البرلمان اللبناني يخفق في انتخاب رئيس للمرة الخامسة... والورقة البيضاء تفوز

البرلمان اللبناني
البرلمان اللبناني
TT

البرلمان اللبناني يخفق في انتخاب رئيس للمرة الخامسة... والورقة البيضاء تفوز

البرلمان اللبناني
البرلمان اللبناني

للجلسة الخامسة على التوالي، لم يفلح البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس للجمهورية، وذلك بعد عشرة أيام من دخول لبنان في مرحلة الفراغ الرئاسي.
وعند الساعة العاشرة صباحاً، بدأ النواب بالتوافد إلى ساحة النجمة للمشاركة في الجلسة، حيث يتركز التنافس بين المرشّح ميشال معوّض وخيار الورقة البيضاء.
وبعد انطلاق الجلسة وإثر انتهاء الدورة الأولى، أتت نتائج التصويت على الشكل التالي: ميشال معوّض 44 صوتاً، 47 ورقة بيضاء، عصام خليفة 6 أصوات، لبنان الجديد 7 أصوات، وورقة واحدة لكلّ من زياد بارود، وزياد حايك، لأجل لبنان وورقة ملغاة.
وبعد الانتهاء من فرز الأصوات، طيّر نواب «8 آذار» النصاب ورفع رئيس مجلس النواب نبيه برّي الجلسة، معلناً عن جلسة انتخاب سادسة يوم المقبل في 17 نوفمبر (تشرين الثاني).
وكان قد حصل سجال دستوري بين بري والنائب ملحم خلف، الذي اقترح جلسة انتخاب مفتوحة لا تنتهي إلا بانتخاب رئيس، معتبراً أنه لا يجب اعتماد نصاب الثلثين، فرد بري عليه بالقول: «لا أريد الإكثار من الاستنباطات، تقترح أمراً غير وارد».
وكانت انعقدت أربع جلسات نيابية سابقة لانتخاب رئيس للجمهورية كان آخرها في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ولم تنجح في انتخاب رئيس حديد.
يذكر أن ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال عون انتهت في 31 من الشهر الماضي، ودخل لبنان في مرحلة الشغور الرئاسي.
وقبيل الجلسة أدلى عدد من النواب بآرائهم، فقال عضو كتلة «حركة أمل» النائب قاسم هاشم من أمام مجلس النواب: «سليمان فرنجية هو الأقرب لثوابتنا، ولكن لم نصل اليوم إلى تحديد اسم، والاسم الذي سيكون نقطة التلاقي وفق المواصفات الوطنية هو سيكون مرشحنا، وعندما نقول توافق، هذا خاضع للنقاش مع الكتل النيابية». واعتبر أن «معوّض ليس مرشحاً توافقياً وهذه قناعاتنا».
من جهته، قال عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب رازي الحاج: «نحن نلتزم بالدستور، ولذلك يجب أن ينزل الجميع إلى البرلمان والبقاء في جلسات متتالية من أجل انتخاب رئيس. لا نضع أسماء كي نناور بها وعندما نُسأل عن قائد الجيش كشخصية مؤهّلة لأن تكون في سدة الرئاسة الأولى يكون جوابنا نعم ولكنّنا مع حصول العملية الديمقراطية».
من جهته، واعتبر عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب بلال عبد الله «إننا في ظرف استثنائي، وصحيح سنصوت اليوم لميشال معوّض وعلى الأقل لدينا مرشح وليكن هناك جرأة للقول من هو مرشح الفريق الآخر وترف الوقت ليس لصالح أحد»، وأضاف: «يجب أن نرتقي لانتخاب رئيس يشكلّ حلقة تواصل بين الجميع ويعيد فتح لبنان على العمق العربي».
بدوره، قال عضو كتلة «الكتائب» النائب سليم الصايغ: «من واجبنا أن نؤمن بالمعادلة السياسية اللبنانية لأننا نعلم أن المطلوب تسوية بحجم التحديات، وهذه التسوية يجب أن تكون تاريخية وتوصل رئيس للجمهورية لديه مهمة استعادة الدولة ووضع خارطة طريق للمستقبل».
وأشار إلى «أننا رسمنا خريطة طريق، وهي تأمين التعادل السلبي في مجلس النواب والفريق الآخر غير قادر بحكم الأمر الواقع أن يفرض رئيساً بمحور يتحكم فيه (حزب الله) ومن هنا أهمية ترشيح النائب ميشال معوض».
وتابع: «المطلوب الفعالية لا التنافس فماذا ينفع أن تنافسنا في مجال نطاق واحد فهذا لا ينتج رئيساً، والهدف إنتاج رئيس جمهورية وكل خطوة فيها تقدم للبنان وإذا ما تقدمت بها القوات فهذا فيه تقدم للكتائب».
وعن العلاقة مع «القوات»، قال الصايغ: «نحن والقوات على تواصل وتنسيق يومي وبالنتيجة ليس هناك أبداً من تنافر أو منافسة في هذا الموضوع وليس هناك أجندات خفية أو سرية».
وأوضح عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور أن «الرئيس بري كان يدعو إلى حوار سريع رشيق للوصول إلى خلاصة بثلاثة أو أربعة أسماء للرئاسة، وبالتالي عدم التجاوب مع الدعوة للحوار أدخلنا في مزيد من الإشكالات وحرمنا من فكرة التفاهم على رئيس للجمهورية»، مؤكداً أن فريق «8 آذار» لم يحسم مرشحه للرئاسة بعد.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.