبعاً. وهل يتعيّن عليهم نشر دراسات لهم لكي يحافظوا على مهنتهم؟ طبعاً».

ورأى أنّ «المشكلة تكمن في أنّ محاولة براون لإثبات فكرته بُنيت على منطق خاطئ، وهو ما سيزيد من قناعة المقتنعين أصلاً بأن العلماء ليسوا دقيقين ولا صادقين، خصوصاً في ما يتعلق بالتغير المناخي».

وكثيراً ما يشتكي العلماء من الضغوط التي يتعرض لها الباحثون الشباب، والتي يُعبَّر عنها بمقولة (النشر أو التهلكة). وتعتمد المنح البحثية والمشاركات الرئيسية على القرارات التي تتخذها المجلات العلمية.

وقال براين نوزيك، وهو عالم نفس ومؤسس مشارك لمركز «أوبن ساينس» الأميركي الذي يعمل على تعزيز الشفافية العلمية: «نفهم أن يشعر المراجعون ورؤساء تحرير المجلات بالقلق إزاء كيفية تلقّي القرّاء لموضوع معقد، خصوصاً ما ينطوي على حساسية سياسية»، مضيفاً: «لكن العلم يكون في أفضل حالاته عندما يستند إلى هذا التعقيد ولا يتيح لروايات آيديولوجية مبسطة تحديد كيفية جمع الأدلة».

وتابع: «من المؤسف لكن ليس مستغرباً، أن يشعر باتريك بأنّ عليه المشاركة في المبالغة بتبسيط بحثه من أجل بناء مسيرة في مجال العلوم»، لكن «على المدى البعيد، لن يقدم هذا الأسلوب إفادة له أو للعلم أو للإنسانية».


غالبية المهنيين يحبّذون توظيف نظم الذكاء الاصطناعي

غالبية المهنيين يحبّذون توظيف نظم الذكاء الاصطناعي
TT

غالبية المهنيين يحبّذون توظيف نظم الذكاء الاصطناعي

غالبية المهنيين يحبّذون توظيف نظم الذكاء الاصطناعي

تظهر لدى المهنيين مشاعر متضاربة عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي في مكان العمل، وفقاً لاستطلاع جديد أجرته منصة «لنكدإن» LinkedIn العملاقة للشبكات المهنية.

نتائج التقرير الرئيسية

وكشف الاستطلاع الذي شمل ما يقرب من 30 ألف مهني متخصص، عن أن الغالبية العظمى منهم متحمسون للإمكانات التي سيجلبها الذكاء الاصطناعي إلى حياتهم العملية. ومع ذلك، في الوقت نفسه، فإنهم قلقون بشأن التكنولوجيا نفسها.

حماس شديد للذكاء الاصطناعي

* 90 في المائة من المهنيين متحمسون لتبني الذكاء الاصطناعي في مكان العمل.

* يعتقد 85 في المائة منهم أن الذكاء الاصطناعي سيساعدهم في تقدمهم الوظيفي.

* يعتقد 45 في المائة منهم أن الذكاء الاصطناعي سيجعل عملهم أسهل. ويعتقد الكثيرون أيضاً أن الذكاء الاصطناعي سيمنحهم المزيد من وقت الفراغ.

وقال 45 في المائة من المشاركين إنهم سيستخدمون أوقات الفراغ المتزايد لتحسين التوازن بين العمل والحياة؛ بينما قال 44 في المائة إنهم سيستخدمونها للتركيز على المهام التي يستمتعون بها أكثر؛ وذكر 39 في المائة أنهم سيستخدمونها لتعلم مهارات جديدة.

أسباب القلق والمخاوف

ومع ذلك، على الرغم من هذه الإثارة والتفاؤل والأمل حول الذكاء الاصطناعي، قال الكثير من المشاركين إن زيادة توظيف الذكاء الاصطناعي في مكان العمل تجعلهم يشعرون بالقلق.

* يعتقد 49 في المائة من المشاركين في الاستطلاع أنهم يجب أن يعرفوا المزيد عن الذكاء الاصطناعي أكثر مما يعرفونه الآن.

* يشعر 39 في المائة منهم بالإرهاق من حجم التغيير الذي يمكن أن يحققه الذكاء الاصطناعي في وظائفهم.

* اعترف 39 في المائة منهم أيضاً بالتظاهر بأنهم يعرفون المزيد عن الذكاء الاصطناعي أمام زملائهم في العمل أكثر مما يعرفونه بالفعل.

خلاصة لأصحاب العمل

إذن، ما الذي يمكن لأصحاب العمل استخلاصه من هذه البيانات؟ من المرجح أن يكون غالبية العاملين لديك متحمسين لتبني الذكاء الاصطناعي في مكان العمل. ومع ذلك، قد يشعر نصفهم تقريباً أن مهاراتهم في الذكاء الاصطناعي أو فهمهم للذكاء الاصطناعي غير كافٍ.

وهذا يعني على الأرجح أن التعليم سيكون أساسياً عند دمج نظم الذكاء الاصطناعي في الشركات والمؤسسات. وأجرت LinkedIn استطلاعها في أغسطس (آب) الماضي بين أكثر من 29 ألف متخصص في جميع أنحاء العالم.

* مجلة «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا»