انتخابات ليبيا: الدبيبة يؤكد استعداده... والمنفي يقترح اجتماعاً دولياً لإتمامها

وسط حديث أميركي عن ضرورة إجرائها

صورة وزعها المجلس الرئاسي لاجتماع رئيسه المنفي مع المبعوث الأممي بطرابلس
صورة وزعها المجلس الرئاسي لاجتماع رئيسه المنفي مع المبعوث الأممي بطرابلس
TT

انتخابات ليبيا: الدبيبة يؤكد استعداده... والمنفي يقترح اجتماعاً دولياً لإتمامها

صورة وزعها المجلس الرئاسي لاجتماع رئيسه المنفي مع المبعوث الأممي بطرابلس
صورة وزعها المجلس الرئاسي لاجتماع رئيسه المنفي مع المبعوث الأممي بطرابلس

جدد رئيس حكومة الوحدة الليبية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، اليوم (الأربعاء)، تأكيد رغبته في إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة، فيما دعا محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، لعقد اجتماع برعاية أممية وأفريقية لإتمامها.
وزعم الدبيبة، خلال اجتماع لحكومته في طرابلس، أمس، أنه نجح - رغم ما وصفه بمحاولات إعادة الانقسام - في الحفاظ على أداء مؤسسات الدولة، وادعى تضاعف نسب الإنجاز يومياً في جميع مشروعات عودة الحياة، التي دشنتها حكومته في مختلف المدن.
وقال: «نجحنا في الحفاظ على الأمانة التي سلمها لنا الشعب، ونواصل دعم حق الليبيين في الوصول إلى الدستور والانتخابات».
وبعدما ادعى أن حكومته قدمت للمجتمع الدولي ما وصفه بالدليل الواضح على أن «الأزمة السياسية في ليبيا مفتعلة»، ألقى الدبيبة الكرة مجدداً في ملعب مجلسي النواب والدولة، وقال: «نحن في انتظار القاعدة الدستورية لإجراء الانتخابات بعد سنوات من التعطيل». ولفت إلى أنه تابع تجربة المحاكاة الانتخابية ومدى جاهزية وزارة الداخلية لتأمين الانتخابات.
وأضاف: «سنحارب الفساد عبر منصة المشروعات الحكومية التي ستعمل بها قطاعات الدولة، بهدف وضع الليبيين في صورة أي مصاريف ضمن إطارنا للشفافية الكاملة». وحث وزراءه على إظهار الشفافية والوطنية في مواجهة تقارير تتهمهم بالفساد.
وتابع: «نسعى لتطبيق أعلى مبادئ الشفافية لدينا، حتى نُغلق الباب على من يحاولون أن يُلبسوا علينا اتهامات الفساد، نحن لا تعنينا معايير الشفافية العالمية، بل يُعنينا شعبنا الذي نحن مسؤولون عنه، وسنغلق الباب على الكذابين والنصابين».
https://twitter.com/Hakomitna/status/1590295338958479360
وأكد الدبيبة، الذي تلقى اتصالاً هاتفياً مساء أول من أمس من نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي لمتابعة التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين، لأعضاء المجلس البلدي ترهونة المنتخب، عقب أداء القسم القانوني أمامه بعد اعتماد النتائج النهائية لانتخابات المجلس، على ضرورة العمل الجاد والمهني من أجل تقديم الخدمات لأهالي المدينة.
كما التقى الدبيبة وفداً من السفارة الأميركية، ضم السفير والمبعوث الخاص ريتشارد نورلاند، والقائم بأعمالها ليزلي أوردمان، وفريقها السياسي، بحضور وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، وأكد مجددا استعداد حكومته للقيام بدورها المناط بها من أجل إنجاح الانتخابات.
ودعا الدبيبة، وفقاً لبيان وزعه مكتبه، لضرورة تحشيد المجتمع الدولي لحلحة الصعوبات التي تعوق إجراء الانتخابات، وأهمها القاعدة الدستورية التي ما زالت غير واضحة المعالم، على حد تعبيره.
ونقل عن المبعوث الأميركي ترحيبه بجهود حكومة الوحدة لتوضيح استعدادها لإجراء انتخابات في حال وجود القاعدة الدستورية، مجدداً التأكيد على رغبة الولايات المتحدة في دعم ليبيا من أجل إجراء الانتخابات باعتبارها الهدف الرئيسي لكل الشعب الليبي.
وقال بيان لحكومة الدبيبة إن الاجتماع الذي خُصص لمناقشة الجهود المبذولة لإنجاح الانتخابات والعمل لمعالجة العوائق التي تواجه تنفيذها، ناقش أيضاً عودة السفارة الأميركية للعمل في طرابلس، وتقديم خدماتها بالشكل الطبيعي، وبحث عدداً من الملفات الاقتصادية والقانونية المشتركة بين البلدين، والتعاون المثمر فيها من أجل خلق شراكة فاعلة بين البلدين، بالإضافة إلى مناقشة الإنفاق الحكومي والخطوات التي اتخذتها الحكومة بشأن الإفصاح والشفافية، والعمل على دعم الخطوات المتخذة في هذا الملف.
بدوره، قال نورلاند إنه تحدث مع الدبيبة عن أهمية وضع ما سمّاه اللمسات الأخيرة على قاعدة دستورية والانتقال بسرعة إلى الانتخابات، واعتبر أن «ليبيا لديها القدرة الفنية لإجراء الانتخابات، وما تحتاج إليه هو الإرادة السياسية».
https://twitter.com/USEmbassyLibya/status/1589994601620078592
وأوضح أنه ناقش مع المنقوش، الحاجة الملحة لإحراز تقدم ملموس لإعادة بناء الزخم نحو الانتخابات الليبية، بما يتماشى مع تطلعات الشعب الليبي، وسبل زيادة التواصل بين المواطنين الأميركيين والليبيين.
https://twitter.com/USEmbassyLibya/status/1590016307008716801
كما أعرب نورلاند عقب اجتماعه مع المبعوث الأممي عبد الله باتيلي عن تطلعه إلى دعم مبادرات الأمم المتحدة التي تمكن القادة السياسيين والمؤسسات الليبية من الاتفاق على خريطة طريق موثوقة لإجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن.
https://twitter.com/USEmbassyLibya/status/1590029676906704896
من جهته، قال السفير الألماني ميخائيل أونماخت إنه أكد مجدداً للمبعوث الأممي، ما وصفه بالتزام بلاده الشديد بدعم عمله الحاسم نحو حل سلمي للأزمة الليبية.
https://twitter.com/GermanAmbLBY/status/1590247078403657729
وكان رئيس مجلس الدولة خالد المشري أطلع أونماخت على «جهوده الرامية لتحقيق الاستقرار عبر إنجاز القاعدة الدستورية والقوانين الانتخابية وملف تغيير المناصب السيادية، وآلية اختيار سلطة تنفيذية قادرة على إجراء الانتخابات في أقرب الآجال».
كما أبلغ المتحدث باسم مجلس الدولة محمد عبد الناصر وسائل إعلام محلية، أمس، بأن المجلس سيناقش اليوم في جلسة سيعقدها بطرابلس تقرير لجنة المناصب السيادية، وآلية توحيد السلطة التنفيذية، مشيراً إلى احتمال عرض الصيغة النهائية للقاعدة الدستورية، للتصويت عليها من قبل الأعضاء كحزمة واحدة.
في المقابل، دعا رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، خلال اجتماعه أمس في طرابلس مع باتيلي، لعقد لقاء جامع لكل الأطراف المعنية بالقضية الليبية، برعاية الاتحاد الأفريقي وبعثة الأمم المتحدة، بهدف الوصول إلى الانتخابات وتحقيق مشروع المصالحة الوطنية الذي يتبناه المجلس. ونقل المنفي عن باتيلي إشادته بجهوده في إنجاح مشروع المصالحة الوطنية، وتعاونه المتواصل مع الجهود الأممية والدول الداعمة لاستقرار ليبيا، من أجل إيجاد حل للأزمة السياسية.
إلى ذلك، اكتفى المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، بإعلان لقائه مساء أول من أمس بمدينة بنغازي في شرق البلاد، مع المدعي العام بمحكمة الجنايات الدولية كريم خان، لكنه لم يفصح عن فحوى المحادثات.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».