البرلمان العراقي يبدأ فصله التشريعي بنفي إشاعات حول نوابه

جدول الأعمال يخلو من القوانين المهمة

البرلمان العراقي يبدأ فصله التشريعي بنفي إشاعات حول نوابه
TT

البرلمان العراقي يبدأ فصله التشريعي بنفي إشاعات حول نوابه

البرلمان العراقي يبدأ فصله التشريعي بنفي إشاعات حول نوابه

في الوقت الذي دفعت فيه الحكومة العراقية عدة مشاريع قوانين مهمة إلى البرلمان يتصدرها الحرس الوطني والعفو العام والمحكمة الاتحادية وقانون الأحزاب فإن الجلسة الأولى في الفصل التشريعي الجديد التي عقدت أمس خلت أي من القوانين التي لا تزال مثلما يرى مقرر البرلمان عماد يوخنا بأنها تنتظر التوافق السياسي لإقرارها.
وبدلاً من حزمة القوانين التي جرى ترحيل بعضها من الدورة البرلمانية السابقة وبعضها من الفصل التشريعي الأول للدورة الحالية فإن رئيس البرلمان سليم الجبوري الذي اضطر أول من أمس إلى نفي إشاعة زواجه من إحدى النائبات وجد نفسه مضطرا أمس إلى نفي إشاعة أخرى تم تداولها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومفادها تخصيص «عيدية» للنواب مقدارها 25 مليون دينار عراقي (نحو 23 ألف دولار أميركي).
وقال الجبوري في كلمة افتتح بها الجلسة التي حضرها 220 نائبا، إنه «لا صحة لما تناولته بعض وسائل الإعلام حول تخصيص عيديات لأعضاء مجلس النواب»، مؤكدا في الوقت نفسه احتفاظ البرلمان بحق «مقاضاة كل من يروج أخبارا عارية عن الصحة بهذا الخصوص». في السياق نفسه، أكدت رئاسة البرلمان، أن رئيس البرلمان سيعقد قريبا اجتماعا مع اللجنة القانونية ورؤساء الكتل السياسي لبحث قانون العفو العام.
على صعيد متصل، أكد مقرر البرلمان العراقي عماد يوخنا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «القوانين المهمة مثل العفو العام والأحزاب والمحكمة الاتحادية والحرس الوطني والمساءلة والعدالة لم تحسم بعد من الناحية الإجرائية فبعضها يحتاج إلى قراءة ثانية لإقرارها وبعضها الآخر لا يزال لدى اللجان المختصة، مثل العفو العام، ومنها ما هو جاهز، مثل المحكمة الاتحادية والأحزاب، لكن كل هذه القوانين لا يكفي لإقرارها مجرد عرضها على التصويت، بل هي تحتاج إلى توافق سياسي أولا قبل إدراجها على جدول الأعمال». وأضاف أن «هناك نقاطا خلافية حول بعض القوانين لا يمكن أن تحسم داخل اللجان لأنها تحتاج إلى قرار سياسي بطريقة التوافق المعمول به في العراق حاليا بسبب المحاصصة الحزبية والعرقية والطائفية التي أخرت مسيرة البلاد كثيرا».
من جانب آخر، دعا عضو البرلمان العراقي عن كتلة «مستقلون» محمد الشمري إلى ضرورة أن تعمل الكتل السياسية خلال الفصل التشريعي المقبل على تمرير القوانين المهمة التي تمس المواطن والعملية السياسية على حد سواء. وقال الشمري لـ«الشرق الأوسط»، إن «إقرار القوانين المهمة التي ينتظرها الشارع العراقي لا بد أن تكون لها الأولوية خلال الفصل التشريعي الجديد وهو ما يتطلب من جميع الكتل السياسية العمل بجد واجتهاد بعيدا عن الخلافات الفئوية والحزبية الضيقة من أجل تمرير القوانين المهمة التي تنتظر البت بها لتقويم العملية السياسية القائمة».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.