السودان: احتجاجات لنقابات وكيانات مهنية رفضاً لقرار حلها

تجمع «قبلي» يعلن حكومة بشرق البلاد

جانب من احتجاجات أبناء قبيلة «النوبة» أمام القصر الجمهوري بالخرطوم أمس (أ.ف.ب)
جانب من احتجاجات أبناء قبيلة «النوبة» أمام القصر الجمهوري بالخرطوم أمس (أ.ف.ب)
TT

السودان: احتجاجات لنقابات وكيانات مهنية رفضاً لقرار حلها

جانب من احتجاجات أبناء قبيلة «النوبة» أمام القصر الجمهوري بالخرطوم أمس (أ.ف.ب)
جانب من احتجاجات أبناء قبيلة «النوبة» أمام القصر الجمهوري بالخرطوم أمس (أ.ف.ب)

نظمت نقابات وكيانات مهنية، تأسست عقب ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2019، وقفة احتجاجية في العاصمة السودانية الخرطوم، أمس، اعتراضاً على قرارات المحكمة العليا بحلها وإعادة الاتحادات والواجهات الموالية لنظام الرئيس المعزول عمر البشير. وفي غضون ذلك؛ خرج الآلاف من أبناء قبيلة «النوبة» في مظاهرة أمام القصر الجمهوري بالخرطوم، تنديداً بالاقتتال القبلي بمنطقة لقاوة في ولاية غرب كردفان.
ووقعت 21 من لجان تسيير النقابات المهنية والعمالية على مذكرة مشتركة؛ تطالب بإقالة القاضي بالمحكمة العليا محمد بابكر؛ الشهير بـ«أبو سبيحة»، لاتهامه بموالاة النظام المعزول. وقالت في بيان مشترك إن إسقاط حكم العسكر «هو المدخل لإصلاح أوضاع العاملات والعاملين في القطاع العام والخاص والأعمال الحرة».
وأشار البيان إلى أنه بعد إجراءات 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، شرع رئيس مجلس السيادة الانتقالي؛ عبد الفتاح البرهان، في «حل جميع اللجان التسييرية للنقابات؛ تحسباً من تنظيم نفسها في مواجهة الانقلاب». ووصف البيان قرار القاضي حل اللجان التسييرية وإعادة النقابات واتحادات نظام «المؤتمر الوطني المنحل»، بأنه جاء «خرقاً للدستور، ومخالفاً للقوانين الوطنية، والاتفاقيات الدولية التي وقع عليها السودان، كما أنه يعدّ تسيساً للقضاء لصالح عودة الأجسام الموالية للنظام المعزول»، مشدداً على «عدم شرعية الاتحادات المحلولة والمنتهية دورتها في عام 2019»، ومؤكداً على موقف الكيانات «الرافض تعيين اللجان التسييرية بتوصية مجلس السيادة».
وكانت دائرة الطعون في المحكمة برئاسة «أبو سبيحة» قد ألغت في وقت سابق 11 قراراً صدرت عن «لجنة إزالة تمكين النظام المعزول»، تنص على فصل قضاة ومستشارين ووكلاء نيابة وموظفين في السلطة القضائية والعدل والنفط من أنصار الإسلاميين، وأعادتهم إلى العمل.
في غضون ذلك؛ نظم الآلاف من أبناء قبيلة «النوبة» مظاهرة أمام القصر الرئاسي في الخرطوم، احتجاجاً على أعمال العنف والقتل التي شهدتها منطقة لقاوة بولاية غرب كردفان. وطالبت الحشود بإبعاد «قوات الدعم السريع»، التي تتبع نائب رئيس مجلس السيادة، محمد حمدان دقلو (حميدتي) من المنطقة، وتكوين لجنة تحقيق مركزية مستقلة بمعاونة دولية في الأحداث. وبلغت حصيلة قتلى أحداث لقاوة في أكتوبر الماضي بين قبيلتي المسيرية والنوبة 17 قتيلاً و18 جريحاً.
وكان الجيش السوداني قد وجه اتهاماً مباشراً إلى «الحركة الشعبية - فصيل عبد العزيز الحلو» بقصف المدينة، إلا إن «الشعبية» سارعت إلى نفي أي صلة لها بالاقتتال القبلي. وشكلت السلطات المحلية بالولاية لجنة تحقيق في الأحداث، من خلال إجراء لقاءات مع قيادات الإدارة الأهلية لـ«المسيرية»، وقيادات الإدارة الأهلية لـ«النوبة»، لنزع فتيل الصراع. من جهة ثانية؛ نصب تجمع «البجا» القبلي نفسه سلطة سيادية في شرق السودان، تمارس كامل السلطات التنفيذية والتشريعية على الأرض، معلناً في الوقت ذاته عدم اعترافه بالحكومة المركزية في الخرطوم.
وأعلن «المجلس الأعلى لنظارات وعموديات قبائل (البجا)» تكوين هيئة سيادية عليا لاستخدام حق تقرير المصير لشرق السودان، وفقاً لمقررات مؤتمر «سنكات»، الذي عقد في أكتوبر 2020. وأكد في بيان، نشر أمس على صفحته الرسمية في «فيسبوك»، على حق الإقليم في تكوين سلطة مؤقتة، ومؤسسات حكم ذاتي لتصريف الأمور، وبناء قوات عسكرية نظامية للدفاع عن الشعب والحقوق، وللقيام بالدور الأمني والشرطي بالإقليم.
وقال «المجلس» في البيان إن هذه القرارات «ستخضع للمزيد من التشاور مع هيئة المجلس والقوى السياسية والقيادات، كما سيتم تكوين اللجان الفرعية المتخصصة والإعلان عنها لاحقاً».
وأكدت «الأمانة السياسية» في «المجلس الأعلى لقبائل (البجا)» عدم المشاركة في أي تسوية أو حكومة، قبل إلغاء «مسار الشرق» في «اتفاقية جوبا للسلام»، وقبل التوصل إلى اتفاق سياسي ودستوري يوقع مع حكومة السودان في منبر تفاوضي منفصل.
كما قرر «المجلس» نفض يديه من «تحالف قوى الحرية والتغيير (التوافق الوطني)»، و«مبادرة أهل السودان»؛ من المحسوبين على المكون العسكري، مشدداً على عدم قبول أي تسوية سياسية ثنائية تجري حالياً، معلناً أنه يمثل السلطة السيادية المعترف بها والمفوضة رسمياً من شعب الإقليم، بناءً على ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر «سنكات»، وأن تمثل الهيئة العليا «المجلس التشريعي (البرلمان)» للإقليم.
وقضى الإعلان بتحويل «اللجنة السيادية لتقرير المصير» ولجانها المختصة إلى حكومة تنفيذية مؤقتة، تمارس سلطاتها على أرض الإقليم، إلى حين قيام سلطة تداولية دائمة. فيما أعلن الكيان القبلي عدم الاعتراف بحكومة الخرطوم، أو بأي سلطة أو مؤسسة أو إدارة مركزية.
ووجه «المجلس الأعلى لـ(البجا)» نداءً إلى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان الأممية، بضرورة احترام حقوق وقرارات شعب الإقليم.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.