الليستيريا: كيف تحمي نفسك من البكتيريا المميتة المنقولة بالغذاء؟

الليستيريا جرثومة شديدة التحمل تستمر في النمو أثناء التبريد (أ.ب)
الليستيريا جرثومة شديدة التحمل تستمر في النمو أثناء التبريد (أ.ب)
TT

الليستيريا: كيف تحمي نفسك من البكتيريا المميتة المنقولة بالغذاء؟

الليستيريا جرثومة شديدة التحمل تستمر في النمو أثناء التبريد (أ.ب)
الليستيريا جرثومة شديدة التحمل تستمر في النمو أثناء التبريد (أ.ب)

أعلنت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن تفشي مرض الليستيريا القاتل في ست ولايات أميركية مرتبط باللحوم والأجبان الملوثة. ولكن ما الذي يمكنك فعله لتقليل خطر إصابتك بالعدوى؟
* ماذا نعرف عن البكتيريا؟
الليستيريا هي جرثومة شديدة التحمل، يمكن أن تستمر في النمو في محيط بارد، وهو ما لا تستطيع أنواع أخرى من البكتيريا مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية القيام به، وفقاً لتقرير لشبكة «سي إن إن».
في الولايات المتحدة، تعد الليستيريا ثالث سبب رئيسي للوفاة من بين الأمراض المنقولة بالغذاء، حيث تقتل نحو 260 شخصاً سنوياً، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وتقول إدارة الغذاء والدواء الأميركية: «حتى مع العلاج المناسب بالمضادات الحيوية، فإن معدل الوفيات بالمرض مرتفع» ويرواح بين 20 و30 في المائة.
ويزيد احتمال إصابة النساء الحوامل بالليستيريا بنحو 10 مرات، وقد يكون المرض قاتلاً للجنين. وقالت إدارة الغذاء والدواء الأميركية إن الحوامل من أصل لاتيني أكثر عرضة لخطر الإصابة، ويرجع ذلك على الأرجح إلى تناول الجبن الطري التقليدي وأطعمة أخرى مصنوعة من الحليب غير المبستر.
وقالت الوكالة إن الأطعمة المصنوعة من الحليب الخام يزيد احتمال احتوائها على الليستيريا بنسبة 50 إلى 160 مرة.
وقد يصاب البالغون والأطفال الذين يتمتعون بجهاز مناعي سليم بمرض خفيف أو مزعج لا يتطلب دخول المستشفى أو تناول المضادات الحيوية، عند التقاطهم الليستيريا. لكن أي شخص يعاني من نقص المناعة، مثل كبار السن، والمصابين بالسرطان أو أمراض الكلى، أو السكري، أو الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، يمكن أن يصاب بمرض خطير ومميت.
كانت اللحوم مصدراً شائعاً لتفشي الليستيريا في التسعينات، وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض، ويرجع ذلك على الأرجح إلى صعوبة إزالة البكتيريا المقاومة من كل زاوية وركن في أجهزة تحضير الطعام.
وإضافة إلى اللحوم، تم ربط تفشي الليستيريا بالشمام والكرفس والخضار الورقية مثل السبانخ، والجبن الطري، حسبما ذكرت الوكالة.
https://twitter.com/CDCgov/status/1590788833494302721?s=20&t=uVlZgY8cddt87iqSLRcciw
* كيف تحمي نفسك؟
- حافظ على نظافة المطبخ: نظف ثلاجتك بانتظام بالماء الساخن والصابون السائل. قالت مراكز السيطرة على الأمراض إنه يجب فصل اللحوم عن الخضار، والتأكد من تعقيم مناطق إعداد الطعام.
- حافظ على الثلاجة باردة: لأن الليستيريا يمكن أن تنمو بسهولة في درجات الحرارة الباردة، احتفظ بالثلاجة عند 41 درجة فهرنهايت (5 درجات مئوية) أو أقل. يجب أن تكون درجة حرارة الثلاجة الأساسية صفر فهرنهايت (ناقص 18 درجة مئوية) أو أقل.
- الحليب الخام: قالت مراكز السيطرة على الأمراض إن تناول الأطعمة المصنوعة من الحليب الخام هو «أحد أكثر الطرق خطورة» للإصابة بالليستيريا والجراثيم الضارة الأخرى.
- الجبن الطري: على الحوامل أو أصحاب المناعة الضعيفة الابتعاد عن تناول الجبن الطري.
- البراعم: لا يمكنك فقط إزالة البكتيريا من الفجل أو الفاصولياء أو أي نوع من البراعم بسهولة، كما قالت مراكز السيطرة على الأمراض. يجب على الأفراد المعرضين لمخاطر عالية ألا يأكلوا البراعم النيئة أو حتى المطبوخة قليلاً.
-الخضار الورقية: بعض الخضار الورقية مثل اللفت والسبانخ والخس والجرجير البري تنمو على الأرض وتزداد احتمالات تلوثها بالليستيريا في التربة. عليك غسلها دائماً باستخدام هذه الخطوات:
اغسلها لمدة 20 ثانية بالماء والصابون.
لا تنقع الخضار في الحوض، فهذا ينشر أي بكتيريا موجودة على ورقة واحدة في جميع الأوراق.
من الضروري إزالة أي أوراق ممزقة أو غير صالحة.
تحت الماء الجاري، افرك كل ورقة برفق ثم جفف الأوراق بقطعة قماش نظيفة.
- البطيخ: يعتبر البطيخ مصدراً آخر لعدوى الليستيريا. قالت مراكز السيطرة على الأمراض: «تناول قطع البطيخ على الفور وتخلص من أي قطع غير مبردة لمدة أربع ساعات أو أكثر. قم بتبريد قطع البطيخ في درجة حرارة 41 فهرنهايت (5 درجات مئوية) لمدة لا تزيد على سبعة أيام».
- اللحوم الباردة والنقانق: إذا كنتِ حاملاً أو معرضة لخطر كبير، فلا تأكلي اللحوم الباردة مثل النقانق العادية أو المخمرة أو الجافة أو أي لحوم أخرى ما لم يتم تسخينها إلى درجة ساخنة (165 فهرنهايت) أو 74 درجة مئوية قبل التقديم مباشرة.
- السمك المدخن البارد: لا تأكل السمك المدخن البارد «ما لم يكن معلباً أو موضوع في طبق مطبوخ» إذا كنت معرضاً لخطر كبير. بعض الأطعمة المعلبة الصالحة، مثل التونة والسردين والسلمون، لن تزيد من خطر الإصابة بالليستيريا.


مقالات ذات صلة

«فوبيا الطعام»... أكثر رعباً مما تتخيل

صحتك يقول المتخصص في الفوبيا كريستوفر بول جونز إن فوبيا الطعام هي خوف أو قلق شديد يتم تحفيزه بواسطة أطعمة معينة (رويترز)

«فوبيا الطعام»... أكثر رعباً مما تتخيل

تشعر كلير دي بالرعب من البرتقال، لا تستطيع لمسه، أو الاقتراب منه. تقول كلير البالغة من العمر 39 عاماً، وأم لطفلين: «ليست فقط الرائحة؛ بل الأمر كله».

صحتك بعض الأطعمة يسهم في تسريع عملية الشيخوخة (رويترز)

أطعمة تسرع عملية الشيخوخة... تعرف عليها

أكدت دراسة جديدة أن هناك بعض الأطعمة التي تسهم في تسريع عملية الشيخوخة لدى الأشخاص بشكل ملحوظ، داعية إلى تجنبها تماماً.

«الشرق الأوسط» (روما)
صحتك كبار السن الذين يعيشون بمفردهم أكثر عرضة لانخفاض مستويات العناصر الغذائية الرئيسية في نظامهم الغذائي (أ.ف.ب)

الوحدة تخفض مستويات العناصر الغذائية الأساسية بأجسام كبار السن

قال علماء إن كبار السن الذين يعيشون بمفردهم أو المعزولين اجتماعياً هم أكثر عرضة لانخفاض مستويات العناصر الغذائية الرئيسية في نظامهم الغذائي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي طفل يعاني سوء تغذية في مستشفى «ناصر» بخان يونس يوم 10 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

«يونيسيف» تحذر: 77 مليون طفل في الشرق الأوسط يعانون سوء التغذية

حذَّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن ما لا يقل عن 77 مليون طفل ويافع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يعانون شكلاً من أشكال سوء التغذية.

«الشرق الأوسط» (عمان)
يوميات الشرق المستشار الألماني أولاف شولتز تناول الطعام مع فريق بلاده في القرية الأولمبية بباريس (أ.ف.ب)

أطعمة صديقة للبيئة وأثاث غير مريح يثيران الانتقادات في القرية الأولمبية بباريس

للطعام الفرنسي سمعة شهية تخطت الحواجز والثقافات، ولذلك عندما يشتكي الرياضيون المشاركون في أولمبياد باريس من مستوى الطعام، يصبح الأمر مثاراً للتعجب. فعلى الرغم…

«الشرق الأوسط» (باريس)

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
TT

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن استراتيجية بديلة تلجأ إليها الخفافيش عندما تفقد قدرتها على السمع، وهي حاسة أساسية تستخدمها للتوجيه عبر تقنية الصدى الصوتي.

وأوضح الباحثون من جامعة جونز هوبكنز أن النتائج تثير تساؤلات في إمكانية وجود استجابات مشابهة لدى البشر أو الحيوانات الأخرى، مما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات المستقبلية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Current Biology).

وتعتمد الخفافيش بشكل أساسي على حاسة السمع للتنقل والتواصل عبر نظام تحديد المواقع بالصدى (Echolocation)، إذ تُصدر إشارات صوتية عالية التّردد وتستمع إلى صدى ارتدادها عن الأشياء المحيطة لتحديد موقعها واتجاهها. وتعد هذه القدرة إحدى الحواس الأساسية لها.

وشملت الدراسة تدريب الخفافيش على الطيران في مسار محدد للحصول على مكافأة، ومن ثم تكرار التجربة بعد تعطيل مسار سمعي مهمٍّ في الدماغ باستخدام تقنية قابلة للعكس لمدة 90 دقيقة.

وعلى الرغم من تعطيل السمع، تمكنت الخفافيش من إتمام المسار، لكنها واجهت بعض الصعوبات مثل التصادم بالأشياء.

وأوضح الفريق البحثي أن الخفافيش تكيفت بسرعة بتغيير مسار طيرانها وزيادة عدد وطول إشاراتها الصوتية، مما عزّز قوة الإشارات الصدوية التي تعتمد عليها. كما وسّعت الخفافيش نطاق الترددات الصوتية لهذه الإشارات، وهي استجابة عادةً ما تحدث للتعويض عن الضوضاء الخارجية، لكنها في هذه الحالة كانت لمعالجة نقص داخلي في الدماغ.

وأظهرت النتائج أن هذه الاستجابات لم تكن مكتسبة، بل كانت فطرية ومبرمجة في دوائر الدماغ العصبية للخفافيش.

وأشار الباحثون إلى أن هذه المرونة «المذهلة» قد تعكس وجود مسارات غير معروفة مسبقاً تعزّز معالجة السمع في الدماغ.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة سينثيا موس، من جامعة جونز هوبكنز: «هذا السلوك التكيفي المذهل يعكس مدى مرونة دماغ الخفافيش في مواجهة التحديات».

وأضافت عبر موقع الجامعة، أن النتائج قد تفتح آفاقاً جديدة لفهم استجابات البشر والحيوانات الأخرى لفقدان السمع أو ضعف الإدراك الحسي.

ويخطط الفريق لإجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة مدى تطبيق هذه النتائج على الحيوانات الأخرى والبشر، واستكشاف احتمال وجود مسارات سمعية غير معروفة في الدماغ يمكن أن تُستخدم في تطوير علاجات مبتكرة لمشكلات السمع لدى البشر.