أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي أنه لا أولوية تتفوق على أولوية انتخاب رئيس للجمهورية «حفاظا على الكيان بوجه الذين يبحثون عن كيانات أخرى سياسية وحزبية ومذهبية»، محذرا من عقد اتفاقيات ومعاهدات في غيابه، رافضا أن يكون رئيس الجمهورية «لزوم ما لا يلزم»، ومشددا على أن الرئيس «ليس حاجب الجمهورية، بل هو حاكم الجمهورية والمشرف على انتظام عمل مؤسساتها».
وقال الراعي في عظة الأحد أمس: «إننا نتطلع إلى أن يتقدم الحوار بين المسيحيين والمسلمين ويترجم شراكة في الإنسانية والوطنية، خصوصا على أرض لبنان، أرض (الشركة والمحبة)». وأضاف: «لقد صارت الشعوب مقتنعة بضرورة الخروج من شرانقها والانفتاح على بعضها البعض، لكي تتعايش بتبادل الثقة والاحترام والتعاون. وهذا ما نرجوه أيضا وأيضا للبنان، وطننا الحبيب، والباب هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية، حفاظا على الكيان، بوجه الذين يبحثون عن كيانات أخرى سياسية وحزبية ومذهبية وشخصية لهم لا للبنان». وتابع: «فليكن واضحا، أن لا أولوية على أولوية انتخاب رئيس الجمهورية. وليدرك ذلك المسؤولون وكل دولة تعتبر نفسها صديقة لبنان. فلبنان ليس شركة تجارية يعاد تعويمها، بل هو وطن يعاد بناؤه وطنيا على أساس الإيمان والولاء. نقول ذلك لأن البعض يعتقد أنه مع تأخر انتخاب الرئيس يمكن القيام بمشاريع، وكأن انتخاب الرئيس أصبح أمرا ثانويا. مع غياب رئيس الجمهورية، وهو المعني بعلاقات لبنان الخارجية والمعاهدات، يتعذر الاتفاق مع صندوق النقد الدولي أو أن تنفذ إصلاحات وتتخذ إجراءات على صعيد القضاء والإدارة وتقرير المصير، أو أن يحصل تشريع خارج الضرورات القصوى، أو أن تؤلف حكومة». وسأل: «ما قيمة كل هذه المقترحات في غياب رئيس جديد للجمهورية؟ لا، لا، ليس رئيس الجمهورية لزوم ما لا يلزم، وليس حاجب الجمهورية، بل هو حاكم الجمهورية والمشرف على انتظام عمل مؤسساتها».
وتوجه إلى النواب بالقول: «تريدون لبنان كيانا واحدا؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. تريدون دولة لبنان الحديث؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. تريدون استمرار صيغة الشراكة الوطنية؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. تريدون لبنان أن يلعب دوره التاريخي والمستقبلي؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية».
وشنّ الراعي هجوما على المسؤولين المعطلين للانتخابات بالقول: «وأنتم أيها المسؤولون عن حصول الشغور الرئاسي، والمسؤولون اليوم عن انتخاب رئيس جديد، فلم تتأخرون وتسوفون وتتهربون وتعطلون؟ ولم تحجمون وتتريثون وتتقاعسون؟ ربما لا تملكون حرية القرار، فما قيمة نيابتكم؟ وإذا كنتم أحرارا في قراراتكم، فجريمة ألا تفرجوا عن قراركم الحر، وتنتخبوا رئيسا جديدا حرا. ثم ما قيمة تمثيلكم للشعب، إذا لم يكن على رأس الجمهورية رئيس؟».
الراعي يرسم «المحرمات» في غياب رئيس الجمهورية
قال إنه لا اتفاق مع صندوق النقد ولا قوانين إصلاحية... ولا تشريع خارج الضرورة
الراعي يرسم «المحرمات» في غياب رئيس الجمهورية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة