8 تحالفات رئيسية تقود مفاوضات «قمة شرم الشيخ»

انتهاء المراسم البروتوكولية... وبدء المناقشات المناخية

بداية المحادثات المناخية بعد انتهاء المراسم البروتوكولية (أ.ب)
بداية المحادثات المناخية بعد انتهاء المراسم البروتوكولية (أ.ب)
TT

8 تحالفات رئيسية تقود مفاوضات «قمة شرم الشيخ»

بداية المحادثات المناخية بعد انتهاء المراسم البروتوكولية (أ.ب)
بداية المحادثات المناخية بعد انتهاء المراسم البروتوكولية (أ.ب)

دقت ساعة المفاوضات في «قمة شرم الشيخ» للمناخ، وذلك بعد إعلان رئيس المؤتمر، وزير الخارجية المصري سامح شكري، أجندة مفاوضات التكيف المناخي، اليوم (الثلاثاء)، في نهاية 3 أيام من المراسم البروتوكولية، شملت كلمات افتتاح القمة، ثم قمة الرؤساء.
والتكيف المناخي من القضايا الرئيسية في العمل المناخي، إلى جانب «خفض الانبعاثات» و«الخسائر والأضرار»، ولا يوجد خلاف بين الدول المتقدمة والنامية على «التكيف» كمصطلح يشير إلى مواجهة الأضرار التي سببها تغير المناخ، إنما كان الخلاف الرئيسي هو «عدم وفاء الدول المتقدمة بالتزاماتها التمويلية تجاه برامج التكيف، والمقررة في اتفاقية باريس بـ100 مليار دولار سنوياً».
وبينما صدرت الأجندة التفاوضية حول التكيف، اليوم، من المتوقع أن تصدر الأجندة التفاوضية حول الموضوعات الأخرى لاحقاً، ليبدأ ماراثون طويل من التفاوض ينتهي مع اليوم الختامي للقمة في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.
وتحدد أجندة شرم الشيخ للتكيف 30 عنصراً رئيسياً تهدف إلى تعزيز القدرة على الصمود لنحو 4 مليارات شخص يعيشون في أكثر المجتمعات عرضة لتغير المناخ بحلول عام 2030.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تحذر فيه الأبحاث من أن «ما يقرب من نصف سكان العالم سيتعرضون لخطر شديد من آثار تغير المناخ خلال عام 2030»، وفق التحليل المنشور من «الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ».
وتتضمن العناصر الـ30، برامج في مجالات الغذاء والزراعة، والمياه والطبيعة، والسواحل والمحيطات، والبنية التحتية، ومنها الانتقال إلى الزراعة المستدامة المقاومة للمناخ التي يمكن أن تزيد الإنتاجية بنسبة 17 في المائة، وتقلل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 21 في المائة، دون توسيع الحدود الزراعية، وفي الوقت نفسه تحسين سبل العيش للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة.
كما تشمل حماية واستعادة ما يقدر بنحو 400 مليون هكتار في المناطق الحرجة لدعم المجتمعات الأصلية والمحلية، باستخدام الحلول القائمة على الطبيعة لتحسين الأمن المائي وسبل العيش، وتحويل ملياري هكتار من الأراضي إلى إدارة مستدامة، وحماية 3 مليارات شخص من خلال تركيب أنظمة إنذار ذكية ومبكرة، واستثمار 4 مليارات دولار أميركي لتأمين مستقبل 15 مليون هكتار من غابات المانغروف من خلال العمل الجماعي لوقف الخسارة، واستعادة الحماية المزدوجة، وضمان التمويل المستدام لجميع أشجار المانغروف الحالية، وتوسيع نطاق الوصول إلى الطهي النظيف لـ2.4 مليار شخص من خلال تمويل مبتكر لا يقل عن 10 مليارات دولار أميركي سنوياً، وتعبئة 140 إلى 300 مليار دولار أميركي مطلوبة عبر كل من المصادر العامة والخاصة للتكيف والمرونة، وتحفيز 2000 من أكبر الشركات في العالم على وضع خطط تكيف قابلة للتنفيذ.
وقبل إعلان أجندة التفاوض في بقية القضايا المناخية، بدأت التكتلات المختلفة اجتماعات مكثفة للاتفاق على مواقف موحدة، ومن أبرز هذه التكتلات 8 مجموعات تفاوضية، هي «مجموعة 77 والصين»، التي تأسست عام 1964 في سياق مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونتكاد)، وتُعد أكبر التكتلات في خريطة تكتلات مفاوضات المناخ، وتضم الدول النامية، ومن بينها مصر، إلى جانب الصين.
ويوجد أيضاً تكتل «المجموعة الأفريقية»، الذي تم تأسيسه عام 1995 خلال مؤتمر «كوب» الأول في ألمانيا، كما توجد «المجموعة العربية» التي تضم 22 دولة، و«المجموعة الأوروبية» التي تضم 27 دولة، و«تحالف الدول الجزرية الصغيرة» (SIDS)، الذي يتكون من 40 جزيرة منخفضة، وهي المناطق المعرضة بشكل خاص وكبير للتأثر بارتفاع مستوى سطح البحر، وتحالف «LDCs»، ويتضمن 46 دولة هي أقل الدول نمواً، ومجموعة «المظلة» (Umbrella)، وهذه المجموعة هي عبارة عن تحالف تم تشكيله عقب اعتماد بروتوكول «كيوتو»، وتتكون من دول أستراليا، وكندا، وآيسلندا، وإسرائيل، واليابان، ونيوزيلندا، وكازاخستان، والنرويج، والولايات المتحدة، وأوكرانيا، وتحالف «LMDC»، ويضم أكثر من 20 دولة، أبرزها: الصين، والهند، ومنظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك»، ومجموعة من بلدان آسيا الوسطى، والقوقاز، وألبانيا، ومولدوفا (CACAM).
وبالإضافة إلى هذه التحالفات، تعمل الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل منفصل، في حين توجد دول أخرى في أكثر من تحالف، مثل مصر التي توجد في التحالف العربي والأفريقي و«مجموعة 77 والصين»، كما أن الصين رغم وجودها في التحالف الأكبر والأشهر، تعمل في بعض القضايا بشكل منفصل.
وبالتزامن مع إعلان أجندة المفاوضات في «التكيف المناخي»، بدأ التكتل الأشهر، وهو «مجموعة 77 والصين»، يعلن عن بعض مواقفه التي تدور حول إنشاء مرفق منفصل لتمويل الدول النامية التي تعرضت لخسائر وأضرار بسبب آثار تغير المناخ، ومضاعفة تمويل التكيف المناخي، وتفعيل «شبكة سانتياغو» بشأن الخسائر والأضرار، التي تأسست العام الماضي على هامش مؤتمر غلاسغو للربط بين الدول النامية المتضررة من تغير المناخ من جانب، والكيانات والدول التي تستطيع تقديم الدعم لها.
ويقول أحمد الدروبي، المدير الإقليمي للحملات بمنظمة «غرينبيس» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لـ«الشرق الأوسط»، إن «نجاح تكتل (مجموعة 77 والصين) في تحقيق هذه المطالب، يتطلب التوافق مع التحالفات الأخرى التي تضم الدول المتضررة من الانبعاثات الكربونية، مثل (التحالف الأفريقي) و(تحالف الدول الجزرية)، ليتحدثوا بصوت واحد، ولكن عادة لا يحدث ذلك؛ إذ تنجح بعض الدول الغربية في تطبيق سياسة (فرّق تسد)، عبر تقديم وعود تمويلية لبعض البلدان، مما يضعف مواقف هذه التحالفات».
وأبدى الدروبي تحفظه عن حل قدمته ألمانيا، وأعلن عنه المستشار الألماني أولاف شولتس، وهو «الدرع الدولية»، الذي هو «نظام تأميني تقوم فكرته على أن تتحمل الدول الغنية التأمين ضد أخطار الاحترار العالمي، ليتم تقديم أموال بشكل أسرع للدول المتضررة من أخطار التغير المناخي».
ويقول الدروبي: «المستفيد الوحيد من هذا الدرع التأميني الدولي هو شركات التأمين، وستظهر خلافات دائمة بشأن استحقاق أموال التأمين، لا سيما مع ازدياد المخاطر التي تسببها تغيرات المناخ، وهذا أمر متوقع».


مقالات ذات صلة

علماء يستخرجون نواة جليدية عمرها أكثر من مليون سنة

علوم أشخاص يعملون في كهف تخزين في موقع يُدعى «ليتل دوم سي» في القارة القطبية الجنوبية (أ.ب)

علماء يستخرجون نواة جليدية عمرها أكثر من مليون سنة

أعلن فريق دولي من العلماء أنهم نجحوا في حفر واحدة من أعمق الحفر الجليدية حتى الآن، بعمق ميلين (2.8 كيلومتر) للوصول لطبقة جليدية في القارة القطبية.

«الشرق الأوسط» (روما)
ظواهر جوية حادة أثّرت على مناطق السعودية خلال عام 2024 (الأرصاد)

15 ظاهرة تجسّد واقع التغيرات المناخية في السعودية

كشف المركز السعودي للأرصاد عن 15 ظاهرة جوية حادة أثّرت على مناطق المملكة خلال عام 2024 وتجسّد بوضوح تأثير التغيرات المناخية التي تشهدها البلاد.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق الفيضانات المدمرة في البرازيل تسببت في مقتل أكثر من 80 شخصاً خلال مايو 2024 (رويترز)

تهجير 40 مليون شخص بسبب كوارث مناخية في 2024

أفادت دراسة دولية بأن عام 2024 شهد درجات حرارة قياسية تسببت في تغييرات جذرية بدورة المياه العالمية، مما أدى إلى فيضانات مدمرة وجفاف شديد في العديد من المناطق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال فعالية في فينيكس بولاية أريزونا الأميركية... 22 ديسمبر 2024 (رويترز)

لماذا يطالب ترمب بجزيرة غرينلاند وقناة بنما؟

يسعى ترمب من خلال مطالبته بالسيطرة على جزيرة غرينلاند وقناة بنما، لتحقيق مصالح اقتصادية وأمنية كبيرة للولايات المتحدة، لا سيما على حساب الصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم 5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

دعاوى مشروعة للدول الفقيرة وأخرى ارتدادية من الشركات والسياسيين

جيسيكا هولينغر (واشنطن)

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟