علماء: نجوم قزمة تتغذى على بقايا العالم القديم الشبيه بالأرض

علماء: نجوم قزمة تتغذى على بقايا العالم القديم الشبيه بالأرض
TT
20

علماء: نجوم قزمة تتغذى على بقايا العالم القديم الشبيه بالأرض

علماء: نجوم قزمة تتغذى على بقايا العالم القديم الشبيه بالأرض

قد لا تنتهي حياة التسلسل الرئيسي لنجم مثل الشمس بمستعر أعظم مثل النجوم الأكثر ضخامة، لكنها لن تكون قضية عادية؛ فعندما ينفد وقود النجم ويصبح غير مستقر فإنه يكبر لحجم هائل للغاية قبل أن ينفجر من مادته الخارجية بينما ينهار القلب إلى قزم أبيض صغير شديد الكثافة.
وبالنسبة للشمس، يمكن أن تمتد تلك المرحلة العملاقة الحمراء المتضخمة إلى المريخ؛ وهي عملية يمكن أن تزعزع استقرار الكواكب وتدمرها.
فلقد رأينا نجومًا قزمة بيضاء لها كواكب، ما يشير إلى أنها تستطيع النجاة من العملية (أو تتشكل بعدها). لكن، على نحو متزايد، اكتشف العلماء أن العديد من الكواكب الخارجية يلتهمها هذا القزم الأبيض، وفق موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص، نقلا عن بيانات للجمعية الفلكية الملكية الدورية.
ووفق الجمعية، يمكن أن يكون «التلوث» الذي تسببه عناصر الكواكب في الغلاف الجوي للنجوم القزمة البيضاء التي تُعرف دراستها باسم علم الكواكب الميتة، هو السبب في ذلك. والآن، اكتشف علماء الفلك أقدم مثال معروف على ذلك؛ يتجلى بكوكب خارج المجموعة الشمسية التهمه قزم أبيض تشكل قبل 10.2 مليار سنة.
يبعد القزم الأبيض حوالى 90 سنة ضوئية عن الأرض، وهو صغير الحجم وخافت بشكل لا يصدق، ولونه أحمر غير عادي أكثر من أي نجم قزم أبيض آخر. وقد تشكل نجم قزم أبيض ثانٍ أزرق بشكل غير عادي قبل 9 مليارات سنة.
كما وجد فريق الدراسة الجديدة أن كلا النجمين يواجهان تلوثًا مستمرًا من خلال غمر حطام الكواكب.
مع ذلك، في حين أن النجم الأحمر (المسمى WD J2147-4035) يمثل أقدم قزم أبيض ملوث تم اكتشافه حتى الآن، من المحتمل أن يكون النجم الأزرق (المسمى WD J1922 + 0233) أكثر إثارة للاهتمام، وفق ما تشير العناصر الموجودة بغلافه الجوي بأنه يأكل كوكبًا يشبه إلى حد بعيد الأرض.
وفي هذا الاطار، يقول عالم الفيزياء الفلكية أبيجيل إلمز بجامعة وارويك بالمملكة المتحدة «عثرنا على أقدم بقايا نجمية بمجرة ​​درب التبانة ملوثة بكواكب شبيهة بالأرض.إنه لأمر مدهش أن نعتقد أن هذا حدث على نطاق 10 مليارات سنة وأن تلك الكواكب ماتت قبل أن تتشكل الأرض»، موضحا «يمكننا تشريح التركيب الكيميائي للغلاف الجوي للنجم من الضوء الناتج عن النجم. حيث لا تنبعث كل الأطوال الموجية بالتساوي؛ فبعضها أقوى وبعضها أضعف. وذلك لأن العناصر يمكنها امتصاص الضوء وإعادة إصداره، ما يؤدي إلى تغيير طيف الضوء الخارج من النجم. وليس من الواضح على الفور العناصر التي تلعب دورًا، لكن العلماء يزدادون خبرة في تحديد ميزات الامتصاص والانبعاث على الطيف المرتبطة بالعناصر».
وعندما حدد مرصد جايا الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية القزمين الأبيضين الملونين بشكل غير عادي، أخضع إلمز وزملاؤه الكرتين الغريبتين لدراسات مختلفة.
ونظرًا لأن النجوم القزمة البيضاء لم تعد تعمل عن طريق اندماج العناصر في قلبها، فإن درجات حرارتها تتناقص ببطء بمعدل معروف؛ وأنه من خلال قياس درجات حرارة النجمين، تمكن الباحثون من قياس المدة التي انقضت منذ تشكلهما من موت نجم شبيه بالشمس. بعد ذلك، أخضع العلماء أطياف النجوم لتحليلات من أجل تحديد تركيبات الغلاف الجوي الخاصة بهما؛ فوجدوا الصوديوم والليثيوم والبوتاسيوم وربما الكربون على النجم الأحمر، فيما وجدوا الصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم على النجم الأزرق.
ولأن الأقزام البيضاء شديدة الجاذبية، فإن العناصر الثقيلة مثل هذه يجب أن تختفي في باطن القزم الأبيض بشكل لا يمكن اكتشافه وبسرعة كبيرة؛ وهذا يشير إلى أن المادة التي تنتج هذه العناصر لا تزال تتساقط على النجوم من سحب الحطام من حولها.
وفي حالة «WD J2147-4035» قرر الفريق أن التلوث ربما كان بقايا نظام كوكبي كان يدور حول النجم قبل موته ونجا من مخاض الموت النجمي، وهو الآن يسقط ببطء على مدى مليارات السنين؛ فمنذ أن تحول النجم إلى قزم أبيض قبل أكثر من 10 مليارات سنة، فإن هذا يجعله أقدم نظام كوكبي معروف في مجرة ​​درب التبانة (على الرغم من تفككه واختفائه).
بالوقت نفسه، فإن الحطام الملوث لـ «WD J1922 + 0233» له تركيبة مماثلة لقشرة الأرض القارية، ما يشير إلى كوكب شبيه بالأرض يدور حول نجم شبيه بالشمس عاش ومات قبل مليارات السنين من تشكل النظام الشمسي؛ إنه مثل السجل الأحفوري للمجرة الذي يمكن أن يخبرنا كيف كانت أنظمة الكواكب بمجرة ​​درب التبانة في الدهور قبل أن يثير هذا الأمر تعجبنا.
من جانبه، يقول عالم الفيزياء الفلكية بيير إيمانويل تريمبلاي بجامعة وارويك «عندما تشكلت هذه النجوم القديمة منذ أكثر من 10 مليارات سنة، كان الكون أقل ثراءً بالمعادن مما هو عليه الآن؛ حيث تشكلت المعادن في النجوم المتطورة والانفجارات النجمية العملاقة. وان القزمين الأبيضين المرصودين يوفران نافذة مثيرة لتكوين الكواكب في بيئة فقيرة بالمعادن وغنية بالغاز كانت مختلفة عن الظروف عندما تشكل النظام الشمسي».


مقالات ذات صلة

تغير المناخ يهدد باصطدام الأقمار الاصطناعية بالحطام الفضائي

يوميات الشرق يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

تغير المناخ يهدد باصطدام الأقمار الاصطناعية بالحطام الفضائي

كشفت دراسة أميركية أن تغير المناخ يؤثر على الفضاء القريب من الأرض بطريقة قد تزيد من خطر اصطدام الأقمار الاصطناعية بالحطام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
علوم استكشاف القمر والعيش عليه قد يكون أسهل مما كنا نعتقد سابقاً (إ.ب.أ)

باحثون: العيش على القمر قد يكون أسهل مما نعتقد

كشفت دراسة جديدة أن استكشاف القمر والعيش عليه قد يكون أسهل مما كنا نعتقد سابقاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ مركبة الفضاء « سبايس إكس ستارشيب» تستعد للإقلاع من منصة الإطلاق في ثامن رحلة تجريبية (ا.ف.ب)

 «سبايس إكس» تفقد الاتصال بـ«صاروخ ستارشيب» العملاق بعيد إطلاقه

أعلنت شركة «سبايس إكس» المملوكة لإيلون ماسك، أنها فقدت الاتصال بالطبقة الثانية من صاروخها الذي أطلق يوم أمس (الخميس) فوق خليج المكسيك في ثامن رحلة تجريبية له.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم لقطة من بث حي لمحاكاة هبوط المركبة «أثينا» على القمر

مسبار قمري يهبط بنجاح على القمر وحالته غير معروفة

هبط مسبار قمري مملوك للقطاع الخاص بالقرب من القطب الجنوبي للقمر، ولكن بعد مرور دقائق لم يتمكن مراقبو الرحلة من تأكيد حالته.

«الشرق الأوسط» (كيب كانافيرال (الولايات المتحدة))
يوميات الشرق علماء في أستراليا يكتشفون أقدم حفرة معروفة في العالم ناجمة عن اصطدام نيزك بالأرض (رويترز)

علماء في أستراليا يعلنون اكتشاف أقدم حفرة معروفة في العالم لاصطدام نيزك بالأرض

أعلن علماء في أستراليا أنهم اكتشفوا أقدم حفرة معروفة في العالم ناجمة عن اصطدام نيزك بالأرض، في حدث قد يُغيّر فهم أصول الحياة والأرض.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

السعودية أنموذجاً عالمياً في إدارة الموارد المائية

الدكتور عبد العزيز الشيباني خلال افتتاح الورشة التحضيرية في الرياض (الشرق الأوسط)
الدكتور عبد العزيز الشيباني خلال افتتاح الورشة التحضيرية في الرياض (الشرق الأوسط)
TT
20

السعودية أنموذجاً عالمياً في إدارة الموارد المائية

الدكتور عبد العزيز الشيباني خلال افتتاح الورشة التحضيرية في الرياض (الشرق الأوسط)
الدكتور عبد العزيز الشيباني خلال افتتاح الورشة التحضيرية في الرياض (الشرق الأوسط)

اختارت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية (UN - Water) السعودية أنموذجاً عالمياً رائداً في تحقيق مؤشر الإدارة المتكاملة لموارد المياه (6 - 5 - 1) ضمن الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة (SDG 6)، وذلك نظير التقدم الذي تحرزه البلاد في هذا المجال.

جاء ذلك خلال ورشة تحضيرية لدراسة تجربة السعودية في نجاحها لتسريع تحقيق الإدارة المتكاملة للموارد المائية، ضمن الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة في المملكة، التي افتتحها الدكتور عبد العزيز الشيباني، وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للمياه، وجمعت في الرياض 40 مشاركاً من القطاعين الحكومي والخاص، والمنظمات الدولية ذات العلاقة، والمجتمع المدني، والأوساط الأكاديمي.

وعدّ الشيباني هذا الاختيار إشادة دولية بالتقدم الذي أحرزته السعودية في ذلك، بما يتماشى مع «رؤية المملكة 2030» و«الاستراتيجية الوطنية للمياه»، خصوصاً في مجال الإدارة المتكاملة لتلك الموارد.

وتعمل اللجنة الأممية على إعداد دراسة حالة نجاح السعودية لتوثيق تجربتها، ومشاركتها مع الدول الأخرى، للاستفادة من نهج المملكة في هذا الشأن، وتشجيع استمرار الجهود عالمياً لتحقيق الهدف السادس.

جانب من الورشة التحضيرية التي عقدت في الرياض (واس)
جانب من الورشة التحضيرية التي عقدت في الرياض (واس)

وأكد أن الورشة ناقشت النتائج الأولية والرسائل الرئيسة لدراسة الحالة التي تعدّها اللجنة حول السعودية، بما يمكن من استثمار حالات النجاح وممارساتها الرصينة لإدارة المياه، والاستفادة منها عالمياً، ما يسرع بتحقيق المستهدف السادس الذي بحسب المؤشر على المستوى العالمي يشهد تباطؤاً في الوصول لأهدافه بحلول 2030.

وأشار وكيل الوزارة إلى أن دراسة حالة النجاح تعتمد نهجاً شاملاً يعكس الروابط بين مختلف القطاعات، مثل البيئة، والزراعة، والطاقة، والصحة، ما يساعد على تحديد الفرص وتعزيز التكامل بين هذه المجالات، خصوصاً في مجال خلق البيئة الممكنة لإدارة فاعلة للمياه، بما في ذلك إشراك القطاع الخاص.

ويأتي اختيار الدول المشمولة بالدراسات بناءً على البيانات التي توفرها وكالات الأمم المتحدة المختصة، ويتم إطلاق تقارير دراسات الحالة خلال الحدث السنوي الخاص بالهدف السادس، ضمن المنتدى السياسي رفيع المستوى للأمم المتحدة، الذي يُعقد في نيويورك خلال شهر يوليو (تموز) من كل عام.

يُشار إلى أن لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية هي تنسيقية تابعة للأمم المتحدة، تضم 36 كياناً أممياً (أعضاء) و48 منظمة دولية أخرى (شركاء)، تعمل في مجالات المياه والصرف الصحي، وتهدف إلى ضمان استجابة منسقة وفعّالة للتحديات العالمية المتعلقة بالمياه.