المعارضة السودانية تصف خطاب «البرهان» بالإيجابي

عدته خطوة في الطريق الصحيح لحل الأزمة

عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي لدى إلقاء خطابه في ختام تدريب عسكري في المعاقيل (غيتي)
عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي لدى إلقاء خطابه في ختام تدريب عسكري في المعاقيل (غيتي)
TT

المعارضة السودانية تصف خطاب «البرهان» بالإيجابي

عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي لدى إلقاء خطابه في ختام تدريب عسكري في المعاقيل (غيتي)
عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي لدى إلقاء خطابه في ختام تدريب عسكري في المعاقيل (غيتي)

وصف القيادي بتحالف المعارضة السودانية (قوى الحرية والتغيير)، الواثق البرير، خطاب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، بأنه خطوة إيجابية تهيئ المناخ لعملية سياسية شاملة، جاء ذلك بينما تستعد لجان المقاومة لتسيير مواكب احتجاجية مليونية اليوم (الثلاثاء)، تتجه نحو القصر الرئاسي بالخرطوم.
وأثار خطاب البرهان، الذي هاجم فيه النظام المعزول، وحذره من التخفي وراء المؤسسة العسكرية، جدلاً كثيفاً في الساحة السياسية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، فيما عدته مجموعات سياسية أنه خطوة تعزز فرص حل الأزمة السياسية، وذهبت أخرى إلى وصفه بأنه تكتيك ومحاولة لإرباك المشهد السياسي.
وقال البرير لـ«الشرق الأوسط»، إن قوى المعارضة تأمل في أن يتبع البرهان خطابه بخطوات حقيقية تمهد الطريق للوصول إلى حكومة انتقالية ذات مصداقية ومقبولة للشعب السوداني.
وكشف البرهان في خطاب أول من أمس، عن مفاوضات مع قوى الحرية والتغيير لحل الأزمة، مؤكداً في الوقت ذاته، استعداد الجيش على العمل مع كل القوى السياسية التي تسعى لإنقاذ البلاد، كما شدد على أن الجيش لن يسمح بعودة الإسلاميين للسلطة عبر المؤسسة العسكرية.
وقال البرير الذي يشغل منصب الأمين العام لحزب الأمة «القومي» (فصيل رئيسي في «قوى التغيير»)، إن «الخطاب حمل مؤشرات جديدة، ونعدها خطوة في الطريق الصحيح».
وأضاف: «يبدو أن البرهان يريد أن يمضي في اتجاه محاولة بناء إيجابية»، مؤكداً تمسك قوى المعارضة بآلياتها السلمية والسياسية والضغط الداخلي والدولي للعودة إلى المسار الانتقالي المدني.
وجدد البرهان في خطابه التزام القوات المسلحة باستكمال الفترة الانتقالية بالتراضي مع القوى السياسية، عدا حزب المؤتمر الوطني، الذي قال إنه لا مكانة له في الفترة الانتقالية، واتهمه بأنه يقف وراء إثارة الشائعات ضد القوات المسلحة.
وقال عضو سابق بمجلس قيادة ثورة الإنقاذ 1989 العميد متقاعد، صلاح كرار، إن خطاب البرهان حمل رسالة قوية جداً للحركة الإسلامية السودانية وحزب المؤتمر الوطني «المنحل» بأنه لا مستقبل لهم في حكم السودان.
وأضاف في تسجيل صوتي، أن التسوية المقبلة تجري بترتيب كامل من الإدارة الأميركية، يعزل منها الإسلاميين واليسار ممثلاً في الحزب الشيوعي والأحزاب العروبية.
وفي موازاة ذلك، واصلت الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة التنمية الحكومية (إيقاد)، مشاورات مع القوى السياسية خارج «قوى التغيير»، حيث التقت بالحزب الاتحادي الأصل والمؤتمر الشعبي، وتجمع المهنيين السودانيين، لتكون جزءاً من العملية السياسية الجارية حالياً.
وقال تجمع المهنيين في بيان أمس، إن الآلية الثلاثية قدمت تنويراً ضافياً عن الجهود التي بذلتها مع الأطراف المعنية، لمعالجة الوضع السياسي الراهن.
وأكد التجمع دعمه لجهود الآلية الثلاثية، على مطالب الثورة في عدم مشاركة فلول النظام المعزول في الفترة الانتقالية، كما شدد على أهمية إصلاح القطاعين الأمني والعسكري والالتزام بمهنية الجيش الواحد، وتحقيق العدالة الانتقالية مع مناهضة الإفلات من العقاب.
وافادت مصادر تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، بأن الآلية الثلاثية تجري المشاورات النهائية بعد تسلمها ملاحظات قادة الجيش على مشروع دستور نقابة المحامين حول الترتيبات الدستورية للفترة الانتقالية المقبلة، والتي من المزمع الإعلان عنها في وقت قريب.
وفي غضون ذلك، دعت لجان المقاومة التي تقود الحراك الشعبي في الشارع إلى تظاهرة مليونية اليوم (الثلاثاء)، تنطلق من مدن العاصمة نحو القصر الرئاسي بوسط الخرطوم.
وترفض لجان المقاومة أي تسوية سياسية مع قادة الجيش، وترفع شعار «لا تفاوض، لا مساومة ولا شرعية» للسلطة التي تحكم البلاد بإجراءات 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الجيش الصومالي يقضي على عناصر إرهابية

استنفار أمني صومالي خارج العاصمة مقديشو (متداولة)
استنفار أمني صومالي خارج العاصمة مقديشو (متداولة)
TT

الجيش الصومالي يقضي على عناصر إرهابية

استنفار أمني صومالي خارج العاصمة مقديشو (متداولة)
استنفار أمني صومالي خارج العاصمة مقديشو (متداولة)

قضى الجيش الصومالي على 10 عناصر من حركة «الشباب» الإرهابية في عملية عسكرية بمنطقة بيرحاني، شمال غربي مدينة كيسمايو بمحافظة جوبالاند.

وأوضح الجيش الصومالي وفق وكالة الأنباء الصومالية، أنه بالتعاون مع القوات الدولية تم القضاء على مجموعة من حركة الشباب الإرهابية مكونة من 10 عناصر، كانت تخطط لشن هجوم في جنوب البلاد.

عناصر من الجيش الصومالي (أرشيفية)

وأشارت الوكالة إلى أن القوات الصومالية تخوض منذ أكثر من عقد من الزمن، معارك ضد عناصر «حركة الشباب»، وتمكنت في غضون أشهر من استعادة السيطرة على عدد من المناطق وسط وجنوب البلاد.

من جهة أخرى، نفذت الولايات المتحدة الأميركية غارة على عناصر تنظيم «داعش» في مناطق علمسكاد بإقليم بري بالولاية، بحسب مسؤول في ولاية بونتلاند شبه المستقلة الواقعة في شمال شرقي الصومال. ويأتي الهجوم بعد أيام من هجوم تنظيم «داعش» على قرية دارجالي في إقليم بري، حيث قتل أكثر من 20 شخصاً بينهم جنود ومدنيون، بحسب موقع الصومال الجديد الإخباري، السبت.

وقال المتحدث باسم عمليات مكافحة الإرهاب في بونتلاند، الجنرال محمود محمد أحمد، إن الولايات المتحدة اتخذت خطوة مهمة لمساعدة بونتلاند في مكافحة الإرهاب.

عناصر من الجيش الصومالي (أرشيفية)

وقال الجنرال: «إننا نشكر الولايات المتحدة على دعمها المستمر في حربنا ضد الإرهاب، الأمر الذي أدى إلى منع كثير من التهديدات».

وقد وعدت بونتلاند بالفعل بمواصلة الحرب على الجماعات الإرهابية بمساعدة المجتمع الدولي، ولم تعلق الولايات المتحدة الأميركية حتى الآن على الغارة التي استهدفت مواقع تنظيم «داعش».