«كيمياء النقر» تقنية محتملة لعلاج سرطان العظام

رسم جرافيك يشرح استخدام كيمياء النقر في العلاج (الفريق البحثي)
رسم جرافيك يشرح استخدام كيمياء النقر في العلاج (الفريق البحثي)
TT

«كيمياء النقر» تقنية محتملة لعلاج سرطان العظام

رسم جرافيك يشرح استخدام كيمياء النقر في العلاج (الفريق البحثي)
رسم جرافيك يشرح استخدام كيمياء النقر في العلاج (الفريق البحثي)

في سبتمبر (أيلول) الماضي، حصل باحثون من كاليفورنيا والدنمارك على جائزة نوبل في الكيمياء؛ لتطويرهم كيمياء «النقر»، وهي عملية تلتقي فيها الجزيئات معاً مثل «ليجو»، مما يجعلها وسيلة نقل أكثر فعالية في توصيل الأدوية للأورام السرطانية.
الآن، في دراسة حديثة نُشرت في العدد الأخير من دورية «الصيدلانيات الجزيئية»، أظهر باحثون في جامعة ميسوري الأميركية بنجاح ولأول مرة، كيف يمكن استخدام كيمياء النقر لتوصيل الأدوية بكفاءة أكبر لعلاج سرطان العظام، ونفّذوا تجاربهم على «الكلاب».
يقول جيفري بريان، الأستاذ المساعد في كلية الطب البيطري، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره، أمس الأحد، الموقع الإلكتروني للجامعة: «إذا كنت ترغب في مهاجمة الورم باستخدام الجهاز المناعي، فإن الجسم المضاد هو وسيلة محددة جداً لإيصال دواء أو حمولة مُشعة إلى الورم، لكن المشكلة مع الأجسام المضادة هي أنها جزيئات ضخمة تنتشر في مجرى الدم لأيام، وإذا وضعت دواء أو جزيئاً مشعاً على الجسم المضاد، فإنك تترك النشاط الإشعاعي يدور في مجرى الدم لفترة طويلة، مما قد ينتشر ويؤثر سلباً على الأعضاء ونخاع العظام والكبد، مع عدم الحصول على الجرعة نفسها المناسبة للورم المحدد مثلما كنت تأمل».
والهدف من كيمياء النقر هو زيادة إيصال الأدوية العلاجية تحديداً إلى الورم السرطاني إلى أقصى حد؛ لزيادة الفعالية مع تقليل تداول تلك الأدوية في جميع أنحاء مجرى الدم والتسبب في آثار جانبية خطيرة.
ولسنواتٍ، افترض عدد من الكيميائيين أنه على الرغم من أن كيمياء النقر كانت ناجحة في الفئران، فإن الاستراتيجية لن تنجح في الكلاب الكبيرة أو الأشخاص؛ لأن حجم الجسم قد يكون كبيراً جداً، بما لا يسمح للجزيئات التي تقدم العلاج بالعثور على بعضها البعض.
وتعاون جيفري مع بريان زيجليس، الأستاذ المشارك في كلية هانتر بنيويورك والمتخصص في كيمياء النقر، لإجراء أول دراسة ناجحة على الإطلاق «لإثبات صحة المفهوم» في كلية الطب البيطري باستخدام كيمياء النقر، وجرى بنجاح تسليم جرعات من الأدوية المُشعة خصوصاً للأورام في 5 كلاب تزن أكثر من 100 رطل وكانت مصابة بسرطان العظام.
ويقول بريان: «إنها خطوة كبيرة للأمام أن يُظهر هذا المجال نجاحه في جسم بحجم الإنسان، وللمضي قدماً، قد يمهد هذا الطريق لاستخدام كيمياء النقر لمساعدة البشر المصابين بالسرطان في المستقبل».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

رحيل ألان ديلون فارس السينما الفرنسية الجميل

ديلون من موقع تصوير فيلمه في «الصقليون» 1969 (أ.ب)
ديلون من موقع تصوير فيلمه في «الصقليون» 1969 (أ.ب)
TT

رحيل ألان ديلون فارس السينما الفرنسية الجميل

ديلون من موقع تصوير فيلمه في «الصقليون» 1969 (أ.ب)
ديلون من موقع تصوير فيلمه في «الصقليون» 1969 (أ.ب)

رحل يوم الأحد الممثل الفرنسي ألان ديلون، عن 88 سنة، وأكثر من 100 فيلم، وحسب عائلته في تصريح لها لوكالة الصحافة الفرنسية. توفي النجم الفرنسي الشهير «بسلام» بعد 3 سنوات من العناية الطبية، لم يشكُ من مرض أو عضال، بل من وهن عام جعله أقل قدرةً على النشاط والحركة.

الممثل الفرنسي ألان ديلون (أ.ف.ب)

نصيحة من ذهب

«كل ما أفتخر به هو مهنتي»، هذا ما قاله ديلون سنة 2019، عندما احتفى به مهرجان «كان». وقد انطلق في مهنة الفن سنة 1957، قبل ذلك كان مجنداً في البحرية الفرنسية، وأُرسل إلى سايغون خلال ما يُعرف باسم «الحرب الهندوصينية» (Indochina War)، التي خاضتها فرنسا ما بين 1946 و1954، وأُعفي من الخدمة بعدما قاد سيارة جيب بلا إذن، وتحطّمت فوق إحدى الطرقات، وخرج منها سليماً.

مع جان - بول بلموندو في «بورسالينو» (باراماونت بكتشرز)

بعدها عاد إلى باريس، حيث اشتغل في أعمال يدوية عدّة، وتعرّف على شخصين لعبا دوراً مهماً في حياته خلال تلك الفترة، وهما الممثل الفرنسي جان - كلود بريالي، الذي حاول مساندته للعثور على أدوار في السينما، وأخذه معه إلى مهرجان «كان»، حيث عرض كلود شابرول فيلمه «سيرج الجميل» سنة 1958، والثاني الممثلة ميشيل كوردو التي ارتبطت به عاطفياً، وعرّفته على زوجها المخرج إيف أليغريه، الذي منحه دوراً صغيراً في فيلمه «أرسل امرأة عندما يخفق الشيطان» سنة 1957، وكان هذا ظهوره الأول على الشاشة.

روى ديلون ذات مرّة تجربته حينها، قال: «لم تكن عندي أي معرفة بالتمثيل، نظر إليّ المخرج أليغريه وقال لي: اصغِ إليّ جيداً يا ألان، تكلّم كما تتكلم معي، انظر كما تنظر إليّ، اصغِ كما تُصغي إليّ، لا تمثّل. هذه الكلمات غيَّرت كل شيء».

كان عمر ديلون آنذاك 22 سنة، وخلال تلك الفترة جذبت ملامحه أيضاً المنتج الأميركي ديفيد أو. سلزنيك، الذي دعاه إلى روما، حيث عرض عليه عقداً لـ7 سنوات، بشرط أن يُحسّن لغته الإنجليزية، لكن ذلك لم يحدث؛ إذ فضّل ديلون البقاء في حاضنته الفرنسية.

ألان ديلون خلال الحملة الانتخابية الرئاسية للرئيس السابق فاليري جيسكار ديستان 1981 في باريس (أ.ف.ب)

التجربة الأميركية

سينتظر ديلون 8 سنوات قبل أن يُقدِم على تجربة حظّه في السينما الأميركية، بدءاً بفيلم «الرولز - رويس الصفراء»، الذي حقّقه البريطاني أنتوني أسكويث لحساب «مترو - غولدوين ماير» سنة 1964 مع إنغريد برغمن، وشيرلي ماكلين، وعمر الشريف، وركس هاريسون.

تلت هذا الفيلم 5 أفلام أخرى، أشهرها (وأسوأها) «شمس حمراء»، أمام أورسولا أندرس، وتشارلز برونسون، سنة 1971. وخلال الستينات وما بعدها كان ديلون قد أصبح نجماً كبيراً في فرنسا وأوروبا، بيد أنه لم يستطع خلال تلك الأدوار التي مثّلها في هوليوود أن يصبح نجماً يُقبِل عليه الأميركيون. وبعد فيلمه الأول لأليغريه اختاره المخرج نفسه لتأدية أحد الأدوار الأولى في فيلم كوميدي عنوانه «كوني جميلة واصمتي» (1958)، وفي ذلك الفيلم استعان أليغريه بوجه جديد آخر هو جان - بول بلموندو، فأسند إليه دوراً محدوداً فيه. كان ذلك اللقاء الأول بين الممثلَين، تلته 7 أفلام أخرى تقاسما فيها البطولة متناصِفَين، أشهرها «بورسالينو» (1970).

اشتغل ديلون مع مخرجين مهمّين في السينما الفرنسية والأوروبية، حيث رأيناه في «الساموراي» 1967، و«الدائرة الحمراء»، و«شرطي» في 1970، وهي ثلاثية للمخرج الفرنسي الممتاز جان - بيير ميلفيل، كذلك في فيلمين للإيطالي لوكينو ڤيسكونتي، هما: «روكو وإخوته» (1960)، و«الفهد» (1963)، كما مثّل لمايكل أنجلو أنطونيوني «الخسوف» (1962)، ولجوزف لوزي «السيد كلاين»، كما ظهر في فيلم الفرنسي رينيه كليمان «قمر أرجواني» (1960)، وفي فيلم جورج لوتنير «أحدهم مدمى» (1974).

ألان ديلون في «الساموراي» (آرتستس إنترناشيونال)

ثلاثية متميّزة

«الساموراي» هو الفيلم الذي عاش أكثر من سواه بين الأفلام التي مثّلها ديلون للمخرج ملفيل، نتعرّف عليه بغرفة فندق متواضع، في مشهد يشبه المشهد الأول من فيلم «هذا المسدس للإيجار» (This Gun For Hire)، الذي حققه فرانك تاتل، من بطولة ألان ديلون سنة 1942، القصّة تختلف، لكن القبعة والمعطف، وبعض فصول الصمت المُطبِق في المشاهد الأولى واحدة، لكن حقيقةَ كون «الساموراي» أكثر أفلامه الثلاثة لحساب ملفيل شهرةً لا يجب أن يكون سبباً في إغفال فيلمَيه الآخرَين «الدائرة الحمراء» و«شرطي»، ففي كل منهما لعب ديلون نسخة مختلفة الأداء عن الدور الأول، تاركاً المزيد من بصمات الشهرة في مسيرته.

ألان ديلون (يسار) والمخرج السينمائي الفرنسي جان - بيير ميلفيل

ثلاثية ديلون - ملفيل كانت من بين أفلام بوليسية عديدة مثّلها ديلون الذي طوّر أدوات تعبيره في الستينات. هناك مثلاً «المسبح» لجاك ديراي (1968)، الذي لعب فيه ديلون شخصية الرجل الذي يقتل منافسه (موريس رونيه) على قلب امرأته (رومي شنايدر)، خلال عطلة في جنوب فرنسا.

فيلم آخر من الفترة نفسها يُسجّل له هو «العصابة» (Le Gang) لجاك ديراي، اللافت هنا هو أن شخصية ديلون رئيس عصابة، والفيلم يبدأ بمشهد تحلُّق أعضاء العصابة حول زعيمهم عند وفاته، ومن ثَمّ تنسحب القصّة إلى الخلف لتُفصح عمّا دار قبل ذلك.

كان ديلون التقى برومي شنايدر عندما مثّلا معاً بطولة «كريستين» سنة 1958، وهو فيلم ثانوي في مسيرتهما، لكنه قاد لعلاقة عاطفية استمرّت حتى انفصالهما سنة 1963، وشهدت بضعة أفلام أخرى قبل ذلك الانفصال وبعده.

ألان مع أورسولا أندرس في «شمس حمراء» (لو فيلم كورونا).

الحقبة الأخيرة

استقبل مهرجان القاهرة ألان بترحاب كبير قبل سنوات قليلة، لكن ابن الثمانين حينها كان قد قلّل من عدد أفلامه منذ سنوات عدّة، وأصبح اسماً أكبر شأناً من الأفلام التي لعبها في الثمانينات والتسعينات، إنها الفترة التي شهدت أفلاماً لم توفّر تلك النجاحات السابقة، ومنها «ثلاثة رجال للقتل» لجاك ديراي (1980)، و«سوان عاشقاً» للألماني فولكر شلندروف (1984)، و«عودة كازانوفا» لإدوار نيوما (1992)، و«تاريخنا» لبرنارد بلاييه.

وهي الفترة نفسها التي جرّب ديلون يديه في الإخراج، فحقّق «قتل شرطي» (1981)، ولم يمضِ طويلاً في هذا المضمار، ونشط في مجال الإنتاج أكثر، وكان آخر ظهور له في سنة 2019، عندما لعب شخصيته الحقيقية في فيلم «متنصّل» (Disclaimer) لميشيل دنيسو.