«الثلاثية» الدولية: مباحثات وشيكة بين المدنيين والعسكريين السودانيين

تسلمت ملاحظات العسكر على مشروع الدستور الانتقالي

ممثلو الآلية الأممية الثلاثية مع أطراف سودانية مشاركة في جلسات الحوار بالخرطوم في يونيو الماضي (أ.ف.ب)
ممثلو الآلية الأممية الثلاثية مع أطراف سودانية مشاركة في جلسات الحوار بالخرطوم في يونيو الماضي (أ.ف.ب)
TT

«الثلاثية» الدولية: مباحثات وشيكة بين المدنيين والعسكريين السودانيين

ممثلو الآلية الأممية الثلاثية مع أطراف سودانية مشاركة في جلسات الحوار بالخرطوم في يونيو الماضي (أ.ف.ب)
ممثلو الآلية الأممية الثلاثية مع أطراف سودانية مشاركة في جلسات الحوار بالخرطوم في يونيو الماضي (أ.ف.ب)

كشفت الآلية الدولية الثلاثية التي تيسر العملية السياسية في السودان، عن تسلمها ملاحظات وتعديلات العسكريين على وثيقة «مشروع دستور نقابة المحامين»، وتضمنت قبولاً «مبدئياً» من الجانب العسكري من أجل البناء عليها، وتحقيق توافق يعيد المسار الانتقالي الديمقراطي في البلاد. وتعهدت ببدء محادثات مباشرة وغير مباشرة بين المدنيين والعسكريين لترجمة التفاهمات المتفق عليها إلى إطار اتفاق قابل للتنفيذ، في غضون الأيام القليلة المقبلة.
وتتكون الآلية الثلاثية من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان (يونتامس)، والاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية التنمية في أفريقيا (إيقاد)، وتعمل على تيسير الحوار بين المدنيين والعسكريين السودانيين، لاستعادة الانتقال المدني الديمقراطي الذي أطيح به في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021.
وقالت الآلية الثلاثية في مقال مشترك بين قادة مكوناتها وزعته على الصحافيين ليل الخميس، إن مقترح تعليقات وتعديلات العسكريين على «مسودة الوثيقة الدستورية» المعدة من نقابة المحامين السودانيين، يمكن أن يصل بالعسكريين و«قوى الحرية والتغيير» إلى تفاهمات أساسية، تثمر وثيقة قابلة للتطبيق ومتوافق عليها.
وقدمت اللجنة التسييرية لنقابة المحامين السودانيين مسودة دستور انتقالي، تبناها تحالف المعارضة «الحرية والتغيير» وبعض الحركات المسلحة، إلى جانب قوى أخرى، من بينها «الاتحاد الديمقراطي الأصل»، و«حزب المؤتمر الشعبي» وآخرون، وقبلها قادة المكون العسكري في الجيش وقوات الدعم السريع، ويرفضها حلفاء للحكم العسكري وأنصار نظام الرئيس المعزول عمر البشير الذين عادوا للسلطة بعد 25 أكتوبر.
وأوضحت الآلية أنها عقدت سلسلة اجتماعات مع أصحاب المصلحة المدنيين لإيجاد حل للأزمة السياسية المستمرة منذ أكتوبر العام السابق، وذلك استجابة لمطلب مشترك بين العسكريين والمدنيين لتيسير العملية السياسية، وفقاً لمشروع الدستور الانتقالي المقدم من نقابة المحامين، بهدف الوصول إلى اتفاق سياسي يدشن فترة انتقالية جديدة.
ورأت الآلية أن الفترات الانتقالية تستلزم «التوافق» بين مختلف مكوناتها، وذلك لطبيعتها المؤقتة، وقالت إن محاولة فرض أي طرف لرؤيته أو محاولته احتكار السلطة «خطأ» يؤثر على العملية الانتقالية سلباً، وأضافت: «استدامة المرحلة الانتقالية ونجاحها رهن باستقرارها... وعلى جميع الأطراف الالتزام الكامل بأحكام وروح الاتفاق، الذي يتم التوصل إليه والعمل معاً لحمايته وتنفيذه بينما تعبر البلاد لفترة انتقالية قصيرة».
وحثت الآلية العسكريين على توحيد أنفسهم على موقف موحد يتبنى ويدعم الاتفاق المبرم مع المدنيين، وإلى التزام قيادتهم بعدم التدخل في الشؤون السياسية، وبالمقابل دعت المدنيين إلى عدم رفض مطالب المكون العسكري الانتقالية، «طالما كانت معقولة ومواتية لاستقرار الانتقال».
وحددت الآلية مطالب الطرفين المدني والعسكري، في أن المدنيين يسعون لتشكيل حكومة مدنية كاملة، من رأس دولة ورئيس وزراء مدنيين بصلاحيات كاملة، وذلك يوجب ضمانات مؤسسية وشخصية من القادة العسكريين، بينما يرفض العسكريون تدخل مدنيين غير منتخبين في شؤون الجيش، في الوقت الذي يطالب فيه الشعب بحكومة قادرة على توفير الخدمات ومعالجة الاقتصاد والمجتمع والإعداد للانتخابات.
ورأت الآلية أن مطالب الأطراف كافة يمكن أن تتحقق استناداً على التفاهمات التي تم التوصل إليها، وقالت: «من الممكن تحقيق هذه المطالب كلها بالارتكاز على التفاهمات التي تسلمتها من العسكريين والمدنيين». وأضافت: «تلك التفاهمات يمكن أن تشكل أساساً سليماً للمفاوضات حول المحتوى»، بيد أنها أشارت إلى الحاجة لحل ما سمته «بعض القضايا الرئيسية»، وتتمثل في الأسئلة المتعلقة بالعدالة الانتقالية.
وحبذت الآلية تكوين حكومة انتقالية محدودة بطبيعتها وإطارها الزمني، ضمن «ما هو مقبول من جميع الأطراف»، تفتح الباب أمام الشركاء الدوليين من تقديم المساعدات التنموية للسودان، من أجل تحقيق المزيد من الاستقرار الاقتصادي.
وقالت إنها والمجتمع الدولي سيقدمان الدعم الفني اللازم للحكومة المزمعة، بما يمكنها من الانتقال نحو الديمقراطية، وحذرت من تضييع الوقت بقولها: «الوقت عامل جوهري، ليس لتكوين هذه الحكومة المدنية الجديدة فحسب، بل أيضاً للحفاظ على الزخم اللازم لإتمام المهام الانتقالية والانتقال نحو الشرعية الانتخابية».
وأكدت أن بدء «حوار وطني شامل» يخاطب أسباب النزاعات وقضايا الهوية وعدم المساواة والعلاقة بين المركز والأطراف، يتطلب تسمية رئيس وزراء وحكومة مدنية ملتزمة بإرساء الديمقراطية والسلام، على أساس الكفاءة، وليس على أساس الانتماءات الحزبية أو المحاصصات، وتشكيل مجلس تشريعي انتقالي من طيف واسع تمثل فيه لجان المقاومة والشباب والنساء والمجموعات القاعدية للقيام بوظيفة الرقابة الفعالة.
وأعلنت الآلية أنها ستدعو خلال الأيام القليلة المقبلة إلى محادثات غير مباشرة ومباشرة لترجمة التفاهمات التي تم التوصل إليها في «إطار اتفاق قابل للتنفيذ» من أجل التوصل لتوافق بين أصحاب المصلحة على أساس المسودة المطروحة.
وتوقعت الآلية الدولية عودة المساعدات التنموية والتعاون الدولي المقدمة للسودان، واستعادة المستثمرين لاهتمامهم بالسودان، حال تكوين حكومة متوافق عليها تقوم بكامل مهامها، وأضاف: «خسر السودان والسودانيون الكثير خلال العام الفائت، وقد آن الأوان لاستعادة المسار الصحيح للانتقال نحو تحقيق شعارات الثورة ورغبة المواطنين في سودان مستقر ديمقراطي مزدهر».
يشار إلى أن كلاً من ممثل الأمين العام للأمم المتحدة رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان (يونيتامس) فولكر بيرتيس، وممثل الاتحاد الأفريقي السفير محمد بلعيش، وممثل الهيئة الحكومة للتنمية في أفريقيا (إيقاد) إسماعيل وايس، شاركوا في كتابة المقال.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
TT

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)

استعادت قوات الجيش السوداني، السبت، مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار في جنوب شرقي البلاد، ما يسهل على الجيش السيطرة على كامل الولاية. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، مئات الأشخاص يخرجون إلى الشوارع احتفالاً باستعادة المدينة التي ظلت لأكثر من 5 أشهر تحت سيطرة «قوات الدعم السريع».

وقال مكتب المتحدث الرسمي باسم الجيش، في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إن «القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى دخلت رئاسة الفرقة 17 مشاة بمدينة سنجة». ولم يصدر أي تعليق من «قوات الدعم السريع» التي كانت استولت في مطلع يوليو (حزيران) الماضي، على مقر «الفرقة 17 مشاة» في مدينة سنجة بعد انسحاب قوات الجيش منها دون خوض أي معارك. ونشر الجيش السوداني مقاطع فيديو تظهر عناصره برتب مختلفة أمام مقر الفرقة العسكرية الرئيسة.

بدوره، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام، خالد الأعيسر، عودة مدينة سنجة إلى سيطرة الجيش. وقال في منشور على صفحته في «فيسبوك»، نقلته وكالة أنباء السودان الرسمية، إن «العدالة والمحاسبة مقبلتان وستطولان كل من أسهم في جرائم، وستتم معاقبة المجرمين بما يتناسب مع أفعالهم».

وأضاف أن «الشعب السوداني وقواته على موعد مع تحقيق مزيد من الانتصارات التي ستعيد للبلاد أمنها واستقرارها، وتطهرها من الفتن التي زرعها المتمردون والعملاء ومن يقف خلفهم من دول وأطراف متورطة».

وفي وقت سابق، تحدث شهود عيان عن تقدم لقوات الجيش خلال الأيام الماضية في أكثر من محور صوب المدينة، بعد أن استعادت مدينتي الدندر والسوكي الشهر الماضي، إثر انسحاب «قوات الدعم السريع». وقال سكان في المدينة لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الجيش وعناصر المقاومة الشعبية انتشروا بكثافة في شوارع سنجة، وإنهم فرحون بذلك الانتصار.

مسلّحون من «قوات الدعم السريع» في ولاية سنار بوسط السودان (أرشيفية - مواقع التواصل)

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خاض الجيش معارك ضارية ضد «قوات الدعم السريع»، نجح من خلالها في استعادة السيطرة على منطقة «جبل موية» ذات الموقع الاستراتيجي التي تربط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض. وبفقدان سنجة تكون «قوات الدعم السريع» قد خسرت أكثر من 80 في المائة من سيطرتها على ولاية سنار الاستراتيجية، حيث تتركز بقية قواتها في بعض البلدات الصغيرة.

يذكر أن ولاية سنار المتاخمة لولاية الجزيرة في وسط البلاد، لا تزال تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، التي تسيطر أيضاً على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم ومنطقة غرب دارفور الشاسعة، إضافة إلى جزء كبير من ولاية كردفان في جنوب البلاد.

ووفقاً للأمم المتحدة نزح أكثر من نحو 200 ألف من سكان ولاية سنار بعد اجتياحها من قبل «قوات الدعم السريع».

واندلعت الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في الجيش خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في العاصمة الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى. وأدى الصراع إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد وتسبب في أزمة نزوح ضخمة، كما أشعل موجات من العنف العرقي في أنحاء البلاد.