«معتزلات الكتابة‬» السعودية مبادرة ثقافية لإثراء الحصيلة الأدبية

تستضيف فيها مجموعة من الكتاب حول العالم لفتح نوافذ من الفكر والإبداع

تهدف معتزلات الكتابة إلى توفير المزيد من الفرص لتبادل التجارب والخبرات  بين الكتاب المحليين والعالميين
تهدف معتزلات الكتابة إلى توفير المزيد من الفرص لتبادل التجارب والخبرات بين الكتاب المحليين والعالميين
TT
20

«معتزلات الكتابة‬» السعودية مبادرة ثقافية لإثراء الحصيلة الأدبية

تهدف معتزلات الكتابة إلى توفير المزيد من الفرص لتبادل التجارب والخبرات  بين الكتاب المحليين والعالميين
تهدف معتزلات الكتابة إلى توفير المزيد من الفرص لتبادل التجارب والخبرات بين الكتاب المحليين والعالميين

اختُتمت أول معتزلات الكتابة هذا العام، التي نظمت في منطقة عسير جنوب السعودية، وفتحت لنخبة من الكتاب المشاركين فرصة لإغناء أفكارهم وإثراء تجاربهم، وإعادة تعريف علاقتهم مع المكان، وصناعة أثر مختلف على رحلة الآداب والكتاب.
وتنظم هيئة الأدب والنشر والترجمة في وزارة الثقافة السعودية، معتزلات للكتابة منذ عام 2019، تستضيف فيها مجموعة من الكتاب حول العالم، لخوض رحلة للتحصيل الأدبي، وفتح نوافذ إلى عوالم جديدة من الفكر والإبداع، وتمكين التجربة الثقافية في السعودية وتصويرها في حصيلة المؤلفين في فنون مختلفة.
وقال الكاتب أحمد العسيلان، إن مبادرة معتزلات الكتابة التي ترعاها هيئة الأدب والنشر والترجمة، تعد تجربة فريدة ومميزة، وثقافة نحن بحاجة إلى التوسع فيها عبر العالم العربي، ووصف العسيلان مشاركته الأخيرة في معتزل الكتابة الذي نظم في منطقة عسير، وصحبة كتاب مميزين في السرد، تحديداً في مجال القصة القصيرة بالثرية.
ويضيف: «الإنسان كائن اجتماعي بطبيعته، بيد أنه بحاجة للانسحاب بين الفينة والأخرى بحثاً عن ملاذ آمن لاستعادة ما فقده وسط الزحام، والعزلة أولى عتبات الغوص عميقاً في الذات والأفكار المحيطة بها».
والعزلة في رأي العسيلان قد تكون مادية بمعنى الابتعاد تماماً عن الناس، وقد تكون معنوية من خلال التموضع داخل النفس، وإن أحاط به الآخرون، وبشأن العزلة لأجل الكتابة وصفها العسيلان بـ«غوص عميق، وصمت مطبق يحرك الساكن في الكاتب، تنثال معه التساؤلات، وتصطرع الأفكار، وتتحرك المشاعر، ليولد النص؛ والعزلة مطلب في كثير من الأحيان لكتابة نص يليق بالقارئ الحصيف إن أحسن المعتزل التعامل معه».

تنظم هيئة الأدب والنشر والترجمة  مُعتزلات الكتابة بمشاركة عددٍ من الكتاب من جنسيات عالمية

من جانبه، قال الكاتب خالد الباتلي، إن «الكاتب غالباً ما يرتاد مساحات العزلة لحاجة مؤقتة، كأن يعيد ترتيب أوراقه أو ليكتب أو يتأمل أو يتخذ قراراته ثم يعود لطبيعته، والتفكير مرتبط بالتأمل، كممارسة تحقق الإلهام والتنوير، الذي يكتنف الروح في سكون العزلة، وفي حال اجتمعت ملكة الكتابة مع سمة العزلة في شخص واحد، حينها ستكون العزلة الكتابية طقساً مقدساً».
وعن علاقة الكتابة بمعنى العزلة، قال الباتلي، إن الكتابة حدث يتبلور في فضاء منعزل بين الواقع والشعور، خارجاً عن حدود الظرفية الزمانية المحتملة لوقوع سائر الأحداث، ويمكن للكاتب أن يتلبس الحالة في المكان والزمان الأقرب لإحساسه، بحيث يختار أن يؤثث لعزلته، ويعد العدة للقاء بنات أفكاره وتوظيف تفاصيل العزلة، لتهيئة الطقس الخارجي الذي يشبه حالته الشعورية، ليهرب معها في عزلة كتابية لمحاورة الأفكار في خلوة راقية، يتأنق لها بكامل أدواته، بحيث يمكنه أن يعد مسبقاً نوع الحبر لأقلامه، وخامة الأوراق وجودتها وحتى لونها، ويستحضر الشعور ويستقبل الصفحة أو الآلة الكاتبة أو الشاشة الإلكترونية ويطلق لفكره العنان وينفرد به».


غالباً ما يرتاد الكاتب مساحات العزلة لحاجة مؤقتة يعيد فيها ترتيب أوراقه  ويتخذ قراراته ثم يعود لطبيعته

وأضاف: «هناك الكثير من الاعتزالات الأدبية التي نتجت عنها روائع أدبية، من أشهرها العزلة الشكسبيرية، التي وقفت في وجه الطاعون بـ(أكون أو لا أكون)، أما الروائي والشاعر البريطاني داريل فهو من اختار عزلته في جزيرة كورفو اليونانية لينسج روايته (الربيع المتأزم) إنما في الغالب، كان البيت هو الملاذ الحقيقي لخيالات شريحة عظمى من الكتاب، فكانت تربطهم علاقة حميمية مع نوافذ غرفاتهم وجدرانها ورائحة الجلد والخشب في قطع أثاثها، حيث عاشوا وعانوا وسجلوا مسيرتهم الفنية وأبدعوا... فكان لروحية المكان التي استطاعت أن تلهمهم».
وأطلقت هيئة الأدب والنشر والترجمة مُعتزلات الكتابة، بمشاركة عددٍ من الكتاب من جنسيات عالمية، حيث يتضمن المعتزل حلقات نقاشية وجولات سياحية في مناطق مختارة، إلى جانب أوقات مخصصة للعمل والكتابة.
وتهدف الهيئة من تنظيمها المستمر لمعتزلات الكتابة إلى توفير المزيد من الفرص لتبادل التجارب والخبرات بين الكتاب المحليين والعالميين، وتحقيق التواصل الثقافي الدولي من خلال تمازج الثقافات المختلفة، في مناخ أدبي مُحفز على الكتابة والإبداع.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

أطلقت السعودية خدمة التأشيرة الإلكترونية كمرحلة أولى في 7 دول من خلال إلغاء لاصق التأشيرة على جواز سفر المستفيد والتحول إلى التأشيرة الإلكترونية وقراءة بياناتها عبر رمز الاستجابة السريعة «QR». وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن المبادرة الجديدة تأتي في إطار استكمال إجراءات أتمتة ورفع جودة الخدمات القنصلية المقدمة من الوزارة بتطوير آلية منح تأشيرات «العمل والإقامة والزيارة». وأشارت الخارجية السعودية إلى تفعيل هذا الإجراء باعتباره مرحلة أولى في عددٍ من بعثات المملكة في الدول التالية: «الإمارات والأردن ومصر وبنغلاديش والهند وإندونيسيا والفلبين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

«ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

تُنظم هيئة الأفلام السعودية، في مدينة الظهران، الجمعة، الجولة الثانية من ملتقى النقد السينمائي تحت شعار «السينما الوطنية»، بالشراكة مع مهرجان الأفلام السعودية ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء). ويأتي الملتقى في فضاءٍ واسع من الحوارات والتبادلات السينمائية؛ ليحل منصة عالمية تُعزز مفهوم النقد السينمائي بجميع أشكاله المختلفة بين النقاد والأكاديميين المتخصصين بالدراسات السينمائية، وصُناع الأفلام، والكُتَّاب، والفنانين، ومحبي السينما. وشدد المهندس عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي للهيئة، على أهمية الملتقى في تسليط الضوء على مفهوم السينما الوطنية، والمفاهيم المرتبطة بها، في وقت تأخذ في

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

تجاوز عدد المسافرين من مطارات السعودية وإليها منذ بداية شهر رمضان وحتى التاسع من شوال لهذا العام، 11.5 مليون مسافر، بزيادة تجاوزت 25% عن العام الماضي في نفس الفترة، وسط انسيابية ملحوظة وتكامل تشغيلي بين الجهات الحكومية والخاصة. وذكرت «هيئة الطيران المدني» أن العدد توزع على جميع مطارات السعودية عبر أكثر من 80 ألف رحلة و55 ناقلاً جوياً، حيث خدم مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة النسبة الأعلى من المسافرين بـ4,4 مليون، تلاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض بـ3 ملايين، فيما خدم مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة قرابة المليون، بينما تم تجاوز هذا الرقم في شركة مطارات الدمام، وتوز

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الحوثيون: أميركا تشن غارات على جزيرة كمران بالحديدة في اليمن

تصاعد الدخان جراء الغارات الأميركية على العاصمة اليمنية صنعاء أمس (أ.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الأميركية على العاصمة اليمنية صنعاء أمس (أ.ب)
TT
20

الحوثيون: أميركا تشن غارات على جزيرة كمران بالحديدة في اليمن

تصاعد الدخان جراء الغارات الأميركية على العاصمة اليمنية صنعاء أمس (أ.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الأميركية على العاصمة اليمنية صنعاء أمس (أ.ب)

ذكرت قناة «المسيرة»، التابعة للحوثيين في اليمن، اليوم الأحد، أن الطائرات الأميركية شنت سلسلة غارات على جزيرة كمران في الحديدة.

ولم تذكر القناة تفاصيل أخرى عن آثار القصف.

قال رئيس المجلس السياسي لجماعة الحوثي مهدي المشاط، في وقت سابق، اليوم، إن جماعته لم تتضرر سوى بنسبة واحد في المائة من الغارات الأميركية، مضيفاً أن جميع أهداف هذه الهجمات مدنية.

ونقلت «المسيرة» عن المشاط قوله إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب «لم يحقق شيئاً في اليمن سوى قتل المدنيين، وانحدار سُمعة أميركا بسبب تهوُّره. المجازر كلها مدنية وأعيان مدنية».

وتُنفذ الولايات المتحدة عملية عسكرية موسَّعة ضد الحوثيين، أسفرت، وفق الجماعة اليمنية، عن مقتل وإصابة العشرات. وقال ترمب إن الهجمات على الحوثيين ستتواصل حتى إزالة ما وصفه بالخطر الذي يمثلونه على الملاحة البحرية.

وتشن جماعة الحوثي، المتحالفة مع إيران، هجمات على السفن في البحر الأحمر منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023؛ دعماً للفلسطينيين في غزة. وتسببت هجمات الحوثيين في تعطيل التجارة العالمية.