«النزوة»... دراما مصرية عن الحب وأزمة منتصف العمر تثير تفاعلاً

بطولة خالد النبوي وعائشة بن أحمد

لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة للعمل)
لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة للعمل)
TT

«النزوة»... دراما مصرية عن الحب وأزمة منتصف العمر تثير تفاعلاً

لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة للعمل)
لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة للعمل)

أثارت الحلقات الأولى لمسلسل «النزوة» تفاعلات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما بين إعجاب بالعمل وأسلوب السرد الدرامي والأداء المميز لبطليه، وبين من يدينون مبكراً فكرة الخيانة التي يقع فيها بطلا العمل.
عبر صوت المطربة السورية لينا شاماميان، ومشاهد البحر الأحمر، واليخوت الراسية فوق مياهه، يعرض مسلسل «النزوة» لقصة حب تتسلل إلى حياة الأديب والأستاذ الجامعي (عمر) يجسده خالد النبوي، خلال رحلته وأسرته إلى منتجع الجونة لقضاء الإجازة الصيفية، تبدو حياة (عمر) هانئة، فهو زوج لامرأة جميلة (سالي شاهين) وأسرة سعيدة تضم 3 أطفال، لكن لقاء الصدفة مع (هالة) التي تقدمها الفنانة التونسية عائشة بن أحمد، التي تعمل مضيفة بأحد المطاعم يحدث خلال تناوله الغداء وأسرته بالمطعم، نعرف من خلال الأحداث أن فقد (هالة) لطفلها الأول قد نال منها كثيراً، وتسلل الفتور إلى علاقتها بزوجها (عمر الشناوي)، وبينما يقع حادث قتل في المنتجع، يتم استدعاء كل منهما للتحقيق، وبشكل متداخل، وعبر أسلوب «الفلاش باك» ندرك كيف بدأت علاقتهما وكيف تطورت.

مسلسل «النزوة» بدأ عرضه عبر منصة (شاهد Vip) في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، ويشارك في بطولته سلوى محمد علي، مراد مكرم، نور محمود، رمزي العدل، ميريت عمر الحريري، وكتب له السيناريو والحوار محمد الحاج.
يعد العمل أول مسلسل درامي في مصر للمخرج السينمائي أمير رمسيس، الذي يقدم مسلسلاً بأسلوب سينمائي، وإيقاع محكم، كاشفاً عن تفاصيل متباينة في عمل يعتمد بشكل كبير على أداء الممثلين.
المسلسل مأخوذ عن فورمات أجنبية للمسلسل الأميركي) Affair) الذي عرض عام 2014 وفاز بجائزة «الغولدن غلوب» لأفضل مسلسل درامي عام 2015. كما فازت بطلته «روث ويلسون»، بجائزة أفضل ممثلة دراما، وتم تقديم نسخ من المسلسل بعدة لغات مختلفة، وتنطلق فكرته حول الآثار النفسية للخيانة بين الزوجين.

المخرج أمير رمسيس الذي خاض تجربة الإخراج التلفزيوني مرة واحدة للمسلسل المغربي «صالون شهرزاد»، اعتبر هذا العمل تحدياً له من نواحٍ عدة، حسبما يؤكد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «هو تحدٍ من ناحية إعادة صناعة مسلسل ناجح قدمت عنه عدة نسخ بأكثر من لغة، ولأنه يعد عملاً حساساً خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، وقد يثير كثيراً من الجدل، فهناك صعوبة في تقديمه والتعاطف مع شخصياته، وقد أحببت هذا التحدي مع حدوتة غير تقليدية في مجتمعاتنا، ولم أتردد لحظة أمام إعادة تقديمه، بل كانت فكرة مغرية جداً بالنسبة لي، وكنت موجوداً مع فريق الكتابة منذ المرحلة الأولى واتفقنا على كل التفاصيل».
ويضيف رمسيس: «نحن نتحدث عن شخصين كان من الضروري أن يتقابلا ويعثر كل منهما على الآخر، وبعيداً عن المنحى الأخلاقي للحكم عليهما، أعتقد أن الدراما لا بد أن تكون قادرة على التعاطف مع الضعف الإنساني في حد ذاته»، على حد تعبيره.
واختار أمير رمسيس أن يقدم المسلسل بشكل وتقنيات سينمائية من منطلق أنه لم يعد هناك فرق كبير بينهما، فقد ذابا فعلياً، على حد قوله، معتبراً نفسه محظوظاً بفريق العمل الذي يشاركه أفلامه، إضافة لمدير التصوير جاد بيروتي، الذي عمل معه لأول مرة، وينسب له فضل كبير في خروج المسلسل على هذا النحو. بحسب وصف رمسيس.

ويكشف رمسيس أن التحضير الجيد قبل التصوير خدم الممثلين مثلما خدم الصورة، حيث تم إجراء بروفات عدة.
وترفض الناقدة ماجدة خير الله إلصاق «فكرة الخيانة الزوجية» بالمسلسل، مؤكدة أنه يريد أن يقول إن «الإنسان يمكن أن ينجذب لشخص آخر في أي مرحلة من حياته، خصوصاً في فترة منتصف العمر رغم أن البطل يعيش حالة استقرار وليس لديه استعدادا لهدم البيت، لكن الناس تغفل أن النفس البشرية قد تميل إلى روح ثانية».
ولأن بطل المسلسل (عمر) يعيش حالة إبداع، وهو غير متوافق مع عائلة زوجته، وفي هذا البيت الأنيق ليس هناك شيء يخصه، وأن تركيبة الشخصية التي تتكشف لنا شيئاً فشيئاً تشعرنا أنه يحاول البحث عن كيانه وإبداعه، فهو يبدو محاصراً في حياته، كما أن البطلة أيضاً شخصية مغرية وبها غموض، وهي لا تسعى للخيانة لكنها شعرت باهتمامه بها، وهو ما تفتقده
في علاقة تكاد تكون منتهية مع زوجها»، مشيرة إلى «اهتمام السيناريو الشديد بالتفاصيل لندرك عالم كل منهما ودوافعه رغم أنهما لا يتحدثان عنها بشكل مباشر».
وحول تكرار المشهد نفسه مرتين بوجهتي نظر كل منهما، ترى ماجدة خير الله أن «كل تفصيلة تفتح باب فضول أمام المشاهد لمعرفة المزيد، فهو يضع الشخصيات في مأزق، ليس بالضرورة مأزقاً حاداً، إنما يجعلنا نتطلع لمعرفة ماذا ستقودنا الأحداث لرجل يعيش حياة مستقرة يحسده عليها الآخرون».
وتلفت ماجدة خير الله إلى لمسات أمير رمسيس كمخرج سينمائي، «إذ بدا ذلك واضحاً في تكوينات الكادرات واللقطات المتنوعة، مثل مشهد يلتقي فيه والد زوجته في حديقة الشاليه، وحتى المواقف التي تبدو ثابتة نجد فيها حيوية كبيرة».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية وعدد من المقابر تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة، بداخلها مجموعة من المومياوات والهياكل العظمية والتوابيت، وغيرها من اللقى الأثرية.

وتوصلت البعثة المشتركة بين مصر وإسبانيا من خلال جامعة برشلونة ومعهد الشرق الأدنى القديم، إلى هذا الكشف الأثري أثناء عمليات التنقيب بمنطقة البهنسا في محافظة المنيا (251 كيلومتراً جنوب القاهرة).

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر الدكتور محمد إسماعيل خالد، أهمية هذا الكشف، واعتبره سابقة في الاكتشافات الأثرية، قائلاً: «للمرة الأولى يتم العثور بمنطقة البهنسا الأثرية على بقايا آدمية بداخلها 13 لساناً وأظافر آدمية ذهبية لمومياوات من العصر البطلمي، بالإضافة إلى عدد من النصوص والمناظر ذات الطابع المصري القديم، والتي يظهر بعضها لأول مرة في منطقة البهنسا؛ مما يُمثل إضافة كبيرة لتاريخ المنطقة، ويسلط الضوء على الممارسات الدينية السائدة في العصر البطلمي»، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.

لوحات ومناظر تظهر لأول مرة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأوضح أستاذ الآثار بجامعة القاهرة ومدير حفائر البعثة المشتركة الدكتور حسان إبراهيم عامر، أنه تم العثور على جعران القلب موجود في مكانه داخل المومياء، في إحدى المقابر المكتشفة، بالإضافة إلى العثور على 29 تميمة لـ«عمود جد»، وجعارين وتمائم لمعبودات مثل «حورس» و«جحوتي» و«إيزيس». في حين ذكر رئيس البعثة من الجانب الإسباني الدكتور أستر بونس ميلادو، أنه خلال أعمال الحفائر عثرت البعثة على بئر للدفن من الحجر المستطيل، تؤدي إلى مقبرة من العصر البطلمي تحتوي على صالة رئيسة تؤدي إلى ثلاث حجرات بداخلها عشرات المومياوات متراصّة جنباً إلى جنب؛ مما يشير إلى أن هذه الحجرات كانت قد استُخدمت كمقبرة جماعية.

وأضاف رئيس البعثة أنه «إلى جانب هذه البئر تم العثور على بئر أخرى للدفن تؤدي إلى ثلاث حجرات، ووجدوا جدران إحدى هذه الحجرات مزينة برسوم وكتابات ملونة، تمثل صاحب المقبرة الذي يُدعى (ون نفر) وأفراد أسرته أمام المعبودات (أنوبيس) و(أوزوريس) و(آتوم) و(حورس) و(جحوتي)».

إلى جانب ذلك، تم تزيين السقف برسم للمعبودة «نوت» (ربة السماء)، باللون الأبيض على خلفية زرقاء تحيط بها النجوم والمراكب المقدسة التي تحمل بعض المعبودات مثل «خبري» و«رع» و«آتوم»، حسب البيان.

مناظر عن العالم الآخر في مقابر البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وكان اللافت للانتباه، وفق ما ذكرته البعثة، هو «وجود طبقة رقيقة من الذهب شديدة اللمعان على وجه المومياء التي يقوم بتحنيطها (أنوبيس)، وكذلك على وجه (أوزوريس) و(إيزيس) و(نفتيس) أمام وخلف المتوفى». وأوضحت أن «هذه المناظر والنصوص تمثل صاحب المقبرة وأفراد أسرته في حضرة معبودات مختلفة، وهي تظهر لأول مرة في منطقة البهنسا».

وقال الخبير الأثري المصري الدكتور خالد سعد إن «محتويات المقبرة توضح مدى أهمية الشخص ومستواه الوظيفي أو المادي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر وجدت الكثير من الدفنات المماثلة من العصرين اليوناني والروماني، وكانت الدفنة سليمة؛ لم يتم نبشها أو العبث بها».

ويوضح الخبير الأثري أن «الفكر الديني في ذلك الوقت كان يقول بوضع ألسنة ذهبية في فم المومياوات حتى يستطيع المتوفى أن يتكلم كلاماً صادقاً أمام مجمع الآلهة».

ألسنة ذهبية تم اكتشافها في المنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أما بالنسبة لتلابيس الأصابع (الأظافر الذهبية)، فهذا تقليد كان ينتهجه معظم ملوك الدولة الحديثة، وتم اكتشافها من قبل في مقبرة «توت عنخ آمون»، وكانت مومياؤه بها تلابيس في أصابع اليد والقدم، وفي البهنسا تدل التلابيس والألسنة الذهبية على ثراء المتوفى.

وتعدّ قرية البهنسا (شمال المنيا) من المناطق الأثرية الثرية التي تضم آثاراً تعود للعصور المختلفة من المصري القديم إلى اليوناني والروماني والقبطي والإسلامي، وقد عثرت فيها البعثة نفسها في يناير (كانون الثاني) الماضي على عدد كبير من القطع الأثرية والمومياوات، من بينها 23 مومياء محنطة خارج التوابيت، و4 توابيت ذات شكل آدمي.

مناظر طقوسية في مقابر منطقة البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وفسّر الخبير الأثري العثور على مجموعة من الأواني الكانوبية في المقابر بأنها «تحفظ أحشاء المتوفى، وهي أربعة أوانٍ تمثل أربعة من أولاد (حورس) يرفعون أطراف الكون الأربعة، وفقاً لعقيدة الأشمونيين، ويتمثلون في ابن آوى والقرد والإنسان والصقر، ويوضع في هذه الأواني المعدة والأمعاء والقلب والكبد، وكانت على درجة عالية من الحفظ، نظراً للخبرة التي اكتسبها المحنّطون في السنوات السابقة».

وأشار إلى أن «اللقى الأثرية الأخرى الموجودة بالكشف الأثري مثل الأواني الفخارية والمناظر من الجداريات... تشير إلى أركان طقوسية مرتبطة بالعالم الآخر عند المصري القديم مثل الحساب ووزن القلب أمام ريشة (ماعت)؛ مما يشير إلى استمرارية الديانة المصرية بكافة أركانها خلال العصر اليوناني والروماني، بما يؤكد أن الحضارة المصرية استطاعت تمصير العصر اليوناني والروماني».

بدورها، أشارت عميدة كلية الآثار بجامعة أسوان سابقاً الدكتورة أماني كرورة، إلى أهمية منطقة البهنسا، واعتبرت أن الكشف الجديد يرسخ لأهمية هذه المنطقة التي كانت مكاناً لعبادة «الإله ست» في العصور المصرية القديمة، وفق قولها، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المنطقة كانت تضم العديد من المعابد والمنشآت العامة، فهناك برديات تشير إلى وجود عمال مكلفين بحراسة المنشآت العامة بها؛ مما يشير إلى أهميتها».