رفعت وحدات الجيش اللبناني المنتشرة بدءا من جرود رأس بعلبك وصولا إلى مدينة عرسال وجرودها حالة التأهب والاستنفار في صفوفها، بعد صدّها للعديد من المجموعات المسلّحة التي كانت تحاول التسلل إلى الداخل اللبناني. وتحدثت تقارير ميدانية عن رصد الجيش، مساء أول من أمس، لمجموعة من المسلحين في جرود عرسال شرق جرود الفاكهة تنصب منصة صواريخ بهدف إطلاقها باتجاه قرى البقاع الشمالي، فاستهدفها بالمدفعية الثقيلة والمروحيات، مما أدى إلى تدمير المنصة وسقوط عدد من الإصابات في صفوف المسلحين بين قتيل وجريح. هذه العمليات المتتالية وصفها مصدر أمني بأنها «إجراءات ردعية لأي محاولة اختراق وتقدم للإرهابيين باتجاه الداخل اللبناني».
وأكد المصدر، لـ«الشرق الأوسط»، أن «تحركات المسلحين المتحصنين في الجرود الشرقية باتت مقيدة جدا بخلاف المرحلة السابقة، ومردّ ذلك إلى أن انتشار الجيش بات أوسع ومراكزه أكثر تقدما». وأوضح أن «كل النقاط والمعابر التي قد يستخدمها المسلحون للتسلل عبرها إلى البقاع اللبناني باتت تحت مرمى نيران الجيش». وقال المصدر الأمني «صحيح أن هناك محاولات تسلل متكررة لكنها محدودة بعناصر قليلة، وليست بأعداد كبيرة، وهذا يدلّ على أن خطر تلك المجموعات تقلّص بفضل جهوزية الدولة اللبنانية وأجهزتها الأمنية والعسكرية، لكن هذا الخطر بالتأكيد لم يتلاش، وهذه المحاولات يجري التعاطي معها وفق الوضع الميداني».
من جهتها، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» (الرسمية) أيضا بأن «الجيش اللبناني استهدف من مواقعه في البقاع الشمالي بالمدفعية الثقيلة البعيدة المدى تجمعات وتحركات لآليات المسلحين المزودة بالمدافع المضادة والمتوسطة التي كانت تتحرك في جرود مرطبية المقابلة لبلدة الفاكهة باتجاه الأراضي اللبنانية، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المسلحين وتدمير آلياتهم». وكشفت الوكالة أن «عددا من عناصر جبهة النصرة قتلوا في الكمين الذي نصبه الجيش لهم فجر أمس (أول من أمس) في منطقة الخزانات في جرود عرسال، نقلوا جميعهم إلى المستشفى الحكومي، وعرف من هؤلاء القتلى: أحمد محمد غصن، أحمد ديب غصن، عبد الله حسين غصن، غالب سعيد غية. وهذه الجثث لا تزال موجودة في براد المستشفى بانتظار تسلمها من قبل أهالي بلدة عرسال لدفنها». وليس بعيدا عن أحداث عرسال وجرودها، صعّد أهالي العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة وتنظيم داعش في جرود عرسال، من تحركاتهم على الأرض، فأقدموا منذ صباح أمس على قطع طريق الصيفي الحيوي، الذي يربط الشمال بالعاصمة، وأشعلوا الإطارات المطاطية، مما أدى إلى توقف السير بشكل نهائي ومحاصرة المواطنين داخل سياراتهم لساعات طويلة، قبل أن تقوم قوى الأمن الداخلي بتحويل السير إلى الطريق البحرية باتجاه المرفأ.
وقد تأثرت جميع طرق العاصمة بهذا الأمر وعلق الناس في الطرق لساعات عديدة. كما عمل الأهالي على قطع أوتوستراد الدامور الذي يربط الجنوب بالعاصمة بيروت بالإطارات المشتعلة، وعزلوا الجنوب عن العاصمة، قبل أن يتخذوا قرارا بفتح الطرق عند الساعة الثانية من بعد الظهر. وأعلن الأهالي أن خطوة قطع الطرق التي لجأوا إليها هي مجرد رسالة إلى الحكومة لتضع حدا لملف العسكريين المخطوفين خلال جلسة لمجلس الوزراء.
الجيش اللبناني يدمّر منصة صواريخ لـ«جبهة النصرة» في جرود بعلبك ويقتل عناصرها
مصدر أمني لـ {الشرق الأوسط}: تحركات الإرهابيين تحت مرمى نيراننا
الجيش اللبناني يدمّر منصة صواريخ لـ«جبهة النصرة» في جرود بعلبك ويقتل عناصرها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة