تستمر جماعة الميليشيات الحوثية في إقليم تهامة بتهديداتها ووعيدها لكل من يخالفهم إما بوضعهم في المعتقلات السرية وإخفائهم قسريا أو نفيهم إلى جبال مران، وبهذا لا يعلم مصيرهم أي شخص، كما يقومون بإلغاء أي أحكام قضائية يريدون إلغاءها أو أحكام عرفية كانت في إرث أو غيرها من الأحكام القضائية والعرفية. وقال أحد شهود العيان لـ«الشرق الأوسط» ممن هددوه بهذا الشأن: «هددتنا الجماعة إن لم نقبل برأيها أو نخالفها الرأي بأي شيء يقولونه إنهم سينقلوننا إلى جبال مران، وذلك في قضية ورث بيننا وبين أقارب لنا، وبعدما أوصلناها إلى المحكمة، قبل تدخل الجماعة بيننا، كان هناك من أقاربنا من هم موالون لجماعة الحوثي واستعانوا بهم». وأضاف: «وعند اللقاء بهم وتشكيل لجان، بحسب قولهم إنها لجان وبتدخل من المكتب السياسي، وإعطائهم مقابل مالي لحل المشكلة بيننا وتقسيم الإرث، قالوا أعطونا الأحكام السابقة والأوليات وأعطيناهم إحكام قضائية وأيضا أحكام عرفية وفيها بصمات الإبهام وختومات وشهود وكل شيء، إلا أنهم رفضوا ذلك وقالوا هذه الأحكام لا تنفعنا وهي أحكام من النظام السابق، وهذا الأخير كان فاسدا، إما قاضيا أو محكما، وان لم نقبل بأنهم سيذهبون بنا إلى جبال مران وهو ما يجعلنا نخشى وقوع أي مصيبة لا قدر الله، لأننا نعلم نياتهم الخبيثة، ويجعلنا نوافق، ومع ذلك أننا أعطيناهم المال إلا أن القضية لم تحتل حتى وقتنا الراهن منذ أكثر من شهر وكل ما يريدونه هو المال».
من جهتها، انتقدت منظمات المجتمع المدني والمقاومة الشعبية في إقليم تهامة غرب اليمن استمرار جماعة الحوثي المسلحة وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في ارتكاب المزيد من الانتهاكات ضد المواطنين العُزل في إقليم تهامة، وسجل في المقابل تحالف رصد بالحديدة تورط المسلحين الحوثيين والموالين لهم من جماعة الرئيس السابق صالح 115 حالة انتهاك لحقوق الإنسان في إقليم تهامة خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي. وأكدت المقاومة الشعبية التهامية أن جماعة الحوثي المسلحة والمتحوثين الموالين لهم زادوا من عمليات الانتهاكات ضد المواطنين من قتل في محطات الوقود والنقاط الأمنية ومنازلهم، أيضا، وكل من يشتبه فيهم، في حين أيضا أنها «كثفت عملياتها لملاحقة واعتقال جميع المناوئين لها والمؤيدين للشرعية ومن تشتبه في انتمائهم للمقاومة الشعبية التهامية».
وبحسب نشرة أعدها «تحالف رصد بالحديدة»، فإن جماعة الحوثي المسلحة والقوات الموالية من جماعة الرئيس السابق علي صالح، تورطت في ارتكاب 115 حالة انتهاك لحقوق الإنسان للمواطنين العُزل في إقليم تهامة في يونيو الماضي في الإقليم، وتوزعت هذه الانتهاكات كالتالي: 18 حالة قتل، و39 حالة اختطاف، و23 حالة انتهاك جسدي بحق أشخاص، و2 تهديد، وحالتي استيلاء على ممتلكات، و13 حالة اقتحام ممتلكات، و6 حالات نهب ممتلكات، و4 حالات مصادرة حرية التعبير كمسيرات ووقفات احتجاجية، وحالة اقتحام مؤسسة إعلامية، وحالة نهب مؤسسة إعلامية، و5 حالات التدخل في مهام سلطات الدولة، وحالة تدخل في مهام الدولة نقاط تفتيش. بالإضافة إلى العقوبات الجماعية التي تمارسها جماعة الحوثي المسلحة بحق أبناء إقليم تهامة تتمثل في استمرارها بقطع الكهرباء على الكثير من المديريات ومدينة الحدية وانعدام الماء والمشتقات النفطية واستمرارها في احتجاز واختطاف العشرات من الناشطين السياسيين ورفض الإفراج عنهم.
وكان المسلحون الحوثيون والموالون لهم قد تورطوا في شهر مايو (أيار) الماضي، بحسب نشره أعدها «صوت المقاومة» بـ316 حالة انتهاك لحقوق الإنسان في إقليم تهامة.
من جهة أخرى، اتهم أبناء مديرية الشاهل بمحافظة حجة، التابعة لإقليم تهامة، المسلحين الحوثيين بالزج بأطفالهم في معاركها التي تخوضها في البلاد، وقال أحد أبناء الشاهل لـ«الشرق الأوسط»، إن «جماعة الحوثي مستمرة في زج أطفالنا في معاركها العبثية التي تخوضها في المدن والمحافظات اليمنية لتجعلهم وقودا لحربها في كل مكان وهي تعلم أنهم لن يعودوا من معاركها وأنها خاسرة».
وتستمر المقاومة الشعبية التهامية في ملاحقة المسلحين الحوثيين والموالين لهم في جميع مدن ومحافظات الإقليم في حين أكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن «مسلحي المقاومة دمروا ناقلة عسكرية كان على متنها دبابات وأفراد من ميليشيات الحوثي أمام المعهد المهني في مديرية الخوخة بالحديدة وأنباء عن سقوط قتلى وجرحى بصفوف الحوثيين».
الحوثيون يهددون من يعارضهم بالنفي إلى جبال مران
115 حالة انتهاك تورطوا فيها بإقليم تهامة خلال شهر
الحوثيون يهددون من يعارضهم بالنفي إلى جبال مران
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة