لولا: البرازيل بحاجة إلى الحوار والحياة الطبيعية

يسعى إلى تمرير نفقات استثنائية في الكونغرس لتنفيذ وعوده

نحو 500 شاحنة لأنصار بولسونارو قرب المقر الرئيسي للجيش في برازيليا للمطالبة بتدخل عسكري ضد نتائج الانتخابات أول من أمس (إ.ب.أ)
نحو 500 شاحنة لأنصار بولسونارو قرب المقر الرئيسي للجيش في برازيليا للمطالبة بتدخل عسكري ضد نتائج الانتخابات أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

لولا: البرازيل بحاجة إلى الحوار والحياة الطبيعية

نحو 500 شاحنة لأنصار بولسونارو قرب المقر الرئيسي للجيش في برازيليا للمطالبة بتدخل عسكري ضد نتائج الانتخابات أول من أمس (إ.ب.أ)
نحو 500 شاحنة لأنصار بولسونارو قرب المقر الرئيسي للجيش في برازيليا للمطالبة بتدخل عسكري ضد نتائج الانتخابات أول من أمس (إ.ب.أ)

غداة عودته إلى برازيليا وقبل نحو شهرين من توليه مهامه الرئاسية لولاية جديدة، عقد الرئيس البرازيلي المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا سلسلة من المحادثات السياسية في برازيليا، دعا في أعقابها إلى عودة «الحوار» و«الحياة الطبيعية» إلى البرازيل المنقسمة.
وكان لولا (77 عاماً) انتخب في 30 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بعد فوزه بفارق طفيف على خصمه زعيم اليمين المتطرف جايير بولسونارو.
وهو استأنف الاثنين الماضي نشاطه بعدما أمضى بضعة أيام للاستراحة في باهيا (شمالي شرق) في ختام حملة انتخابية مرهقة.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن رمز اليسار التقى للمرة الأولى رئيس مجلس النواب آرتور ليرا الحليف السابق للرئيس اليميني المتطرف جايير بولسونارو.
وكتب لولا في تغريدة على «تويتر» أرفقها بتسجيل فيديو لاستقباله من قبل ليرا في برازيليا: «البلد بحاجة إلى الحوار والحياة الطبيعية».
ويشير الرئيس المنتخب على ما يبدو إلى السنوات الأربع التي شهدت أزمات خلال ولاية بولسونارو، والحملة الانتخابية الشرسة التي سبّبت استقطاباً حاداً في البرازيل.
وأجرى لولا دا سيلفا محادثات مع رئيس مجلس الشيوخ رودريغو باتشيكو أيضاً، بحضور خليفته جيرالدو ألكمين المسؤول عن تنسيق الفريق الانتقالي.
وفاز لولا بفارق 1.8 نقطة فقط في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في نهاية أكتوبر الماضي.
وقال للصحافيين مساء الأربعاء: «من الممكن إعادة الانسجام بين السلطات واستعادة الحياة الطبيعية للتعايش بين المؤسسات البرازيلية التي أسيء استخدامها بلغة غير مرغوب فيها من قبل سلطات محددة مرتبطة بالحكومة».
والقضية التي تشكل أولوية في محادثات لولا مع قادة الكونغرس، هي إيجاد طريقة لزيادة كبيرة للموازنة من أجل تمويل تنفيذ الوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية بعد توليه مهامه في 1 يناير (كانون الثاني) المقبل.
ومن الحلول المطروحة إجراء تعديل دستوري. لكن جيرالدو ألكمين أكد أنه لم يُتخذ أي قرار في هذا الشأن.
وسيكون دعم الكونغرس ضرورياً من أجل الموافقة على نفقات استثنائية لدفع برامج المساعدة الاجتماعية قدماً.
والتقى لولا رئيسة المحكمة العليا روزا ويبر، ورئيس المحكمة الانتخابية العليا ألكسندر دي مورايس، وهما مؤسستان تعرضتا لهجوم عنيف من قبل الرئيس بولسونارو.
وقال لولا: «لم يعد لدى البرازيل وقت لمواصلة القتال... الوقت ليس للانتقام أو الغضب أو الكراهية. حان الوقت للحكم».
وجرى تشكيل الفريق الانتقالي بسرعة في برازيليا خصوصاً مع الإعلان الثلاثاء عن اختيار 4 اقتصاديين؛ اثنين من الليبراليين واثنين مقربين من «الحزب العمالي» الذي يقوده لولا.
وكلفت سيمون تيبيت (وسط) التي حلت في المرتبة الثالثة في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، تنسيق الشق الاجتماعي.
وما زال جايير بولسونارو؛ رئيس البرازيل حتى 1 يناير المقبل، محتجباً فعلياً عن الحياة العامة، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي منذ هزيمته أمام لولا.
ومنذ 30 أكتوبر الماضي يلزم الرئيس المنتهية ولايته الصمت واكتفى بحديث لم يستغرق أكثر من دقيقتين لصحافيين انتظروا حتى اليوم التالي أمام مقر إقامته الرسمي. ولم يعترف بهزيمته ولم يهنئ خصمه على فوزه، بل ترك الأمر لمساعده الذي أعلن أنه «سمح بانتقال» السلطة إلى الحكومة اليسارية المقبلة.
وفي اليوم التالي، تحدث مرة أخرى في مقطع فيديو قصير نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي ليطلب من مؤيديه «فتح» الطرق الرئيسية التي أقاموا فيها حواجز منذ بداية الأسبوع. وقد وصف بعد ذلك بـ«المشروعة» مظاهرات لمؤيديه أمام ثكنات للمطالبة بتدخل عسكري لمنع لولا من الوصول إلى السلطة.
ومنذ ذلك الحين، لزم الصمت.
ويفيد برنامجه الرسمي بأنه اعتكف بمقر إقامته في ألفورادا منذ 1 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
ونقلت صحيفة «أوغلوبو» عن مصادر قولها إن سبب هذا الغياب هو مشكلات صحية، موضحة أن بولسونارو (67 عاماً) «أصيب بنوبات حمى، وبدا مكتئباً».
ورداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، لم تذكر الرئاسة أي معلومات عن صحة جايير بولسونارو.
لكن فالديمار كستان نيتو، زعيم الحزب الليبرالي الذي ينتمي إليه بولسونارو، قال في مؤتمر صحافي الثلاثاء الماضي: «اعتقدنا أننا سنفوز (في الانتخابات). وعندما نخسر انتخابات كهذه بفارق طفيف إلى هذا الحد، نشعر بحزن حقيقي... أعتقد أن هذا هو سبب عدم حضور بولسونارو».
أما حساب بولسونارو على «تويتر» الذي كان لا يتوقف طوال فترة ولايته، فيخلو من أي تغريدة منذ الدورة الثانية للانتخابات.


مقالات ذات صلة

رونالدينيو يُطلق دورياً عالمياً لكرة قدم الشارع

الرياضة رونالدينيو يُطلق دورياً عالمياً لكرة قدم الشارع

رونالدينيو يُطلق دورياً عالمياً لكرة قدم الشارع

يُطلق نجم كرة القدم البرازيلي رونالدينيو دوريا مخصصا لكرة قدم الشارع في جميع أنحاء العالم، وذلك لمنح اللاعبين الشباب الموهوبين فرصة لإظهار مهاراتهم واتباع نفس المسار نحو النجومية مثل لاعب برشلونة السابق، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس». قال المنظمون اليوم (السبت) إن دوري رونالدينيو العالمي لكرة قدم الشارع سيبدأ في «أواخر عام 2023»، وسيتضمن في البداية عملية اختبار على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن للاعبي كرة القدم في الشوارع من جميع الأعمار تحميل أفضل مهاراتهم وحيلهم في محاولة للانضمام إلى أحد فرق المسابقة. ستقام المباريات وجهاً لوجه في المدن الكبرى في جميع أنحاء العالم، وستتنافس الفرق في الدور

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي: تحديد الطرف المحقّ في النزاع بين روسيا وأوكرانيا لا يفيد

الرئيس البرازيلي: تحديد الطرف المحقّ في النزاع بين روسيا وأوكرانيا لا يفيد

أكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، اليوم الأربعاء في مدريد أن «تحديد الطرف الم»" في النزاع بين روسيا وأوكرانيا «لا يفيد في شي»، مؤكدا أن مفاوضات السلام لها الاولوية. وقال الرئيس البرازيلي الذي يزور اسبانيا في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز «لا يفيد أبدا تحديد الطرف المحق والطرف الخاطئ (...). ما يجب القيام به هو إنهاء هذه الحرب»، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أميركا اللاتينية لولا في أوروبا سعياً لاستثمارات وللتهدئة مع الغرب

لولا في أوروبا سعياً لاستثمارات وللتهدئة مع الغرب

يعود لويس إينياسيو لولا إلى أوروبا، لكن رئيساً للبرازيل هذه المرة، بعد أن أثارت مواقفه وتصريحاته بشأن الحرب في أوكرانيا موجة من الاستغراب والاستياء في العديد من البلدان الغربية لاعتبارها منحازة إلى موسكو وبعيدة حتى عن موقف الأمم المتحدة. وكان لولا قد وصل مساء الجمعة إلى العاصمة البرتغالية، لشبونة، التي هي عادة البوابة التي يدخل منها البرازيليون إلى القارة الأوروبية، ومن المتوقع أن ينتقل غداً إلى مدريد التي تستعد منذ فترة لتحضير القمة المنتظرة بين الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية، في مستهل رئاسة إسبانيا الدورية للاتحاد خلال النصف الثاني من هذه السنة. وسيحاول الرئيس البرازيلي في محادثاته مع رئ

شوقي الريّس (مدريد)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي يسعى لإيجاد «حل تفاوضي» بين أوكرانيا وروسيا

الرئيس البرازيلي يسعى لإيجاد «حل تفاوضي» بين أوكرانيا وروسيا

أعلن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، اليوم (السبت)، رفضه «المشاركة» في النزاع بشأن أوكرانيا، ورغبته في المساهمة بإيجاد «حل تفاوضي» بين كييف وموسكو، بعدما انتقد الغربيون تصريحاته الأخيرة بشأن الحرب في أوكرانيا. وصرح لولا للصحافة عقب لقاء في لشبونة مع نظيره البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا، أنه «في الوقت الذي تدين فيه حكومتي انتهاك وحدة أراضي أوكرانيا، ندافع أيضاً عن الحل التفاوضي للنزاع».

«الشرق الأوسط» (لشبونة)
أميركا اللاتينية بولسونارو يواجه «إقصاءً طويلاً» من الحياة السياسية

بولسونارو يواجه «إقصاءً طويلاً» من الحياة السياسية

بدأ الطوق القضائي يضيق حول الرئيس البرازيلي السابق جاير بولسونارو، تمهيداً لإقصائه فترة طويلة عن العمل السياسي، بعد أن وجهت النيابة العامة الانتخابية طلباً إلى المحكمة العليا، الأسبوع الماضي، لمنعه من ممارسة أي نشاط سياسي لمدة لا تقل عن ثماني سنوات بتهمة إساءة استخدام السلطة. وكان بولسونارو قد انتقد النظام الانتخابي الإلكتروني، وشكّك في نزاهته خلال اجتماع مع السفراء الأجانب العام الماضي عندما كان لا يزال رئيساً. وتعود تلك التصريحات لبولسونارو إلى مطلع الصيف الماضي، عندما كانت البرازيل في بداية حملة الانتخابات الرئاسية.

شوقي الريّس (مدريد)

البرازيل: اعتقال 5 ضباط بتهمة التخطيط للانقلاب على الرئيس لولا دا سيلفا

وفقاً للتحقيق خطط الانقلابيون لقتل رئيس البلاد لولا دا سيلفا ونائبه جيرالدو ألكمين وقاضي المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس (رويترز)
وفقاً للتحقيق خطط الانقلابيون لقتل رئيس البلاد لولا دا سيلفا ونائبه جيرالدو ألكمين وقاضي المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس (رويترز)
TT

البرازيل: اعتقال 5 ضباط بتهمة التخطيط للانقلاب على الرئيس لولا دا سيلفا

وفقاً للتحقيق خطط الانقلابيون لقتل رئيس البلاد لولا دا سيلفا ونائبه جيرالدو ألكمين وقاضي المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس (رويترز)
وفقاً للتحقيق خطط الانقلابيون لقتل رئيس البلاد لولا دا سيلفا ونائبه جيرالدو ألكمين وقاضي المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس (رويترز)

قالت السلطات البرازيلية، الثلاثاء، إن شرطة البلاد اعتقلت 5 ضباط متهمين بالتخطيط لانقلاب تضمن خططاً للإطاحة بالحكومة بعد انتخابات 2022، وقتل الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

وفقاً للتحقيق، خطط مخططو الانقلاب أيضاً لقتل نائب الرئيس جيرالدو ألكمين وقاضي المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس.

وقالت وسائل إعلام برازيلية إن الخمسة الذين اعتُقلوا من بينهم 4 عسكريين وضابط شرطة واحد. وقالت الشرطة إنه جرى تنفيذ 5 مذكرات اعتقال، بالإضافة إلى 3 مذكرات تفتيش ومصادرة إلى جانب تدابير أخرى، بما في ذلك مصادرة جوازات سفر المشتبَه بهم ومنعهم من الاتصال بآخرين، وفق ما أفادت به وكالة «أسوشييتد برس».

وقال القاضي ألكسندر دي مورايس، الذي أذن بالاعتقالات، إن تحقيقاً للشرطة كشف أن مؤامرة الانقلاب شملت أفراداً عسكريين مدرَّبين في القوات الخاصة للجيش، ومسؤولاً رفيع المستوى متقاعداً. وقال دي مورايس: «كان الهدف منع تنصيب الحكومة المنتخبة شرعياً، وتقويض الممارسة الحرة للديمقراطية وسلطة القضاء البرازيلي».

وأضاف: «جاءت هذه الإجراءات التي بلغت ذروتها بين نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) 2022، جزءاً من خطة أوسع لتنفيذ انقلاب».

وجاءت التطورات، الثلاثاء، في أعقاب تصريحات اثنين من كبار القادة العسكريين البرازيليين الذين أعلنوا للشرطة في وقت سابق من هذا العام أن الرئيس السابق جايير بولسونارو قدم لهم خطة للبقاء في السلطة بعد انتخابات 2022، التي خسرها. ومع ذلك، رفض كلاهما وحذراه من أنهما سيعتقلانه إذا حاول ذلك، وفقاً لوثائق قضائية صدرت في مارس (آذار).