كييف ترحب بالانسحاب الروسي وقواتها تدخل خيرسون

موسكو قد تنهي {العملية العسكرية الخاصة} في أوكرانيا عبر المفاوضات

احتفالات أوكرانية في ميدان الحرية بوسط خيرسون ترحيباً بجنود وصلوا إلى المكان (رويترز)
احتفالات أوكرانية في ميدان الحرية بوسط خيرسون ترحيباً بجنود وصلوا إلى المكان (رويترز)
TT

كييف ترحب بالانسحاب الروسي وقواتها تدخل خيرسون

احتفالات أوكرانية في ميدان الحرية بوسط خيرسون ترحيباً بجنود وصلوا إلى المكان (رويترز)
احتفالات أوكرانية في ميدان الحرية بوسط خيرسون ترحيباً بجنود وصلوا إلى المكان (رويترز)

رحبت كييف بالانسحاب الروسي من خيرسون، ووصفته بأنه «نصر مهم»، فيما بدأت القوات الأوكرانية، أمس الجمعة، دخول المدينة الاستراتيجية. وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية: «خيرسون تعود إلى السيطرة الأوكرانية. هناك وحدات من القوات الأوكرانية تدخل المدينة». وأعلن مسؤول محلي أوكراني رفع العلم بها، إلا أنه أشار إلى أن جانباً كبيراً من القوات الروسية لم يتمكن من المغادرة. وقال سيرجي خلان، عضو المجلس الإقليمي المعين من أوكرانيا لخيرسون، إن عدداً كبيراً من الجنود الروس غرقوا أثناء محاولتهم الهروب من خيرسون، بينما ارتدى آخرون ملابس مدنية ويحاولون الاختباء. وأضاف أن المدينة أمست تقريباً تحت سيطرة القوات الأوكرانية. ونصح السكان بعدم الخروج من منازلهم بينما تتواصل عمليات البحث عن القوات الروسية المتبقية.
ودعت أوكرانيا الجنود الروس المتبقين إلى «الاستسلام على الفور»، متعهّدة بـ«الحفاظ على حياة وسلامة» الذين يفعلون ذلك. وأضافت الوزارة الأوكرانية: «يقول لكم قادتكم ارتدوا ملابس مدنية وحاولوا الفرار. من الواضح أنكم لن تنجحوا في ذلك». وكتبت على «فيسبوك»: «سيقتل أي جندي روسي يحاول المقاومة. لديكم فرصة واحدة فقط لتجنب الموت: الاستسلام على الفور».
وكان مدوّنون يدعمون الحرب الروسية ذكروا في وقت متأخر، الخميس، أن القوات الروسية تتعرض لنيران كثيفة من جانب القوات الأوكرانية خلال عبور النهر. وقالت الوزارة الروسية إن القوات الأوكرانية قصفت نقاط العبور في نهر دنيبرو خمس مرات خلال الليل بأنظمة صواريخ هيمارس التي زودتها بها الولايات المتحدة. وصرح وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، الخميس، لـ«رويترز» بأن الانسحاب الروسي من خيرسون سيستغرق أسبوعاً على الأقل. وقدّر عدد القوات الروسية في المنطقة بنحو 40 ألفاً، وأشار إلى أن التقارير المخابراتية تظهر أن القوات لا تزال موجودة داخل المدينة وحولها.
ووصفت وزارة الخارجية الأوكرانية الانسحاب من شمال منطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا، المحتلة منذ مطلع مارس (آذار) الماضي، بأنه «نصر مهم»، في انتكاسة قوية أخرى لموسكو بعد قرابة تسعة أشهر من بدء الغزو الروسي للبلاد. وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على «تويتر»: «أوكرانيا تسطر نصراً مهماً آخر في الوقت الحالي، وتثبت أنه مهما تقول روسيا أو تفعل، فأوكرانيا ستنتصر». واكتفت هيئة الأركان العامة الأوكرانية بالقول صباح الجمعة، إن هجومها خلال اليوم «مستمر»، وإن نتائجه ستعلن «لاحقاً».
ورد الكرملين قائلاً إنه لا يعتبر الانسحاب وإعادة نشر القوات على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو أمراً مهيناً. وأعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أمس الجمعة، أن موسكو قد تنهي العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، بعد أن تحقق أهدافها على أرض الواقع، مشيراً إلى أن خيرسون تخضع لروسيا. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: «اليوم عند الساعة الخامسة صباحاً بتوقيت موسكو، استُكمل نقل الجنود الروس إلى الضفة اليسرى من نهر دنيبرو. لم تُترك قطعة واحدة من المعدات العسكرية والأسلحة على الضفة اليمنى». لكن يبدو أن هناك مخطّطاً وراء هذا الانسحاب، إذ أعلن فلاديمير بوتين في نهاية سبتمبر (أيلول)، خلال احتفال في الكرملين ثم في احتفال آخر في الساحة الحمراء ضم أربع مناطق أوكرانية، من بينها خيرسون. كما حذّر الرئيس الروسي من أن روسيا ستدافع «بكل الوسائل» عما تعتبره جزءاً من أراضيها، في تهديد باللجوء إلى السلاح النووي.
وقال بيسكوف للصحافيين: «الصراع في أوكرانيا من وجهة نظرنا، هو «عملية عسكرية خاصة، يمكن إنهاؤها بعد تحقيق أهدافها». وتابع بالقول: «أو تكتمل بتحقيق الأهداف من خلال المفاوضات السلمية، وهو أمر ممكن أيضاً، ولكن كما نعلم، نظراً للموقف الذي اتخذه الجانب الأوكراني فإن المفاوضات السلمية مستحيلة». وأشار بيسكوف إلى أن مقاطعة خيرسون تخضع لروسيا، وهذا الوضع ثابت، « ولا يمكن أن يكون هناك تغيير».
ولم يعلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل علني على الانسحاب، الذي أعلن عنه وزير الدفاع سيرجي شويغو، والجنرال سيرجي سوروفيكين، قائد العمليات في أوكرانيا، في تصريحات متلفزة، مساء الأربعاء. و«خيرسون» هي العاصمة الإقليمية الوحيدة التي سقطت في أيدي القوات الروسية في الغزو المستمر منذ تسعة أشهر، وكانت جزءاً من الأراضي التي ضمها بوتين بشكل غير قانوني في سبتمبر الماضي. وفي ذلك الوقت قال إنها ستبقى روسية إلى الأبد.
وبثت وكالة الأنباء الحكومية «ريا نوفوستي» صوراً لمركبات عسكرية روسية تغادر خيرسون، مشيرة إلى أنها كانت تعبر جسر أنتونوفسكي الممتد فوق نهر دنيبرو. وقال عدد من المراسلين الروس إنه تم تدمير الجسر بعد ذلك من دون توضيح ما إذا كان الجيش الروسي فجّره بالديناميت أم أنه دُمر نتيجة الضربات الأوكرانية. قصفت أوكرانيا هذا الجسر لأسابيع، وهو الوحيد في مدينة خيرسون، من دون تدميره، لتصعّب على القوات الروسية عبوره، وبالتالي قطع خطوط الإمداد الروسية وإجبار موسكو على الانسحاب.
وكانت أوكرانيا حذرة خلال اليومين الماضيين بشأن الانسحاب الروسي خشية أن يكون في الأمر خدعة أو أن يقوم الجيش الروسي بتلغيم المنطقة لتصعّب عودة القوات الأوكرانية.
وواصلت القوات الروسية شن ضربات في أنحاء أوكرانيا. كما استهدفت ضربة ليل الخميس-الجمعة، مدينة ميكولايف في جنوب أوكرانيا، على مسافة مائة كيلومتر من خيرسون. ودُمِّر مبنى سكني من خمسة طوابق تماماً، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل، كما أفاد رئيس الإدارة الإقليمية فيتالي كيم على تليغرام. وشاهد صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية في الموقع مبنى مدمراً وعمال إنقاذ يتقدمون عبر الأنقاض. وكانت جرّافة تعمل على إزالة الحطام. ويستمر القتال أيضاً على الجبهة الشرقية خصوصاً في باخموت، المدينة التي تحاول موسكو احتلالها منذ الصيف وساحة المعركة الرئيسية حيث ما زال الجيش الروسي، مدعوماً بعناصر مجموعة «فاغنر» شبه العسكرية، في موقع هجومي.
وفي هذا السياق، أعلن مؤسس مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين، الجمعة، أن منظمته ستدرّب ميليشيات وتبني تحصينات في منطقتين من روسيا على الحدود مع أوكرانيا. ونقل المكتب الإعلامي لشركة «كونكورد» التابعة لبريغوجين قوله: «إن شركة (فاغنر) العسكرية الخاصة تساعد وستساعد سكان المناطق الحدودية (في أوكرانيا) لتلقي التدريب وبناء منشآت وإعدادهم وتنظيم ميليشيات». والهدف، بحسب بريغوجين، هو بناء «تحصينات ومراكز تدريب لأفراد الميليشيات في المناطق الحدودية». وأضاف: «من يُرد السلام يستعد للحرب. يجب أن تكونوا دائماً على استعداد للدفاع عن أرضكم». وبحسب الرئاسة الأوكرانية، قتل 14 مدنياً، الخميس، ثمانية في منطقة دونيتسك (شرق) وستة في ميكولايف.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.