تركيا ترجئ موافقتها على انضمام السويد لـ«الناتو»

اتهمت اليونان بعرقلة مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي

إردوغان ورئيس وزراء السويد أولف كريسترسون يتحدثان للصحافيين في أنقرة مساء أول من أمس (أ.ب)
إردوغان ورئيس وزراء السويد أولف كريسترسون يتحدثان للصحافيين في أنقرة مساء أول من أمس (أ.ب)
TT

تركيا ترجئ موافقتها على انضمام السويد لـ«الناتو»

إردوغان ورئيس وزراء السويد أولف كريسترسون يتحدثان للصحافيين في أنقرة مساء أول من أمس (أ.ب)
إردوغان ورئيس وزراء السويد أولف كريسترسون يتحدثان للصحافيين في أنقرة مساء أول من أمس (أ.ب)

فشل رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون في إقناع تركيا بتغيير موقفها من طلب بلاده الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وعلّقت تركيا موافقتها على تبديد مخاوفها الأمنية بشكل كامل. وقال الرئيس رجب طيب إردوغان إن الأمر سيُبحث من جديد خلال زيارة من المحتمل أن يقوم بها إلى ستوكهولم أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
وتعتقد أنقرة أن السويد وفنلندا لم تقوما بالخطوات اللازمة فيما يتعلق بمكافحة «تنظيمات إرهابية» تهدد أمنها، وأنهما ودول أوروبية أخرى يقدمون المأوى لعناصر حزب «العمال الكردستاني» وامتداده في سوريا (وحدات حماية الشعب الكردية)، بالإضافة إلى حركة «الخدمة» التابعة للداعية فتح الله غولن، التي حمّلتها المسؤولية عن تدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف يوليو (تموز) 2016.
وأعاد إردوغان التأكيد على الأمر ذاته خلال محادثات في أنقرة مع رئيس الوزراء السويدي الذي كان يأمل في إزالة اعتراض تركيا على طلب بلاده الانضمام إلى «الناتو». وأشار في مؤتمر صحافي مشترك ليل الثلاثاء-الأربعاء أعقب المحادثات، أنه أوضح، خلالها، خطر المنظمات الإرهابية وعرض جميع مطالب تركيا الأمنية، بما فيها مكافحة حزب «العمال الكردستاني»، ومنعه وامتداداته، وكذلك «منظمة غولن»، من استغلال البيئة الديمقراطية في السويد.
وأضاف الرئيس التركي أن «هناك الكثير من الفعاليات للمنظمات الإرهابية في السويد وفنلندا، تُرفع فيها أعلام المنظمات الإرهابية وشعاراتها... نحن لا نستطيع أن نكذب على شعبنا ونقول له إننا لا نرى هذه المشاهد... ننتظر من السويد وفنلندا التعاون الكامل في محاربة المنظمات الإرهابية».
وتابع أن عناصر المنظمات الإرهابية ليست موجودة في السويد وفنلندا فحسب، بل في عدد من الدول الأوروبية، التي لا تحرك ساكناً ضدها، مضيفاً: «السويد تريد الانضمام للناتو من أجل أمنها، ونحن نريد منها إزالة مخاوفنا الأمنية... علينا أن نكون متضامنين بالدرجة الأولى مع أصدقائنا في الناتو، وعليهم ألا يأووا هؤلاء الإرهابيين في بلدانهم... مهمة الحلف هي مكافحة المنظمات الإرهابية، وتوفير الأمن لدوله».
ولفت إردوغان إلى أن لقاء آخر سيجمعه مع كريسترسون لبحث انضمام بلاده إلى «الناتو»، قائلاً: «نأمل في أن نرى صورة أكثر إيجابية عندما ينظم الاجتماع المشترك في ستوكهولم في نهاية الشهر الحالي».
بدوره، قال كريسترسون إن علاقات بلاده مع تركيا تعود لمئات السنين، واصفاً لقاءه مع إردوغان بـ«المثمر». وأكد أن حزب «العمال الكردستاني» تسبّب بخسائر بشرية كبيرة للشعب التركي، وأن السويد تصنفه منظمةً إرهابية، كما هو الحال في الاتحاد الأوروبي وتركيا.
وأضاف كريسترسون: «استمعنا إلى المطالب التركية، ونؤمن بأن تنظيم العمال الكردستاني إرهابي، ولدينا القناعة نفسها مع تركيا بشأنه، وتركيا هي أكثر دولة عانت من إرهابه». ووصف عملية انضمام بلاده إلى الناتو بأنها «مسألة حياة أو موت».
وشدد على أن بلاده ستلتزم بتعهداتها التي قطعتها لتركيا قبل انضمامها لـ«الناتو»، بموجب مذكرة التفاهم الثلاثية التي ضمت فنلندا أيضاً ووقعت على هامش قمة «الناتو» الأخيرة في مدريد في يونيو (حزيران) الماضي، وكذلك تعهداتها التي ستقطعها بعد الانضمام تجاه حليفتها تركيا، مشيراً إلى أن السويد في هذه الفترة ستكتسب سلطة القانون في مكافحة الإرهاب، ومفسراً ذلك بقوله: «هذا يعني أننا سنكافح الإرهاب سواء كانت الأنشطة الإرهابية تستهدف السويد أو تستهدف تركيا على حد سواء».
بالتوازي، اتهمت تركيا اليونان بعرقلة انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، ووضع العقبات في طريق المفاوضات الرامية إلى ذلك.
وقال نائب وزير الخارجية التركي فاروق كايماكجي، إن هناك عقبات تعرقل مفاوضات انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، وإن هذه العقبات مصدرها اليونان.
وأضاف كايماكجي، في تصريحات أمس الأربعاء، أن مفاوضات انضمام بلاده إلى الاتحاد لا تسير بالسرعة المطلوبة، وأن اليونان تتعمد عرقلتها بسبب الخلافات القائمة بشأن جزيرة قبرص وشرق البحر المتوسط، مشدداً على رغبة تركيا في إتمام مفاوضات الانضمام، والحصول على العضوية الكاملة للاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن تركيا والاتحاد الأوروبي تربطهما علاقات تجارية واقتصادية قوية، داعياً إلى وجوب تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي بين الطرفين؛ لتعزيز هذه العلاقات.
واتهم المسؤول التركي الاتحاد الأوروبي بعدم الوفاء بالتزاماته بموجب اتفاقية اللاجئين وإعادة قبول المهاجرين الموقعة بين بلاده والاتحاد في مارس (آذار) 2016، قائلاً إن الاتحاد لم يقبل اللاجئين السوريين الراغبين في التوجه إلى دوله، ولم يتعافشل رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون في إقناع تركيا بتغيير موقفها من طلب بلاده الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وعلّقت تركيا موافقتها على تبديد مخاوفها الأمنية بشكل كامل. وقال الرئيس رجب طيب إردوغان إن الأمر سيُبحث من جديد خلال زيارة من المحتمل أن يقوم بها إلى ستوكهولم أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
وتعتقد أنقرة أن السويد وفنلندا لم تقوما بالخطوات اللازمة فيما يتعلق بمكافحة «تنظيمات إرهابية» تهدد أمنها، وأنهما ودول أوروبية أخرى يقدمون المأوى لعناصر حزب «العمال الكردستاني» وامتداده في سوريا (وحدات حماية الشعب الكردية)، بالإضافة إلى حركة «الخدمة» التابعة للداعية فتح الله غولن، التي حمّلتها المسؤولية عن تدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف يوليو (تموز) 2016.
وأعاد إردوغان التأكيد على الأمر ذاته خلال محادثات في أنقرة مع رئيس الوزراء السويدي الذي كان يأمل في إزالة اعتراض تركيا على طلب بلاده الانضمام إلى «الناتو». وأشار في مؤتمر صحافي مشترك ليل الثلاثاء-الأربعاء أعقب المحادثات، أنه أوضح، خلالها، خطر المنظمات الإرهابية وعرض جميع مطالب تركيا الأمنية، بما فيها مكافحة حزب «العمال الكردستاني»، ومنعه وامتداداته، وكذلك «منظمة غولن»، من استغلال البيئة الديمقراطية في السويد.
وأضاف الرئيس التركي أن «هناك الكثير من الفعاليات للمنظمات الإرهابية في السويد وفنلندا، تُرفع فيها أعلام المنظمات الإرهابية وشعاراتها... نحن لا نستطيع أن نكذب على شعبنا ونقول له إننا لا نرى هذه المشاهد... ننتظر من السويد وفنلندا التعاون الكامل في محاربة المنظمات الإرهابية».
وتابع أن عناصر المنظمات الإرهابية ليست موجودة في السويد وفنلندا فحسب، بل في عدد من الدول الأوروبية، التي لا تحرك ساكناً ضدها، مضيفاً: «السويد تريد الانضمام للناتو من أجل أمنها، ونحن نريد منها إزالة مخاوفنا الأمنية... علينا أن نكون متضامنين بالدرجة الأولى مع أصدقائنا في الناتو، وعليهم ألا يأووا هؤلاء الإرهابيين في بلدانهم... مهمة الحلف هي مكافحة المنظمات الإرهابية، وتوفير الأمن لدوله».
ولفت إردوغان إلى أن لقاء آخر سيجمعه مع كريسترسون لبحث انضمام بلاده إلى «الناتو»، قائلاً: «نأمل في أن نرى صورة أكثر إيجابية عندما ينظم الاجتماع المشترك في ستوكهولم في نهاية الشهر الحالي».
بدوره، قال كريسترسون إن علاقات بلاده مع تركيا تعود لمئات السنين، واصفاً لقاءه مع إردوغان بـ«المثمر». وأكد أن حزب «العمال الكردستاني» تسبّب بخسائر بشرية كبيرة للشعب التركي، وأن السويد تصنفه منظمةً إرهابية، كما هو الحال في الاتحاد الأوروبي وتركيا.
وأضاف كريسترسون: «استمعنا إلى المطالب التركية، ونؤمن بأن تنظيم العمال الكردستاني إرهابي، ولدينا القناعة نفسها مع تركيا بشأنه، وتركيا هي أكثر دولة عانت من إرهابه». ووصف عملية انضمام بلاده إلى الناتو بأنها «مسألة حياة أو موت».
وشدد على أن بلاده ستلتزم بتعهداتها التي قطعتها لتركيا قبل انضمامها لـ«الناتو»، بموجب مذكرة التفاهم الثلاثية التي ضمت فنلندا أيضاً ووقعت على هامش قمة «الناتو» الأخيرة في مدريد في يونيو (حزيران) الماضي، وكذلك تعهداتها التي ستقطعها بعد الانضمام تجاه حليفتها تركيا، مشيراً إلى أن السويد في هذه الفترة ستكتسب سلطة القانون في مكافحة الإرهاب، ومفسراً ذلك بقوله: «هذا يعني أننا سنكافح الإرهاب سواء كانت الأنشطة الإرهابية تستهدف السويد أو تستهدف تركيا على حد سواء».
بالتوازي، اتهمت تركيا اليونان بعرقلة انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، ووضع العقبات في طريق المفاوضات الرامية إلى ذلك.
وقال نائب وزير الخارجية التركي فاروق كايماكجي، إن هناك عقبات تعرقل مفاوضات انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، وإن هذه العقبات مصدرها اليونان.
وأضاف كايماكجي، في تصريحات أمس الأربعاء، أن مفاوضات انضمام بلاده إلى الاتحاد لا تسير بالسرعة المطلوبة، وأن اليونان تتعمد عرقلتها بسبب الخلافات القائمة بشأن جزيرة قبرص وشرق البحر المتوسط، مشدداً على رغبة تركيا في إتمام مفاوضات الانضمام، والحصول على العضوية الكاملة للاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن تركيا والاتحاد الأوروبي تربطهما علاقات تجارية واقتصادية قوية، داعياً إلى وجوب تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي بين الطرفين؛ لتعزيز هذه العلاقات.
واتهم المسؤول التركي الاتحاد الأوروبي بعدم الوفاء بالتزاماته بموجب اتفاقية اللاجئين وإعادة قبول المهاجرين الموقعة بين بلاده والاتحاد في مارس (آذار) 2016، قائلاً إن الاتحاد لم يقبل اللاجئين السوريين الراغبين في التوجه إلى دوله، ولم يتعاون مع تركيا فيما يخص تشجيع عودة السوريين إلى بلادهم.
وأضاف كايماكجي أن بعض الدول الأوروبية لم تكتف بعدم الالتزام ببنود اتفاقية إعادة القبول، بل أدانت العمليات العسكرية التركية ضد التنظيمات الإرهابية في الشمال السوري (قاصداً وحدات حماية الشعب الكردية)، وحظرت بيع الأسلحة لأنقرة بسبب تلك العمليات.
وكانت 10 دول غربية، بينها السويد وفنلندا، فرضت حظراً على صادرات السلاح إلى تركيا بسبب عملية «نبع السلام» التي نفذتها تركيا ضد تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، الذي تشكل الوحدات الكردية عموده الفقري، في منطقة شمال شرقي سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، ورفعت السويد في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي الحظر من جانبها، كخطوة لتشجيع تركيا على الموافقة على طلب انضمامها إلى «الناتو».ون مع تركيا فيما يخص تشجيع عودة السوريين إلى بلادهم.
وأضاف كايماكجي أن بعض الدول الأوروبية لم تكتف بعدم الالتزام ببنود اتفاقية إعادة القبول، بل أدانت العمليات العسكرية التركية ضد التنظيمات الإرهابية في الشمال السوري (قاصداً وحدات حماية الشعب الكردية)، وحظرت بيع الأسلحة لأنقرة بسبب تلك العمليات.
وكانت 10 دول غربية، بينها السويد وفنلندا، فرضت حظراً على صادرات السلاح إلى تركيا بسبب عملية «نبع السلام» التي نفذتها تركيا ضد تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، الذي تشكل الوحدات الكردية عموده الفقري، في منطقة شمال شرقي سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، ورفعت السويد في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي الحظر من جانبها، كخطوة لتشجيع تركيا على الموافقة على طلب انضمامها إلى «الناتو».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


إسرائيل تكشف تفاصيل جديدة عن اغتيال نصر الله

صورة لحسن نصر الله أمام أنقاض مبنى دمّره الطيران الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت (د.ب.أ)
صورة لحسن نصر الله أمام أنقاض مبنى دمّره الطيران الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت (د.ب.أ)
TT

إسرائيل تكشف تفاصيل جديدة عن اغتيال نصر الله

صورة لحسن نصر الله أمام أنقاض مبنى دمّره الطيران الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت (د.ب.أ)
صورة لحسن نصر الله أمام أنقاض مبنى دمّره الطيران الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت (د.ب.أ)

سمحت الرقابة العسكرية في إسرائيل بنشر معلومات جديدة عن عملية اغتيال الأمين العام السابق لـ«حزب الله» حسن نصر الله، ويتضح منها أن البلاغات عن مكان وجوده ومسارات تحركه، وصلت إلى تل أبيب قبل بضعة أيام من اغتياله، فاتُّخذ القرار على أعلى المستويات، وتم تنفيذه بـ14 غارة على العمارات التي دخل أنفاقها، واستهدفت حتى مخارج النجاة الممكنة. واستمرت أياماً عدة حتى تمنع أي عملية إنقاذ له أو لمرافقيه.

وتشير مصادر أمنية في تل أبيب إلى أن ملاحقة نصر الله لاغتياله بدأت في «أمان» (شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي) و«الموساد» بُعيد حرب 2006، لكن القرار السياسي لم يُتخذ بهذا الشأن في حينه. وتقرر فقط تتبع آثاره، حتى يتم العثور على الفرصة. فعندما تحين، يجري التداول في الموضوع.

تضليل نصر الله

وعندما قرر نصر الله الانضمام إلى «حماس» فيما سماه «حرب مساندة غزة»، بدأت تتقدم خطة الاغتيال، ولكن تقرر أن يتم تضليله، وغرس الفكرة لديه بأن إسرائيل لا تنوي توسيع الحرب معه. وفي حينه، حرص «حزب الله» من جهة وإسرائيل من الجهة الأخرى على إبقاء الحرب محدودة. كل منهما يظهر للآخر أنه لا ينوي استخدام كل أسلحته ضد الآخر. وهكذا بدأت عملية التضليل تفعل فعلها، إلى أن قامت بتوسيع الحرب والهجوم البري على لبنان.

ويتضح أن التصعيد الإسرائيلي تقرر في 16 سبتمبر (أيلول) 2024، عندما أعلن عن فشل جهود المبعوث الأميركي آموس هوكستين لثني «حزب الله» عن مساندة غزة والتوصل إلى اتفاق لوقف النار، وذلك لأن «حزب الله» رفض المطلب الإسرائيلي بفك الارتباط مع القتال في غزة.

وأعلن رئيس الوزراء، بنيامين بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، في حينه، يوآف غالانت، أن إعادة سكان الشمال الإسرائيلي غير ممكنة إلا إذا تمت عملية اجتياح بري للبنان. وفي 17 سبتمبر، قرر المجلس الوزاري الأمني المصغر في الحكومة (الكابنيت) إطلاق خطة الاجتياح. كما قرر نتنياهو، بعكس رغبة الجيش، تفعيل خطة تفجير أجهزة الاتصال (البيجر)، وفي اليوم التالي تفجير أجهزة اللاسلكي. وأدى التفجيران إلى مقتل 59 شخصاً، بينهم 4 مدنيين و55 ناشطاً من «حزب الله»، وإصابة نحو 4500 شخص معظمهم من عناصر الحزب الفاعلين، ومن ضمنهم أطباء يعملون مع الحزب والسفير الإيراني في بيروت مجتبي أماني، و19 شخصاً من عناصر «الحرس الثوري» الإيراني في سوريا ولبنان، والعشرات فقدوا النظر أو أحد الأطراف.

«زبدة» 18 عاماً

وفي 19 سبتمبر ألقى نصر الله خطاباً أعلن فيه أنه لن يوقف القتال إلا إذا أوقفت إسرائيل الحرب على غزة، فاستخدمتها إسرائيل ذريعة للتصعيد ضد لبنان، وأطلقت سلسلة عمليات تصعيد، بلغت أَوْجها في الاجتياح البري في مطلع أكتوبر (تشرين الأول).

وقد تم خلال هذا الاجتياح، الكشف عن «زبدة» عمل دام 18 عاماً، في المخابرات الإسرائيلية، لجمع المعلومات الاستخبارية بواسطة عملاء وبواسطة أجهزة إلكترونية، عن جميع كوادر «حزب الله» فرداً فرداً، من الأمين العام والقيادة العليا، وحتى أصغر قائد مجموعة. وتم تتبُّع أثرهم، خطوة خطوة، وفي مقدمتهم نصر الله.

حماسة نتنياهو

وقبل أيام من الاغتيال، اهتدى ضابط الاستخبارات العسكرية إلى مكان وجود نصر الله، فقام رئيس «أمان» شلومو بندر، بجمع رؤساء الدوائر، وطلب منهم إعطاء رأي في اغتياله. فوجد تأييداً بالإجماع. وطلب أن يسمع رأياً آخر متحفظاً أو معارضاً فلم يجد، فتوجه إلى رئيس الأركان هيرتسي هليفي، فصادق على العملية. وتم رفعها إلى نتنياهو شخصياً، فوافق بحماس على الاغتيال. وراح يؤكد أن هذا الرجل هو ليس قائداً لـ«حزب الله» بل قائد تنظيم عسكري يعمل كما لو أنه جيش، وله وزن كبير بين الأذرع الإيرانية، لدرجة أن الإيرانيين يعتمدونه لتسوية خلافات بين الأقطاب.

وتقرر أن تبدأ عملية قصقصة أجنحته أولاً، فتم اغتيال إبراهيم عقيل، في 20 سبتمبر، ومعه كوكبة من قادة الصفين الثالث والرابع. وعقيل كان ساعد نصر الله الأيمن. وفي 23 سبتمبر، أطلق رئيس الأركان هجوماً بالغارات الشرسة على مجموعة كبيرة من القواعد والمقرات التابعة لـ«حزب الله»، وبينها مواقع سرية لا يعرف بها سوى نفر قليل.

وبحسب الجيش، فإنه تَمَكَّنَ من تدمير 80 في المائة من القدرات العسكرية الهجومية للحزب، وتصفية عدد كبير من قادة المناطق في «حزب الله».

غرور وغطرسة

يقول أمير بحبوط، المراسل العسكري لموقع «واللا»، الذي نشر تقريراً في الموضوع، الأحد، إن «نصر الله لم يفهم الرموز لتلك الضربات القاسية والمتلاحقة. وظل متشبثاً بالربط ما بين لبنان وغزة». ويضيف: «نصر الله، الذي يعد نفسه أكبر الخبراء قدرة على معرفة إسرائيل وطريقة تفكيرها، غرق في الغرور والغطرسة، تماماً كما كان قادة أجهزة الأمن الإسرائيليون غرقوا في الغرور والغطرسة قبيل 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وظل يتحرك بحرية، وتحرك أيضاً فوق الأرض على عكس التوقعات. وهو لا يتوقع اغتياله، بينما كان ضباط المخابرات العسكرية مقتنعين بضرورة اغتياله، وصبوا كل جهدهم لتتبع آثاره، وكانوا يقصفون بطريقة تضلله، وتعزز قناعته بأنه ليس مستهدفاً».

فرصة العمر

وقبل أيام قليلة من الاغتيال، توصلوا إلى مكان وجوده الدقيق، ولم يكن ذلك عبر الأنفاق فحسب، بل أيضاً بالتحرك فوق الأرض. وتوقَّعوا وصوله إلى المقر القائم في عمق الأرض تحت مجمع سكني يضم 20 عمارة ضخمة مرتبطة ببعضها، في حي راقٍ في الضاحية الجنوبية، يوجد في الغرب منه حرج من الأشجار، وقرروا أن هذه هي فرصة العمر التي من النادر أن تتكرر.

وخلال 4 أيام، جرت متابعة تحركات نصر الله، على أعلى المستويات. وشارك فيها القادة الإسرائيليون من هيرتسي هليفي إلى قادة سلاح الجو، الذي تولى مهمة التنفيذ. وكانت الجلسة الأخيرة للأبحاث بحضور نتنياهو شخصياً. وتم إعداد سرب طائرات، وتزويد 14 طائرة مقاتلة بالأسلحة والذخيرة، حيث تحمل 83 عبوة بزنة 80 طناً، وتحدد موعد التنفيذ في الساعة 18:21 عند صلاة المغرب.

وخلال 10 ثوانٍ، كانت العملية منتهية. وقد انهارت العمارات، وحفرت في المكان حفرة عميقة ضخمة. وتم قصف المخارج الممكنة لمنع أي شخص من الهرب. ولم يتوقف القصف أياماً عدة، حتى يمنع نشاط قوات الإنقاذ والطوارئ اللبنانية. وكان القرار: «يجب ألا يخرج أحد منهم حياً».