دعا خبراء إعلاميون عرب إلى ضرورة دعم الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني العربي، وضخ المزيد من الاستثمارات من القطاعين العام والخاص لتلبية حاجة منظومات الإنتاج وتطوير تقنياته ومؤسساته؛ لتلبية متطلبات المجتمع العربي، وزيادة كفاءة الإنتاج، في حين شدد منتسبون إلى هيئات رسمية معنية بالإعلام على مواكبة القيم الجديدة التي فرضتها تحولات الإعلام وتفضيلات المستهلكين.
وقال مشاركون بمعرض مستقبل الإعلام، المُقام على هامش المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون، الذي انطلق، الأربعاء، في مدينة الرياض، إن تحولات الإعلام الجديد فرضت قيماً جديدة في الصناعة وحوَّلت الأفراد إلى صُناع محتوى وإعلاميين مستقلّين، وتغيرت نتيجته مسؤوليات الجهات الرسمية إلى تنظيم هذا القطاع في كل مجالاته، والسعي إلى التطوير والمواكبة، وتنظيم التشريعات والممارسات لتكون واضحة وشفافة وممكنة للفاعلين في المجال.
قالت إسراء عسيري، الرئيس التنفيذي لهيئة الإعلام السعودية، إن إيقاع التقنية السريع يفرض تحدياً على محاولة ردم هذه الفجوة في التشريعات، الأمر الذي يحتّم سرعة المواكبة في وضع الضوابط المرِنة والشفافة التي تنظم القطاع والممكنة لصناع المحتوى، وتعميق الوعي بضرر الانتهاكات في المحتويات والمضامين التي تبث في المنصات الإعلامية المختلفة.
وأشارت عسيري إلى أن تجربة السعودية في تنظيم هذا القطاع جعلت من القطاع الخاص والمستخدمين الأفراد جزءاً رئيسياً من التجربة، انطلاقاً من استطلاع وجهات نظرهم إلى الشراكة في وضع ورسم التنظيمات الموائمة للمستهلك والمنتِج على حد سواء.
ودشّن وزير الإعلام السعودي المكلف الدكتور ماجد القصبي، معرض مستقبل الإعلام «فومكس»، الذي ينظم في نسخته الأولى بمدينة الرياض، بوصفه منصة لتبادل التقنيات والخبرات الإعلامية، بمشاركة عدد من الشركات الرائدة في المجال الإنتاجي العالمي. فيما يحتضن البرنامج العلمي للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون جلسات تتناول مستقبل السينما في السعودية، واستعراض واقع المحتوى العربي الرقمي، وبناء المحتوى الهادف، إضافةً إلى جلسات تُعنى بمشاركة المرأة ودورها في السينما وقضاياها عبر التاريخ.
وقال محمد رؤوف يعيش، رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان، إن المهرجان تأسّس منذ 4 عقود للارتقاء بالإنتاج السمعي والبصري العربي إلى مراتب أفضل، وإتاحة الفرص للعاملين في هذا القطاع الحيوي للمشاركة بأعمالهم في المسابقات المُقامة خلال كل دورة للمهرجان، والمنافسة على جوائز معتبرة؛ وذلك لتحفيز الإبداع العربي، وإذكاء روح التنافس النزيه، لتقديم أعمال تلبي تطلعات وانتظارات المشاهد والمستمع العربي، وترفع الذائقة الجمالية لديه.
وأضاف: «تنظيم المهرجان في مدينة بحجم وتأثير الرياض هو استثناء بكل المقاييس، التي تشهد نهضة غير مسبوقة، وفتحت أبوابها لكل الفاعلين في الصناعة الإعلامية والتكنولوجيا المتطورة لشركات عالمية متخصصة في صناعة المحتوى وتطوير تقنيات الإنتاج المتقدمة، الأمر الذي انعكس على قيمة المعروض في هذه الدورة الحالية، وهو قفزة باتجاه توسيع تأثير المهرجان وفعاليته على مستقبل الإعلام العربي».
وقال محسن الغمام، المشرف على معرض مستقبل الإعلام، إن المعرض الذي يضم أكثر من 100 شركة و300 مشارك من أنحاء العالم، ومنها أميركا والصين وأوروبا، استقدموا تكنولوجيات حديثة تتضمن الواقع الافتراضي المعزّز وخدمات الجيل الخامس الإذاعية، وعلى مستوى سوق البرامج جاءت عدة شركات لتقديم منتوجات تلفزيونية وإذاعية وسينمائية.
واعتبر الغمام، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أن المعرض فرصة ثمينة لتبادل الخبرات والأعمال، والارتقاء بالعمل العربي في القطاع الإعلامي بمواصفات دولية، وأن المعرض في أحضان مدينة متقدمة وحيوية مثل الرياض سهّل مهمة المنظمين في استقطاب أفضل الممارسات والتجارب الدولية في الصناعة الإعلامية.
معرض مستقبل الإعلام في الرياض يستعرض أحدث تقنيات الإنتاج السمعي والبصري
دعوات إلى الاستثمار في الإنتاج التلفزيوني والإذاعي العربي
معرض مستقبل الإعلام في الرياض يستعرض أحدث تقنيات الإنتاج السمعي والبصري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة