وزير المالية البريطاني «مضطر» لرفع الضرائب تجنبا للركود

وزير المالية البريطاني جيريمي هانت خارج مقر الحكومة في داونينغ ستريت (رويترز)
وزير المالية البريطاني جيريمي هانت خارج مقر الحكومة في داونينغ ستريت (رويترز)
TT

وزير المالية البريطاني «مضطر» لرفع الضرائب تجنبا للركود

وزير المالية البريطاني جيريمي هانت خارج مقر الحكومة في داونينغ ستريت (رويترز)
وزير المالية البريطاني جيريمي هانت خارج مقر الحكومة في داونينغ ستريت (رويترز)

قال وزير المالية البريطاني جيريمي هانت، اليوم (السبت)، إنه سيضطر لرفع الضرائب في خطة الميزانية هذا الأسبوع من أجل إصلاح المالية العامة، وتخفيف ركود طويل محتمل.
ويحاول هانت استعادة مصداقية بريطانيا بين المستثمرين في أول خطة ميزانية منذ أن حل ريشي سوناك محل ليز تراس رئيساً للوزراء الشهر الماضي، مع تعهد بالتراجع عن أخطائها في السياسة الاقتصادية، على رأسها سلسلة من التخفيضات الضريبية غير الممولة.
وأدت «ميزانية مصغرة» لتراس في سبتمبر (أيلول) إلى ركود في سوق السندات أدى إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض، وأجبرها في النهاية على الاستقالة.
وقال هانت في مقابلة مع «صنداي تايمز»، «ستكون هذه لحظة اختيار كبيرة للبلاد وسنضع الناس في مقدمة الآيديولوجية».
بالإضافة إلى إجراء تخفيضات أكبر في الإنفاق، يحاول هانت وسوناك إعداد حزب المحافظين للزيادات الضريبية التي يمكن أن تعيد إشعال التوترات في الحزب التي أجبرت تراس على الاستقالة، وسمحت لسوناك بأن يصبح رابع رئيس وزراء بريطاني من حزب المحافظين منذ عام 2016.
وقالت الصحيفة إن هانت يخطط لسد فجوة تبلغ 55 مليار جنيه إسترليني (65.1 مليار دولار) في الميزانية البريطانية من خلال تجميد حدود وزيادات ضريبة الدخل والتأمين العام وضريبة الميراث والمعاشات لمدة عامين آخرين.
وذكرت الصحيفة أنه يعتزم أيضاً خفض الإعفاء الضريبي لضريبة الأرباح الرأسمالية إلى النصف، وخفض حدود دفع المعدل الإضافي لضريبة الدخل من 150 ألف جنيه إلى 125 ألف جنيه سنوياً.
وقال هانت، «ما يمكنني أن أتعهد به للناس هو أنني سأكون صادقاً بشأن حجم المشكلة، وأن أكون منصفاً في الطريقة التي أعالج بها تلك المشكلات، ونعم، هذا يعني أن الأشخاص ذوي الدخول الأكبر سيتحملون العبء الأكبر».
وستشمل خطة الميزانية يوم الخميس توقعات مماثلة لتلك الخاصة ببنك إنجلترا الذي حذر في وقت سابق من هذا الشهر من مواجهة البلاد ركوداً طويلاً في المستقبل.
وقال هانت في المقابلة، «أعتقد أنه أمر محتمل جداً... السؤال ليس فعلاً ما إذا كنا في حالة ركود ولكن ما يمكننا القيام به لجعله أقصر وأقل عمقاً». وأضاف أنه سيسعى إلى العمل بالتعاون مع بنك إنجلترا للسيطرة على التضخم والارتفاع العالمي في أسعار الفائدة، وهو ما يزيد الضغوط على الاقتصاد البريطاني. مبينا «أول شيء يمكنني فعله هو مساعدة بنك إنجلترا على خفض التضخم». وتابع، أنه يريد منح الثقة للشركات والأسر للاستثمار والإنفاق. مؤكدا «لو استطعت منحهم الثقة بأن لدينا خطة لمعالجة التضخم ولإعادة الاستقرار إلى الاقتصاد فسيكون ذلك بمثابة إنجاز».
وقالت الصحيفة إن من المرجح ألا يلتزم هانت سوى بعشرين مليار جنيه إسترليني فقط لتمديد الحد الأقصى لفواتير الطاقة الحكومية لستة أشهر أخرى بعد أبريل (نيسان)، وهو ثلث تكلفته المقدرة بستين مليار جنيه في الأشهر الستة الأولى، ما يعني أنه من المرجح أن ترتفع الفواتير.
وأوضحت الصحيفة أن هانت يدرس أيضاً تقديم حزمة دعم بمليارات الجنيهات لحماية أرباب المعاشات، الذين يحصلون على إعانات بطالة من ارتفاع فواتير الكهرباء.
(الدولار = 0.8450 جنيه إسترليني)



«بنك اليابان» يشير إلى احتمال قريب لرفع الفائدة

صورة جوية من العاصمة اليابانية طوكيو ويظهر في الخلفية جبل فوجي الشهير (أ.ف.ب)
صورة جوية من العاصمة اليابانية طوكيو ويظهر في الخلفية جبل فوجي الشهير (أ.ف.ب)
TT

«بنك اليابان» يشير إلى احتمال قريب لرفع الفائدة

صورة جوية من العاصمة اليابانية طوكيو ويظهر في الخلفية جبل فوجي الشهير (أ.ف.ب)
صورة جوية من العاصمة اليابانية طوكيو ويظهر في الخلفية جبل فوجي الشهير (أ.ف.ب)

قال بنك اليابان المركزي إن زيادات الأجور تتسع في اليابان؛ حيث جعل النقص في العمالة الشركات أكثر وعياً بالحاجة إلى الاستمرار في رفع الأجور، ما يشير إلى أن الظروف المواتية لرفع أسعار الفائدة في الأمد القريب مستمرة في الظهور.

وقال بنك اليابان، يوم الخميس، إن بعض الشركات تدرس بالفعل مدى قدرتها على زيادة الأجور هذا العام، مما يشير إلى ثقة متزايدة باستمرار زيادات الأجور الضخمة التي شهدناها العام الماضي.

وأكد البنك مراراً أن زيادات الأجور المستدامة والواسعة النطاق شرط أساسي لرفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل من 0.25 في المائة الحالية، وهي الخطوة التي راهن بعض المحللين على أنها قد تأتي في وقت مبكر من اجتماع وضع السياسات في وقت لاحق من هذا الشهر.

وقال كازوشيجي كامياما، مدير فرع بنك اليابان في أوساكا، في إفادة صحافية: «بدلاً من اتباع نهج الانتظار والترقّب، تعلن المزيد من الشركات عن نيتها زيادة الأجور في وقت مبكر أكثر من الماضي... الحاجة إلى زيادة الأجور مشتركة على نطاق أوسع بين الشركات الصغيرة. ويمكننا أن نتوقع مكاسب قوية في الأجور هذا العام».

وفي بيان حول صحة الاقتصادات الإقليمية، أضاف البنك المركزي أن العديد من مناطق اليابان شهدت زيادات واسعة النطاق في الأسعار من قبل الشركات التي تسعى إلى دفع أجور أعلى.

وقال بنك اليابان إن بعض الشركات لم تحسم أمرها بعد بشأن حجم الزيادة في الأجور أو كانت حذرة من رفع الأجور، بينما كانت شركات أخرى تناقش بالفعل تفاصيل وتيرة رفع أسعار الفائدة.

وأضاف البنك المركزي، في البيان الذي صدر بعد اجتماعه ربع السنوي لمديري الفروع، يوم الخميس: «في المجمل، كانت هناك العديد من التقارير التي تقول إن مجموعة واسعة من الشركات ترى الحاجة إلى الاستمرار في رفع الأجور».

وتعد هذه النتائج من بين العوامل التي سيفحصها بنك اليابان في اجتماعه المقبل لوضع السياسات في 23 و24 يناير (كانون الثاني) الحالي، عندما يناقش المجلس ما إذا كان الاقتصاد يتعزز بما يكفي لتبرير رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر.

وقال أكيرا أوتاني، كبير خبراء الاقتصاد السابق في البنك المركزي، الذي يشغل حالياً منصب المدير الإداري في «غولدمان ساكس اليابان»: «أظهرت نتائج اجتماع مديري الفروع أن التطورات الاقتصادية والأسعار تسير بما يتماشى مع توقعات بنك اليابان. وتدعم المناقشات وجهة نظرنا بأن بنك اليابان سيرفع أسعار الفائدة في يناير».

كما أوضح بنك اليابان، يوم الخميس، أنه رفع تقييمه الاقتصادي لاثنتين من المناطق التسع في اليابان وأبقى على وجهة نظره بشأن المناطق المتبقية، قائلاً إنها تنتعش أو تتعافى بشكل معتدل. لكن المخاوف بشأن تباطؤ الطلب العالمي وعدم اليقين بشأن سياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ألقت بظلالها على آفاق الاقتصاد الياباني المعتمد على التصدير. ونقلت «رويترز» عن أحد المسؤولين قوله: «نراقب التطورات بعناية، حيث قد نواجه مخاطر سلبية اعتماداً على السياسة التجارية الأميركية الجديدة».

وأنهى بنك اليابان أسعار الفائدة السلبية في مارس (آذار)، ورفع هدفه لسعر الفائدة في الأمد القريب إلى 0.25 في المائة في يوليو (تموز) على أساس أن اليابان تسير على الطريق الصحيح لتلبية هدف التضخم البالغ 2 في المائة بشكل دائم. وتوقع جميع المشاركين في استطلاع أجرته «رويترز» الشهر الماضي أن يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة إلى 0.50 في المائة بحلول نهاية مارس المقبل.

وفي مؤتمر صحافي عُقد بعد قرار بنك اليابان الإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة الشهر الماضي، قال المحافظ كازو أويدا إنه يريد انتظار المزيد من البيانات حول ما إذا كانت زيادات الأجور ستشمل المزيد من الشركات في مفاوضات الأجور هذا العام بين الشركات والنقابات. كما استشهد بعدم اليقين بشأن السياسة الاقتصادية لترمب كسبب لتأجيل رفع الأسعار في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وقال رئيس مجموعة أعمال كبيرة، يوم الثلاثاء، إن الشركات اليابانية الكبيرة من المرجح أن تزيد الأجور بنحو 5 في المائة في المتوسط ​​في عام 2025، وهو نفس العام الماضي. والمفتاح هو ما إذا كانت زيادات الأجور ستصل إلى الشركات الأصغر في المناطق الإقليمية.

وفي إشارة إيجابية، أظهرت بيانات الأجور التي صدرت في وقت سابق من يوم الخميس أن الراتب الأساسي، أو الأجر العادي، ارتفع بنسبة 2.7 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) لتسجل أسرع زيادة منذ عام 1992.