عالم الجمال يغوي كبريات دور الأزياء

«هيرميس» و«فالنتينو» و«فارفيتش» آخر من ركب موجة طرح مستحضرات تجميل

هناك شريحة مهمة من النساء يطمحن للحصول على المظهر نفسه الذي يتابعنه على منصات العرض من دون نقصان أو تخفيف من جرعته القوية
هناك شريحة مهمة من النساء يطمحن للحصول على المظهر نفسه الذي يتابعنه على منصات العرض من دون نقصان أو تخفيف من جرعته القوية
TT

عالم الجمال يغوي كبريات دور الأزياء

هناك شريحة مهمة من النساء يطمحن للحصول على المظهر نفسه الذي يتابعنه على منصات العرض من دون نقصان أو تخفيف من جرعته القوية
هناك شريحة مهمة من النساء يطمحن للحصول على المظهر نفسه الذي يتابعنه على منصات العرض من دون نقصان أو تخفيف من جرعته القوية

سرب من بيوت الأزياء والشركات العالمية دخل قطاع الماكياج مؤخراً. الهدف ليس دائماً من أجل جمال عيون المستهلك؛ بل هو حسبة تجارية أولاً وأخيراً، بعد أن أكدت الدراسات وأرقام المبيعات أنه ورقة رابحة في أياديهم، وفي أحيان كثيرة يمول قطاعات أخرى مثل الأزياء. لهذا؛ فإن دخول بيوت كانت إلى زمن قريب مُكتفية بتصميم الأزياء والإكسسوارات إلى هذا المجال، مثل «هيرميس» و«فالنتينو» وقبلهما «غوتشي» و«دولتشي آند غابانا» و«جيورجيو أرماني، لا يترك مجالاً للشك في أن هناك توجهاً جديداً يُحرك عالم الترف. منذ أكثر من شهر، أعلنت منصة «فارفيتش ( FARFETCH)» دخولها سوق مستحضرات التجميل. ورغم أهمية الخبر؛ فإنه لم يكن مفاجئاً؛ إذ إن بوادره بدأت منذ أن استحوذت «فارفيتش» المختصة في مجال الموضة سابقاً على محلات «فايلت غراي» الأميركية. ليس هذا فقط؛ بل دعمت دخول محلات «براونز» و«أوف وايت» المنضويتين تحت جناحيها هذا المجال أيضاً حتى يتمكن زائر الموقع من أن يتسوق كل ما يحتاجه وهو في عقر داره أو بضغطة على الهاتف، ومن دون أن يحتاج الانتقال إلى منصة أخرى. المفاجئ في دخول «فارفيتش» هذا المجال أن مستحضرات التجميل، مثل العطور، تحتاج إلى تجربة حسية تعتمد على اللمس والشم. لكن الشركة تعرف أن سلوكيات التسوق تغيرت، وبالتالي تُعول على شريحة تعرف ما تريد من جهة؛ وتفضل التسوق الإلكتروني من جهة أخرى. وراء هذا التوجه مديرون فنيون ورؤساء تنفيذيون يرون أن الصورة الأحادية لتسويق الأزياء لم تعد كافية، ويجب أن يشمل صورة ثلاثية الأبعاد قد تبدأ من منصات عروض الأزياء بكل إبهارها وبهاراتها ثم تصل إلى الشارع بشكل أو بآخر.


مصمم دار «فالنتينو» يلبس سترة رياضية كتب عليها: «أحب الجمال... إنه ليس ذنبي» ملخصاً رؤيته للجمال والموضة على حد سواء

واحد من هذه الأشكال يتمثل في مستحضرات تجميل قد تُشبع رغبة أي شخص يحلم بقطعة بتوقيع هذه البيوت الراقية ولا يستطيع إليها سبيلاً. مصمم دار «فالنتينو» بيير باولو بيكيولي يشرح الأمر قائلاً: «الجمال والموضة وجهان لعملة واحدة، وللأسف ظلت الموضة لزمن طويل أحادية الأبعاد تهتم بالأزياء أولاً وأخيراً، وهو ما كان مناسباً وجميلاً في وقت من الأوقات؛ لكن الأمر تغير الآن... أصبح من الضروري إضافة عُمق على الصورة التي كنا نقدمها». يتابع: «أرى أنه من دون ماكياج لا تأخذ القطعة مهما كانت راقية ورائعة حقها كاملاً؛ لأنه هو الذي يضيف تلك الطبقة التي تلمس المشاعر والوجدان». كما لمح المصمم إلى أن ما شجعه أكثر انتباهه إلى أن الزبونات لا يردن الاستلهام فقط؛ بل هناك شريحة مهمة منهن يطمحن للحصول على المظهر نفسه الذي يتابعونه على منصات العرض، من دون نقصان أو تخفيف من جرعته القوية. وهو محق في رأيه. ففي موسم الـ«هوت كوتور» الذي يسمح بكثير من الفنية والتفرد، فإن التغطيات الخاصة بالماكياج تكاد تغطي أحياناً على تلك التي تغطي الأزياء، بدليل صور رموش العيون الجريئة والألوان الصارخة التي يتم تداولها عبر «إنستغرام» و«تيك توك». من جهته؛ علق ستيفن كولب، المدير التنفيذي للمصممين في أميركا، على هذا الزحف الصارخ نحو قطاع الجمال والتجميل في مقال قال فيه: «عندما نتابع أي عرض أزياء، فإن عنصر الإبهار لا يقتصر على الأزياء وحدها؛ بل يعتمد على عناصر كثيرة يكمل بعضها بعضاً، مثل الماكياج وتسريحات الشعر التي تعدّ جزءاً لا يتجزأ من العرض، لا سيما في عصر وسائل التواصل الاجتماعي التي عززت قوة الألوان. كل هذا بات يفرض على أي ماركة عالمية تريد أن تواكب العصر وتغيراته السريعة أن تأخذ في الحسبان ثقافة الأجيال الصاعدة ومتطلباتها».


ماكياج «فالنتينو» بكل مبالغاته الفنية خلال عروض الأزياء أصبح ملهماً لجيل الـ«تيك توك»

لا يختلف اثنان على أن جيلاً كهذا كان له دور مؤثر في تشجيع هذه البيوت على دخول مجال الجمال؛ وفق تقرير نشرته شركة «ماكينزي آند كومباني». هذا الجيل يرى أن الماكياج أداة تعكس شخصيته وتفرده وحتى ميوله. نظرة سريعة للحملات الترويجية المصورة أيضاً، أو ما يجري تداوله على منصات مثل «تيك توك» و«يوتيوب» تؤيد هذا التفكير؛ فالماكياج لم يعد قائماً على التمويه على العيوب وإبراز مكامن الجمال، بقدر ما أصبح وسيلة لإخراج الجانب الإبداعي والفردي لكل شخص. في حملة «فالنتينو» مثلاً ظهرت 16 عارضة من كل جنس ولون، وفي حملة «غوتشي» تعمد المصمم أليساندرو ميكيلي عدم الاستعانة بعارضات جميلات بالمعنى التقليدي، واختار في المقابل عارضات عاديات جداً، ركز على عيوبهن كأنه يحتفل بها بدل إخفائها.


كل بيوت الأزياء التي دخلت هذا القطاع جست النبض بأحمر الشفاه قبل أن تتوسع إلى باقي المستحضرات

بيد أنه لا يمكن القول إن الهدف من دخول «فالنتينو» و«هيرميس» ومنصة «فارفيتش» ومحلات «براونز» وغيرها هذا الشهر مجال الجمال والتجميل مثالي من أجل عيون الزبونات فقط؛ فهناك الجانب الربحي الذي يأتي من وراء استقطاب شرائح واسعة من الزبائن مستعدة لصرف مئات الدولارات على عطر أو قلم أحمر أو كريم أساس. مبيعات بيوت أزياء أخرى مثل «جيورجيو أرماني» و«دولتشي آند غابانا» و«إيف سان لوران» و«ديور» وغيرها، تؤكد أنه قطاع يُعول عليه ولا يُخيب الآمال. فقيمة سوق مستحضرات التجميل العالمية، تُقدر بنحو 69 مليار دولار أميركي؛ وفقاً للنسخة العشرين من دراسة السوق الفاخرة التي أجرتها « «Bain Altagammaفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، وبهذا تكون ثانية كبرى الفئات بعد فئة البضائع الجلدية وقبل فئة الملابس. ويتوقع أن تصل قيمة قطاع مستحضرات التجميل إلى 85 مليار دولار بحلول 2024 بفضل جيل تشير دراسة صدرت بعد الجائحة إلى أن 40 في المائة منه مستعد أكثر من أي وقت مضى لأن يجرب أي جديد تطرحه بيوت الأزياء وأسماء جديدة. أمر يعرفه المصمم توم فورد جيداً ويعيشه منذ عام 2010 عندما طرح مجموعة مكونة من أحمر شفاه بـ50 دولاراً، وهو ضعف سعر أي أحمر شفاه آخر في السوق آنذاك، ومع ذلك حقق وفي فترة وجيزة مليار دولار لشركة «إيستي لودر» التي كانت وراء تصنيعه، كما يقال إنه باع منه ما قيمته 500 مليون دولار.

«غوتشي»؛ التي تعدّ جديدة هي الأخرى في هذا المجال، حيث دخلته في عام 2019 فقط، حذت حذوه وجست نبض السوق بمجموعة من أحمر شفاه بيع منها مليون قلم خلال شهر واحد، مما شجعها على التوسع إلى كريم أساس وأقلام كحل سائلة للعيون وماسكارا. قبل «فالنتينو» اقتحمت دار «هيرميس» بعد أكثر من قرن من بناء سمعتها على الإكسسوارات والأزياء، مجال التجميل. تسلحت بتاريخها العريق وقراءتها للسوق وتغيراتها. انتبهت إلى أن الحرفية العالية التي تقوم عليها ماكينة تسويقها، لها ثمن باهظ يجعل العين بصيرة واليد قصيرة في أغلب الأحيان. من هنا؛ فإن الحصول على قلم أحمر أو كريم أساس أو بودرة مضغوطة في علبة أنيقة مطبوعة بلونها البرتقالي بمثابة تحقيق حلم لشريحة كبيرة من الزبونات ليس في مقدورهن شراء إيشارب منها بـ300 دولار؛ لكن لا يستغنين عن أحمر شفاه أيا كان سعره. هي الأخرى بدأت بأحمر شفاه في العام الماضي. عندما طرحت مجموعة بألوان متنوعة منه كان لسان حالها يقول إن «ديور» و«شانيل» و«سان لوران»... وغيرها من الدور التي دخلت عالم الجمال منذ عقود وحققت أرباحاً هائلة ساعدتها على التوسع والانتشار عالمياً، ليست بأحسن منها. ثم إن هذه المستحضرات يمكن أن تُباع في محلاتها، كما في محلات غيرها من دون أي خوف من تأثير هذه الوفرة على صورتها الأيقونية ولا على مكانة إكسسواراتها وأزيائها. المهم أن تحمل هذه المستحضرات ثقافتها وبصماتها، وهو ما فهمته «هيرميس» وترجمته في جودة المنتجات وأناقة العلب والتغليف باللون البرتقالي الذي أصبح لصيقاً بها.


مقالات ذات صلة

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة النجمة المصرية نيللي كريم كما ظهرت في عرض هنيدة الصيرفي (هيئة الأزياء)

الرياض... لقاء الثقافة والأناقة

غالبية العروض في الدورة الثانية من أسبوع الرياض منحتنا درساً ممتعاً في كيف يمكن أن تتمازج الثقافة والهوية بروح الشباب التواقة للاختلاف وفرض الذات.

جميلة حلفيشي (لندن)

7 فائزين بجوائز «فاشن تراست آرابيا» ومراكش ثامنهم

الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)
الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)
TT

7 فائزين بجوائز «فاشن تراست آرابيا» ومراكش ثامنهم

الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)
الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)

منذ 6 سنوات، اختارت الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فارس، الشهر العاشر من السنة لكي يكون مناسبة متجددة للاحتفال بالمصممين الناشئين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهي مبادرة باتت عالمية، اسمها «فاشن تراست آرابيا»، هدفها اكتشاف المصممين الصاعدين ودعمهم مادياً ومعنوياً ولوجيستياً. فإلى جانب مبالغ مالية مهمة تتراوح بين 100 ألف و200 ألف دولار، يتلقون تدريبات في بيوت أزياء عالمية، وتفتح لهم منصات ومحال عالمية مثل «هارودز» أبوابها لتستعرض إبداعاتهم أمام زبائنها.

من الفائزين بجوائز هذا العام (خاص)

هذا العام كانت الجوائز من نصيب 7 مشاركين، هم نادين مسلم من مصر في جانب الأزياء الجاهزة، وياسمين منصور، أيضاً من مصر عن جانب أزياء السهرة، في حين كانت جائزة المجوهرات من نصيب سارة نايف آل سعود ونورا عبد العزيز آل سعود ومشاعل خالد آل سعود، مؤسسات علامة «APOA) «A Piece of Art) من المملكة العربية السعودية.

أما جائزة الإكسسوارات، فكانت من نصيب ريم حامد من مصر، وجائزة فرانكا سوزاني، وتقدر بـ50 ألف دولار، للموهبة الصاعدة سيلويا نزال وهي فلسطينية - أردنية، بينما حصلت بتول الرشدان من الأردن على جائزة Fashion Tech، وكل من زافي غارسيا وفرانكس دي كريستال على جائزة البلد الضيف: إسبانيا.

شكَّل قصر البديع خلفية رائعة في ليلة من الأحلام والتاريخ (خاص)

لم يفز أي مغربي في هذه الدورة، باستثناء المصمم شرف تاجر مؤسس علامة «كازابلانكا» الذي حصل على جائزة شرفية بوصفه رجل أعمال. لكن فازت مراكش بالجائزة الكبرى بلا منازع. كانت المضيف والضيف القوي في الوقت ذاته. حضورها كان طاغياً وجمالها آسراً تجلى في مبانيها وقدرات حرفييها على تحويل الأحجار إلى لوحات فنية سواء في زخارف الجدران أو جص الأسقف أو فسيفساء الأرضيات، فضلاً عن فخامة الأبواب. ليست مبالغة إن قلنا إنها، أي مراكش، سرقت الأضواء وألهبت وسائل التواصل الاجتماعي. كانت خير تغيير للدوحة، البلد الأم. فالفعالية التي شهدت الدوحة ولادتها منذ 6 سنوات واحتفلت فيها لحد الآن بكل نسخها السابقة، بما فيها اثنتان؛ الأولى افتراضية بسبب جائحة «كورونا» وما ترتب عليها من منع السفر، والأخرى أُلغيت بسبب أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول) في العام الماضي، وما ترتب عليها من حالة نفسية لم تفتح النفس على الاحتفال. ومع ذلك فإن إلغاء السفر لم يحرم الفائزين من أخذ فرصهم. فقد تسلموا جوائزهم ونالوا نصيبهم من التدريب والتطوير بفضل التكنولوجيا.

صورة جماعية تظهر فيها الأميرة لالة حسناء والشيخة مياسة وتانيا فارس مع الفائزين لعام 2024 (خاص)

هذا العام، ولأول مرة، تخرج الفعالية من مسقط رأسها. جاء اختيار مراكش، تزامناً مع العام الثقافي «قطر - المغرب 2024»، وهي مبادرة تقود التبادل الثقافي وتشجع الحوار القائم على الخبرات المشتركة في شتى الفنون. وبما أن «الموضة لغة فنية» كما قال النجم المصري أحمد حلمي، منشط الحفل لهذا العام، كان من الطبيعي أن تُفكر «فاشن تراست آرابيا» في المشاركة في هذه الفعالية بكل قوتها، وهكذا على مدى 3 أيام و3 ليالٍ، شهدت المدينة حركة ربما تعوّدت عليها منذ سنوات طويلة، إلا أنها اكتسبت جمالية أكبر هذه المرة نظراً لنوعية الضيوف. فقد نجحت «فاشن تراست آرابيا» في أن تجمع في نفس المكان والزمان نجوم السينما ووسائل التواصل الاجتماعي والعارضات العالميات بصناع الموضة، لتكتمل الخلطة.

كارلا بروني والرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي حضرا الحفل (خاص)

فليس جديداً أن تجذب مراكش النجوم وصناع الموضة. تشدهم للاستقرار فيها أو لقضاء إجازاتهم أو إقامة مناسباتهم المهمة فيها، بدليل أن إيف سان لوران كان من عشاقها كذلك المصمم المخضرم روميو جيلي وغيره ممن استقروا فيها. الجديد أن «فاشن تراست آرابيا» كشفت لمَن سمعوا عنها ولم يُسعفهم الحظ بزيارتها من قبل خباياها وأسرارها الكامنة في معمارها الفريد وديكورات بيوتها العريقة وقصورها التاريخية وألوان صحاريها.

ماي ماسك والدة إيلون ماسك في الحفل (خاص)

يوم توزيع الجوائز، كان قصر البديع واحداً من هذه الأماكن. فيه تم استقبال الضيوف وتسليم الجوائز. كل ركن فيه كان يعبق بالتاريخ والحرفية، من أبوابه الخشبية إلى مياهه وهيبة أسواره التي تحكي كل طوبة بُنيت بها قصة وإنجازات بطولية. كل هذه التفاصيل شكلت خلفية رائعة لم يستطع الحضور المتميز، بدءاً من كارلا بروني إلى إيشا أمباني، ابنة الملياردير موكيش أمباني، رئيس شركة ريليانس أو ماي ماسك، والدة إيلون ماسك وغيرهن، منافستها بريقاً.

الأميرة لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فارس (خاص)

حضور الأميرة المغربية لالة حسناء الحفل وتقديمها جائزة «فاشن تراست آرابيا» للفائزة في فئة أزياء السهرة، ياسمين منصور، كان له مفعول السحر، لأنه وبكل بساطة وضع المكان في إطاره التاريخي المهيب، باستحضاره جلسات الملوك والأمراء وهم يحتفلون بالنجاحات والإنجازات بعد كل انتصار. كان واضحاً أن علاقتها بالشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني قوية وفخرهما بكل ما هو عربي ومغربي واضح. اختارت الأميرة قفطاناً عصرياً طُرِّز بالأصالة الممزوجة بالمعاصرة. بفخامة هادئة أبدعتها أنامل «معلم» محترف، لم يحتج إلى أي تطريزات براقة ومبالغ فيها. الشيخة المياسة بدورها استعملت لغة دبلوماسية راقية؛ حيث ارتدت فستاناً بتفاصيل مبتكرة من تصميم المغربي محمد بن شلال، الذي فاز بجائزة «فاشن تراست آرابيا» عام 2021 عن فئة أزياء المساء والسهرة. منذ ذلك الحين، وهو ينتقل من نجاح إلى آخر إلى حد أن أميرات أوروبا وملكة هولندا، ماكسيما، يعتمدن تصاميمه في المناسبات الرسمية والخاصة.

إنجازاته بعد حصوله على الجائزة لا تترك أدنى شك بأن الفعالية ليست مجرد حفل كبير يلتقي فيه النجوم بقدر ما هي جادة في أهدافها وتحمسها للمصممين العرب. وهذا ما تؤكده تانيا فارس، مؤسسة «فاشن تراست» التي بعد مسيرة طويلة في العمل مع مجلس الموضة البريطاني وغيره، تدعم مصمميها الشباب، رأت أن الوقت حان لتصوب أنظارها نحو المنطقة العربية. تقول: «انتبهت أننا لا نفتقر إلى المواهب، كل ما نفتقر إليه هو منصات وجهات تدعمها وتُخرج ما لديها من إمكانات ومهارات». وهكذا شكَّلت مع الشيخة المياسة ثنائياً ناجحاً، لا سيما أن وجهات النظر واحدة كذلك الأهداف.